لانه ربما يكون البعض مصاب بمرض الانا و الإنسان المصاب بالأنا، يكون باستمرار بارًا في عينى نفسه.
إذا أخطأ لا يعتذر، لأنه يظن أنه على حق ولم يخطئ! وإذا حدث سوء تفاهم بينه وبين أحد من الناس، لا يذهب إليه ليصالحه. لأنه يأمل أن يأتى من الطرف الآخر، باعتبار أن الخطأ قد صدر من ذلك وليس منه!
بل حتى مع الله، قد لا يعترف بأخطائه، لأن ذاته تقنعه أنه لم يخطئ!
العلاج إذن أن يحاسب الإنسان نفسه بغير تحيز، ويدينها يدين ذاته في داخل نفسه. ويدينها أمام الله وأمام أب اعتراف. ويدينها أمام الغير حينما يلزم ذلك.
يدينها في اتضاع. ولا يجلب اللوم على غيرها، كما فعل أبونا آدم وأمنا حواء (تك٣). ولا يبرر ذاته من جهة أسباب الخطأ وظروفه. فكل دواعى التبرير سببها الذات وتمسكها ببرها الذاتى…
كذلك فإن إدانتنا لأنفسنا، تساعدنا على المصالحة بيننا وبين الناس، يكفى أن يعتذر الشخص ويقول لأخيه « اخطيت سامحنى »، لكي يضع بهذا حدًا لغضب اخيه ويتم الصلح معه. أما إذا استمر المخطئ في تبرير موقفه، فإن الخصم يشتد بالأكثر في إدانته. وما أجمل قول القديس مكاريوس الكبير:
«أحكم يا أخى على نفسك، قبل أن يحكموا عليك»