-تقرير التشريح المبدئى أشار إلى وجود «مادة غريبة» فى المعدة والأدلة الجنائية تفحص عبوات أدوية فارغة
-تشكيل لجنة فنية لتفريغ كاميرات المراقبة بـ«دير المحرق» فى أسيوط

استقبل دير الأنبا مقار بوادى النطرون، اليوم، جثمان الراهب زينون المقارى، الذى توفى فى ظروف غاضمة أثارت حوله الكثير من الجدل، وكشفت مصادر كنسية، أن رهبان دير أبومقار ترأسوا صلوات الجناز بكنيسة الدير بحضور أهل الراهب المتوفى، وعقب إتمام الصلوات تم دفن جثمان الراهب بمدافن الدير.
وأوضحت المصادر، أن الكنيسة لا تصلى على المنتحرين، ما يؤكد أن سبب رحيل الراهب هو الوفاة وليس انتحارًا كما روج البعض لهذا الأمر، مشيرة إلى أن تقرير الطب الشرعى المبدئى أوضح أن الراهب توفى نتيجة أزمة صحية مفاجئة كان سببها ذبحة صدرية أو جلطة بشكل مفاجئ، وسيتم التأكد عقب إصدار التقرير النهائى من الطب الشرعى.
فى سياق متصل، قال المتحدث الإعلامى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القس بولس حليم، إن الكنيسة متمثلة فى دير الأنبا مقار أدت صلوات الجناز على الراحل الراهب زينون بعد علمها بالتقرير المبدئى للطب الشرعى بأن سبب رحيله هو الوفاة وليس الانتحار. من ناحية أخرى، قال مصدر بالطب الشرعى بأسيوط، إنه بتشريح جثمان الراهب تبين وجود رغاوى بالمرىء والرئتين، ما يشتبه فى كون الحالة إصابة بالتسمم، منوهًا بأن المعدة كانت خالية تمامًا من الغذاء، وتم العثور بداخلها على مادة غريبة تشبه الطحينة، وتم سحب عينات منها وإرسالها إلى المعامل المختصة لمعرفة ما إذا كانت سامة من عدمه.
وأوضح المصدر أن الراهب كان يعانى من مشاكل صحية فى القلب، وظهر واضحًا من تضخمه عن الحالة الطبيعية، مشيرًا إلى أن فريق الطب الشرعى أنهى عمله من تشريح جثمان الراهب، وجارٍ إعداد تقرير نهائى بالواقعة وانتظار نتائج التحاليل الطبية.
وقال المصدر، إن التشريح تم على مرحلتين، الأولى كيماوى، بسحب عينات من الدم والكليتين وجزء من الكبد والمعدة ومحتوياتها وجزء من الأمعاء، وتحويلها إلى معامل الصحة بأسيوط، لبيان حالة السموم والمخدرات ومضادات الاكتئاب، والمرحلة الأخرى بسحب عينات لتحليل القلب وأجزاء من الرئتين بمعامل القاهرة.
وقال مصدر بدير المحرق بأسيوط، إن الراهب كان يعانى من حالة نفسية سيئة لشعوره بالظلم بسبب نقله من دير أبومقار بوادى النطرون إلى دير المحرق بأسيوط، وكان دائمًا يميل إلى العزلة والانفصال عن رهبان الدير، وقدم العديد من الطلبات للعودة مرة أخرى إلى دير أبومقار إلا أنها قوبلت بالرفض لمخالفتها القانون الكنسى. وكشفت تحقيقات النيابة الكلية لشمال أسيوط بالتنسيق مع نيابة القوصية برئاسة المستشارين حاتم عبدالكريم ومحمد عبدالمنعم، أن وفاة الراهب القس زينون المقارى يشتبه أن تكون بسبب تناوله مادة سامة، وطالبت النيابة باستعجال التقرير النهائى للطب الشرعى.
وأوضح فريق التحقيق، أنه تم تشكيل لجنة فنية لتفريغ كاميرات المراقبة بالتنسيق مع أجهزة الأمن وسماع أقوال شهود العيان حول الواقعة وإعادة مناظرة قلاية الراهب، حيث عاين فريق من النيابة القلاية الخاصة بالراهب المتوفى، لوضع تصور أولى لكيفية حدوث الواقعة، وعثر خلال المعاينة على عبوات دوائية فارغة، فكلفت النيابة خبراء الأدلة الجنائية المرافقين لها بتحريزها، لفحصها وبيان محتواها الدوائى واستخداماته، وحرزت عددًا من كاميرات المراقبة بمحيط القلاية الخاصة بالراهب ومن داخل الدير لتفريغها.