شوف العقاد يدافع عن بولس الرسول و يرد على المشككين

بِاسْمِ الآب وَ الابْنِ والرُّوحِ الْقُدُسِ إِلَهٌ وَاحِدٌ
آمِين

نص الشبهة

اقتباس:

و لكن من غير المتوقع ان يتحول رجل من الكفر و العداء العميق للمؤمنين و تعذيبهم و التحريض عليهم و التكيل بهم الى أن يؤمن و ان يصبح رسولاً ملهما يُوحي الية يكتب الرسائل و ينشر الدعوة و يبشر بها !
فبولس انتقل فجأة من عدو الى نبى ، و من مبغض الى مصدر لما أبغضة و للمرء أن يتسأل عن سر هذا التحول المفاجئ
يبدو أن بولس الرسول و قد عجز عن محاربة المسيحية بالعنف و الاضطهاد قرر أن يلجأ الى سلاح الدس و التدمير الدخلى ، فافتعل تلك القصة الخرافية
المرجع : تطور المسحية بين عيسى و بولس لمحمد إبراهيم كركور مركز التنوير الاسلامى

الرد

قد رد على تلك الشبهة الاديب الرائع عباس محمود العقاد فى المجلد الخامس من موسوعة العقاد الاسلامية بحوث اسلامية ص 347
حيث قال
فمن الحركات الظاهرة أن الرسول بولس كان في مبدأ سيرتة أشد الاعداء على المسيحية ثم آمن بها فكان أكبر الناشرين لها خارج بلادها ،و يُشبه هذا عمرو بن الخطاب الذى كان عدواً للاسلام ثم انتصر بة الاسلام فى موطنة و انتصر بة بعد ذلك في مواطن الفرس و الروم . فالمقابلة - أذن - تامة بين الدعوتين ، و بين الرجلين .

دعونا نرى ماذا كان يفعلة عُمر بن الخطاب قبل يُسلم

هذا بالاضافة ان المشكك يرد على نفسة فى نفس الصفحة إذ يقول " إنة ليس من الغريب او المُستبعد أن يتحول قلب من الكفر الى الايمان "

إن تحول شاول الطرسوسى الى الايمان المسيحى يحمل شهادة قوية لصدق الايمان للأسباب التالية :

1- اتسم شاول كيهودي بالمعرفة و العلم ، و قد بلغ القمة في الفكر اليهودي بثقافة عالية ، فجاء اهتداؤة للايمان مثيراً لقادة اليهود الذين كانوا يأملون أن يكون هو الاداة القوية لاقتلاع جذور المسيحية .

2- لم تكن دعوتة للايمان قائمة علي اغراء مادى او للكرامة ، فقد كان المسيحيون فقراء و موضع سخرية اليهود و الأمم ، بل و مستهدفين للاضطهاد حتى الموت . فلم يكن أمام شاول اى افتراض انة يُستثني من التًعرض للموت ، بل كان بالأكثر مُستهدفاً لذلك .

3 - كانت مفاهيم شاول معارضة تماماً للفكر الانجيلى ، فما كان يمكن إقناعة بهذة السرعة العجيبة ليتحول الى الفكر الذى كان يحمل لة كل عداوة و بغضة ، لو لم تتدخل نعمة الله الفائقة و هذة اجابة سؤال الاخ المشكك عندما تسأل و قال " و للمرء أن يتسأل عن سر هذا التحول المفاجئ " هذة هى نعمة الله الفائقة

" فقال الرب لبولس برؤيا في الليل لا تخف بل تكلم ولا تسكت. لاني انا معك ولا يقع بك احد ليؤذيك لان لي شعبا كثيرا في هذه المدينة " ( أع 22 : 17-18 )

" لي انا اصغر جميع القديسين اعطيت هذه النعمة ان ابشر بين الامم بغنى المسيح الذي لا يستقصى. وانير الجميع في ما هو شركة السر المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع بيسوع المسيح. لكي يعرف الان عند الرؤساء والسلاطين في السماويات بواسطة الكنيسة بحكمة الله المتنوعة. حسب قصد الدهور الذي صنعه في المسيح يسوع ربنا. " ( أف 3 : 8-11 )

4 - ما أن قبل الايمان حتى صار كارزاً و شاهداً للإنجيل ، يتحرك من بلد الى بلد ، مُعلناً فرحة بالايمان ، مُشتهياً إن أمكن أن تتمتع كل البشرية بما يتمتع هو به .

5 - لا يمكن تحقيق تحويلة من مُضطهد الى كارز الا بدعوة من السماء و بامكانيات الهية تعمل في قبلة و فكرة و توجة قدراتة و مواهبة الى ما كان يحمل لة عداوة . ( من كتاب بولس الرسول لباتريشيا ص 78 )

6 - لقد كان تحول شاول ، ثورة فكرية و اخلاقية عظيمة ، و لكن بدون أن تتلاشى شخصيتة ، فمواهبة الطبيعية ظلت كما هى ، و لكنها تطهرت من الدوافع الانانية ، و ذلك بتأثير الالهام السماوى و تكريسة التام لهدف الهى ، فقد صارت محبة المسيح - الذى خلصة - هى العاطفة السائدة فى حياتة - و صار مستعداً لتقديم كل تضحية مهما عظمُت حتى الى الموت تعبيراً عن شكرة و اعترفة بعظم فضل المسيح علية .

7 - ان تحول أخطرمضطهد للمسيحية الى أكبر و أنجح مناضل لاجل الكرازة بالمسيح - لا يمكن أن يكون أقل من معجزة من معجزات النعمة الالهية - و هذة المعجزة تعتمد على المعجزة الاعظم منها الا و هى قيامة المسيح . و هما معجزتنان مرتبطتان بلا انفصال : فبدون القيامة كان من المستحيل تغير شاول ، كما ان تغير شخص مثل شاول ، مع النتائح المعروفة لتغييرة هو من أقوى البراهين على قيامة المسيح ( من الكتاب الشهري للشباب والخدام - اصدار بيت التكريس لخدمة الكرازة - عدد يونيو ويوليو 1985 بعنوان كرازة الرسل ص 27 )

و المجد لله دائما الى ابد الآبدين أمين

خدمة ومجهود رائع جدا تسلم

» هل بولس الرسول كان مريض
» رحلة بولس الرسول التبشيرية الثانية
» رحلة بولس الرسول التبشيرية الثالثة
» رحلة القديس بولس الرسول الى روما
» تابع رحلة بولس الرسول التبشيرية الثالثة