وسائل التربية الحديثة.. والضرب.. أيهما أفضل؟
هل بالفعل الأساليب
التربوية أساليب فاشلة؟ ما هو الاختلاف الذى تشعرين به بين أساليبك وبين
أساليب زوجك فى التعامل مع أبنائك؟ وهل تصطدمين على أرض الواقع عند تطبيقك
إحدى التقنيات التربوية؟ هل شعرت باختلاف فعلى فى أثر تعاملك مع أبنائك
وتعامل زوجك معهم؟
والإجابة على هذه التساؤلات لا أريدها منك الآن لأتعرف عليها وإنما أريدك
أنت أن تتسائليها داخلك لنعيد صياغة المشكلة ونرتب الأفكار لنصل للحل معا.
عزيزتي الأم الفاضلة أنت نموذج للأم الطموحة التى لديها من الوعى الكثير
والكثير والتى لديها آمال وأحلام لتربية أبنائها تربية صحيحة لذلك تتمنين
التعامل معهم بكل
ما تصل إليه يدك من تقنيات تربوية حديثة وترفضين أساليب تعتقدى أن لها من
الآثار السلبية أكثر من أى أثر إيجابى لها وهنا دعينا نحدد أولا هل يوجد
بما يسمى أساليب
مثالية فى التربية؟ لا عزيزتى بل يوجد أساليب مناسبة فى التربية وأساسيات
لابد من تدعيمها داخل كل مربى والآن دعينا نتعرف على أهم الأساسيات فى
التربية
لتتعرفى على معيار لاختيارك لأى أسلوب تتعاملين به مع أبنائك.
1- مهم أن تتعاملى مع كل سن بحسب خصائصه العمريه وما يناسبها
2- إذا لم تأتى الوسيلة التى تمارسينها بنتائج ايجابية فأنت تحتاجين لوقفة تقيمين فيها أدائك وأسلوبك
3- لا يجوز تطبيق أى أسلوب سمعت به أو قرأت به دون مراعاة لعدة نقاط –
مرحلة إبنك السنية , سماته الشخصية , الظروف البيئية التى نشأ
خلالها , قدراته وميوله.
4- ليس هناك تعارض أبدا بين ما هو نظرى والواقع الذى نعيشه ولكن
المهارة تكمن فى كيفية تطبيق هذا النظرى أو القواعد على أرض الواقع وهنا
تظهر
التفصيلات التى قد يغفلها كثيرا من الآباء والأمهات عند الممارسة والتطبيق.
5- مهم فى التربية خاصة عندما نتحدث عن تعديل سلوك ما فى الأبناء أن
نلتزم بالصبر فالتغير يحتاج للوقت والثبات على الطريقة الجديدة الصحيحة
المتبعة حتى تشعرى بالنتائج، كيف نتقبل أن نصبر على أنفسنا لنتغير وننكر
ذلك على أبنائنا ونتعجل تغيرهم بمجرد اتخاذ قرار التغيير من قبل طرف واحد ,
فهنا فقط يشعر المربى بعدم جدوى الأساليب التربوية.
6- مهم عندما نتحدث عن التربية أن نتحدث عن شخصية الطفل بصورة أعمق
من مجرد رد فعل فورى منهم فقد يأتى الضرب مثلا برد فعل مرضى للآباء
وفورى من قبل الطفل ولكنه فى الحقيقة يهدم بجانبه الكثير فى الأبناء لذلك فلابد أن ينظر دائما للأثر البعيد وليس الأثر المباشر فقط.
عزيزتى
عند ما تتحدثين عن اختلاف الطرق فى التعامل بين الأب والأم فإنك تتحدثين
عن مشكلة شائكة جدا فالأبناء ليسوا بمنأى عن هذا الاختلاف أبدا فهم يشعرون
به ويؤثر
عليهم بشكل سلبى وأحيانا بانعدام الثقة فى هؤلاء الكبار الذين يفشلون فى
التعامل مع مشكلاتهم وعدم اتفاقهم واختلافهم وقد يستثمرونه جيدا لتحقيق
احتياجاتهم ورغباتهم
فلابد ألا يشعر الأبناء بهذا الاختلاف ولابد أن يشعرون بقوة التفاق بين
الأب والأم لأنه احدى العوامل أولا لتكوين شخصية سوية وكذلك عامل مهم جدا
لشعورهم بالأمان
وبوجود سلطة حازمة وبالثقة فى آبائهم.
لذلك:
1- مهم ألا يكون هناك اقرار باختلاف فى الأسلوب خاصة أمام الأبناء حتى إذا اخطأ طرف فليقومه الآخر ولكن بعيد عن رؤية الأبناء.
2- تتسائلين.. هل اخطئتى فى التدخل؟ الأمر له شقين اخطئتى فى التدخل
أمام الأبناء ولكن لم تخطئى فى التدخل والاهتمام بمعاملة كريمة سوية مع
أبنائك من قبل والدهم.
أما عن المشكلة التى ربما تكون ظاهريا أساس المشكلة وهى أسلوب الأب فى
تربية أبنائه)ولكن إذا نظرتى بعمق فأساس الحل من عندك أنت لذلك بدأت بك
فكلما كنت
على صواب كلما نجحت فى التواصل مع أبنائك وكلما شعرت داخليا أنك تفعلين
الصواب فستستمدى قوة اقناعية بما تفكرين به وتتعاملين به مع أبنائك،
فلتتحدثى
بهدوء مع زوجك من شرفة منزل يجمعكم وليس من برج عالى يستصعب الصعود إليه
أو يستنكره فلابد أن تتحدثى معه بهدوء وتتفقوا معا ولا يجوز أن تخطئى زوجك
على طول الخط فى تعامله مع الأبناء فلتستمدى أى مبادرة ايجابية منه كنقطة اتفاق تنطلقى منها.
عزيزتى
كما اتفقنا أن فى التطبيق لابد من مراعاة تفصيلات هامة أثناء ذلك ولابد
من تقييم أدائك بشكل مستمر ومراعاة التوازن فكما يحتاج الأبناء للحنو
والحوار يحتاجون للحزم
البعيد عن العنف والغضب المستمر.
وأخيرا تتسائلين عن الضرب والذى اعتبره أهم عناوين مناقشات الآباء وشغلهم
الشاغل وأعيد على مسامعك عزيزتى أن الضرب وسيلة عقابية ينظر إليها كما
ينظر لأى
وسيلة أخرى من حيث مناسبتها للمرحلة العمرية وبيئة الطفل المحيطة به وسماته وتحليل الموقف الذى تستخدم فيه.
وفى النهاية لا يجوز اتباع أسلوب واحد فقط فى التعامل مع الأبناء ولا يجوز
الافراط فى استخدام أى منها ويجب اتباع الشروط التى تتوافق مع استخدام
هذه الوسيلة، وإجابتى نعم تستطيعين مع بعض الأبناء التربية دون استخدام
وسيلة عقابية تسمى الضرب.