الهام اخت علا مرشح للاشراف
عدد المساهمات : 2030 نقاط : 5861 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 04/07/2014 العمر : 26
| موضوع: التجديف على الرُوحِ القُدُس الثلاثاء يوليو 15, 2014 4:56 am | |
| التجديف على الرُوحِ القُدُس كثيراً ما توقّف آباء الكنيسة المقدسة من القديس أوغسطينوس إلى القديس توما الأكويني إلى غيرهم من مشاهير مُفسريّ الكتاب المقدس ، على توضيح ما أراد السيد المسيح بالتجديف على الروح القدس . وفيما نحاول ، مهتدين بأنوارهم ، تفهّم ما اراده السيد المسيح بقوله : "من جَدّف على الُروح القُدُس فلن يُغفَر لَهُ " ، نسأله تعالى أن يجنّبنا الانزلاق في هذه الخطيئة في عصر كثر فيه التجديق على الله وعلى روحه القدوس ، وكثر فيه التنكّر للقيم الروحية والمبادئ الدينية السديدة ١- في الطريق إلى أورشليم : كان السيد المسيح في بيت عينيا حيث عرّج على مرتا ومريم وسمع شكوى الأولى من إهمال الثانية ورفض مساعدتها في القيام بواجب تحضير الضيافة له ، وترك البيت واتّجه نحو أورشليم التي تقع على مسافة ما يقارب الأربع كيلومترات . ولمّا قطع بعض المسافة وتلاميذه يسيرون خلفه ، توقّف فترةً لُيصلّي ، وأعجب التلاميذ منظره وهو يُصلّي فقالوا له : " يارب ، عَلِّمنا أن نُصلّي " ( لوقا ١١ : ١ ) . فعلّمهم الصلاة الربية ، تلك الصلاة التي ندعو فيها الله : "أبانا الذي في السماوات" ( لوقا ١١: ٢ ) ، وأخذ يشرح لهم صفات الصلاة الحقة ومفاعيلها الناجعة ، واثناء حديثه أتوه بأخرس فيه شيطان ، فتوقّف عن الكلام "فلّما خرج الشيطان تكلّم الأخرس فأُعجِبَ الجُموع " (لوقا ١١: ١٤ ) . وكان بين الناس جماعة من الكتبة وفدوا عليه من أورشليم . فلما رأوا الأعجوبة اغتاظوا وراحوا يذيعون بين الشعب ما سبق لهم أن قالوه عن المسيح في عيد المظال : " فيه شيطاناً " ، وأضافوا هذه المرّة أسم هذا الشيطان قائلين : " أنه بعبل زبول ، رئيس الشياطين ، يطرُد و يخرج الشياطين " ( لوقا ١١ : ١٩ ) . كانت الإهانة أكبر من السكوت عنها . وربما صدّق الناس من ذوي الضمائر السليمة ، أراجيف الكتبة فيبتعدون عنه ويصمّون الآذان عن سماع كلامه ، ،فلا يرون نور الخلاص . لذلك شاء السيد المسيح أن يدحض مزاعم الكتبة ويمزّق هذه الغشاوة من الأكاذيب التي يسترون بها الحقيقة عن عيون الناس فأفحمهم بقوله : " إذا كان الشيطان يطرد الشيطان فيكون قد هدم سلطانه بيديه . وكل مملكة تنقسم على نفسِها تخرب وتنهار بيوتها بعضها على بعض . وإذا انقسم الشيطان ايضاً على نفسه فكيف تثبت مملكَتُه ؟ (لوقا ١١ : ١٧ - ١٨ ) . إذاً ، هو لا يطرد الشيطان بالشيطان بل بقوة الله ، ولا يقهر الشيطان إلا الله ، وقد غلب الشيطان على أمره منذ أتى السيد المسيح على الأرض. وشاء أن يبيّن خطورة موقف الكتبة منه ، وتعليمهم عما يأتيه من عجائب ومعجزات إثباتاً لألوهيته فقال : " وكُلُّ من قال كلمةً على ابن الإنسان يًغفَر له ، وأما من جدّف على الرُوحِ القُدُس ، فلن يُغفر له " .( لوقا ١٢: ١٠ ) . فما معنى هذا القول . ٢ - التجديف على ابن البشر وعلى الروح : يميّز السيد المسيح بين التجديف على ابن البشر والتجديف على الروح القدس . وقد عنى بالتجديف على ابن البشر التجديف عليه هو ابن الله ، وقد أرسله أبوه ليبذل نفسه فداءً عن الناس وليغفر لهم خطاياهم ، وأن من جدّف عليه جهلاً لألوهيته يغفر له خطيئته وهذا ما فعله مع بولس الرسول والقديس أوغسطينوس وشارل دي فوكو ، وغيرهم كثير من كبار الخطاة الذبن صاروا من كبار القديسين . وقد غفر لهم لأنهم أقرّوا واعترفوا بخطاياهم ورجعوا عن غيّهم وكفّروا عن إثمهم واعترفوا به ابناً لله وترجّوا خلاصه . أمّا التجديف على الروح القُدُس فهو الاصرار على الخطأ والابتعاد عن رحمة الله وقطع الأمل منها ، كما فعل يهوذا الإسخريوطي ، والعناد في الاثم والتمادي في الخطيئة . من كان موقفه ونيته هكذا فلا سبيل له إلى نيل الغفران . وكيف السبيل إلى الغفران مادام الإنسان مصراً على إثمه ولا يبتعد ولا يتخلّى عنه ، ولا يفكر بالتوبة ولا بطلب الرحمة . إن الله على استعداد تام ليغفر جميع الخطايا مهما كانت ، على شرط أن يطلب الخاطئ المغفرة ويتوب عن إثمه ومعاصيه " فالذي خلقنا ، يقول القديس أوغسطينوس ، دون إرادتنا ، لا يمكن أن يخلصنا دون إرادتنا " . فالتوبة واجب لا بدّ منا . وكان الإسرائيليون يعرفون ذلك . فمن لم يتب جعل نفسه خارج نطاق المغفرة وهذه هي الخطيئة العظمى ، خطيئة التجديف على الروح لأنها في جوهرها تنفي التوبة . ولا هنا لا نعني الروح القُدُس الأقنوم الثالث من الأقانيم الثلاثة بقدر ما نعني به صفة الرحمة والغفران التي تتم بفعل الروح القُدُس . ولهذا يقول صاحب المزامير عندما يسأل الغفران : "لا تطرحني من أمام وجهك ولا تنزع مني روحك القدّوس ( مزمور ٥١ : ١٣ ) . ولهذا يُسمي يوحنا المعمدان عماد المسيح عماداً بالروح القُدُس لأنه يغفر الخطايا ويمحوها ولا يترك لها اثراً . أن خطيئة التجديف على الروح هذه كانت خطيئة الكتبة . لقد نسبوا إلى رئيس الشياطين مصدر كل شرّ ، عمل الروح القدس مصدر كل خير وينبوع كل رحمة ، فنأوا بنفوسهم عن طريق المغفرة بإصرارهم على القول : " إن في المسيح روحاً نجساً " ( مرقس ٣ : ٣٠ ) . لقد كان بإمكانهم أن يعودوا عن ضلالهم ، فيغفر لهم ، ولكنهم أبوا ، فلم يغفر لهم . وشرّ العميان أعمى يأبي أن يبصر . لهذا أجرموا بخطيئة أبدية كما يقول القديس مرقس الإنجيلي : " أذنبوا بخطيئة للأبد " (مرقس ٣ : ٢٩ ) . ولأنهم أغمضوا عيونهم عن النور وأقفلوا بأيديهم أبواب الرحمة لأنهم أصروا علىالضلال ، ولم يتوبوا ويرتدّوا فيشفوا . اللهم ضع خوفك و خشيتك في قلوبنا ، وجنّبنا التجديف عليك وعلى روحك القدوس ، وأعطنا ، إذا سقطنا ، القوة على النهوض فلا نيأس من رحمتك ولا نرتكب " خطيئة أبدية ". | |
|
مارو بنت المعمودية نائبة المدير
عدد المساهمات : 4673 نقاط : 12175 السٌّمعَة : 104 تاريخ التسجيل : 02/08/2012 العمر : 33 الدولة : مصر
| موضوع: رد: التجديف على الرُوحِ القُدُس الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:50 pm | |
| مجهود جبار منك ربنا يباركك | |
|
عصام بكار عضو مميز
عدد المساهمات : 10884 نقاط : 18049 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 26/03/2014 العمر : 24
| موضوع: رد: التجديف على الرُوحِ القُدُس الثلاثاء يوليو 15, 2014 1:52 pm | |
| شكرا لكى على تعبك وجهودك المبذوله ومساهماتك الرائعه للمنتدى | |
|
الهام اخت علا مرشح للاشراف
عدد المساهمات : 2030 نقاط : 5861 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 04/07/2014 العمر : 26
| موضوع: رد: التجديف على الرُوحِ القُدُس الأربعاء يوليو 16, 2014 3:54 am | |
| | |
|
علا المصرى مشرفة
عدد المساهمات : 18120 نقاط : 27518 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 01/05/2014 العمر : 30
| موضوع: رد: التجديف على الرُوحِ القُدُس الأربعاء يوليو 16, 2014 3:08 pm | |
| يدوم عطائك وتالقك وابداعك تحياتى لشخصك الكريم دمت بكل الخير فيض ودى | |
|