باتضاع كامل وتسليم طفولي وعذراوية مطلقة!
مَن منّا لا يعجب لإتضاعك يا أم النور؟!
مَن منّا لا ينذهل لتسليمك المطلق لمشيئة الله؟!
مَن منّا لا يندهش لحسن جمال بتوليتك؟!
لقد قدّمت العذراء لنا الطريق لظهور ابن الله في حياتنا.
يسوع مازال يبحث عن عذراء! نفوس عذراء!
نفوس انقطعت عن الارتباط بالعالم والأرضيات.
عذراء تقدست وتطهرت من الخطية والشهوة والجسدانيات
نفس عذراء تُسَلم حياتها بجهاد أمين ورؤية ثابتة نحو السماء، نفس لا تجادل أو تناقش أو تضع منطق العقل وقواعد الحساب بينها وبين الله.
يسوع يبحث عن عذراء تثق في وعوده رغم تعارضها مع منطق الناس.
نفس تتضع مع كل بركة تحصل عليها وكل تدبير لله في حياتها قائلة "هو ذا أنا أمة الرب" الربُ مازال يبحث عن هذه النفس العذراء كي "يُولَد" فيها ويُظهر ذاته للعالم كله.
نفس لا يمكن أن تكون (حاملة) للمسيح ما لم تتكرس له وحده في عذراوية مطلقة واقتران كامل.
المسيح المُتَجَسَّد يريد أن تَظّل كنيسته عذراء، دائمة البتولية، علي مثال مريم، حتي ما يمكنه أن يَظهَر منها للعالم كله كل حين، العذراء وهي حاملة للسَّر الإلهي داخل أحشائها، انطلقت تخدم بلا عائق وذهبت إلي بيت زكريا تخدم اليصابات، لتبرّهن من جديد علي استحقاقها لهذا السر واحتفاظها بعذراويتها واقترانها بيسوع، وهكذا رسمت لنا وللكنيسة كلها طريق الكرامة والمجد الحقيقي، أنه طريق الإتضاع والخدمة!
إنه طريق الكاملين المخصصين ليسوع، الذين تحرروا من سلطان الذات ومشيئات الناس ورغبات العالم، للإقتران بيسوع وحده في عذراوية كاملة منطلقين بلا عائق في طريق المحبة والخدمة!
يا نفسي المسكينة .. تلهثين خلف الكرامة والإنتماء والاتساع ولكن يسوع يريد عذراء جديدة يظهر منها للعالم، يحل بمجده فيها لتصير سماء جديدة تفوح منها رائحة القداسة تعطر العالم وتنير ظلمته بالحياة الجديدة.
أعطني يا رب أن أتعلم منك كيف أتضع مثلما فعلت أمك.
أن أُسلم لك وأخضع لمشيئتك.
أن أحتفظ بعذراوية نفس بلا ربط تقيدني بعيداً عنك.