بلاد الثلوج المتراكمة وبلاد الشمس الساطعة والدفء جميعها تشترك فى دفء محبة الفادى الذى تجلى فى تجسد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح.
تفاصيل قصة ميلاد الطفل يسوع تجدها فى كل من إنجيل متى وإنجيل لوقا. ولكن من المؤسف حقاً أنه منذ ذلك الحين بدأت هذه المناسبة تدريجياً تتخذ شكلاً اجتماعياً أو احتفالياً مع الاحتفاظ بالقليل جداً من المعنى الروحى الحقيقى وراء هذا الميلاد الفريد والعجيب.
حول ميلاد يسوع المسيح فلنتأمل فى بتولية العذراء مريم التى حبلت من الروح القدس، كما يليق بهذه المناسبة التأمل فى مدى صدق نبوات العهد القديم ودقة تتبعها لأحداث الميلاد العجيب بكافة تفاصيلها. كذلك شخصية يوسف البار الذى ارتضى أن يتخذ مريم العذراء خطيبة له من أجل أن يمنحها اسماً وسقفاً تأوى إليه. وفوق الكل شخصية هذه الفتاة البسيطة الوديعة العذراء الطاهرة مريم التى آمنت بما قيل لها من قبل جبرائيل الملاك الواقف أمام الله. اشتراك السماء والأرض وأجناد الملائكة فى أكبر احتفال عرفته البشرية باستقبال المولود الإلهى. هذا الطفل العجيب الذى سيكون سبباً فى خلاص العالم (21). كما يدعى اسمه عمانوئيل أى "الله معنا" لأن به تجسد رب المجد "عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد" (1تى 3 : 16).
كرر العددين (21 ، 23) مع نفسك. اعتبرها رسالة فردية خاصة بك "فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم .. ويدعون اسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا".
فلتفرح الأرض ويبتهج كل العالم بمجىء المخلص. فلتستقبل الأرض ملكها، وليملك على جميع قلوبنا من الآن والى الأبد.