[size=32]الاعتذار بين الزوجين: فضيلة وفن في كسب الآخر
[size=32]"لم أخطئ في حقه بل هو المخطئ"
، "لماذا أعتذر أنا، لما لا يكون هو المبادر؟"، "لن أحط من كرامتي وأذهب للاعتذار اليه لم أخطئ في حقه بل هو المخطئ-، -لماذا أعتذر أنا، لما لا يكون هو المبادر؟-، -لن أحط من كرامتي وأذهب للاعتذار اليه، الايام كفيلة بانهاء الخلاف في وجهات النظر-
تلك العبارات وغيرها تتردد كثيرا على مسامعنا، لأننا لا نزال ننظر إلى الاعتذار على أنه ضعف، أو أنه سلوك لا ينتج عنه سوى إهدار الكرامة والتقليل منها، وهو ما يظهر على كافة المستويات، بدءاً من العلاقات الفردية بين الأزواج والأصدقاء والأقارب، انتهاء بالسلوك العام للمجتمع ومؤسساته
فمن النادر، أن تجد شركة طيران أرسلت اعتذاراً لعملائها على تأخر إحدى رحلاتها، أو هيئة بريد بررت للمواطنين سبب تأخر رسائلهم واعتذرت منهم
حتى كلمات الاعتذار لدينا تجدها مموهة لا تكشف عن الاحساس بالخطأ والرغبة في الاعتراف به ومن بينها:- المسامح كريم- و -يا بخت من بات مظلوما ولا بات ظالما- و-جل من لا يخطئ-
إذا بدأنا بثقافة الاعتذار بين المحبين والازواج، نجدها ثقافة تكاد تكون قاصرة على المرأة في مجتمعنا العربي
فالرجل الشرقي يؤمن بمبدأ القائد لا يخطئ وإذا أخطأ فلا يعتذر
والسبب كما يرى غالبية الرجال يعود إلى الخوف من انتقاص المكانة واستغلال المرأة لواقعة الاعتذار تلك في زيادة التدلل
ولهذا ومن خلال فهم قاصر لمبدأ القوامة في الاسلام، يعف الرجل الشرقي عن الاعتذار
بينما وعلى النقيض من ذلك تجد ثقافتنا العربية تروج لاستعداد المرأة للبدء بالاعتذار من باب إرضاء الزوج والخوف من ارتكاب إثم من الاثام، فتلزم المرأة السلامة، وتبدأ هي بالاعتذار في أغلب الاحوال حتى ولو لم تكن مخطئة
دكتور يحيى الرخاوي، أستاذ الطب النفسي،.....
كثيراً ما تحدث عن العلاقة بين الزوجين على أنها علاقة تكامل لا علاقة يبحث فيها كل طرف عما يمنحه القوة فيها
ويضيف:-أسلوب التربية في المجتمعات العربية يدعم فكرة رفض الاعتذار عموماً
ويزيد من ذلك الرفض لدى الذكور على اعتبار الخاطئ أن الاعتذار يعني انتقاصا من الرجولة، والرجل الشرقي يقبل بأي شيء الا الانتقاص من ظل رجولته! وثقافة الاعتذار اذا أردنا تعميمها في المجتمع علينا بالبدء من مرحلة الطفولة المبكرة من خلال غرس تلك القيمة في أطفالنا بين أقرانهم
فالأم اذا رأت ابنها في خلاف مع أصدقائه أو زملائه، تشجعه على هجرهم وعدم الاعتذار لهم حتى لا يفقد مركزه وسطهم، على اعتبار أن الأقوى لا يعتذر[/size][/size]