رموز للروح القدس
رموز إلى الروح القدس وهي:
1- الحمامة، 2- الماء، 3- النار، 4- الزيت، 5 - الريح العاصف.
1- الحمامة من رموز الروح القدس
وقد ورد هذا الأمر في قصة عماد السيد المسيح له المجد، إذ قيل عن يوحنا المعمدان إنه " رأي روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عايه" (مت 3: 16).
" رأي السموات قد انشقت، والروح مثل حمامة نازلاً عليه" (مر1: 10).
" ونزل علية الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة" (لو3: 22).
ولذلك فالكنيسة أو النفس البشرية الممتلئة من الروح القدس، شبهت بحمامة Pigeon.
" كونوا بسطاء كالحمام" (مت10: 16).
وهذه صفة الناس الروحيين، الذين يعمل الروح فيهم، يعطيهم صفة الحمامة التى ترمز إلى الروح. هديل الحمام يرمز إلى تسبيح الروح لعل الحمام أيضاً يذكرنا بحمامة نوح التى أتت إليه ببشري السلام ممثلة في ورقة زيتون خضراء..؟ ورفرفة الحمامة بجناحيها يذكرنا بقصة الخليقة، وقد قيل في البدء " وروح الله يرفرف على وجة المياة" (تك1: 2)
2- الماء من رموز الروح القدس
يرمز الماء إلى الروح في أنه سبب الحياة، أو لأنه غذاء ضرورى ولازم للحياة. وفي ذلك يقول المزمور الأول عن الإنسان البار إنه " يكون كشجرة مغروسة على مجارى المياة" (مز1: 3). وهذه المياة تعطيها الحياة. ولذلك " تعطى ثمرها في حينه وورقها لا ينتثر ". ولعل بنفس المعنى يقول في مزمورلا آخر " مجارى المياة تفرح مدينة الله " (مز45: 4).
والله ذاته شبة نفسه ينبوع الماء الحى.
وهذا الماء الحى ذكره السيد المسيح في حديثه مع المرأة السامرية، فقال:
" لو كنت تعلمين عطية الله، ومن الذى يقول أعطنى لاشرب، لطلبت أنت منه، فأعطاك ماء حياً" (يو4: 10). ثم قال " من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا، فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذى أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" (يو4: 13، 14).
والرمز واضح جداً وصريح في قول الرب:
" من أمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حى. قال هذا عن الروح الذى كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه. لأن الروح القدس لم يكن قد أعطى بعد " (يو7: 38، 39).
لهذا شبه الآباء الرسل بالأنهار، لأنهم كانوا يحملون للناس هذا الماء الحى، يهبونهم الروح القدس الذى يرويهم ويعذبهم، ويصير فيها ينبوعاً لحياة أبدية وهكذا قيل عنهم لما هاجمهم اليهود والرمان، فصرخوا بسببهم إلى الله.. قيل عنهم " رفعت الأنهار يارب، رفعت الأنهار صوتها. ترفع الأنهار صوتها من صوت مياة كثيرة" (مز92).
ولعل رمز الماء إلى الروح القدس، يظهر واضحاً في المعمودية، حيث نولد من الماء والروح" (يو3: 5).
يحل الروح القدس في الماء، فلا يصير بعد ماء حياً، يمكن أن يولد الإنسان منه ميلاداً ثانياً، وينال منه غسل " حميم " الميلاد الثاني (تى3: 5). وينال منه الإنان التطهير والتقديس، كما قال الرسول " لكن اغتسلتم، بل تقدستهم بل تبررتم، باسم يسوع وبروح إلهنا" (1كو6: 11).
3- الزيت من رموز الروح القدس
واضح رمز الزيت إلى الروح القدس، من سر المسحة المقدسة، أو سر الميرون.
بالمسحة المقدسة كان الأنبياء قديماً يمسحون الكهنة والملوك والأنبياء، فيحل عليهم روح الرب، ويعطيهم الروح مواهب. وقد أمر الرب موسى النبى أن يصنع زيت أو دهن المسحة هذه، من زيت الزيتون النقي ومجموعة من الأطياب (حز30: 22 24). وقال له " وتصنعه دهناً مقدساً للمسحة.. وتمسح به خيمة الاحتماع وتابوت الشهادة، والمائدة كل آنيتها، والمنارة وآنيتها، ومذبح المحرقة.. وتقدسها فتكون قدس أقداس. كل من يمسها يكون مقدساً" (خر30: 25 29).
وكما كان يتقدس بهذه امسحة بيت الرب وكل مذابحه وأوانيه هكذا كان يتقدس به الكهنة أيضاً و الملوك .
وفي هذا قال الرب لموسى " وتمسح هرون وبنيه لكهنوا لي " " يكون لي هذا دهناً مقدساً للمسحة في أجيالكم" (خر30: 30، 31).
في مسح شاول قيل " فأخذ صموئيل قنينة الدهن، وصب على رأسه، وقبله. وقال: أليس لأن الرب مسحك على ميراثه رئيساً" (1صم10: 1) وحدث أن الله أعطاه قلباً آخر وحدثت آيات في ذلك اليوم. وحل عليه روح الرب فتنبا، حتى قيل: أشاول أيضاً من الأنبياء" (1صم10: 9 11).
فكان مع المسحه المقدسة حلول روح الرب على هذا الممسوح، مع موهبة من الروح القدس هي النبوءة.
وعن مسحة داود، قيل " فأخذ صموئيل قرن الدهن، ومسحه في وسط اخوته. وحل روح الرب على داود في ذلك اليوم فصاعداً" (1صم16: 13)..
نسمع بعد ذلك عن ايليا النبى، وكيف مسح ملكين ونبياً هو أليشع.
وكانت الزيتونة ترمز إلى الكنيسة من حيث أنها مملوءة بهذا الزيت، وتعطية للناس.
بولس الرسول يقول عن كنيسة العهد القديم أنها الزيتونة الأصليه، وكنيسة العهد الجديد زيتونة برية قد طعمت فيها (رو11: 17، 24).. ولعله عن هذا قد تنبأ زكريا النبى فقال " ما هاتان الزيتونتان عن يمين المنارة وعن يسارها" (زك4: 11).
4- النار من رموز الروح القدس
واضح في يوم البند كنسى أن حل الروح القدس على التلاميذ كألسنة كأنها من نار" (أع2: 3).
وحينئذ " امتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى، كما أعطاهم الروح أن ينطلقوا" (أع2: 4).
5- الريح من رموز الروح القدس
في الواقع أن الكلمة اليونانية " ابنفما " تعنى الريح والروح في نفس الوقت..
فنقول: " الريح تهب حيث تشاء " أو " الروح يهب حيث يشاء" (يو3:
.
ومع ذلك نرى حلول الروح القدس في يوم الخمسين، قيل في مقدمته " وصار بغتة من السماء من السماء صوت كما من ريح عاصفة، وملأ كل البيت.. وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار، واستقرت على كل واحد منهم. وامتلأ الجميع من الروح القدس" (أع2: 2 4).
ونلاحظ أن السيد المسيح منح الروح القدس للتلاميذ في سلطان الكهنوت، بأن نفخ في وجوههم وقال " اقبلوا الروح القدس" (يو20: 22). وهذه النفخة هي ريح.