سبت لعازر
يحتل سبت لعازر مكانة خاصة جداً فهو يقع خارج أيام الصوم الأربعيني، وكذلك خارج أيام الأسبوع العظيم الأليمة، والتي تمتد من يوم الاثنين وحتى الجمعة. يشكل هذا السبت مع أحد الشعانين الذي يليه مقدمة فرحة لأيام الآلام. ويجمعه أيضاً الموقع الجغرافي بأحد الشعانين، إذ أن بيت عنيا هو، في آن، مكان قيامة لعازر ونقطة انطلاق يسوع في صعوده إلى أورشليم.
حدث قيامة لعازر
1- إنه مرتبط بصورة سرّية بقيامة المسيح نفسه، ويلعب، بالنسبة لها، دور النبوءة المحققة. ويمكننا القول بأن لعازر يظهر لنا على عتبة أعياد الفصح كسابق ليسوع المسيح الغالب الموت، كما هو شأن يوحنا المعمدان، عشية عيد الظهور، بحيث ظهر كسابق للمسيح المزمع أن يظهر في المعمودية.
يسرد الإنجيل (يو1:11- 45) حادث قيامة لعازر المعنى الرئيسي لقيامة لعازر:
1- إنها (تحقيق) مسبق لقيامة المسيحوامتحان أولي لقدرة المسيح على الموت.
تعلن أيضاً قيامة لعازر قيامة الموتى التي هي نتيجة لقيامة يسوع
2- مجال لنؤكد ونوضح إيماننا بالقيامة.سبت لعازر هو عيد لكل الأموات، إذ يعطينا المجال لنؤكد ونوضح إيماننا بالقيامة. وينبهنا السيد بكلامه الموجّه إلى مرتا إلى تعليم مهمّ جداً متعلق بالأموات: قال يسوع لمرتا: (سيقوم أخوك، فقالت له مرتا أنا أعلم أنه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير. فقال لها يسوع: أنا هو القيامة).
لكن يسوع يؤكد أن القيامة هي حدث حاضر منذ الآن لأنه هو القيامة والحياة. يعيش الراقدون بالمسيح وفيه. وترتبط حياتهم بحضور يسوع الشخصي .
3 - إن قيامة لعازر تكوِّن أيضاً تصويراً رائعاً للعقيدة بشخص المسيحإذ تبيّن كيف تتّحد في شخص يسوع الطبيعتان الإلهية والإنسانية بدون اندماج: وهكذا نجد الإنسان في يسوع يتأثر ويبكي لموت صديقه: (وبكى يسوع فقال اليهودأنظروا كيف كان يحبه !).
ولكنه من جهة أخرى نرى الله في يسوع يأمر الموت بسلطان: (وصرخ بصوت عظيم: يا لعازر هلُمَّ خارجاً فخرج الميت...).
ونقول: أيها المخلص، بتخطرك وتدميعك أظهرت فعل ناسوتك، وبإنهاضك لعازر أظهرت فعل لاهوتك .
4 - تحث قيامة لعازر الخاطئ على الرجاءتحث قيامة لعازر الخاطئ على الرجاء بأنه، حتى ولو مات روحياً، سيحيا من جديد هذه القيامة الروحية كثيراً ما تبدو لنا كقيامة لعازر مستحيلة: (... يا سيّدي قد أنتن لأن له أربعة أيام...). لكن كل شيء ممكن بالنسبة ليسوع: إعادة الخاطئ القاسي القلب، كما إقامة الموتى: (فقال يسوع: ارفعوا الحجر...).
المسيح يدعونا وينتظرنا.
هذا ما نتعلّمه إذا ما ذهبنا في هذا السبت إلى بيت عنيا، و ملاقاة يسوع وأن نبدأ هذا الأسبوع العظيم برفقته. إنه يدعونا وينتظرنا.
دعت مرتا أختها سراً قائلة: (المعلّم قد حضر وهو يدعوك). أمّا مريم (فلما سمعت قامت سريعاً وجاءت إليه).
المعلّم يدعوني. يريد ألاّ أفارقه في أيام آلامه. يريد أن يعلن ذاته في تلك الأيام ليّ – وقد (أكون أنتنت) – بطريقة جديدة.
فقول هاأنذا يا معلّم !.