الهنا المثلث الاقانيم
(عقيدة الثالوث الاقدس)
المقدمة:
الله الهنا, اله الكتاب المقدس, هو اله واحد وهو مثلث الاقانيم: الاب والابن والروح القدس. فمع انه مثلث الاقانيم الا ان هذا لا ينفي حقيقة انه اله واحد. ولكي تعرف الكتاب المقدس وتستطيع ان تدافع عن ايمانك المسيحي وتقدم الانجيل, عليك ان تطلب باجتهاد ان تفهم بعمق حقيقة الثالوث .
اهمية هذا الدرس:
1- هناك ثلاث ديانات في العالم تنادي بالاله الواحد: اليهودية والاسلام والمسيحية. ولكي تكرز بانجيل المسيح للعالم, يجب ان تعرف ما الذي يميز المسيحية عما عداها .
2- يجب ان نكون مستعدين للرد على الانتقادات والاتهامات المتوجهة للمسيحية بانها تنادي بعبادة ثلاث الهة: الاب والاب والروح القدس .
3- الثالوث الاقدس المقدم لنا في الكتاب المقدس هو اله واحد عظيم, لا يقارن بتعدد الالهة الموجود في الديانات الاخرى .
4- لكي نعرف الله اله الكتاب المقدس: يجب ان:
أ- نتوب الى الله:
(اع الرسل 21:2) (ويكونُ كُلُّ مَنْ يَدعو باسمِ الرَّبّ يَخلُصُ) .
ب- نقبل المسيح:
(يوحنا 12:1) (وأمّا كُلُّ الَّذينَ قَبِلوهُ فأعطاهُمْ سُلطانًا أنْ يَصيروا أولادَ اللهِ، أيِ المؤمِنونَ باسمِهِ) .
جـ - نولد من الروح:
(يوحنا 5:3) (أجابَ يَسوعُ: "الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكَ: إنْ كانَ أحَدٌ لا يولَدُ مِنَ الماءِ والرُّوحِ لا يَقدِرُ أنْ يَدخُلَ ملكوتَ اللهِ) .
الدرس:
1- الكتاب المقدس يؤكد على حقيقة وحدانية الله:
1- (اشعياء 22:45) (اِلتَفِتوا إلَيَّ واخلُصوا يا جميعَ أقاصي الأرضِ، لأنِّي أنا اللهُ وليس آخَرَ) .
2- (اشعياء 5:45) (أنا الربُّ وليس آخَرُ. لا إلَهَ سِوايَ. نَطَّقتُكَ وأنتَ لم تعرِفني) .
3- (اشعياء 6:44) (هكذا يقولُ الربُّ مَلِكُ إسرائيلَ وفاديهِ، رَبُّ الجُنودِ: أنا الأوَّلُ وأنا الآخِرُ، ولا إلَهَ غَيري) .
4- (1تيموثاوس 5:2) (لأنَّهُ يوجَدُ إلهٌ واحِدٌ ووَسيطٌ واحِدٌ بَينَ اللهِ والنَّاسِ: الإنسانُ يَسوعُ المَسيحُ) .
5- (1كورنثوس 4: (فمِنْ جِهَةِ أكلِ ما ذُبِحَ للأوثانِ: نَعلَمُ أنْ لَيسَ وثَنٌ في العالَمِ، وأنْ لَيسَ إلهٌ آخَرُ إلاَّ واحِدًا) . 6- (تثنية 4:6) (اِسمَعْ يا إسرائيلُ: الربُّ إلَهنا رَبٌّ واحِدٌ) .
7- (افسس 5:4) (رَبٌّ واحِدٌ، إيمانٌ واحِدٌ، مَعموديَّةٌ واحِدَةٌ) .
2- كيفية حديث الله عن نفسه في الكتاب المقدس:
أ- اسم الله يرد بصيغة الجمع:
"في البدء خلق الله السماوات والارض" الله هنا ترد في العبرية "الوهيم" وهو اسم جمع, يشير الى الثالوث. وهذا الاسم هو الاكثر شيوعا لله في العهد القديم .
ب- الله يستخدم صيغة الجمع عندما يتحدث عن نفسه:
1- (تكوين 26:1) (وقالَ اللهُ: نَعمَلُ الإنسانَ علَى صورَتِنا كشَبَهِنا، فيَتَسَلَّطونَ علَى سمَكِ البحرِ وعلَى طَيرِ السماءِ وعلَى البَهائمِ، وعلَى كُلِّ الأرضِ، وعلَى جميعِ الدَّبّاباتِ التي تدِبُّ علَى الأرضِ) .
2- (تكوين 22:3) (وقالَ الربُّ الإلَهُ: هوذا الإنسانُ قد صارَ كواحِدٍ مِنّا عارِفًا الخَيرَ والشَّرَّ. والآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ ويأخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الحياةِ أيضًا ويأكُلُ ويَحيا إلَى الأبدِ) .
3- (اشعياء 8:6) (ثُمَّ سمِعتُ صوتَ السَّيِّدِ قائلاً: "مَنْ أُرسِلُ؟ ومَنْ يَذهَبُ مِنْ أجلِنا؟" فقُلتُ: "هَأنَذا أرسِلني") .
ملحوظة:
في "تكوين 26:1" كما اشرنا اعلاة وعبارة "كشبهنا" لاتعني الله والملائكة معا. لان يقول في:
(اشعياء 18:40) (فبِمَنْ تُشَبِّهونَ اللهَ، وأيَّ شَبَهٍ تُعادِلونَ بهِ؟) .
لذلك "كشبهنا" مقصود بها الله مثلث الاقانيم .
3- الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يعلمنا عن الله المثلث الاقانيم:
أ- في العهد القديم:
1- ظهورات المسيح في العهد القديم كملاك الرب "Theophanies" مثل ظهوره:
- لهاجر:
(تكوين 16: 7-12) (فوَجَدَها مَلاكُ الربِّ علَى عَينِ الماءِ في البَرِّيَّةِ، علَى العَينِ التي في طريقِ شورَ. وقالَ: يا هاجَرُ جاريَةَ سارايَ، مِنْ أين أتَيتِ؟ وإلَى أين تذهَبينَ؟. فقالَتْ: أنا هارِبَةٌ مِنْ وجهِ مَولاتي سارايَ. فقالَ لها مَلاكُ الربِّ: ارجِعي إلَى مَولاتِكِ واخضَعي تحتَ يَدَيها . وقالَ لها مَلاكُ الربِّ: تكثيرًا أُكَثِّرُ نَسلكِ فلا يُعَدُّ مِنَ الكَثرَةِ. وقالَ لها مَلاكُ الربِّ: ها أنتِ حُبلَى، فتلِدينَ ابنًا وتدعينَ اسمَهُ إسماعيلَ، لأنَّ الربَّ قد سمِعَ لمَذَلَّتِكِ. وإنَّهُ يكونُ إنسانًا وحشيًّا،يَدُهُ علَى كُلِّ واحِدٍ،ويَدُ كُلِّ واحِدٍ علَيهِ،وأمامَ جميعِ إخوَتِهِ يَسكُنُ) .
- لابراهيم:
(تكوين 18: 1-33) (وظَهَرَ لهُ الربُّ عِندَ بَلّوطاتِ مَمرا وهو جالِسٌ في بابِ الخَيمَةِ وقتَ حَرِّ النَّهارِ فرَفَعَ عَينَيهِ ونَظَرَ وإذا ثَلاثَةُ رِجالٍ واقِفونَ لَدَيهِ. فلَمّا نَظَرَ رَكَضَ لاستِقبالِهِمْ مِنْ بابِ الخَيمَةِ وسجَدَ إلَى الأرضِ، وقالَ: يا سيِّدُ، إنْ كُنتُ قد وجَدتُ نِعمَةً في عَينَيكَ فلا تتجاوَزْ عَبدَكَ. ليؤخَذْ قَليلُ ماءٍ واغسِلوا أرجُلكُمْ واتَّكِئوا تحتَ الشَّجَرَةِ، فآخُذَ كِسرَةَ خُبزٍ، فتُسنِدونَ قُلوبَكُمْ ثُمَّ تجتازونَ، لأنَّكُمْ قد مَرَرتُمْ علَى عَبدِكُمْ. فقالوا: هكذا تفعَلُ كما تكلَّمتَ. فأسرَعَ إبراهيمُ إلَى الخَيمَةِ إلَى سارَةَ، وقالَ: أسرِعي بثَلاثِ كيلاتٍ دَقيقًا سميذًا. اعجِني واصنَعي خُبزَ مَلَّةٍ. ثُمَّ رَكَضَ إبراهيمُ إلَى البَقَرِ وأخَذَ عِجلاً رَخصًا وجَيِّدًا وأعطاهُ للغُلامِ فأسرَعَ ليَعمَلهُ. ثُمَّ أخَذَ زُبدًا ولَبَنًا، والعِجلَ الذي عَمِلهُ، ووَضَعَها قُدّامَهُمْ. وإذ كانَ هو واقِفًا لَدَيهِمْ تحتَ الشَّجَرَةِ أكَلوا. وقالوا لهُ: أين سارَةُ امرأتُكَ؟. فقالَ: ها هي في الخَيمَةِ. فقالَ: إنِّي أرجِعُ إلَيكَ نَحوَ زَمانِ الحياةِ ويكونُ لسارَةَ امرأتِكَ ابنٌ. وكانتْ سارَةُ سامِعَةً في بابِ الخَيمَةِ وهو وراءَهُ. وكانَ إبراهيمُ وسارَةُ شَيخَينِ مُتَقَدِّمَينِ في الأيّامِ، وقد انقَطَعَ أنْ يكونَ لسارَةَ عادَةٌ كالنِّساءِ. فضَحِكَتْ سارَةُ في باطِنِها قائلَةً: أبَعدَ فنائي يكونُ لي تنَعُّمٌ، وسيِّدي قد شاخَ؟. فقالَ الربُّ لإبراهيمَ: لماذا ضَحِكَتْ سارَةُ قائلَةً: أفبالحَقيقَةِ ألِدُ وأنا قد شِختُ؟ هَلْ يَستَحيلُ علَى الربِّ شَيءٌ؟ في الميعادِ أرجِعُ إلَيكَ نَحوَ زَمانِ الحياةِ ويكونُ لسارَةَ ابنٌ. فأنكَرَتْ سارَةُ قائلَةً: لم أضحَكْ. لأنَّها خافَتْ. فقالَ: لا! بل ضَحِكتِ. ثُمَّ قامَ الرِّجالُ مِنْ هناكَ وتطَلَّعوا نَحوَ سدومَ. وكانَ إبراهيمُ ماشيًا معهُمْ ليُشَيِّعَهُمْ. فقالَ الربُّ: هل أُخفي عن إبراهيمَ ما أنا فاعِلُهُ، وإبراهيمُ يكونُ أُمَّةً كبيرَةً وقَويَّةً، ويتبارَكُ بهِ جميعُ أُمَمِ الأرضِ؟ لأنِّي عَرَفتُهُ لكَيْ يوصيَ بَنيهِ وبَيتَهُ مِنْ بَعدِهِ أنْ يَحفَظوا طريقَ الربِّ، ليَعمَلوا برًّا وعَدلاً، لكَيْ يأتيَ الربُّ لإبراهيمَ بما تكلَّمَ بهِ. وقالَ الربُّ: إنَّ صُراخَ سدومَ وعَمورَةَ قد كثُرَ، وخَطيَّتُهُمْ قد عَظُمَتْ جِدًّا. أنزِلُ وأرَى هل فعَلوا بالتَّمامِ حَسَبَ صُراخِها الآتي إلَيَّ، وإلا فأعلَمُ. وانصَرَفَ الرِّجالُ مِنْ هناكَ وذَهَبوا نَحوَ سدومَ، وأمّا إبراهيمُ فكانَ لم يَزَلْ قائمًا أمامَ الربِّ. فتَقَدَّمَ إبراهيمُ وقالَ: أفَتُهلِكُ البارَّ مع الأثيمِ؟ عَسَى أنْ يكونَ خَمسونَ بارًّا في المدينةِ. أفَتُهلِكُ المَكانَ ولا تصفَحُ عنهُ مِنْ أجلِ الخَمسينَ بارًّا الذينَ فيهِ؟ حاشا لكَ أنْ تفعَلَ مِثلَ هذا الأمرِ، أنْ تُميتَ البارَّ مع الأثيمِ، فيكونُ البارُّ كالأثيمِ. حاشا لكَ! أدَيّانُ كُلِّ الأرضِ لا يَصنَعُ عَدلاً؟. فقالَ الربُّ: إنْ وجَدتُ في سدومَ خَمسينَ بارًّا في المدينةِ، فإنِّي أصفَحُ عن المَكانِ كُلِّهِ مِنْ أجلِهِمْ. فأجابَ إبراهيمُ وقالَ: إنِّي قد شَرَعتُ أُكَلِّمُ المَولَى وأنا تُرابٌ ورَمادٌ. رُبَّما نَقَصَ الخَمسونَ بارًّا خَمسَةً. أتُهلِكُ كُلَّ المدينةِ بالخَمسَةِ؟. فقالَ: لا أُهلِكُ إنْ وجَدتُ هناكَ خَمسَةً وأربَعينَ. فعادَ يُكَلِّمُهُ أيضًا وقالَ: عَسَى أنْ يوجَدَ هناكَ أربَعونَ. فقالَ: لاأفعَلُ مِنْ أجلِ الأربَعينَ. فقالَ: لايَسخَطِ المَولَى فأتكلَّمَ. عَسَى أنْ يوجَدَ هناكَ ثَلاثون. فقالَ: لا أفعَلُ إنْ وجَدتُ هناكَ ثَلاثينَ. فقالَ: إنِّي قد شَرَعتُ أُكَلِّمُ المَولَى. عَسَى أنْ يوجَدَ هناكَ عِشرونَ. فقالَ: لا أُهلِكُ مِنْ أجلِ العِشرينَ. فقالَ: لا يَسخَطِ المَولَى فأتكلَّمَ هذِهِ المَرَّةَ فقط. عَسَى أنْ يوجَدَ هناكَ عشَرَةٌ. فقالَ: لا أُهلِكُ مِنْ أجلِ العشَرَةِ. وذَهَبَ الربُّ عندما فرَغَ مِنَ الكلامِ مع إبراهيمَ، ورَجَعَ إبراهيمُ إلَى مَكانِهِ) .
- لموسى:
(خروج 2:3) (وظَهَرَ لهُ مَلاكُ الربِّ بلهيبِ نارٍ مِنْ وسطِ عُلَّيقَةٍ. فنَظَرَ وإذا العُلَّيقَةُ تتوَقَّدُ بالنّارِ، والعُلَّيقَةُ لم تكُنْ تحتَرِقُ) .
- لجدعون:
(قضاة 11:6) (وأتَى مَلاكُ الربِّ وجَلَسَ تحتَ البُطمَةِ التي في عَفرَةَ التي ليوآشَ الأبيعَزَريِّ. وابنُهُ جِدعونُ كانَ يَخبِطُ حِنطَةً في المِعصَرَةِ لكَيْ يُهَرِّبَها مِنَ المِديانيِّينَ) .
• هذه الظهورات واضحة للرب نفسه .. المسيح .
2- نرى ايضا في العهد القديم خدمة الروح القدس العظيمة في وحي الانبياء وروح النبوة .
3- صيغة الجمع المستخدمة "الوهيم" للحديث عن الله او في حديث الله عن نفسه .
ب- في العهد الجديد:
نجد تعليم واضح خاص بالثالوث في كل العهد الجديد:
1- في معمودية المسيح:
(متى 3: 17,16) (فلَمّا اعتَمَدَ يَسوعُ صَعِدَ للوقتِ مِنَ الماءِ، وإذا السَّماواتُ قد انفَتَحَتْ لهُ، فرأَى روحَ اللهِ نازِلاً مِثلَ حَمامَةٍ وآتِيًا علَيهِ، وصوتٌ مِنَ السَّماواتِ قائِلاً: "هذا هو ابنـي الحَبيبُ الَّذي بهِ سُرِرْتُ") .
هنـا نجد الابن يعتمد فـي نهـر الاردن وصوت الاب يتكلم من السماء, فـي
الروح القدس يحل على يسوع اخذا هيئة جسمية على شكل حمامة .
2- المأمورية العظمى للكنيسة:
(متى 19:28) (فاذهَبوا وتلمِذوا جميعَ الأُمَمِ وعَمّدوهُمْ باسمِ الآبِ والِابنِ والرّوحِ القُدُسِ) .
تنادى بان يعمد تلاميذ الرب الجموع باسم الاب والابن والروح القدس .
3- في ختام الرسالة الثانية لكورنثوس يبارك بولس الرسول اهل الكنيسة هناك قائلا:
(2كورنثوس 14:13) (نِعمَةُ رَبّنا يَسوعَ المَسيحِ، ومَحَبَّةُ اللهِ، وشَرِكَةُ الرّوحِ القُدُسِ مع جميعِكُمْ. آمينَ) .
4- في رسالة الرسول بطرس الاولى نجد:
(1بطرس 2:1) (بمُقتَضَى عِلمِ اللهِ الآبِ السّابِقِ، في تقديسِ الرّوحِ للطّاعَةِ، ورَشّ دَمِ يَسوعَ المَسيحِ: لتُكثَرْ لكُمُ النّعمَةُ والسَّلامُ) .
5- في انجيل يوحنا نجد:
(يوحنا 16:14) (وأنا أطلُبُ مِنَ الآبِ فيُعطيكُمْ مُعَزّيًا آخَرَ ليَمكُثَ معكُمْ إلى الأبدِ) .
الخلاصة:
الله المثلث الاقانيم, عظيم ومجيد لا يستطيع اي عقل بشري ان يستوعبة بسهوله وبالكامل مالم يكن خاضعا للامتلاء بالروح القدس ويطلب حكمة الرب في ذلك, لكنه حق مقدم بوضوح في الوحي المقدس في الكتاب المقدس, لذلك يجب ان ننحني امامة باتضاع وهيبة, ونعلم هذا حق ونكرز ونعظ به بكل فخر واعتزاز .