أوجه الشبه والاختلاف في جدولى أنساب السيد المسيح في بشارتى متى ولوقا

أوجه الشبه والاختلاف في جدولى أنساب السيد المسيح في بشارتى متى ولوقا

* القديس متَّى كيهودي كتب لإخوته اليهود فاِهتم بإبراز السيِّد المسيح بكونه "ابن داود"، المسيَّا الملك المنتظر، وأنه ابن إبراهيم الذي به تحقَّقت العهود والمواعيد الإلهيّة على صلة قرابة بجميع اليهود ، فيُعلن المسيّا حامل خطايانا

" ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض " (تك18:22).

** أما القديس لوقا كتب للأمم فيهتم بإبراز المسيح "إبن آدم ابن الله " أى أنه أب كل البشريّة الذى جاء ليمحو التشوه الذي أصاب الإنسان صورة الله ومن بعده الخليقة كلها وليعود بالصورة إلى أصلها ومثالها الإلهى الذي خلقت عليه ، ، فيُعلن تمتّعنا بالبنوّة لله فيه

* جاء النسب فى متى ترتيب تنازلي يبدأ بإبراهيم وينتهي بيوسف رجل مريم الذي وُلد منها يسوع المسيح،

** جاء النسب في لوقا ترتيب تصاعدي من يسوع الذي على ما كان يظن ابن يوسف (لو 3: 23) إلى آدم ابن الله.

* يتحدّث القديس متى عن نسب المسيح قبل أحداث العماد فيلتزم بالترتيب التنازلى ليُعلن أن كلمة الله المتجسّد هذا الذى بلا خطيّة جاء من نسل خاطئ ليحمل عنّا الخطايا الجدية التي ورثناها

** القديس لوقا يتحدث عن نسب المسيح بعد أحداث العماد فيلتزم بالترتيب التصاعدي إذ يأتي بعد المعموديّة معلنًا عطيّة الرب خلالها، يرفعنا حتى يردنا إلى حالتنا الأولى "آدم ابن الله" (لو3: 38).

* متَّى البشير يكرر كلمة "وُلد"، قائلاً مثلاً "إبراهيم وَلد" إسحق... متى يُعلن تسلُّل الخطيّة إلينا خلال الولادات البشريّة، فجاء السيِّد الذي بلا خطيّة يحمل خطايا الأجيال كلها

** لوقا البشير يكرِّر كلمة "ابن". فيرفعنا إلى البُنوَّة لنبلغ "البُنوَّة لله".

* متّى يذكر النسب الطبيعي، حسب اللحم والدم،

** لوقا يذكر النسب الشرّعي أي يحسب إبناً للمتوفى حيث يمكن لإنسان أن يُنتسب لأب لم يُولد منه جسديًا. مثل القدّيس يوسف ابنًا ليعقوب جسديًا، لكنّه ابن هالي " الميت " شرعًا، لأن هالي مات دون أن ينجب ابنا، فتزوّج يعقوب امرأته لينجب له نسلاً فلا يُمحى اسمه من إسرائيل .

* متّى البشير يتحدّث إلى اليهود ليؤكّد أن يسوع هو المسيّا المنتظر، بدأ النسب بإبراهيم المختار

** لوقا يكتب للأمم لذلك انتهى النسب بآدم ابن الله، ليضم البشريّة كلها للبنوة لله.

*متَّى يبين أن يسوع المسيح هو الملك الموعود به ليملك على بيت يعقوب، لذا فإنه تتبع السلسلة الملوكية، فنلاحظ أن كلمة ملك تذكر كصفة لازمة لداود ، وذكر النسب من جهة سليمان فهو أراد تأكيد نسب المسيح الملوكي

** لوقا ذكر النسب بتتبع الأسماء التي كان أصحابها من أفراد الشعب، ابتداء من ناثان ابن داود الذي لم يجلس على العرش ، بهذا أرادت أكيد نسب المسيح الكهنوتي

فهو مَلِك بالملوك وكاهن بالكهنة، لكن مُلكه إلهي وكهنوتُه فائق

*جاء النسب فى متى خاصًا بالقدّيس يوسف لا القدّيسة مريم، و ذلك لأن الشريعة الموسويّة تنسب الشخص للأب وليس للأم. فإن كان يوسف ليس أبًا له خلال الدم لكنّه تمتّع ببركة الأبوة خلال التبنّي.

** أن سلسلة أنساب لوقا هي سلسلة أسلاف العذراء أم المسيح

* ذكر معلّمنا متّى في النسب من جدات المسيح ثامار التي ارتدَت ثياب زانية وبَتْشبْع "التي لأوريّا" ليعلن المسيح قبول الخطاة . وبعض النساء الأمميّات مثل راعوث الموآبيّة وراحاب الكنعانيّة، ليُعلن أنه جاء من أجل البشريّة كلها ليخصّ الأمم كما اليهود.

** القديس لوقا ذكر الأنساب بعد العماد لا نجد أسماء نساء خاطئات، إذ يريد أن يرفع الكل فوق مستوى الضعف .

*سلسلة أسماء متى تشمل (40) اسمًا فقط (من يوسف لإبراهيم).

يذكر القديس متى ثلاثة أجداد فقط للمسيح (سلمون، وبوعز، ويسى) بينما هذه الفترة تزيد على (480) لأنه حصر الجدول في الأسماء المعرفة لليهود ، وذكر سبي بابل ليؤكّد أنه بالرغم من تأديبات الشعب بالسبي زمانًا طويلاً لكنّه حافظ على أنسابه، ليتحقّق الوعد الإلهي بمجيء المخلّص.

** سلسلة اسماء لوقا تشمل 77 اسمًا وأحد طرفيها الله والآخر هو المسيح. فهو الأول والآخر

77= 7×11 ، رقم 7 يشير للإنسان الكامل من ناحيتين

* يقسّم متى الأجيال من إبراهيم إلى مجيء السيّد إلى ثلاث حقبات، كل حقبة تضم 14 جيلاً: تقوم على أساس الرقم الفلكي لاسم داود الذي في مجموع حروفه بالعبريّة "14"، وكأن متى القدّيس أراد تأكيد نسب السيّد المسيح لداود الملك ثلاث مرّات، أو كأن السيّد هو الملك لكل الحقبات الزمنيّة.

و يكنيا تكرّر مرّتين في نهاية الحقبة الثانية، وبدْء الحقبة الثالثة ، وعاصر السبي البابلي بعد أن عُين ملكًا عوضًا عن أبيه. و نُزع عنه الملك، وأُقتيد إلى السبي من أجل خطايا الشعب. ويكنيا يمثّل السيّد المسيح الذي يُحصى مرّتين، جاء لليهود ليخلّصهم، وإذ رفضوه عبر إلى الأمم (بابل) ليخلّصهم.

ذكر معلّمنا متّى في نسب السيّدالمسيح فارص دون زارح، لأن فارص الذىولد أولا يمثّل كنيسة الأمم التي صارت بكرًا باتّحادها بالسيّد المسيح البكر، بينما زارح " الذى أخرج يده أولاً بكونه الابن البكر، لكنّه لم يولد أولاً " يمثّل اليهود الذين فقدوا البكوريّة. هكذا ظهر اليهود أولاً كبكر للبشريّة، لكنهم حُرموا من البكوريّة برفضهم الاتّحاد مع البكر ، وتمتّع بها الأمم عوضًا عنهم.

*********

السيّد المسيح جاء ممن هم ليسوا أبكارًا حسب الجسد، مثل إبراهيم ويعقوب ويهوذا وداود ويوناثان ليُعلن أن البكوريّة لا تقوم على الولادة الجسديّة، وإنما على استحقاق الروح. جاء السيّد (آدم الثاني) بكر البشريّة كلها الذى فيه يصير المؤمنون أبكارًا، وتُحسب كنيسته كنيسة أبكار.

ونلاحظ أن النسب من بعد داود قد تفرع إلى فرعين، الأول من سليمان الملك ورحبعام وأبيّا .. وهو ما يذكره إنجيل متى، والثانى من ناثان ومتاثا ومينان وهو ما يذكره إنجيل لوقا، ثم التقى الفرعان مرة أخرى في شألتئيل وزربابل (مت12:1، لو27:3).

وبعد ذلك افترقا ليلتقيا مرة أخرى في متان (أو متثان) جد يوسف (مت15:1، لو24:3).

جدول الأنساب لمتى وللوقا لم يرد اسم موسى ، لأنه لم يكن من نسل يهوذا بل من نسل لاوى

كذلك لم يُذكر اسم يشوع بن نون لكونه من سبط افرايم

وذكر البشيران، سلمون بن نحشون (مت4:1، لو32:3) بطل اقتحام أرض كنعان والذي اتخذ راحاب جاسوسة الشعب في أريحا زوجة له (مت5:1).

وكان القدّيس يوسف خطيب القدّيسة مريم هو ابن لداود الملك حسب القائمتين: سواء النسب الطبيعي أو الشرّعي، بالرغم من اختلافهما.

سلسلة متى وسلسلة لوقا و لو بهما بعض الإختلاف لكن كلاهما أشار لأن المسيح هو ابن إبراهيم وابن داود وهذا هو المطلوب

مجهود غير عادى ربنا يبارك خدمتك

يدوم عطائك وتالقك وابداعك
تحياتى لشخصك الكريم
دمت بكل الخير
فيض ودى

» صور قبر السيد المسيح و الأماكن التي مر بها السيد المسيح
» من هو السيد المسيح ؟؟
» هل كذب السيد المسيح حقا ؟
» مجيء "السيد المسيح" إلى أرض مصر
» عيد صعود السيد المسيح