منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور الحياة

اخبار . رياضة . فن .فيديو. طب. برامج. موضة. طفل. حوادث. بحث. فيس .بوك . تويتر. يوتيوب. جوجل . ادنس. ربح .نت .افلام . ترانيم . مسرحيات. عظات
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  رحلة للمرتفعات

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
شيري بنت المسيح
مشرفة
مشرفة
شيري بنت المسيح


عدد المساهمات : 1878
نقاط : 8248
السٌّمعَة : 61
تاريخ التسجيل : 06/07/2012

       رحلة للمرتفعات Empty
مُساهمةموضوع: رحلة للمرتفعات          رحلة للمرتفعات I_icon_minitimeالخميس أبريل 10, 2014 7:55 am

اهداء
الى ...
+ اولئك الذين يعانون من التجارب ولا يعرفون لها سبباً
+اولئك الذين يصارعون قوات الشر غير المنظورة
+اولئك الذين يريدون ان يتبعوا الراعى الصالح ، ولا يعرفون كيف .
الى كل هؤلاء :
نهدى هذه القصة ، التى تحكى عن حياة نفس احبت الرب وكيف قادها عبر الدروب الصعبة حتى بلغت المرتفعات

اخوتى الاحباء فى الرب
لفت نظرى كتاب رائع اسمه " رحلة الى المرتفعات " منذ فترة طويلة جدا وجدت فيه تعزية كبيرة ومن حبى لهذا الكتاب قمت بكتابته على الكمبيوتر ورقة ورقة ...
واود ان اشارككم قراءة هذا الكتاب
فسوف يتم ارساله على فصول متعددة حتى يتم الانتهاء منه ليستفاد منه كل من اراد
فرجاء تتبع الفصول – لمن يريد - لانها متصلة ببعضها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شيري بنت المسيح
مشرفة
مشرفة
شيري بنت المسيح


عدد المساهمات : 1878
نقاط : 8248
السٌّمعَة : 61
تاريخ التسجيل : 06/07/2012

       رحلة للمرتفعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة للمرتفعات          رحلة للمرتفعات I_icon_minitimeالخميس أبريل 10, 2014 7:55 am

الفصل الأول: دعوة الى المرتفعات
فى الليل يحل البكاء مز 5:30
هذه هى قصة " خوافة " وكيف هربت من اقاربها "عائلة الخوف" ، وذهبت مع رئيس الرعاة، حيث "المحبة الكاملة تطرح الخوف خارجا" 1يو 18:4
لسنين طويلة كانت خوافة تخدم رئيس الرعاة الذى كان له قطيع كبير يرعى فى "وادى المذلة"، حيث كانت تعيش فى كوخ ابيض صغير وهادئ فى "قرية الاضطراب"
كانت تحب عملها وتشتهى ان ترضى رئيس الرعاة، ولكن على قدر سعادتها كانت تشعر بإعاقتين تمنعانها من اتمام عملها على الوجه الاكمل ، مما ادى الى شعورها الخفى بالالم والخجل.
اول اعاقة كانت قدماها العرجان ... فكثيرا ما كانت تسقط على الارض اثناء تأدية عملها. اما الاعاقة الثانية فكانت فى فمها، الذى كان مع قبح منظره يتلجلج ويتعثر كثيرا فى النطق والكلام.
وكانت هاتان العاقتان تثيران دهشة كل من عرف انها فى خدمة رئيس الرعاة .. ولذا كانت تتوق الى التخلص منهما ، وتصبح جميلة لبقة وقوية مثل كثير من خدام رئيس الرعاة، ولكنها كانت تخاف لانها كانت تظن انه لا نجاة من هاتين العاقتين .
هذا بالاضافة الى مشكلة اكبر ... وهى انها من "عائلة الخوف" . كان اقاربها منتشرين فى كل انحاء الوادى، فلا امل فى التنصل او الفكاك منهم. فكيتيمة ، كانت قد تربت فى بيت عمتها "مدام متشائمة" ، وبنات عمتها "كئيبة" و "متذمرة" واخيهم "جبان" الذى كان دائما يضايقها ويضطهدها.
ومثل باقى العائلات التى كانت تعيش فى "وادى المذلة" كانت "عائلة الخوف" تكره رئيس الرعاة وتضايق خدامه ، فما بالك بالعار الذى لحق بهم بانضمام احدى افراد اسرتهم الى خدامه !! وعليها تحايلوا ما استطاعوا بالتهديد مرة وبالترغيب اخرى محاولين ارجاعها عن رأيها ، وهى صامتة ليس لها اى حيلة الا البكاء .
وفى يوم مشئوم وضعوها امام قرار العائلة الذى لا مفر منه وهو ان تتزوج ابن عمتها "جبان" وتستقر وسط اهلها والا .... !!؟؟
وفى صباح اليوم التالى ، عندما ارسلت الشمس اشعتها الذهبية على الكون وقت الشروق، تذكرت "خوافة" ان رئيس الرعاة سيكون بجانب غدير المياه خارج القرية ليسقى اغنامه. فقد كانت عادة خوافة ان تذهب الى هناك باكرا كل صباح، لتتعرف على رغباته، وتتلقى اوامره لذلك اليوم ثم تعود وقت الغروب لتخبره بكل ما حدث لها اثناء النهار.
لذا اسرعت خوافة لتقابله عند غدير "المناجاة" وكلها ثقة بأنه لن يتركها فريسة لاقاربها بل سيجد لها منفذ. وعندما وصلت وجدت رئيس الرعاة فى انتظارها .
" ماذا افعل يا سيدى ؟ كيف اهرب ؟!! اذا تزوجت جبان فسأظل اسيرة الى الابد .. " قالت خوافة هذا وهى تبكى ، بعد ما انتهت من سرد ما حدث لها طيلة اليوم .
" لا تخافى " هكذا طمأنها رئيس الرعاة : انت فى خدمتى ، واذا وثقت بى فلن يستطيعوا ان يرغموك على الزواج ابدا ولكن لا تدعى احد من اقاربك "عائلة الخوف" يدخل الى كوخك لانهم اعداء الملك الذى صرت انت خادمة له " .
خوافة : " اعرف ذلك جيدا ، ولكن كلما قابلت احد من اقاربى تخور قواى، ولا استطيع مقاومته. انهم منتشرون فى كل مكان فى الوادى فلا يوجد مفر من مقابلتهم، فيبدو اننى لن استطيع الخروج بمفردى ابداً "
قالت خوافة هذا ، ورفعت عينيها الى الجبال التى كانت تحيط بالوادى واكملت : " لو انى اقدر على الهروب من الوادى واذهب الى المرتفعات ؟! "
وحالما نطقت خوافة بهذا قال لها رئيس الرعاة:
" لقد انتظرت طويلا لاسمع منك هذا... سيكون فعلا افضل شئ ان تتركى الوادى وتذهبى الى المرتفعات ، وسأقودك الى هناك بنفسى ، ان هذه المرتفعات هى حدود مملكة ابى .. مملكة الحب .. حيث لا يوجد خوف من اى نوع .. حيث المحبة الكاملة تطرح الخوف الى خارج"
نظرت اليه خوافة فى دهشة : " اذهب الى المرتفعات !!؟ واعيش هناك ؟!! يا ليتنى اقدر !! طوال الشهور الماضية وانا احلم بهذا ، ولكنه غير ممكن .. اننى عرجاء !!
احنت خوافة رأسها الى اسفل ، ونظرت الى قدميها ، فامتلأت عينها بالدموع ونفسها بالحزن، واكملت: هذه الجبال عالية وخطيرة ، لدرجة انه قيل لى ان الغزال والايل فقط تستطيع الصعود عليها "
رئيس الرعاة : " هذا صحيح .. الطريق الى المرتفعات صعب وخطير .. لابد ان يكون هكذا حتى لا يستطيع اعداء المحبة ان يتسلقوا ويدخلوا المملكة !! لانه لا يوجد شئ به عيب او نقص يستطيع ان يدخل مملكة المحبة.
ولكن يا خوافة اننى استطيع ان اجعل رجليك كالأيل واقيمك على المرتفعات. هناك تكونين معى دائما وبعيدة عن يد اعدائك .. وكم انا سعيد ان اعرف انك تتوقين الى الذهاب هناك.
خوافة : تجعل قدمى كالأيل !! ماذا عن فمى ؟ انت تقول لا شئ به عيب يستطيع ان يدخل مملكة المحبة .
رئيس الرعاة : لابد ان تتغيرى قبل الوصول للمرتفعات . ولكن اذا اردت الذهاب معى ، اعدك بجعل رجليك كالايل وفمك بلا عيب ، لانه توجد ينابيع مياه للشفاء بالقرب من المرتفعات ومن ينزل فيها تزول كل اوجاعه وكما يجب جعل رجليك كالايل ، يجب ايضا ان يتغير اسمك ، لانه من المستحيل " لخوافة " من "عائلة الخوف" ان تدخل الى مملكة الحب.
هل انت على استعداد لهذا التغيير الشامل يا خوافة ؟!!
اجابت خوافة بأمل : نعم ، انا مستعدة .
ابتسم رئيس الرعاة وقال بجدية : هناك شئ اخر ولكنه اهمهم .. يجب قبل ان تدخلى الى مملكة المحبة ان تكون وردة المحبة مزهرة فى قلبك .. هل فى قلبك غرس الحب يا خوافة ؟
عندما قال رئيس الرعاة هذا ، ثبت نظره عليها كمن يفحصها ، وادركت خوافة انه يبحث فى قلبها عن غرس الحب .
لم تعرف خوافة بماذا تجيب ، اذ ادركت انه يعرفها اكثر من معرفتها لنفسها، نظرت اليه فرأت وكأن كيانها مكشوف امام عينيه .
بعد مدة قالت : " يبدو لى ان هناك حب بشرى ولكنه ليس كالحب الذى اراه فيك "
رئيس الرعاة : " اذن هل تدعيننى اغرس فيه بذرة الحب الان ، لتكون مستعدة للازهار وقت وصولك للمرتفعات؟"
تراجعت خوافة مرتعدة : " انا خائفة ... لقد قيل لى انك اذا احببت شخصا ما ، فإنك تعطيه مع الحب القدرة ان يجرحك ويؤلمك "
اجاب : هذا صحيح فالحب معناه ان تضع نفسك فى سلطان من تحب للنهاية .. وانت خائفة من ألم المحبة اليس كذلك ؟
" نعم " ... واحنت رأسها فى خجل
اجاب : " ولكن فى الحب سعادة . سعادة فى ان تحب بلا غرض . ودون مقابل "
" كم هو صبور على ؟!! " هكذا فكرت خوافة نفسها ، ثم قالت بصوت عال وبسرعة كمن هى خجلانة مما تقول : لكنى لن استطيع ان احب ، الا اذا تأكدت بأن محبتى ستقابل بالمثل، فهل اذا زرعت بذرة الحب فى قلبى تعدنى انى سُأحب كما احببت ؟ لانى لن اطيق غير ذلك !!
ابتسم رئيس الرعاة ابتسامة مملوءة رقة وعذوبة وقال : " نعم اعدك يا خوافة انه عندما يحين وقت ازهار الغرس وتغيير اسمك سُتحبين فى مقابل محبتك"
خوافة : " اذن من فضلك ، ازرع بذرة الحب فى قلبى الان "
اخرج الراعى شيئا من جعبته ووضعها فى راحة يده ثم مدها الى خوافة : هذه هى بذرة الحب
دنت خوافة لتنظر ، لكنها صرخت وتراجعت !!
قد كانت هناك فعلا بذرة ولكن على شكل شوكة طويلة وحادة.
كانت خوافة تلاحظ من قبل ان يد الراعى بها جراح فلاحظت الان ان الجرح الذى فى رسغ يده على نفس شكل الشوكة
" هذه البذرة .. ألن تؤلمنى عندما تزرعها فى قلبى ؟!! "
اجاب برقة : " انها حادة جدا لذا ستدخل بسرعة . ولكن ألم أقل لك ان الحب والالم متلازمين. اذا اردت الحب فلابد ان تذوقى الالم !!

تقدمت خوافة فجأة وكشفت قلبها وقالت : " من فضلك ازرع البذرة هنا " اضاء وجه رئيس الرعاة بالسعادة ، وقال بنبرة فرحة : " الان انت قادرة على الذهاب معى الى المرتفعات لتصيرى مواطنة فى مملكة الحب "
قال هذا وغرس الشوكة فى قلبها
وصدق قوله ، اذ بعد الالم شعرت بعذوبة وحلاوة ملأت كل كيانها
" شكرا لك ... شكرا لك ... " وسجدت عند قدميه
كم انت حلو .. كم انت صبور .. لا يوجد من هو مثلك فى كل الوجود .. سأذهب معك للجبال وكلى ثقة انك ستجعل رجلى كالايل وفمى بلا عيب وتقيمنى .. حتى انا "خوافة" على المرتفعات .
رئيس الرعاة : وانا ايضا سعيد بل اكثر سعادة منك سآخذك الى سفح الجبال بنفسى حتى لا يكون هناك خطورة من اعدائك . ولكن بعد ذلك سأتركك برفقة اثنتين متخصصتين لك يساندانك ويساعدانك على وعورة الجبال ، حيث انك لن ترينى كل الوقت ولكنك متى طلبتنى فستجدينى ... اعدك بهذا
وتذكرى اننى اخترت رفيقتيك بدقة شديدة ، حسبما ارى احتياجك ، فهل ستقبلينها بفرح ؟
نظر اليها رئيس الرعاة بشفقة ، لانه كان يعرف صعوبة الطريق وضيقه وتعبه، ولكنه لم يقل لها هذا ، بل قال : اذهبى الان الى بيتك واستعدى للرحيل ... لا تأخذى شيئا .. فقط اتركى كل شئ فى مكانه ، لا تقولى لاى شخص عن هذه الرحلة لانها رحلة سرية ويجب ان تكون فى الخفاء .
كونى مستعدة حتى حينما تسمعى صوتى يناديك تخرجى من منزلك وتتبعينى
وبعدما قال رئيس الرعاة هذا اخذ اغنامه وقادها الى الحظيرة
واما خوافة فرجعت الى منزلها والفرحة تملأ قلبها
وفيما هى سائرة فى طريق عودتها واذ "بجبان" يعترض طريقها .. !! مسكينة خوافة !! كانت قد نسيت للحظات وجود اقاربها، وها هى تلتقى بأشرهم . فزعت خوافة ونظرت حولها شمالا ويمينا فلم تجد مكانا يمكنها ان تهرب اليه . فتراجعت فى خوف ، وكان هذا سببا فى اعطائه شجاعة اكثر ليستمر فى الجرى خلفها حتى امسك بها . فصرخت ، عندئذ ظهر امامها رئيس الرعاة وفى يده عصا ما كاد ان يرفعها على "جبان" حتى لاذ بالفرار ، لا يعرف الى اين يتجه فقط يبغى الهرب من رئيس الرعاة .
انفجرت خوافة فى البكاء، فقد كان يجب ان تعرف ان "جبان" اسم على مسمى وانه كان يلزم فقط ان تنادى على رئيس الرعاة لتتخلص من قريبها هذا . كان الخجل يغطيها لانها رجعت الى طبيعتها القديمة، بعدما كانت تظن انها اوشكت على الخلاص منها.
لم تستطع ان تنظر الى رئيس الرعاة ، ولكنها لو فعلت هذا لرأت عينين كلها رأفة ورحمة لان رئيس الرعاة طويل الروح وكثير الرحمة.
لقد ظننت انه يحتقرها بسبب خوفها فتمتمت : " شكرا لك "
وذهبت تعرج نحو قريتها وهى تقول فى نفسها : " ما فائدة ان افكر فى الذهاب للمرتفعات وانا لا استطيع ؟!! ان اقل شئ يعترضنى كفيل بأن يرجعنى مرة ثانية "
شعرت خوافة بتحسن عندما وصلت الى منزلها واخذت تفكر فى احداث اليوم وتذكرت بذرة الحب المزروعة فى قلبها وعندها شعرت بنشوة وسعادة وتأملت فى محبته واخذت تعمل وتنظف الكوخ وهى تنشد : " اخبرنى يا من تحبه نفسى أين ترعى أين تربض عند الظهيرة" (نش 7:1) ثم نامت نوماً هادئاً .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شيري بنت المسيح
مشرفة
مشرفة
شيري بنت المسيح


عدد المساهمات : 1878
نقاط : 8248
السٌّمعَة : 61
تاريخ التسجيل : 06/07/2012

       رحلة للمرتفعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة للمرتفعات          رحلة للمرتفعات I_icon_minitimeالخميس أبريل 10, 2014 7:56 am

الفصل الثانى
هجوم عائلة الخوف
وأما من خاف فلم يتكمل فى المحبة " 1يو 18:4
استيقظت خوافة صباح اليوم التالى وهى تشعر بتحسن وتقول فى نفسها : " ربما أبدا رحلتى اليوم" . كانت متأثرة لدرجة انها لم تستطع تناول افطارها، بل قامت تستعد للرحلة وهى تشعر بسعادة بالغة. ورتلت نشيد تعلمته من الرعاة قائلة : "انا سوداء وجميلة يا بنات اورشليم، كخيام قيدار، كشقق سليمان، لا تنظرن الى لكونى سوداء ، لان الشمس قد لوحتنى" نش 5:1-6
وهكذا انقضى الصباح ولكن فى الظهيرة حدث شئ فظيع .. هجوم على منزلها من اقاربها "عائلة الخوف" .. !! فجأة وجدتهم حولها داخل منزلها .. !!
كانوا يريدون خطفها لتتزوج من "جبان" كان معهم رئيس العائلة وكبيرها السيد المستشار "رعب" شخصياً الذى قال لها مقلدا اللهجة الابوية الحنونة، انه يفهم انها تكره جبان، ولكنه على استعداد ان يريها خطأها، وان لم تقتنع فلن يفرضوه عليها.
وهكذا اخذ كل اقاربها يتكلمون دفعة واحدة، فى محاولة للضغط عليها والمسكينة خوافة تجلس منكمشة، تسمع وفرائصها ترتعد ، فهى لا تستطيع ان تفعل شيئاً .
بعد قليل سمعت خوافة ، صوت رئيس الرعاة فى الخارج ، واحسن وكأن جميع الاصوات الاخرى قد صمتت ، فلم تعد تسمع سوى صوته قائلا: " صوت حبيبى هو ذا آت ظافرا على الجبال قافزا على التلال. هوذا واقف وراء حائطنا يوصوص من الشبابيك وقال لى قومى يا حبيبتى يا جميلتى وتعالى" (نش 8:2-10) وهنا ادركت بأنه يناديها لتخرج معه الى المرتفعات ... هذه هى الاشارة !!
ولكنها محبوسة داخل كوخها بسبب "عائلة الخوف" وغير قادرة حتى على ان تناديه من الرعب. ولكن كان يجب ان تنتهز الفرصة، لان فى اللحظة التالية وضع "جبان" يده على فمها ليمنع صدور اى صوت منها، وهكذا مر رئيس الرعاة يوصوص من الشبابيك، دون ان يجد رداً من اى نوع.
وبعدما عبر اكتشف اقارب خوافة انها قد غابت عن الوعى، فوضعوها على سريرها، فى انتظار الليل حتى يأخذوها معهم ولا يراهم احد. بعد فترة فتحت خوافة عينيها، وكادت تفقد وعيها ثانية عندما ادركت موقفها، ولكنها اخيرا استجمعت شجاعتها وذهبت الى شباك حجرة نومها ونادت على جارتها "شجاعة ... شجاعة ، تعالى ساعدينى بسرعة ، ارجوك"
جرت مدام "شجاعة" تجاه منزل خوافة ، وحاولة فتح الباب ، فوجدته مغلقاً فذهبت لتنظر من الشباك فوجدت اقارب خوافة يملئون المنزل ، فصرخت مهددة : " اذهبوا من هنا توا والا سأنادى على رئيس الرعاة" وقعت عليهم كلماتها وقوع الصاعقة ، واخذوا يهربون من المنزل فى جميع الاتجاهات .
دخلت مدام "شجاعة" لترى خوافة ووجدتها فى حالة يرثى لها . فربتت على كتفها وقالت : سأذهب لاصنع لك كوبا من الشاى الساخن" بعدما شربت خوافة الشاى ارادت النوم بعد هذا اليوم العصيب ، فأعطتها مدام "شجاعة" جرس لتدقه اذا ما احتاجت اليها ، وتركتها لتنام وحدها فى المنزل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شيري بنت المسيح
مشرفة
مشرفة
شيري بنت المسيح


عدد المساهمات : 1878
نقاط : 8248
السٌّمعَة : 61
تاريخ التسجيل : 06/07/2012

       رحلة للمرتفعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة للمرتفعات          رحلة للمرتفعات I_icon_minitimeالخميس أبريل 10, 2014 7:57 am

الفصل الثالث
هروب اثناء الليل
“جاء إلى يسوع ليلاً " يو 2:3
لساعات طويلة تمددت خوافة على سريرها، مجروحة الجسد والنفس، ففى عقلها يوجد شئ ما يقلقها .. ترى ما هو ؟! وفجأت تنبهت لالم شديد فى قلبها، لم تختبره من قبل ..، كانت الشوكة التى فى قلبها ترسل نبضات الالم، وادركت خوافة السبب، واخذت تهمس لنفسها: "لقد جاء رئيس الرعاة ليأخذنى وانا لم ألبى نداءه .. ربما تركنى وذهب لانه ظن اننى لا اريد الرحيل معه .. اننى حتى لم اذهب الى غدير المناجاة هذا المساء .. بالتأكيد لقد تركنى ورحل "
كانت خوافة حزينة جدا ، ولكن الالم فى قلبها كان يفوق الحزن، نظرت حولها فوجدت كتاب الاناشيد مفتوح على صفحة مكتوب عليها نشيد يحكى عن انسانة مثلها، اخذت تقرأ فكانت الكلمات وكأنها تعبر عن حالتها هى .. " فى الليل على فراشى طلبت من تحبه نفسى طلبته فما وجدته .. اقوم واطوف فى المدينة فى الاسواق وفى الشوارع اطلب من تحبه نفسى .. طلبته فما وجدته " نش 1:3-2
حالما قرأت خوافة هذه الكلمات قفزت من سريرها، ولبست ثيابها، وفتحت باب الكوخ وخرجت .. ربما تجد هى الاخرى حبيبها .. ! كان قلبها مازال ينبض بالالم ! فتذكرت قول رئيس الرعاة .. " الحب والالم متلازمان " يجب ان تجد رئيس الرعاة ليكف الالم .
اخذت تبحث فى شوارع القرية فلم تجده .. سألت بعض من خدمه " اين هو ؟ " فلم يعرفوا الاجابة كادت تيأس ، ولكنها تذكرت باقى النشيد " وجدت من تحبه نفسى فأمسكته ولم أرخه" (نش 4:3) . وعند هذا اسرعت تجرى نحو غدير المناجاة وهناك كان هو فى انتظارها : " اين كنت يا خوافة ؟ "
ارتمت عند قدميه باكية : " يا سيدى خذنى معك ، سأتبعك حيثما تذهب "
امسك رئيس الرعاة يدها وقادها نحو الجبال .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شيري بنت المسيح
مشرفة
مشرفة
شيري بنت المسيح


عدد المساهمات : 1878
نقاط : 8248
السٌّمعَة : 61
تاريخ التسجيل : 06/07/2012

       رحلة للمرتفعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة للمرتفعات          رحلة للمرتفعات I_icon_minitimeالخميس أبريل 10, 2014 7:57 am

الفصل الرابع
بداية الرحلة
“إن اراد احد ان يأتى ورائى فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى " مت 24:16
كان صباح يوم جميل، ولاح الوادى وكأنه يستيقظ من النوم، والطيور تنتقل بين الاغصان مغردة، والندى على الزهور يضوى كالماس فوق المساحات الشاسعة من الالوان المختلفة. وفى بعض الاحيان كان رئيس الرعاة وخوافة يدوسان فوق الزهور اثناء سيرهم. واذ برئيس الرعاة ينحنى ويمسك بزهرة قائلاً : " لخوافة" بابتسامة : "تواضعى، وستجدين ان الحب سيكون كبساط من الزهور تحت رجليك"
فنظرت اليه بتساؤل : " لقد فكرت مراراً كثيرة فى الزهور البرية .. انه لمن العجب ان تكون كل هذه الزهور فى هذا المكان القفر .. !! فى مكان لا يشاهدها فيه احد، ليتمتع بجمالها. كما انها مرضة ان تدوسها ارجل قطعان الماشية فى طريقها الى المراعى"
اجاب : " لا شئ يفعله ابى وانا ويكون للخسارة ابدا .. هذه الزهور الصغيرة تعلم درسا جميلا .. انها تبذل ذاتها برضا وثقة، حتى ولو لم يقدر احد جمالها، وكأنها تقول : (السعادة هى ان نحب حتى وان لم يرد لنا الحب) .. اقول لك شيئاً .. قليلون يفهمونه .. ان اجمل صفات النفس البشرية، اعظم انتصاراتها ، اكبر انجازاتها لا يعرف احد عنها شئ.
كل رد فعل للحب وكل بذل ذات هو زهرة جديدة فى غرس الحب .
كم من حياة عادية وهادئة .. حياة مختفية وغير معروفة للعالم كانت حديقة يانعة يلذ للملك نفسه ان يتنزه فيها ويفرح مع اصدقائه بها. بالطبع يوجد كثير من خدامى كانت انتصاراتهم واضحة للكل ، وكانت الناس تقدرهم وتبجلهم، ولكن حتى هؤلاء كانت لهم انتصارات وامجاد داخلية لا يعلم احد عنها شيئا. تعلمى هذا الدرس الان يا خوافة فسوف يعزيك اثناء رحلتك.
هيا الان لنشارك الان الطيور تغريدها وننشد سويا .. انا نرجس شارون سوسنة الاودية .
كالسوسنة بين الشوك كذلك حبيبتى بين البنات، كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبى بين البنين. تحت ظله اشتهيت ان اجلس، وثمرته حلوة لحلقى" نش 1:2-3
وعندما انتهيا قالت خوافة : "لم اكن اعرف ان سفح الجبال مكان جميل هكذا"
اجاب : " كلما نما فيك زرع الحب ستفهمين اشياء كثيرة، وتدركين ما لم تفهميه .. ستتعلمين ان تتكلمى بلغة الحب، ولكن يجب اولا ان تتعلمى الف باء الحب .. وهذا سيكون اثناء رحلتك ، والان هيا بنا فرفيقتاك تنتظرانك"
خوافة : " لماذا لا تأخذنى انت الى المرتفعات ؟!! معك اشعر بالقوة وانا واثقة انه لا احد غيرك يستطيع ان يأخذنى الى هناك "
اجابها بعطف : " يا خوافة من الممكن ان افعل ما تطلبينه ، ومن الممكن ان احملك الى المرتفعات، لكن ان فعلت هذا فلن يكون لك ارجل الآيل .. اصعدى هذه المرة فقط.. ستكون صعبة وشاقة، ولكن فى النهاية سيكون لك ارجل الايل ، حينئذ تستطيعين ان تكونى معى وتتبعيننى دائما ..
بالمناسبة يجب ان احذرك بأن اعداءك يمكنهم الصعود على الجبل لمسافة محدودة، ولا شك انك ستقابلينهم ، لذلك اخترت لك رفيقتين قويتين لمساعدتك، وانا سأكون معك وان لم ترينى وسألبى نداءك فى اى وقت تحتاجين الى فيه .. فقط نادى اسمى ..
ولك وعدى الامين انه فى نهاية الرحلة ستكون لك ارجل الايل وتتبعيننى اينما ذهبت .. لا تخافى لانى انا معك "
خوافة : " انا اثق بك يا راعى "
رئيس الرعاة : " ان الثقة هى فضيلتك يا خوافة "
بعد مدة قصيرة وصلا الى بداية الطريق، عند سفح الجبل ولاحظت خوافة وجود سيدتين مقنعتين جالستين على احدى الصخور، وعندما رأوهما تقدمتا وانحنتا امام رئيس الرعاة فى صمت .
رئيس الرعاة : " هاتان رفيقتاك يا خوافة، وسوف تصحبانك حتى نهاية رحلتك"
نظرت اليهما خوافة .. حقيقة كان شكلهما يبدو عليه القوة .. ولكن لماذا تغطيان وجهيهما: "من هما ؟!! " همست خوافة لرئيس الرعاة " ما اسميهما ؟ ولماذا لا تتكلمان ؟؟"
رئيس الرعاة : " انهما تتكلمان لغة لا تعرفينها ، ولكن رويدا رويدا ستفهمينها كلما صعدت معهما، اما عن اسميهما فهو "اشجان والام"
كادت خوافة ان تقع من طولها غير انها امسكت برئيس الرعاة واخذت تصرخ : "لا اقدر ان اذهب معهما ..!! لماذا يا سيدى تفعل هذا بى ؟ كيف اسافر فى صحبة "اشجان والام" ؟!! لماذا لا تعطنى "فرح" و "سلام" يسندانى ويساعدانى فى هذا الطريق الصعب ؟! كيف تفعل هذا بى ؟! ارجوك اشفق على !! لم اكن اتخيل انك تريد هذا لى.
ثم انفجرت فى بكاء شديد
نظر اليها الراعى الحنون بحزن، ولكنه قال برقة : "فرحة وسلام ؟!! " هل هما اللتان تطلبينهما لنفسك ؟! ألم تعدينى ان تقبلى الرفيقتين اللتين اخترتهما لك ؟ الا تثقى بى ؟! خوافة .. هل تذهبى مع "اشجان" و "آلام" ام تعودى الى قرية الاضطراب لتعيشى مع "عائلة الخوف" ؟
كان الاختيار صعب ..كانت تعرف الخوف جيدا، اما الاشجان والالام فيبدو لها انهما افظع واقسى. لكنها نظرت الى رئيس الرعاة وادركت فى نفسها انها تثق به، ولا تقدر ان تتركه ورغم كل ضعفها وخوفها فانها تحبه، ولا تقدر ان ترفض له طلب ابدا. فقالت: "سيدى لمن اذهب وحياتى هى معك .. من لى فى الارض سواك .. ساعدنى لاتبعك .. ساعدنى لاثق بك"
وحالما سمع رئيس الرعاة هذا الكلام من خوافة ابتسم ابتسامة مملوءة بالانتصار والفرحة وقال : "كلك جميل يا حبيبتى ليس فيك عيب (نش 7:4) .. لا تخافى .. اذهبى مع اشجان والام . وان لم تقدرى على ان تقبليهما الان، فعلى الاقل اذهبى معهما . وعندما تصلن الى مناطق شديدة الوعورة والانحدار وامسكى ايديهما، وسوف يساعدانك ويقودانك الى حيث اريد انا "
تقدمت خوافة بشجاعة لم تعهدها فى نفسها من قبل ، ثم قالت لاشجان والام : "تفضلا امامى وانا سأتبعكم" . قالت هذا لانها لم ترد ان تضع يدها فى ايديهما .
ابتسم رئيس الرعاة وقال : " سلامى اترك لك "
وقبل ان تدرك خوافة ما يحدث كان رئيس الرعاة قد ذهب من امامهم ، متقدما وصاعدا الى المرتفعات، وفى لحظات اختفى .
وهكذا بدأت خوافة الرحلة وهى تعرج فى طريقها الى المرتفعات متجاهلة رفيقتيها وكأنها لا تراهما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رحلة للمرتفعات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 4انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» رحلة للمرتفعات
» رحلة حمل سليمة
»  رحلة سعيدة وهانئة خلال صيف حار
» رحلة بولس الرسول التبشيرية الثانية
» رحلة بولس الرسول التبشيرية الثالثة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور الحياة  :: المنتديات المسيحية العامة - Christian public forums :: المرشد الروحى-
انتقل الى: