شيري بنت المسيح مشرفة
عدد المساهمات : 1878 نقاط : 8245 السٌّمعَة : 61 تاريخ التسجيل : 06/07/2012
| موضوع: تابع دراسة في الذبائح (24) السبت مايو 24, 2014 10:12 am | |
| - اقتباس :
- + مناسبات أُخرى لتقديم ذبيحة الخطية +
(1) تكريس الكهنة وتكريس اللاويين: وقد جاء الحديث عن تكريس هارون وبنيه في (خروج29) وكانت تقدم الذبائح الخاصة بتكريسهم لمدة 7 أيام (خروج29: 10 – 27)، ولا يبرحون فيها باب خيمة الاجتماع (خروج29: 35 – 37 + لاويين8: 33 – 35)، وكان على موسى أن يُقدم فيها كل يوم التقدمات الآتية لتقديسهم: [ 1 – ثور واحد ابن بقر: ذبيحة خطية؛ 2 – كبش صحيح: ذبيحة محرقة؛ 3 – كبش آخر صحيح: ذبيحة ملء؛ 4 – خبز فطير؛ 5 – أقراص فطير ملتوتة بزيت؛ 6 – رقاق فطير مدهون بزيت ]، والخبز والأقراص والرقاق تُصنع كلها من دقيق حنطة نقي، وتوضع في سلة واحدة، وتُقدم جميعها مع كبش الملء، ويأكلها هارون وبنوه. ويتكرر ذلك سبعة أيام إذ تُمثل دورة كاملة من الزمن، وذلك إشارة إلى أن الكاهن المُكرس لخدمة الرب يلزم أن يكون مقدساً كل حياته. لأن إن كانت الوصية لكل الشعب: [ فتتقدسون وتكونون قديسين، لأني أنا قدوس ] (لاويين11: 44)، فكم بالحري للذين صاروا كهنة للرب إلههم. وفي (لاويين8: 14 – 36) يُعيد سرد وقائع هذا التكريس الذي صنعه موسى والذي يرمز إلى كهنوت المسيح وتقديمه ذاته ذبيحة عن خطايا الشعب. فقد قُدَّم عن هارون وبنيه ثورٌ ذبيحة خطية مع ذبائح المحرقة والسلامة (خروج29: 10- 14 و36 و37؛ لاويين18: 1و14 – 17). وموسى النبي هو الذي قام بتكريسهم. وفي اليوم الثامن بعد التكريس قدَّم هارون عن نفسه عجلاً ذبيحة خطية، وقدَّمت الجماعة عن نفسها تيساً ذبيحة خطية. وهُنا نُلاحظ أن ذبيحة الجماعة كانت أقل في قيمتها من ذبيحة هارون وبنيه، وذلك لأن هارون وبنيه كانوا مختارين للكهنوت ومكرسين لخدمة الرب، فبسبب موقعهم من المسئولية أمام الله صاروا مُطالَبين بذبيحة خطية أكثر من الجماعة كلها. من أجل هذا كان رئيس الكهنة الذي له الحق وحده أن يدخل إلى الأقداس مرة واحدة في السنة للتكفير عن خطايا الشعب، كان يفعل ذلك [ ليس بلا دم يُقدمه عن نفسه وعن جهالات الشعب... ] (عبرانيين9: 7) وكذلك عند تكريس اللاويين كان يُقدم ثور ذبيحة خطية (عدد8: 8و 12). فقد كانوا هم أيضاً مُخصصين لخدمة الرب، ومع ذلك فقد كانوا محتاجين بالأكثر للتكفير عن خطاياهم بسبب مسئوليتهم الأكبر. - اقتباس :
- (2) في المناسبات والأعياد:
(أ) في بداية الشهور القمرية: كان يُقدم في كل يوم تيساً واحداً ذبيحة خطية (عدد28: 15) مع المحرقة الدائمة. (ب) في عيد الفطير: كان يُقدم في كل يوم من سبعة أيام العيد تيساً واحداً ذبيحة خطية مع ذبائح المحرقة وتقدمة الدقيق (عدد28: 22) (ج) وفي يوم الباكورة الذي هو يوم الخمسين: كان يُقدم تيساً واحداً ذبيحة خطية مع ذبائح المحرقة وتقدمة الدقيق (عدد28: 30) (د) وفي اليوم الأول من الشهر السابع، وفي العاشر والخامس عشر إلى الثاني والعشرين من نفس الشهر (الذي هو عيد المظال): كان يُقدم تيساً واحداً ذبيحة خطية مع باقي الذبائح (عدد29: 5و11و16و19و22و25و28و31و34و38) (هـ) وفي يوم الكفارة: كان هارون يُقدم عن نفسه ثوراً ذبيحة خطية، ثم يُقدم عن الجماعة تيسين، ويعمل عليهما قُرعة، ويُقرب أحدهما ذبيحة خطية، أما الآخر فيُطلقه حياً إلى البرية (لاويين16: 1 – 34)، وسوف نشرح هذه الذبيحة الخاصة بيوم الكفارة فيما بعد بالتفصيل. - اقتباس :
- (3) ذبائح الخطية للتكفير:
(أ) بعد الولادة: كان يُقدم عن المرأة بعد كمال أيام تطهيرها فرخ حمامة أو يمامة ذبيحة خطية (لاويين12: 6 – ، ولزماً هنا أن نُعلق قليلاً بسبب اللبس الحادث ما بين مفهوم تقديم ذبيحة خطية بعد الولادة في العهد القديم وبين المفهوم الخاطئ اليوم بحشر مفهوم الطهارة والنجاسة في هذا الأمر الذي وضع إفرازات المرأة موضع تدنيس ونجاسة على غير المفهوم الأصيل الذي لتعليم الكتاب المقدس وشروحات آباء الكنيسة المعتبرين فيها أعمدة، وذلك بسبب الفكر المشوش عن الدنس والطاهر والنجس بسبب التأثر بخبرة حياة الخطية والمجتمع عموماً وعلى الأخص في الشرق، كما أيضاً يأتي بسبب عدم الإفراز والتمييز الروحي لما قصد به الله أن يُعلم شعبه حسب ما يستطيعوا ان يفهموه في هذه الأوقات كما سوف نرى، لذلك نرى القديس كيرلس الكبير عامود الدين في مستهل شرحه لسفر اللاويين يقول : [ بحق، أن كلمة الله لما جاء إلى العالم وظهر في الجسد، كان في هيئته الجسدية مرئياً من الجميع، بينما كان لاهوته غير مرئي إلا لتلاميذه الخصوصيين فحسب، هكذا الكلمة المكتوبة: فإن لها هيئة حرفية أو معنى ظاهرياً واضحاً للقارئ العادي، ومعنى باطنياً لا يُمكن تمييزه إلا روحياً ] وتطبيقاً لهذا القانون الذي وضعه القديس كيرلس الكبير عامود الدين، فأن شرائع التطهير في العهد القديم هي في ظاهرها علامات خارجية للتطهير من نجاسات تتعلق بالجسد الطبيعي كإفرازات لكي لا تسبب مرض لأحد في ذلك الزمان، وعلى الأخص إذ كان المفهوم الطبي في العهد القديم مجهول كثيراً بالنسبة لشعب بدائي لا يعرف الحقائق الطبية وممكن ان يمرض بسبب جهله بهذه الحقائق ويهلك في البرية، بينما هي تحمل في نفس ذات الوقت – في أعماقها – مغزى التطهير الروحي من نجاسة النفس والروح التي أصابت الإنسان من جراء الخطية، والتي لا يُمكن التطهير منها إلا بدم المسيح وحده [ كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح ] (1بطرس1: 19) وليس بدم تيران وتيوس وعجول ولا بماء خارجي لغسل الجسد يتطهر الإنسان طهارة داخلية حقيقية لا يعوزها شيء آخر، وهذا ما وضحه القديس بولس الرسول في رسالته للعبرانيين قائلاً: [ لأنه أن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش (يقصد التطهير الطقسي) على المُنجَّسين ، يُقدس إلى طهارة الجسد (التطهير الخارجي فقط)، فكم بالحري (بالأولى) يكون دم المسيح، الذي بروح أزلي قدَّم نفسه لله بلا عيب، يُطهر (يغسل) ضمائركم من أعمال ميتة (بلا فائدة وأعمال تخرج من أموات بالخطايا والذنوب) لتخدموا الله الحي ] (عبرانيين9: 13و 14) ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم: [ هكذا يقول: إنه إذا كان دم ثيران يُمكن أن يُطهر الجسد، فكم بالأحرى دم المسيح القادر على أن يُطهر نجاسة النفس. ولكي لا تعتقد وأنت تسمع أن (دم تيوس وثيران) "يُقدس"، وأن هذا الدم هو شيء مهم، فإنه يُشير ويُظهر الفرق بين كل من التطهيرين، وكيف أن التطهير بدم المسيح هو اسمى وأعلى بكثير، بينما التطهير (بدم الحيوانات) هو محدود وبسيط. ويقول أن هذا الدم هو دم طبيعي جداً. بينما ذلك الدم كان لتيوس، لكن هذا الدم فهو دم المسيح، ولم يكتفي بالاسم فقط، بل يذكر طريقة التقدمة، لأنه يقول: "الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب"، أي أن الذبيح كان بلا عيب ونقياً من الخطايا. وعبارة "بروح أزلي" تُعلن أنه لم يُقدم (نفسه) بنار ولا بأشياء أُخرى. يقول: " يُطهر ضمائركم من أعمال ميتة" وبالصواب قال: "من أعمال ميتة"، لأنه إن لمس أحد آنذاك ميتاً كان يتنجس، وهُنا لو حدث أن شخصاً مارس أعمال ميتة يتنجس ضميره. ثم يقول: "لتخدموا الله الحي"، هُنا يُظهر أن ذاك الذي يُمارس أعمالاً ميتة، لا يُمكنه أن يخدم الله الحي وبالصواب قال: " الله (الحقيقي) الحي"، مُظهراً بهذا أن التقدمات التي تُقدم له ينبغي أن تكون هكذا (حية). وبناء على ذلك فكل ما هو لنا (في المسيح) هي أمور حية وحقيقية، أما تلك التي كانت لليهود هي أعمال ميتة وكاذبة، وهي بالحق هكذا. إذاً لا يأتي أحد إلى هُنا (يتكلم عن الكنيسة) وهو يُمارس أعمالاً ميتة. لأنه إن كان ذاك الذي يلمس جسد ميت لا ينبغي له أن يدخل (إلى الأقداس)، فبالأكثر جداً لا ينبغي لذاك الذي يُمارس أعمالاً ميتة أن يدخل (إلى السماء)، لأنه نجس بشكل مُخيف. والأعمال الميتة هي تلك التي ليست فيها حياة، والتي تنبعث منها عفونة. أي أنه كما أن الجسد الميت لا يتأثر بأي مشاعر، بل ويُثير الحزن لمن يقترب منه، هكذا الخطية فهي تُصيب الفكر بشكل مباشر، ولا تتركه للهدوء، بل وتجعله يضطرب ويهتز. يُقال أن شدة الوباء تُحطم الجسد. هكذا الخطية، إنها لا تختلف قط عن الوباء، فهي تفسد الهواء أولاً ثم بعد ذلك الأجساد، ولكنها تتجه نحو النفس مباشرة ] (القديس يوحنا ذهبي الفم عن شرح رسالة العبرانيين العظة 15 ص235 – 236) فبالنسبة لتطهير المرأة بعد الولادة لا داعي لأن نؤكد، أن التناسل والجنس والحَبَل والولادة ليست في حد ذاتها خطية ولا نتيجة سقوط، ولا تحمل في أصلها أي دنس ولا نجاسة؛ لأننا نعلم أن الله في خلقته للإنسان "ذكراً وأُنثى خلقهم، وباركهم الله وقال لهم: أثمروا واكثروا واملأوا الأرض واخضعوها..." (تك1: 27و 28)، ولا داعي لأن نؤكد فساد المفهوم الذي يقول لو مش كانوا سقطوا الله سيجعل الإنسان أن يتناسل بطريقة أُخرى غير طريقة التناسل المعروفة طبيعياً، مع أن هذا الفكر يأتي نتيجة خبرة الانحراف بالشهوة والخطية التي عملت في قلب الإنسان حتى أن دنس ما خلقه الله ولا يقبله طبيعياً من الله بل يقبله من الشيطان وهذا في منتهى الخطورة لأنه يجعل كل الآباء منجسين ودنسين بسبب الولادة، وان يجعل الله مسئولاً عن السقوط لأنه غرس في طبيعة الإنسان مه هو دنس حسب فكر الناس المتدني والتي زرع فيه الخطية من عدو كل خير .... ويقول القديس أثناسيوس الكبير (الرسولي) في رسالته للقديس آمون: [ أن كنا نعتقد حسب الكتب أن الإنسان هو من عمل يدي الله، فكيف يخرج عمل دنس من قوة نقية؟ وأن كنا نحن ذُرية الله، حسب قول سفر أعمال الرسل (أعمال17: 28و 29)، فليس فينا شيء غير نقي. لأننا نُصبح نجسين فقط حينما نرتكب خطية. ولكن حين تحدث إفرازات جسدية – دون تدخل الإرادة – حينئذٍ علينا أن نحسبها مثل سائر الأشياء، ضرورات طبيعية ] (Migne XXVI,1169,1176) عموماً لشرح المعنى ببساطة (مع أننا سبق وشرحناه هنا في دراستنا هذه) ولكن أعيده بتركيز وببساطة دون شرح آبائي طويل وأقول: أن من أحد نتائج تعدي آدم وحواء على وصية الله بأكلهما من الشجرة التي منعهم الله من الأكل منها كان هو صدور الحكم الإلهي على المرأة بالمعاناة والوجع في حبلها وولادتها للأطفال، حتى انها تحسب أن ساعتها قد جاءت وقاربت الموت (أنظر يوحنا16: 21). وهكذا صار المدخل إلى الحياة الأرضية بالولادة الجسدية بالشعور بالموت وانتهاء ساعة الإنسان وبداية المعاناة، وشعوره بالموت يسيطر على حياته ويجعله في الخوف لأنه يشعر طبيعياً بما هو مكتوب: [ وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة ] (عبرانيين)، فالمشكلة كلها الخوف من الدينونة لأن الإنسان بسبب السقوط أصبح تحت سلطان الموت ومن ثمَّ العبودية [ ويعتق (المسيح) اولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية ] (عبرانيين2: 15)، وقد قال كاتب سفر الجامعة عن الموت بسبب معاناة الإنسان وشعوره الداخلي بالدينونة والتألم في هذا العالم بسبب المعصية والشر: [ يوم الممات خير من يوم الولادة ] (جامعة7: 1)، وقد وصفه داود النبي قائلاً: [ هأنذا بالإثم صُورت، وبالخطية حبلت بي أُمي ] (مزمور51: 5)، وحذاري من أي أحد يشرح أو يفهم الآية على أساس أنه يقصد بسبب التناسل أو الجنس تم الحبل، هذا مفهوم خطير ومشوه جداً ومشوش للغاية.. ولا يصح - إطلاقاً ولا تحت أي حجة - لإنسان مسيحي أن يتخيله أو يفكر فيه أو أي شارح للكتاب المقدس أن يؤكد عليه أو يضعه قانون، ولا حتى تأمل لأنه بذلك يُهين الله نفسه الذي وضع هذا وزرعه في الإنسان، لأن نص سفر التكوين لم يقل أن الله غير طبيعة التناسل الطبيعي في الإنسان، لأن هذا المعنى غير وارد في الكتاب المقدس كله ولكنه مجرد استنتاج من أُناس متشددي الرأي بسبب كونهم، يا إما رهباناً عاشوا في دعوتهم مكرسين انفسهم لله لأنه طريقهم الخاص فتشددوا في موضوع الزواج والجنس، والبعض منهم ظن أن البتولية أعظم من الزواج وأسمى منها، أو يا أما نتج من لهم خبرة سيئة في الزواج وتعطلت حياتهم الروحية بسبب ارتباطهم بمن هم كانوا غير عارفين الله، فظنوا أن الزواج عموماً حياة غير منضبطة بالروح، أو يا أما من لهم خبرة طويلة في الخطية والانحراف الجنسي فظنوا أن هذا بسبب الغريزة التي هي ملتصقة بأجسادهم، وهذا كله خاطئ تمام وناتج عن خبرات منحرفة عن الطريق السليم ولا يصح نربط ما وضعه الله في الإنسان بخبرات الشر التي عشناها كلنا متأثرين بها فنظن أنه من المستحيل ان يكون الجنس من الله موضوع في الإنسان، وبخاصة أننا نعلم أن الجنس سينتهي بانتقال الإنسان من هذا العالم، ولكنه سينتهي مثل كل ما هو من احتياجات الجسد، لئلا يكون أيضاً الجوع والطعام والشراب أيضاً مثله يحمل دنس للإنسان، فاحذروزا يا إخوتي من تلويث وتدنيس ما خلقه الله وأعطاه للإنسان بتفسيرات غريبة عن روح الإنجيل بل والكتاب المقدس ككل، ولنتذكر كلام الله لبطرس الرسول حينما قال له: [ ما طهره الله لا تدنسه انت ] (أعمال10: 15)، فلا يصح أن نشوه الجنس وندنس إفرازات الجسد الطبيعية التي هي حاجة الجسد العادية جداً، والتي لا تدنس قلب الإنسان أو تنجسه قط، بل الخطية وحدها وهي التي تحتاج لتوبة للتطهير والتقديس بدم حمل الله رافع خطية العالم... ولكن يشرح هذه الآية [ هأنذا بالإثم صُورت، وبالخطية حبلت بي أُمي ] (مزمور51: 5) - لكي يتم فهم معناها - العلامة أوريجانوس وهو في هذا الشرح يتفق مع جمهرة كبيرة من الآباء قائلاً: [ ولكن أن كان يوافقكم أن تسمعوا ما يُفكر به قديسون آخرون بخصوص يوم الولادة، فاسمعوا داود يتكلم قائلاً: "هأنذا بالإثم حُبل بي وبالخطايا ولدتني أُمي"؛ مُبيتاً بذلك أن كل نفس تولد بالجسد إنما هي مُحاطة بدنس الإثم والخطية، ومن أجل هذا يُمكننا أن نقول ما سبق ذكرناه سالفاً: "ليس أحد بلا دنس ولو كانت حياته يوماً واحداً". ] ((On Lev.Hom.8,3,(2),(5)
أما بالنسبة لختان الطفل في اليوم الثامن، ولماذا اليوم الثامن على الأخص، لأن الختان علامة عهد بين الله وشعبه بني إسرائيل، سلَّمه الله لإبراهيم (تك17: 9 – 14)، ثم أكده لموسى في شريعة تطهير المرأة بعد ولادة الأطفال (لاويين12: 3)، وكان الختان يتم بقطع الغلاف اللحمي الخارجي دائرياً من عضو الذكورة في الطفل الذكر فقط، وذلك كعلامة عهد خاصة بين الله وكل فرد من بني إسرائيل ليكونوا له [ مملكة كهنة وأمة مقدسة ] لتكون خاصة بالرب، وكختم لبرّ الإيمان الذي آمن به إبراهيم بالله، حينما قدم ابنه إسحق وحيده ذبيحة لطاعة الله بالحب وثقه منه بأن الله قادر أن يُقيمه من بين الأموات لأنه أعطاه وعد في اسحق، وقد كان الختان بهذا المفهوم الروحي إشارة ورمزاً لقطع جسم خطايا البشرية، وخلع الإنسان العتيق، ولبس الجديد، وذلك بالاشتراك في موت المسيح وقيامته بالمعمودية، كما عبر عن ذلك القديس الشهيد يوستين قائلاً: [ إن الوصية بطقس الختان التي تأمر بأن يُختتن الأطفال في اليوم الثامن، كانت رمزاً أو مثالاً للختان الحقيقي للخلاص من الخطية والشرّ، بواسطة قيامة الرب يسوع المسيح من بين الأموات في اليوم الأول من الأسبوع (الأحد)، الذي بالرغم من بقائه مُعتبراً الأول لكل الأيام إلا أنه يُدعى الثامن (بعد مرور سبعة ايام الأسبوع التي تُمثل أيام الخلقة الولى) ] (Justin Mart.,Dial.with Trypho) وقد أُختتن المسيح الرب أيضاً في اليوم الثامن لكي يُتمم الناموس، ولكي بختانه يُكمل لنا الخلاص ويهبنا الختانة الروحية بموته وقيامته، ويقول القديس كيرلس الكبير عامود الدين: [ في اليوم الثامن، إذن، اختُتن المسيح وتقبل اسمه ("سُمي يسوع"، كما تسمَّى من الملائكة" لو2: 21)، لأن عندنا، أي بهذا، خلَّصنا بواسطته وفيه. كما قيل: "وبه أيضاً خُتنتم ختاناً غير مصنوع بيد، بخلع جسم خطايا البشرية، بختان المسيح. مدفونين معه في المعمودية، التي فيها أُقمتم أيضاً معه "(كو2: 11و 12). أي أنه كما كان موت المسيح من أجلنا وكانت قيامته (أيضاً من أجلنا) كذلك كانت ختانته ] (عن شرح القديس كيرلس الكبير لإنجيل لوقا) والختان في اليوم الثامن، لأنه إشارة واضحة وبليغة جداً ليوم قيامة الرب الذي في يوم الأحد الذي هو بعد السبت وانتهاء الخليقة القديمة فأصبح أحد قيامة الرب هو اليوم الثامن، أي اليوم الجديد الذي للخليقة الجديدة في المسيح يسوع، لأن اليوم الثامن هو اليوم الجديد بعد اليوم السابع التي للخليقة القديمة، ولآباء الكنيسة شرح مطول جداً في هذا الموضوع ولكن وضعته باختصار شديد جداً، لكي أوضح المعنى فقط بالنسبة لليوم الثامن الذي هو إشارة ليوم الأحد، أو يوم الشمس الذي فيه أشرق الرب بقيامته معلناً اليوم الجديد الذي فيه فرح البشرية لأن أصبح لها خلق جديد في المسيح يسوع، لذلك الكنيسة كانت تُعمد في اليوم الثامن لتنبيه الأبوين أن يعيشوا خليقة جديدة ويسلموا أولادهم الإيمان الحي الذي يتناسب مع الخليقة الجديدة في المسيح يسوع، وهنا الطقس ليس حرفي إنما ينبغي أن نفهم روحه ولا نصير مثل شعب اليهود الذين عبدوا الحرف ونسوا القصد الإلهي ولم يعيشوا بالإيمان كشعب الله المختار ... عموماً وبتأسيس المعمودية التي يتم فيها الختان الروحي للإنسان، حيث يخلع جسد الخطية ويلبس الخليقة الجديدة بالروح القدس، ويتم الختم الإلهي للاتحاد بالله، ينتهي عهد ختان اللحم تماماً وفي ذلك يقول القديس كيرلس الكبير: [ ولكن بعد ختانة المسيح انتهى هذا الطقس إلى الأبد، وذلك بدخول المعمودية التي كان طقس الختان يرمز لها. لأنه بسبب المعمودية لا نعود نُمارس طقس الختان بعد... ] (شرح القديس كيرلس الكبير لإنجيل لوقا2: 21) - اقتباس :
- طبعاً اليوم بيتم الختان من الناحية الطبية الصحية فقط لا غير ولا ترتبط بالإيمان في شيء ما قط، ولا علاقة لها بأي طقس إلزامي في المسيحية ولا الإنجيل ولا الكنيسة عموماً في أي طائفة من الطوائف المسيحية التقليدية...
[size=24]وسوف نتحدث في الجزء القادم عن استكمال نفس الموضوع: مناسبات أخرى لتقديم ذبيحة الخطية[/size] | |
|
مارو بنت المعمودية نائبة المدير
عدد المساهمات : 4673 نقاط : 12364 السٌّمعَة : 104 تاريخ التسجيل : 02/08/2012 العمر : 34 الدولة : مصر
| موضوع: رد: تابع دراسة في الذبائح (24) السبت مايو 24, 2014 11:51 am | |
| | |
|