توفيق الحكيم من الكتاب الذين لهم وزن فى العالم العربى توفيق الحكيم
أزعجته آية من آيات الكتاب المقدس .. ونورد هنا الإجابه على تساؤله لأنه
كثيراً ما يتسائل المسلمين عن نفس هذه الآية اليوم وقد أجاب المتنيح الأنبا
غريغوريوس أسقف الدراسات العليا موضحا أن الإضرام يعنى أن أصحاب البدع
وأتباع الإله الكاذب والنبى الكاذب والوثنيين وبصورة عامه من هم ضد المسيح
يشعلون نار الإضطهاد للمسيحين وإذلال وتعذيب وقتل المسيحيين .والخطاب التالى كتبه الأنبا غريغوريوس لتوفيق الحكيم (1) ليفسير له الاية من لوقا 12: 49 " لقد جئت لألقى ناراً فماذا أريد إلا أن تكون قد أضطرمت "
خطاب إلى الأستاذ توفيق الحكيم الأستاذ الكبير , والأديب الفنان , والكاتب المبدع : توفيق الحكيمتحية تقدير وحب وإعجاب , ودعاء إلى الله أن يحفظ حياتكم متمتعاً بموفور الصحة والعمر الطويل , وسلام الله الذى يفوق كل عقل .إنى
أقرأ دائماً مقالاتك كما قرأت بعض كتبك , وأشهد أننى أجد فيها الأدب
والعلم والفن والدين , وأجد فيك الرجل صاحب الفكر المعتدل والمنصف , وأنك
بحق تؤمن بالتعادلية وتمارسها . وقد
أستوقفنى .. كمسيحى .. مقالك رقم 2 بعنوان " دفتر الجيب " وفيه تشير إلى
عبارة من كلام السيد المسيح وسجلتها حتى تسأل فيها حتى يطمئن قلبك .. وهى
الواردة فى الإنجيل بحسب ما كتبه القديس لوقا أحد رسل المسيح : "" لقد جئت لألقى ناراً فماذا أريد إلا أن تكون قد أضطرمت " (لوقا : 12:49)
ثم بكل أدب وإحترام يضيف الكاتب الكبير , وإذا سمحت لنفسى بالإجابة والتفسير
فإنى أقول إن القديس لوقا لم يقصد وصفاً لرسالة المسيح على الأرض , بل
يقصد رؤية ونبوءه بأن رسالته سوف تحدث إنقساماً وحرباً نارية , وهذا ما حدث
بالفعل فى إنقسام المسيحية إلى كاثوليك وبروتستانت وما قامت بينهما من
حروب .. حتى يومنا هذا .. وما حدث عندنا مثله بين الشيعة والسنة والحروب
بينهما .على
أننى وإن كنت أقبل تفسيركم وأرحب به على نوع ما , ومع ذلك أريد أن أضيف من
حيث المبدأ أن المسيح له المجد , وإن كانت رسالته رسالة سلام وهو يوصف
بأنه " ملك السلام " وهتفت الملائكة يوم ميلاده بالجسد قائلة " المجد لله
فى الأعالى وعلى الأرض السلام " لكن دعوته وتعاليمه ومبادئة من شأنها أن
ينقسم الناس بإزائها إلى فريق يقبلها وفريق يرفضها ولا
بد أن تقوم بين الفريقين حرب فكرية تحتدم بين المؤمنين وبين الرافضين نارا
قوية , تؤدى إلى حرب وقتال بالتصفية الجسدية .. وهذا ما حدث بالفعل
للشهداء المسيحيين والقديسين الذين أثار عليهم الرافضون لمبادئ المسيح
حرباً شرسة ذهب ضحيتها عشرات الألوف من المؤمنين بالمسيح .وعلى ذلك فإن قول السيد المسيح " لقد جئت لألقى ناراً " مفاده أن دعوة المسيح ومبادئها لا بد أن تحدث بين الناس ثورة نارية , لكنها ثورة الحق على الباطل , ثم ثورة الشر على الخير , ولا مفر من أن يكون لهذه الحرب ضحايا , والضحايا هم المؤمنون , لأن غير المؤمنين , والرافضين , سيمقتوهم ويكرهونهم , وقد قال المسيح فى موضع آخر لتلاميذه والمؤمنين به : " سيسلمونكم لمن يعذبونكم ويقتلوكم , وتكونون مكروهين من جميع الأمم لأجل أسمى , ولكن الذى يصمد إلى النهاية هو الذى يخلص " (متى 24: 9) (متى 10:22) (مرقس 13:12) ويقول أيضاً لتلاميذه : " إن كان العالم يبغضكم فإعلموا أنه أبغضنى قبل أن يبغضكم , لو كنتم من العالم , لكان العالم يحب الذين منه , ولكن لأنكم لستم من العالم , وإنما أنا أخترتكم من العالم , لذلك يبغضكم العالم , تذكروا الكلام الذى كلمتكم به , إذ قلت لكم إنه ليس خادم أعظم من سيده , فإن كانوا قد إضطهدونى , فسيضطهدونكم أنتم أيضاً , وإن كانوا قد حفظوا كلامى فسيحفظون كلامكم , ولكنهم سيفعلون بكم هذا كله بسبب أسمى " (يوحنا 15: 18 - 21) والخلاصة أن النار المقصودة فى عبارة السيد المسيح هى نار الحرب المثارة على المؤمنين بدعوته
, وقد قال له المجد صراحة : " أتظنون أنى جئت لأجلب على الأرض سلاماً ؟
أقول لكم كلا , بل أنقساماً , فإنه منذ الآن سيكونون خمسة فى بيت واحد
منقسمين , ثلاثة ضد أثنين , وأثنان ضد ثلاثة , فيعادى الأب أبنه والأبن
أباه , وتعادى الأم أبنتها , والأبنه أمها , والحماة زوجة أبنها , وزوجة
الإبن حماتها " فيكون خصوم المرء من أهل بيته ( لوقا 12 :52- 53 ) (متى 10:
34- 36) وقال أيضاً لتلاميذه والمؤمنين به وبدعوته " سيقبضون عليكم ويضطهدونكم ويقدمونكم إلى المجامع ويلقون بكم فى السجون ويسوقونكم إلى الملوك والولاة من أجل أسمى , فيؤول ذلك إلى ظفركم بالشهادة .. وسيخونكم آباؤكم وأخوتكم وأقاربكم وأصدقائكم ويقتلون إناساً منكم , وتكونون مكروهين من الجميع من أجل أسمى " ( لوقا 21 ك 12- 17) ويقول أحد رسل المسيح وهو القديس بولس يصف ما يعانية رسل المسيح والمسيحيون بعامة : " نشتم فنبارك , نضطهد فنحتمل , فيفترى علينا فنرد بالنصح "
( الرسالة الأولى إلى كورونثوس 4: 12 ) .. وجميع الذين يريدون أن يحييوا
بالتقوى فى المسيح يسوع يضطهدون " ( الرسالة الثانية إلى تيموثاوس 3: 12 ) أقرأ
ايضاً (يوحنا 7:7) (14: 17) & (أعمال الرسل 5: 41) (9: 14) (26: 9)
(الرسالة إلى أهل رومية 8: 35) ( الرسالة الثانية إلى كورنثوس 4: 9) (
رسالة يوحنا الأولى 3: 13 ) ===============================================================(1)
بتاريخ 6 ديسمبر - كانون الأول لسنة 1985 - 37 من بابه لسنة 1702 ش كتاب
وثائق للتاريخ - الكنيسة وقضايا الوطن والدولة والشرق الأوسط - الجزء
السادس - بقلم الأنبا غريغوريوس أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية
والثقافة القبطية والبحث العلمىمن هو توفيق الحكيم ؟ ولد
توفيق إسماعيل الحكيم بضاحية الرمل بمدينة الإسكندرية عام (1316هـ=1898م)
لأب من أصل ريفي وأم من أصل تركي كانت ابنة لأحد الضباط الأتراك
المتقاعدين، وترجع جذوره وأسرته إلى قرية "الدلنجات" بالقرب من "إيتاي
البارود" بمحافظة البحيرة، وقد ورث
أبوه عن أمه 300 فدان من أجود أراضي البحيرة، عاش توفيق الحكيم في جو
مترف، حيث حرصت أمه على أن يأخذ الطابع الأرستقراطي التركى ، وقد سعت منذ
اللحظة الأولى إلى أن تكون حياة بيتها مصطبغة باللون التركي وتعلقت
نفسه بالفنون الجميلة وخاصة الموسيقى، وكان قريبا إلى العزلة؛ فأحب
القراءة وبخاصة الأدب والشعر والتاريخ، وعاش الحكيم أيام طفولته في عزبة
والده بالبحيرة، وعندما بلغ السابعة عشرة من عمره التحق بمدرسة دمنهور
الابتدائية حتى انتهى من تعليمه الابتدائي سنة (1333هـ=1915م)،أوفده إلى
أعمامه بالقاهرة ليلتحق بالمدرسة الثانوية
وانتقل الحكيم ليعيش مع
أعمامه في القاهرة والتحق بمدرسة محمد علي الثانوية، وفي تلك الفترة اشتعلت
شرارة الثورة الشعبية المصرية سنة (1337 هـ = 1919م)؛ فشارك الحكيم
وأعمامه مع جموع المصريين في تلك الثورة؛ فقبض عليهم واعتقلوا بالقلعة
بتهمة التآمر على الحكم، وعندما علم أبوه بالخبر أسرع إلى القاهرة وسعى
بأمواله وعلاقاته أن يفرج عن ابنه وإخوته، ولكن السلطات العسكرية لم تتساهل
ومانعت بشدة الإفراج عن أي من المعتقلين، إلا أنه استطاع بعد جهد كبير أن
ينقلهم من معسكر الاعتقال بالقلعة إلى المستشفى العسكري.
وعاد الحكيم في سنة (1338 هـ=1920م) إلى دراسته؛ حيث نال إجازة الكفاءة، ثم نال إجازة البكالوريا سنة (1339هـ=1921م).
التحق بمدرسة الحقوق نزولا على رغبة أبيه، وتخرج فيها سنة (1343 هـ=1925م).التطور الفنى والأدبى فى حياة توفيق الحكيم بدأ
توفيق الحكيم حياته التعليمية فى الكتاتيب، تمشيا مع ظروف عمل والده،
وشهدت طفولته ميلاد إحساسه الفنى، الذى لاحت بشائره فى مظاهر عديدة منها:
حبه لصوت شيخه الذى يعلمه القرآن، انبهاره بفرقة سلامة حجازى، التى قدمت
عرضاً لمسرحية روميو وجولييت، إصغاؤه لحكايات أمه، التى كانت تقصها عليه،
وقراءته فى القصص، خفية عن أهله، كما لو كان يرتكب وزراً، وشغفه بمشاهدة
السينما وهو الأمر الذى جر عليه النكبات، وعرضه ذات مرة لأن يقضى ليلته
مطروداً من المنزل، ولم يغفر له والداه حتى أقسم لهما على ألا يذهب إلى دور
السينما. فى القاهرة، وفى منزل عمه تابع توفيق دراسته الثانوية ثم التحق
بمدرسة الحقوق، وأشبع نهمه فى مشاهدة المسرحيات وقراءتها، وشهدت تلك
المرحلة من حياة توفيق الحكيم بداية عمله التأليفى، وكانت ثورة ١٩١٩ من
الأسباب التى دفعته إلى الكتابة، تلك الثورة التى فجرت طاقات الشباب
بداخله، وفى العام نفسه مارس توفيق الحكيم كتابة المسرحية، فكانت أول
تمثيلية كتبها «الضيف الثقيل» وقد كتبها من وحى الاحتلال، وفى أثناء دراسته
بمدرسة الحقوق قدم الحكيم مسرحيات مثلتها فرقة عكاشة على مسرح الأزبكية
وهى مسرحيات «العريس، المرأة الجديدة، خاتم سليمان، على بابا». لم يكن من
السهل على الحكيم إقناع والده بالاشتغال بالأدب، بعد تخرجه فى مدرسة
الحقوق، وكان لابد لأدباء ذلك الزمان من البحث عن وظيفة يعيشون من خلالها،
ووافق الوالد على إرساله إلى أوروبا للحصول على الدكتوراه فإذا عاد بها عين
أستاذاً فى الجامعة، أو فى القضاء المختلط، وكان هدفه إبعاده عن الوسط
الفنى، الذى أخذ يسيطر على كل اهتماماته، وهكذا غادر الحكيم القاهرة متجهاً
إلى فرنسا وهناك أحس بحريته فى إشباع نهمه الفنى، فهام على وجهه يرتاد
المسارح ودار الأوبرا الملكية وقرأ فى القصص والروايات والمسرحية، وتأمل
حياة الأوروبيين ونظم حضارتهم، وبدأ مرحلة جديدة فى بناء ثقافته وتكوين
شخصيته، يصفها بقوله: «إن مرحلة التكوين الفعلى لم تبدأ عندى على نحو جاد
إلا عند سفرى إلى أوروبا وارتشافى من منابع الثقافة الحقيقية». قضى توفيق
الحكيم ٣ سنوات فى فرنسا زاد بعدها قلق والديه على مستقبله الدراسى وطلبا
منه الرجوع، فعاد كما يقول: «عدت إلى بلادى.. عدت بالحقيبة ذاتها التى كنت
قد حملتها معى، لم ينقص منها شىء.. كما عدت بصناديق خشبية مملوءة بما جمعت
من كتب على مدى تلك الأعوام.. كل ذلك عدت به، عدا شيئاً واحداً لم أعد به،
وهو ما ذهبت للحصول عليه: الدكتوراه فى القانون«، واستقبلته أسرته بالأسف
لعدم حصوله على الدكتوراه، ويصور وقع ذلك على نفسه وأسرته وكما يذكر محمد
السيد شوشة فى كتابه «٨٥ شمعة فى حياة توفيق الحكيم» فيقول: «عدت فاستقبلنى
أهلى كما يستقبل الخائب الفاشل، وتصادف أن سمعوا أصوات فرح على مقربة من
منزلنا. فلما سألوا عن الخبر قيل إن سرادقاً أقيم وأكواب شربات تقدم
ابتهاجاً بجار زميل لى عاد من الخارج ناجحاً فالحاً ظافراً بشهادة
الدكتوراه، فازداد مركزى سوءًا، ورأيت الهم والغم والأسى فى عيون أهلى،
وسمعتهم من حولى يتهامسون: يا خيبتنا يا خيبتنا». وإذا كانت أسرة الحكيم
استقبلته بالأسف، لفشله فى دراسة القانون، فإنه عاد إلى وطنه بما هو أنفع،
لقد أدرك بحسه الفنى أن الأدب العربى ينقصه الفن المسرحى، وإن الذين فطنوا
إلى هذا منذ بداية النهضة الحديثة لم يحققوا الأمل المنشود من الرقى بهذا
الفن، حتى يواكب نهضة المسرح العالمى عند الشعوب المتقدمة، وأحس بقدرته على
القيام بهذا العبء، وفى أثناء إقامته بفرنسا وفى أوائل ١٩٢٧ بدأ يكتب
روايته «عودة الروح» باللغة الفرنسية، وعاود كتابتها بعد عودته إلى مصر
بـ«العربية». وبعد العودة إلى مصر سار توفيق الحكيم فى خطين متوازيين بعد
عودته من فرنسا، هما القيام بوظيفته والكتابة الأدبية، فعمل وكيلاً للنائب
العام فى المحاكم المختلطة فى الإسكندرية وانتقل من العمل فى القضاء
المختلط إلى القضاء الأهلى ١٩٢٩، وعمل وكيلاً للنائب العام فى مدن طنطا
ودمنهور ودسوق، وخلال عمله فى المحاكم الأهلية قوى اتصاله بالمجتمع المصرى،
وتعرض للكثير من مشكلاته التى استلهمها فى كتاباته وجمع ملاحظاته التى
كانت لبنات كتابيه «يوميات نائب فى الأرياف» و«ذكريات فى الفن والعدالة»،
وفى سنة ١٩٣٤ انتقل من السلك القضائى إلى العمل مديراً للتحقيقات بوزارة
المعارف العمومية، ثم انتقل إلى وزارة الشؤون الاجتماعية عند إنشائها ١٩٣٩،
وتولى وظيفة مدير مصلحة الإرشاد الاجتماعى، وفى ١٩٤٣م استقال من وظيفته،
وعمل فى الصحافة بجريدة أخبار اليوم، التى نشر بها سلسلة من المسرحيات
الاجتماعية.
السفر إلى فرنسا
وأثناء
دراسته بالجامعة أخرج الحكيم عدة مسرحيات منذ عام (1340 هـ=1922م) مثلتها
فرقة عكاشة على مسرح الأزبكية، وهي مسرحيات: العريس، والمرأة الجديدة،
وخاتم سليمان، وعلي بابا.
فلما
أنهى دراسته في كليه الحقوق قرر السفر إلى فرنسا لاستكمال دراساته العليا
في القانون، ولكنه هناك انصرف عن دراسة القانون، واتجه إلى الأدب المسرحي
والقصص، وتردد على المسارح الفرنسية ودار الأوبرا.
(1346هـ = 1928م) كتب خلالها مسرحية بعنوان "أمام شباك التذاكر".
وعمل
في وظيفة وكيل نيابة ، وتنقل بحكم وظيفته بين مدن مصر وقراها، وكتب خلال
هذه الفترة التي استمرت إلى عام (1352هـ=1934م) يومياته الشهيرة "يوميات
نائب في الأرياف"، وعددا من المسرحيات مثل مسرحية "أهل الكهف" و"شهرزاد"
و"أهل الفن"، وعددا آخر من القصص مثل "عودة الروح" و"عصفور من الشرق"
و"القصر المسحور".
وقد تألق الحكيم، واشتهر ككاتب مسرحي بعد النجاح الذي حققته مسرحية "أهل الكهف" التي نُشرت عام (1351هـ = 1933م)
ففي
أسطورة "إيزيس" -التي استوحاها من كتاب الموتى- فإن أشلاء أوزوريس الحية
في الأسطورة هي مصر المتقطعة الأوصال التي تنتظر من يوحدها، ويجمع أبناءها
على هدف واحد.
و"عودة الروح" هي
الشرارة التي أوقدتها الثورة المصرية، ولم يرتبط بأي حزب سياسي في حياته
قبل الثورة؛ فلما قامت ثورة يوليو 1952م ارتبط بها وأيّدها، ولكن في الوقت
نفسه كان ناقدا للجانب الديكتاتوري غير الديمقراطي الذي اتسمت به الثورة
منذ بدايتها.
والمناصب والوظائف التى تقلدها فقد عمل مديرا لدار الكتب
القومية المصرية ، كما عين مندوبا دائما لمصر في منظمة اليونسكو، وكان
رئيسا لاتحاد كتاب مصر، كما اختير رئيسا شرفيا لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام،
ونال عددا من الجوائز والأوسمة الرفيعة منها جائزة الدولة التقديرية للآداب
وقلادة النيل وقلادة الجمهورية.
توفي
توفيق الحكيم في (29 من ذي الحجة 1407 هـ=27 من يوليو 1987م) عن عمر بلغ
تسعين عاما، ووقد كتب توفيق الحكيم 100 مسرحية و62 كتابا. وفى فبراير 1983 ثار المسلمين على الأديب الكبير توفيق الحكيم حينما نشر في الأهرام يقول أنه سوف يتفرغ ليتحدث مع الله ويناجيه . وفى
مارس 1983 م نشرت الأهرام الحلقة الأولى من حديث الحكيم مع الله تحت عنوان
(حديث مع الله) وقدم توفيق الحكيم لحديثه قائلاً: "هذا الحديث مع الله لم
أرى مانعا من نشره - بإذن الله- فأنت تعرف يا ربى أنه لم يبقى لي وأنا في
أخر أيامي غيرك وبإذنك أسألك أن يكون حديثي في كل شئ شاهدته وفكرت فيه
أثناء إقامتي في هذه الدنيا دون حرج وأن تقويني على نشره في حلقات أسبوعية.
توفيق الحكيم
وبعد فترة من الزمن عاد
توفيق الحكيم ليقول أنه سمع ردا من الله وأن الله موافق على إجراء ذلك
الحوار، وقال أن الله سبحانه وتعالى قال له " قل على لساني ما تشاء وأنت
تعلم أنه ليس لي لسان مثلكم ولكن أنسب وتخيل وألف على أن يكون ذلك كله على
مسئوليتك وتحاسب عليه يوم الحساب "!!
عقب ذلك كان من الطبيعي أن تنطلق
صرخات التكفير مع صرخات المؤذنبن يومياً في وجه توفيق الحكيم ودعاه بعضشيوخ
الأزهر لمناظرة حتى يقتنع بفساد ما بداخل عقله، أما الآخرين فقالوا أنه
كبر وخرف!!