merola3 مشرفة
عدد المساهمات : 1470 نقاط : 8002 السٌّمعَة : 26 تاريخ التسجيل : 10/06/2012 الدولة : أسوان
| موضوع: الخلوة الروحية الخميس فبراير 07, 2013 10:11 pm | |
| الخلوة الروحية [center] ما هي الخلوة الروحية؟الخلوة : هي جلسة هادئة مع الرب يسوع بعيداً عن صخب الدنيا ومشغوليات الحياة وفيها تستمع إلى الله وهو يكلمك من خلال آيات الكتاب المقدس، وفيها أيضاً يستمع الله إليك وأنت تكلمه في الصلاة.
وهذا ما عبر عنه نيافة الأنبا يؤنس قائلا: " بالصلاة نتحادث مع الله، وبدرس الكتاب يتحدث هو إلينا".
لقد تمتعت عروس النشيد بهذه الخلوات الهادئة إذ كانت هذه شهوتها على الدوام لذا نسمعها تقول:
"كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين. تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي"(نش3:2).
لقد تركت كل الناس لتجلس تحت ظل الحبيب مستعذبة كلمات حلقه الحلوة.
أن الجلسة عند قدمي الرب هي أعظم نصيب للمؤمن في الحياة، هذا ما وضحه الرب عندما قال لمرثا:
"أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة، ولكن الحاجة إلى واحد. فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها". قال الرب هذا لأن مريم "جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه".(لو39:10ـ42).
ياله من إمتياز مبارك أن يجلس المؤمن في حضرة الرب ويتحادث معه،
هذا ما دعي القديس يوحنا ذهبي الفم أن يقول:
"حينما تصلى آلا تتحادث مع الله؟!. أي إمتياز مثل هذا؟!".
هذه هي الخلوة، أتريد أن تتمتع بهذا الإمتياز؟.
فوائد الخلوة
كثيرة ومباركة هي الفوائد التي يمكن أن تحصل عليها من الخلوة مع الرب يومياً، من تلك الفوائد ما يلي:
أولاً : الغذاء الروحي:
كما يحتاج الجسد إلى طعام لينمو به، هكذا الروح تحتاج إلى كلمة الله والصلاة كغذاء للنمو الروحي. لذلك قال رب المجد يسوع "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت16:15).
هذا عن كلمة الله كغذاء أما عن الصلاة كوسيلة أخرى للتغذية الروحية فقد كتب القديس أوغسطينس عن اختبار قائلاً: "الجسد لا يستطيع أن يبقى حياً بدون غذاء، هكذا الصلاة هي غذاء النفس وقوام حياتها".
وليس خفي أن الغذاء الروحي أمر جوهري للنمو الروحي. وحيث أن المؤمن يتحتم أن ينمو باستمرار كأمر الوصية "انمو في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح" (2بط18:3).
ولذلك فهو في حاجة إلى الغذاء الروحي كما قال معلمنا بطرس الرسول "وكأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش (كلام الله) لكي تنموا به" (1بط2:2).
والواقع أن المؤمن الذي يشتاق إلى كلام الله يبرهن عملياً على أنه ينمو روحياً، ولقد أشار القديس يوحنا ذهبي الفم إلى ذلك بقوله: "إنني حينما أشاهد حرارة شهوتكم واشتياقكم إلى الخبز الروحي الذي هو كلام الله، يتضح لي من ذلك نموكم في الفضيلة، لأنه كما نحكم على الجسد أنه حاصل على حال الصحة حينما نراه يتناول الأطعمة بشهية وتلذذ، هكذا جوعكم لكلام الله يوضح لنا جلياً حسن إستعداد أنفسكم وصحتها الكاملة".
ثانياً : مشاركة الرب:
ياله من إمتياز للمؤمن عن بقية الخليقة، أن الله بنفسه يشاركه حياته، ويسير معه، ويواجه تحدياته، ويرشده، وينصحه، لقد وضح هذا الامتياز المجيد موسى النبي بقوله:
"بماذا يعلم أني وجدت نعمة في عينيك أنا وشعبك، أليس بمسيرك معنا فنمتاز أنا وشعبك عن جميع الشعوب الذين على وجه الأرض" (خر16:33).
ففي الخلوة يعرض المؤمن على الله أفكاره وإنشغالاته وظروفه ويشرك الرب فيها، حتى يقوده الرب بحكمته، بهذا قال داود النبي: "أسمعني رحمتك في الغداة، لأني إليك رفعت نفسي" (مز8:143).
وإذ كان هذا لسان حال داود في طلباته إلى الرب، كانت إجابة الرب له "أعلمك، وأرشدك الطريق التي تسلكها أنصحك عيني عليك" (مز8:32).
ثالثاُ : التسلح ضد هجمات إبليس:
ما من شك أن المؤمن في ذاته ضعيف كما قال داود النبي: "ارحمني يارب لأني ضعيف" (مز2:6)
وكما وضح بولس الرسول بقوله:
"إن كان يجب الإفتخار فسأفتخر بأمور ضعفي" (2كو30:11).
وما من شك أن عدونا محتال قوى كما وضح بطرس الرسول بقوله: "إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هـو"(1بط8:5).
لذلك فالمؤمن في مسيس الحاجة لأن يلتصق بالرب ويختلي معه لينال منه قوة داخلية ويسلحه ضد هجمات إبليس، لهذا قال بولس الرسول:
" بكل سرور أفتخر بالحرى في ضعفاتي لكي تحل على قوة المسيح" (2كو9:12).
وقوة المسيح تحل بالصلاة لتؤيد المؤمن بالروح في الإنسان الباطن (أف16:3).
وبكلمة الله يتوشح بالسلاح البتار "سيف الروح الذي هو كلمة الله" (أف17:6). الذي به سدد الرب طعناته النجلاء إلى قلب إبليس في موقع جبل التجربة الثلاثة (مت1:4ـ11).
فعلمنا طريق الانتصار.
هذه بعض فوائد الخلوة، فهي غذاء روحي للنمو، وفرصة شركة مع الرب، ووسيلة تسلح ضد العدو.
موعـد الخلوة
ما هو أنسب وقت من النهار لقضاء فترة الخلوة مع الرب ؟. قد يفضل البعض أن تكون خلوته قبل النوم، ويفضل آخرون أن تكون في وسط النهار، ولكن مما لا شك فيه أن أفضل وقت للخلوة هو الصباح الباكر حيث يكون العقل صافياً والذهن خالياً من المشغوليات والجسد نشيطاً.
ومن جانب آخر عندما تختلي بالرب في بداية اليوم تستطيع أن تسلم له أحداث اليوم وأن تأخذ مشورته في الأعمال التي ستقوم بها، وأن تحصل على قوة لتواجه بها ظروف الحياة، وليكون الرب معك طيلة اليوم.
وتستطيع أن تقدر أفضلية فترة الصباح للخلوة من حياة شخصيات الكتاب المقدس، وأقوال الآباء القديسين والمختبرين،
وإليك بعض الأمثلة:
1- الرب يسوع:
لقد كان الرب يسوع يمارس خلوته اليومية في الصباح الباكر كما دون مرقس الرسول في إنجيله قائلا: " وفي الصبح باكراً جداً قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلى هناك" (مر35:1).
2- داود النبي:
يذكر مراراً في مزاميره أنه كان مواظباً على ممارسة الخلوة في الصباح الباكر (أي بالغداة حسب تعبير الكتاب) فيقول:
"يارب بالغداة تسمع صوتي. بالغداة أوجه صلاتي نحوك وانتظر" (مز3:5).
3- حزقيال النبي:
يوضح أنه كان يلتقي بالرب مع الصباح ليصغي إليه وإلى كلمته، فيسجل هذا في سفره قائلا: "في الصباح كانت إلى كلمة الرب.." (حز8:12).
4- القديس باسيليوس:
ينصح المؤمن من واقع ما يمارسه هو شخصياً فيقول:
"هل ابتدأ النهار؟ قم أعط شكراً لمن وهب لنا نور الشمس بالنهار لنؤدي عملنا اليومي. " فيوضح بهذا أهمية الإتصال بالرب مع بداية النهار.
5- المتنيح الأنبا يؤنس أسقف الغربية:
يكتب موضحاً أهمية إعطاء باكورة اليوم للرب فيقول:
"ينبغي أن يكون للتلاميذ ساعات معينة يلتقون فيها بمعلمهم الرب يسوع، من ينبغي أن يكون لكلمته المكان الأول في أفكارنا. يجب أن نعطى الرب باكورة الوقت، أي الساعات الأولى من النهار، لأننا يصعب أن نعطى إنتباهاً للأفكار المقدسة بعد أن نكون قد إنهمكنا في أعمالنا اليومية."
ويكمل نيافته قائلاً:
"لقد كان لزاماً على بنى إسرائيل قديماً وهم في البرية أن يجمعوا المن قيل طلوع الشمس وزوال الندى، وإلا ذاب وضاع. وعلى هذا النحو يجب أن نقضي وقتاً لا بأس به قبل تناول الإفطار في دراسة جيدة انفرادية للكتاب. نلتقط فيها المن الروحي غذاءً لأرواحنا ونحن نسلك برية هذا العالم".
من هذا تستطيع يا أخي أن تري أفضلية فترة الصباح للخلوة، وربما تجد صعوبة في بادئ الأمر لتستيقظ مبكراً ولذلك يلزمك أن تنام مبكراً لتستيقظ في اليوم التالي مبكراً وتجد وقتاً للخلوة.
مكان الخـلوة
يحسن أن يكون للخلوة مكان محدد، دائم، معروف، وليكن حجرة الصالون بمفردك أو أي مكان هادئ، حتى تكون لك قدرة على التركيز وعدم التشتت.
وإن لم يتوفر مكان في المنزل، إبحث عن مكان في كنيسة قريبة من المنزل، أو في مكان خلوي هادئ، كما كان يفضل السيد المسيح إذ كان يمضى "إلى موضع خلاء وكان يصلى هناك" (مر35:1).
ولقد تعرض العلامة أوريجينوس لموضوع مكان الخلوة، فقال "أما عن المكان فمن الملاحظ أن كل مكان مناسب للصلاة المقدسة"
في كل مكان يقدم بخور لي.. يقول السيد الرب
"فأريد أن يصلى الرجال في كل مكان" وإذا أراد الإنسان أن يصلى في سلام وبدون قلق، فلا بد له أن يختار مكاناً معيناً في منزله - إذا اتسع لذلك - ويجعله مقدساً أو قدساً، وهناك يقدم عبادته وصلواته".
أما القديس ثيوفان الناسك فقد أبرز أهمية أن يكون مكان الخلوة منعزلاً حتى تجد الحواس راحتها فقال:
"يستحسن أن يكون المكان منعزلاً وقليل الضوء، حتى تجد الحواس راحتها وتتخلص من هذه المؤثرات الخارجية على الأقل. ولكن إذا أمكنك أن تتخلص من هذه المؤثرات وأنت في وسطها فأبق في مكانك".
هذا عن مكان الخلوة ويفضل كما ترى أن يكون منعزلاً وهادئاً ودائماً. أما عن حتمية أن يكون المكان ثابتاً ودائماً فهو لحمايتك من القلقلة وضياع وقت الخلوة لاختيار مكان فيؤثر على الانتظام في الخلوة.
تأثير الخلوة
لا أظن أن الخلوة هي مجرد فترة تقضى مع الله لدراسة الكلمة والصلاة وانتهى الأمر. فتكون لك كواجب أو فريضة بلا فعالية.
ولكن اعلم أن الخلوة الصباحية ما هي إلا شحنة روحية يسرى مفعولها معك طوال النهار، فالشركة مع الله لا تقتصر على فترة الإختلاء به في مخدع الصلاة وإنما لتعيش اليوم كله في معية الرب، تواجه الحياة من خلاله، وتشعر بوجوده معك في كل ظروفك وأحولك وأعمالك ومقابلاتك، فتصبح حياتك صلاة،
هذا ما عبر عنه القديس باسيليوس الكبير قائلا:
"الصلاة التصاق بالله في جميع لحظات الحياة، ومواقفها،
فتصبح الحياة صلاة واحدة بلا انقطاع ولا اضطراب".
هذا ما قال عنه داود النبي في المزمور "جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني فلا أتزعزع"(مز8:16).
إذن ففرصة الخلوة الصباحية هي نقطة انطلاق لحياة في حضرة الرب، بإشراكه في كل أعمالنا وأفكارنا لنعرف مشيئته من جهة كل ما نقبل عليه وما تمتد إليه أيادينا،
كما عبر أحد الآباء المختبرين قائلاً: "هدف حياة الصلاة هو دوام الوجود في حضرة الله وإشراك الله في جميع أعمالنا وأفكارنا، ومعرفة إرادته".
لذلك احرص طيلة يومك على أن تتذكر:-
1- أنك سلمت حياتك للرب في هذا اليوم، فهو المسئول عنها "لا تهتموا بشئ بل في كل شئ بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله، وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع"(فى6:4،7).
2- أنك تعيش في حضرته فكن يقظاً متحفظاً من الخطأ.
3- أنه يقود حياتك عبر أحداث اليوم فاحرص على أن تعرف مشيئته ورأيه في كل خطوة.
4- أنه ساكن فيك بروحه ليواجه الحياة من خلالك، فاحرص على:
أ- أن تنظر إلى الناس من خلال عينيه.
ب- أن تصغي إليهم من خلال أذنيه.
ج- أن تحبهم من خلال قلبه.
د- أن تتكلم معهم بلسانه.
هـ- أن تفكر فيهم من خلال فكره.
5- وتذكر طوال اليوم صوت الرب لك في خلوة الصباح، واهتم
بممارسة التطبيق الذي خرجت به من الخلوة.
6- وفي المساء راجع نفسك لتعرف كم مرة نجحت، وكم مرة فشلت، وقدم إعتذارك للرب عن مرات الفشل، واشكره على مرات النجاح. ودرب نفسك في اليوم التالي على ممارسة الحياة في حضرة الرب وبهذا يمكن للخلوة أن تأتى بثمرها المرجو، وتأثيراتها المباركة على حياتك.
أهميـة الخـلوة
تستطيع أن تلمس أهمية الخلوة من حياة رب المجد يسوع، الذي ترك لنا مثالاً لنتبع خطواته (1بط21:2) فلقد حرص على أن يستيقظ باكراً جداً ويذهب إلى موضع خلاء ليصلى هناك (مز35:1) كما كان يقضى ليال كثيرة في الصلاة (لو12:6) وأيضاً كثيراً ما كان يعتزل منفرداً ليصلى (لو16:5).
[/center] | |
|
Dr.koky عضو مميز
عدد المساهمات : 4440 نقاط : 12636 السٌّمعَة : 300 تاريخ التسجيل : 22/06/2012 العمر : 28 الدولة : فى حضن حبيبى يسوع
| موضوع: رد: الخلوة الروحية الخميس فبراير 07, 2013 11:16 pm | |
| روعة جداااااااااااااااااااااااااا | |
|
مريم بنت العدرا نائبة المدير
عدد المساهمات : 4605 نقاط : 11125 السٌّمعَة : 65 تاريخ التسجيل : 02/08/2012 العمر : 34 الدولة : مصر
| موضوع: رد: الخلوة الروحية الأحد أغسطس 18, 2013 10:19 am | |
| | |
|
كيوهيون هون عضو نشط
عدد المساهمات : 11 نقاط : 4109 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 17/08/2013
| موضوع: رد: الخلوة الروحية الأحد أغسطس 18, 2013 10:36 am | |
| | |
|
عازف الليل عضو نشط
عدد المساهمات : 10 نقاط : 4122 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/08/2013
| موضوع: رد: الخلوة الروحية الأحد أغسطس 18, 2013 12:21 pm | |
| | |
|