منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور الحياة

اخبار . رياضة . فن .فيديو. طب. برامج. موضة. طفل. حوادث. بحث. فيس .بوك . تويتر. يوتيوب. جوجل . ادنس. ربح .نت .افلام . ترانيم . مسرحيات. عظات
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  هل المسيح هو الله-10

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
ابن المسيح المخلص
مشرف عام
مشرف عام
ابن المسيح المخلص


عدد المساهمات : 2362
نقاط : 8207
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 24/12/2012
العمر : 43

 هل المسيح هو الله-10 Empty
مُساهمةموضوع: هل المسيح هو الله-10    هل المسيح هو الله-10 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 07, 2016 4:50 pm

الفصل الثاني: أسس الإيمان بأنّ المسيح هو الله

نرى لزاماً علينا بعد أن تحدثنا عن «حتمية الإيمان بأن المسيح هو الله» أن نفرد هذا الفصل للحديث عن الأسس التي بنينا عليها هذا الإيمان، والتي تضيف إلى ما تقدم أدلة جديدة لا يأتيها الشك من بين يديها ولا من خلفها.
فنحن لا نؤمن بأن المسيح هو الله على أسس وراثية تناقلها الأبناء عن الآباء، لكننا نؤمن قلبياً بهذا الحق على أسس قوية مبنية أصلاً على إعلانات كلمة الله.
فإذا سألني واحد: لماذا نؤمن بأن المسيح هو الله؟ فإنني أجيبه على أسس من الحق الواضح المعلن في الكتاب المقدس.. وإليك هذه الأسس في وضوح صريح.
(١) إنني أومن بأن المسيح هو الله على أساس ميلاده المعجزي من عذراء: لقد خلق الله آدم خلقاً مباشراً من تراب ونفخ فيه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية، تم أخذ ضلعاً من أضلاعه وبناها إمرأة وأحضرها إلى آدم، وكان السبب وراء خلقه المرأة من الرجل هو تأكيد «وحدة الجنس البشري» فالرجل والمرأة كلاهما من تراب لا فضل لأحدهما على الآخر من حيث المادة التي خلقها منها الله، فلم يكن خلق المرأة من الرجل لمجرد إثبات قدرة الله «فقد ثبتت هذه القدرة بخلق آدم من العدم والتراب» بل كان هذا الخلق لإثبات وحدة الإنسانية جمعاء.
أما ولادة «يسوع المسيح» من عذراء لم يمسسها بشر، فكانت معجزة فريدة قصد الله في حكمته أن تتم، لكي يولد المسيح إنساناً دون أن يرث خطية الإنسان.
وواضح أن كل البشر قد ورثوا الخطية لأنهم توارثوا دم آدم الذي أفسدته الخطية كما نقرأ في الكلمات «مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ ٱلْخَطِيَّةُ إِلَى ٱلْعَالَمِ، وَبِٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْتُ، وَهٰكَذَا ٱجْتَازَ ٱلْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ ٱلْجَمِيعُ» (رو ٥: ١٢). فالبشر جميعاً يحملون في عروقهم دم آدم الأثيم كما يقرر بولس الرسول في كلماته «وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ ٱلنَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ ٱلأَرْضِ» (أع ١٧: ٢٦)، لقد كان آدم هو «نبع» النهر الذي جاء منه البشر. وما دام النبع قد تلوث بالخطية، فكل قطرة ماء تجري في النهر حملت جراثيم الخطية.
يقول «الدكتور M.R. Dehaan»: إن من الحقائق العلمية الثابتة أن الدم الذي ينتج في جسد الجنين ينتج عن طريق الأب، فالبويضة غير المخصبة لا يمكن أن تكون دماً لأن البويضة نفسها ليس بها من العناصر الضرورية ما يعدها لإنتاج الدم، بدليل أن بيضة الدجاجة غير المخصبة لا تخرج كتكوتاً. فالجنين لا يأخذ نقطة واحدة من دم الأم، فالأم تمد الجنين بالعناصر المغذية لبناء الجسم الصغير الذي تضمه أحشاؤها ولكن كل الدم الذي فيه قد نتج عن طريق الأب، فمنذ لحظة الحمل إلى لحظة الولادة لا تمر نقطة دم واحدة من الأم إلى الجنين، إذ أن كل عمل الأم هو إمداد الجنين بالمواد اللازمة لبناء جسمه مثل البروتينات، والكربوهيدرات، والأملاح، والمعادن، وهذه تمر بسهولة من الأم إلى الجنين، دون أن تعطي الأم للجنين نقطة دم واحدة. والدم موجود في الجنين ينتج داخله أصلاً من الأب كبذرة حياة، وكلما نما جسمه عن طريق الغذاء الذي تقدمه الأم ازداد الدم اللازم لذلك الجسم.
ولما كان المسيح له المجد قد تجسد في أحشاء عذراء لم تعرف رجلاً، فجسده البشري لم تجر في عروقه نقطة دم ملوثة بالاثم، لأنه لم يرث خطية آدم الساقط كما قرر يوحنا الرسول في الكلمات: «وَتَعْلَمُونَ أَنَّ ذَاكَ أُظْهِرَ لِكَيْ يَرْفَعَ خَطَايَانَا، وَلَيْسَ فِيهِ خَطِيَّةٌ» (١ يو ٣: ٥) وكما قال بطرس الرسول وهو يؤكد نقاوة وطهارة دم المسيح في كلماته: «عَالِمِينَ أَنَّكُمُ ٱفْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ ٱلآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ ٱلْمَسِيحِ، مَعْرُوفاً سَابِقاً قَبْلَ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ» (١ بط ١: ١٨ - ٢٠). ولهذا فإن دم المسيح الزكي الكريم يطهر الذين يؤمنون به من كل خطية. إن ولادة المسيح من عذراء كان غرضها الأساسي فداء الإنسان، ولأن الفداء لا يمكن أن يتممه سوى الله، فالمسيح إذاً هو «الله الابن» الذي أخذ صورة إنسان.
ولو كان المسيح مجرد إنسان فلماذا لم يولد كما يولد سائر البشر؟ لماذا لم يولد بالتناسل الطبيعي كما ولد إبراهيم وموسى وإيليا وإشعياء وسائر الرسل والأنبياء؟
لقد رنت أجراس النبوة منذ لحظة سقوط الإنسان مؤكدة ميلاد المسيح من عذراء، ففي سفر التكوين تحدث الله إلى الحية قائلاً: «وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ ٱلْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ» (تك ٣: ١٥) وفي سفر إشعياء أوضحت النبوة بما لا يعطي مجالاً للشك بأن المسيح سيولد من عذراء بالكلمات: «وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ ٱلسَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا ٱلْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ٱبْناً وَتَدْعُو ٱسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ» (إش ٧: ١٤).
والآن تعال معي لنقلب صفحات العهد الجديد ونقرأ القصة البسيطة الرائعة التي تحدثنا عن كيف تجسد «ابن الله» من فتاة عذراء. إن القصة مذكورة في إنجيل متى في هذه العبارات: «أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ فَكَانَتْ هٰكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. وَلٰكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هٰذِهِ ٱلأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ ٱلرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ٱبْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، لأَنَّ ٱلَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. فَسَتَلِدُ ٱبْناً وَتَدْعُو ٱسْمَهُ يَسُوعَ، لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». وَهٰذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ ٱلرَّبِّ بِٱلنَّبِيِّ: «هُوَذَا ٱلْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ٱبْناً، وَيَدْعُونَ ٱسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللّٰهُ مَعَنَا)» (مت ١: ١٨ - ٢٣).
والقصة تحمل لنا أجمل الحقائق وأسماها، فملاك الرب قد أخبر يوسف أن الذي حُبل به في مريم العذارء هو من الروح القدس، فلم يمسسها بشر ولم تك بغياً، ويخبره بأن هذا الوليد سيدعى «يسوع» «لأنه يخلص شعبه من خطاياهم»، ويسجل متى فكر الروح القدس عن ولادة المسيح المعجزية من مريم العذراء إنها إتماماً لنبوة سابقة هي نبوة إشعياء التي ذكرناها في بداية حديثنا، والتي سجلها إشعياء قبل ميلاد المسيح بحوالي سبعمئة سنة.. فالمسيح له المجد هو «عمانوئيل» الذي تفسيره «الله معنا» ولذا قال عنه بولس الرسول: «وَبِٱلإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ ٱلتَّقْوَى: ٱللّٰهُ ظَهَرَ فِي ٱلْجَسَدِ» (١ تي ٣: ١٦). وقال مشيراً إلى عمله الفدائي وهو يخاطب قسوس كنيسة أفسس «احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه» (أع ٢٠: ٢٨).
ويكشف «لوقا» النقاب عن بشارة جبرائيل الملاك لمريم العذارء بالكلمات: «وفي الشهر السادس (أي الشهر السادس لحمل أليصابات زوجة زكريا الكاهن بيوحنا المعمدان) «أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ ٱلْمَلاَكُ مِنَ ٱللّٰهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ ٱلْجَلِيلِ ٱسْمُهَا نَاصِرَةُ، إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ ٱسْمُهُ يُوسُفُ. وَٱسْمُ ٱلْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. فَدَخَلَ إِلَيْهَا ٱلْمَلاَكُ وَقَالَ: سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا ٱلْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي ٱلنِّسَاءِ. فَلَمَّا رَأَتْهُ ٱضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هٰذِهِ ٱلتَّحِيَّةُ! فَقَالَ لَهَا ٱلْمَلاَكُ: لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ ٱللّٰهِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ٱبْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هٰذَا يَكُونُ عَظِيماً، وَٱبْنَ ٱلْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ ٱلرَّبُّ ٱلإِلٰهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى ٱلأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ. فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: كَيْفَ يَكُونُ هٰذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟ فَأَجَابَ ٱلْمَلاَكُ: اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُّوَةُ ٱلْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذٰلِكَ أَيْضاً ٱلْقُدُّوسُ ٱلْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ٱبْنَ ٱللّٰهِ. وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِٱبْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهٰذَا هُوَ ٱلشَّهْرُ ٱلسَّادِسُ لِتِلْكَ ٱلْمَدْعُّوَةِ عَاقِراً، لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى ٱللّٰهِ. فَقَالَتْ مَرْيَمُ: هُوَذَا أَنَا أَمَةُ ٱلرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ. فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا ٱلْمَلاَكُ» (لوقا ١: ٢٦ - ٣٨).
هذه القصة الكاملة لولادة المسيح المعجزية، فلكي يحمي الله مريم العذراء من الموت رجماً كزانية حملت سفاحاً كما أمر الرب موسى بالكلمات: «إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ، فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي ٱلْمَدِينَةِ وَٱضْطَجَعَ مَعَهَا، فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى بَابِ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ وَٱرْجُمُوهُمَا بِٱلْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا» (تث ٢٢: ٢٣ و٢٤). أعطى إعلاناً خاصاً في حلم لخطيبها يوسف ليأخذها زوجة، فتلد هذا الوليد العجيب في كنفه، وتحت اسمه، ولكنه من الجهة الأخرى أكد أن هذا الوليد ليس كسائر البشر، فهو «يسوع المخلص» وهو في ذات الوقت «ابن الله» وأكد الكتاب في كلمات صريحة بأن يوسف لم يمس مريم قبل أن تلد المسيح بالكلمات «فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما أمره ملاك الرب وأخذ امرأته. ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر. ودعا اسمه يسوع».
فأنا أومن بأن المسيح هو الله، على أساس ولادته المعجزية من عذراء، فهو لم يولد كما يولد سائر البشر بل هيأ الله له جسداً خاصاً كما قال كاتب الرسالة إلى العبرانيين «لِذٰلِكَ عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى ٱلْعَالَمِ يَقُولُ: ذَبِيحَةً وَقُرْبَاناً لَمْ تُرِدْ، وَلٰكِنْ هَيَّأْتَ لِي جَسَداً» (عب ١٠: ٥). ولم تكن ولادته بالجسد هي بداية حياته، فقد كان موجوداً منذ الأزل كما قال بفخه المبارك «قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ» (يو ٨: ٥٨) وكما تحدث عنه أجور ابن متقية في سفر أمثال قائلاً: «مَن صَعِدَ إِلَى ٱلسَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ؟ مَن جَمَعَ ٱلرِّيحَ في حُفْنَتَيْهِ؟ مَن صَرَّ ٱلْمِيَاهَ في ثَوْبٍ؟ مَن ثَبَّتَ جَمِيعَ أَطْرَافِ ٱلأَرْضِ؟ مَا ٱسْمُهُ وَمَا ٱسْمُ ٱبْنِهِ إِنْ عَرَفْتَ؟» (أم ٣٠: ٤) فهو «الله الابن» الأزلي الأبدي، الأول والآخر، البداية والنهاية.
(٢) إنني أومن بأن المسيح هو الله على أساس إعلانات الفلك والنجوم عن مجيئه: نقرأ في سفر التكوين الكلمات: «وَقَالَ ٱللّٰهُ: لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ ٱلسَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ ٱلنَّهَارِ وَٱللَّيْلِ، وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ. وَتَكُونَ أَنْوَاراً فِي جَلَدِ ٱلسَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى ٱلأَرْضِ. وَكَانَ كَذٰلِكَ.فَعَمِلَ ٱللّٰهُ ٱلنُّورَيْنِ ٱلْعَظِيمَيْنِ: ٱلنُّورَ ٱلأَكْبَرَ لِحُكْمِ ٱلنَّهَارِ، وَٱلنُّورَ ٱلأَصْغَرَ لِحُكْمِ ٱللَّيْلِ، وَٱلنُّجُومَ. وَجَعَلَهَا ٱللّٰهُ فِي جَلَدِ ٱلسَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى ٱلأَرْضِ، وَلِتَحْكُمَ عَلَى ٱلنَّهَارِ وَٱللَّيْلِ، وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ ٱلنُّورِ وَٱلظُّلْمَةِ» (تك ١: ١٤ - ١٨).
ويقول دكتور «Charles S. Bauer» إن الكلمة «آيات» المذكورة في النص جاءت في العبرية «othoth» التي معناها «الآتي» ولو أنك درست الأصل العبري للكلمة لرأيت أنها ترينا أن نجوم السماء عملت لكي تتحدث عن شخص آت. والكلمة «أوقات» تعني في العبرية «أوقات معينة» فهي تتحدث عن شخص سيأتي في وقت معين كما قال بولس الرسول «وَلٰكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ ٱلّزَمَانِ، أَرْسَلَ ٱللّٰهُ ٱبْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ ٱمْرَأَةٍ» (غلا ٤: ٤) «لأَنَّ ٱلْمَسِيحَ مَاتَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ لأَجْلِ ٱلْفُجَّارِ» (رو ٥: ٦).
ولذا فليس بعجيب أن نقرأ عن مجيء المجوس من المشرق للسجود للمسيح الوليد كما سجل متى في إنجيله بالكلمات: «وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ ٱلْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ ٱلْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ ٱلْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: أَيْنَ هُوَ ٱلْمَوْلُودُ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي ٱلْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ» (مت ٢: ١و٢).
لقد رنم داود قديماً في مزموره قائلاً: «اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ ٱللّٰهِ، وَٱلْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ. يَوْمٌ إِلَى يَوْمٍ يُذِيعُ كَلاَماً، وَلَيْلٌ إِلَى لَيْلٍ يُبْدِي عِلْماً» (مز ١٩: ١ و٢) ومجد الله الذي تتحدث به السموات والفلك، ليس هو مجده في الخليقة فقط، بل مجده في الفداء أيضاً.
هناك اثنتي عشرة مجموعة من النجوم الثابتة في السماء تدور في منطقة البروج سأوردها بحسب ترتيبها الزمني:

  1. برج العذراء
  2. برج الميزان
  3. برج العقرب
  4. برج القوس
  5. برج الجدي
  6. برج الدلو
  7. برج الحوت
  8. برج الحمل
  9. برج الثور
  10. برج الجوزاء
  11. برج السرطان
  12. برج الأسد

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن المسيح المخلص
مشرف عام
مشرف عام
ابن المسيح المخلص


عدد المساهمات : 2362
نقاط : 8207
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 24/12/2012
العمر : 43

 هل المسيح هو الله-10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل المسيح هو الله-10    هل المسيح هو الله-10 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 07, 2016 4:51 pm

فماذا تقول هذه البروج؟

إن هذه البروج تتحدث عن «قصة الفداء» فبرج العذراء يتحدث عن ميلاد المسيح من عذراء، وبرج الميزان يرينا أن البشر قد وزنوا بالموازين فوجدوا ناقصين، وبرج العقرب وقد ترجم في الإنجليزية Serpant أي الحية، يرينا الحية القديمة التي سممت حياة الإنسان بالخطية، وبرج القوس يرينا المسيح الظافر المنتصر الذي سحق رأس الحية بموته على الصليب، وبرج الجدي يتحدث عن ناحية من نواحي عمل المسيح على الصليب كما نقرأ في لاويين ٩: ٣، وبرج الدلو يتحدث عن المسيح ينبوع الماء الحي كما نقرأ في يوحنا ٤: ١٤ و٧: ٣٧ - ٣٩ ورؤ ٢٢: ١٧، وبرج الحوت يرينا المسيح المدفون المقام من الأموات «لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ ٱلْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ، هٰكَذَا يَكُونُ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ فِي قَلْبِ ٱلأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ» (متى ١٢: ٤٠) وبرج الحمل يرينا المسيح حمل الله الذي يرفع خطية العالم يو ١: ٢٩، وبرج الثور يرينا المسيح ذبيحة الخطية كما نقرأ في لاويين ٤: ١٣ - ١٥، وبرج الجوزاء أو التوأمان يرينا المسيح في يوم عرسه (رؤ ١٩: ٧ - ٩) كما يرينا إياه وقد صالح العبرانيين والأمم مع الله بالصليب (أفسس ٢: ١٦)، وبرج السرطان يرينا الإنسان العتيق سرطان الجنس البشري الذي سيمحو الله ذكره من تحت السماء، وأخيراً برج الأسد الذي يرينا النصرة النهائية للمسيح كما نقرأ في الكلمات: «هُوَذَا قَدْ غَلَبَ ٱلأَسَدُ ٱلَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، أَصْلُ دَاوُدَ، لِيَفْتَحَ ٱلسِّفْرَ وَيَفُكَّ خُتُومَهُ ٱلسَّبْعَةَ» (رؤ ٥: ٥) وسيأتي اليوم القريب الذي نسمع فيه الهتاف الجميل «قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ ٱلْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤ ١١: ١٥).
فإذا كانت النجوم في بروجها تتحدث عن المسيح، وداود يقول في المزمور: «السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه» فالمسيح إذاً ليس مجرد إنسان، إنه الله الابن المسيطر على الكون «حَامِلٌ كُلَّ ٱلأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ» (عب ١: ٣) وعلى أساس إعلانات الفلك والنجوم عن المسيح فأنا أومن بأنه الله، فالفلك لم يتحدث قط بهذه الصورة الرائعة عن كائن من بني الإنسان.
(٣) إنني أومن بأن المسيح هو الله على أساس حياته المنزهة عن الخطأ والمعصومة عن الزلل: يصف يوحنا الرسول المسيح بالكلمات: «وَتَعْلَمُونَ أَنَّ ذَاكَ أُظْهِرَ لِكَيْ يَرْفَعَ خَطَايَانَا، وَلَيْسَ فِيهِ خَطِيَّةٌ» (١ يو ٣: ٥) ويصفه بطرس الرسول بالكلمات: «فَإِنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُواتِهِ. ٱلَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ» (١ بط ٢: ٢١ و٢٢) ويصفه بولس الرسول بالكلمات: «ٱلَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً» (٢ كو ٥: ٢١).
فالمسيح ليس فيه خطية، ولم يفعل خطية. ولم يعرف خطية، لقد تسامى فوق البشر بخلو حياته من الخطأ - أي خطأ - واتصف بالصلاح المطلق، وليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله.
ذات يوم جاء شاب غني إليه وقال له: «أَيُّهَا ٱلْمُعَلِّمُ ٱلصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ؟» فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ ٱللّٰهُ» (مت ١٩: ١٦ و١٧).
وكأن المسيح له المجد يقول لذلك الشاب: أتدعوني صالحاً بمقياس الصلاح البشري؟ أم تدعوني صالحاً بمقياس الصلاح الإلهي؟ وإذا كنت تقصد إنني صالح بمقياس الصلاح الإلهي فهذا يعني إنني الله، لأنه ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله، فإذا اعترفت بحق بصلاحي بالمقياس الإلهي وجب عليك أن تعترف بأنني الله.
أجل، كان المسيح صالحاً، منزهاً عن الخطأ، لأنه كان الله الابن المتجسد في صورة إنسان.
يقال إن الفضل ما شهدت به الأعداء، ولقد تحدى المسيح أعداءه علانية قائلاً: «مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟» (يو ٨: ٤٦) ولم يستطع أعداؤه أن يمسكوا عليه زلة، أو يجدوا في حياته شبه خطأ أو شر.
ودراسة دقيقة للأصحاح الثامن من إنجيل يوحنا ترينا القيمة العظمى لهذا التحدي من جانب المسيح، ففي بداية الأصحاح نقرأ: «ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى ٱلْهَيْكَلِ فِي ٱلصُّبْحِ، وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. وَقَدَّمَ إِلَيْهِ ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱمْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي ٱلْوَسَطِ قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ ٱلْفِعْلِ، وَمُوسَى فِي ٱلنَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هٰذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» قَالُوا هٰذَا لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ» (يو ٨: ٢ - ٦).
كان المسيح مشغولاً بإشاعة النور، وكان الكتبة والفريسيون يقومون بتدبير المؤامرات في الظلام.
رجال دين.. ومتآمرون.. يا للتناقض.
أتوا إليه بامرأة أمسكوها وهي تزني في ذات الفعل، ومن عجب أنهم لم يحضروا شريكها في الجريمة مع أن الناموس يقول «إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ مُضْطَجِعاً مَعَ ٱمْرَأَةٍ زَوْجَةِ بَعْلٍ، يُقْتَلُ ٱلاثْنَانِ: ٱلرَّجُلُ ٱلْمُضْطَجِعُ مَعَ ٱلْمَرْأَةِ وَٱلْمَرْأَةُ» (تث ٢٢: ٢٢) ولكن هؤلاء الفريسيين لم يحضروا الرجل الشريك في الجريمة وهذا يؤكد أن قصدهم لم يكن الدفاع عن الناموس، بل الإيقاع بالمسيح «قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه» وكان الموقف دقيقاً فإذا قال المسيح ارجموها ظهر واضحاً أن لا فرق بينه وبين موسى... فبأي جديد أتى إليهم؟! وإذا قال لا ترجموها اتهموه بالحض على عصيان الناموس واشتكوا عليه... ولكن المسيح «ٱلْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْعِلْمِ» (كو ٢: ٣) «وَأَمَّا يَسُوعُ فَٱنْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى ٱلأَرْضِ. وَلَمَّا ٱسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، ٱنْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَّوَلاً بِحَجَرٍ!» ثُمَّ ٱنْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى ٱلأَرْضِ» .
هل انحنى في ذلك الوقت ليكتب خطاياهم ويصفها أمام عيونهم؟
ربما.. ولكن الأمر المؤكد نقرأه في الكلمات: «وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ، خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً، مُبْتَدِئِينَ مِنَ ٱلشُّيُوخِ إِلَى ٱلآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَٱلْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي ٱلْوَسَطِ» (يو ٨: ١ - ٩).
لقد انسحب الكتبة والفريسيون الذين أحضروا المرأة الزانية، انسحبوا بعد أن أيقظ المسيح ضمائرهم بكلماته، وأظهر لهم خباياهم وخطاياهم، فهرب الفريسيون أمام نور عينيه - كدت أقول - أمام نار عينيه لأنهم كلهم في الموازيين إلى فوق.. لكنهم خطاة وأثمة.
«وبقي يسوع وحده مع المرأة».
أجل بقي وحده لأنه القدوس المنزه عن الخطأ.
بقي وحده لأنه وحده له حق الدينونة والقضاء.
وغفر للمرأة الساقطة، واهباً إياها قوة لحياة الطهر والنقاء.
هذه هي بداية الأصحاح، ونرى هناك كيف أعلن المسيح للكتبة والفريسيين شر قلوبهم، وإذ نستمر إلى قلب الأصحاح نسمع كلمات المسيح لليهود «أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ ٱلْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي ٱلْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِٱلْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو ٱلْكَذَّابِ. وَأَمَّا أَنَا فَلأَنِّي أَقُولُ ٱلْحَقَّ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي. مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟» (يو ٨: ٤٤ - ٤٦). وكأن الروح القدس وهو يضع هذه الآية في هذا المكان أراد أن يقارن بين المخلوقات الساقطة والإله القدوس، بين الذين لوثتهم الخطية، وذاك الذي قال عنه كاتب الرسالة إلى العبرانيين إنه «قُدُّوسٌ بِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ ٱنْفَصَلَ عَنِ ٱلْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ ٱلسَّمَاوَاتِ» (عب ٧: ٢٦) بين المسيح، وبين خلائقه.
وكأن المسيح يقول في هذه المقارنة: ها أنا قد كشفت لأفضل من فيكم من المتدينين، للكتبة والفريسين شر حياتهم فهربوا أمام نور عينيّ.. لكن «من منكم يبكتني على خطية؟».. من منكم يستطيع أن يذكر لي زلة؟ أو هفوة أو كلمة نابية؟ أو نظرة دنسة؟ أو موقفاً ضعيفاً؟ «من منكم يبكتني على خطية؟».
وأمام طهارة حياة المسيح جملتها وتفصيلها.. في ظاهرها وباطنها.. أمام عصمة المسيح عن الزلل.. أمام نقاوة المسيح في ذاته وتصرفاته، يرى أعظم الأنبياء والقديسين نفسه بأنه قزم أمام عملاق.. فليس بين الأنبياء من خلت حياته من الخطأ والزلل، وليس بين القديسين من لم تزل قدمه ذات يوم كما قرر إشعياء النبي بكلماته «كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَٱلرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا» (إشعياء ٥٣: ٦).
أما المسيح فهو يقف فريداً في نقاوة حياته ولذا فقد شهد عنه بيلاطس الوالي الروماني قائلاً: «لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً» (يو ١٨: ٣٨).
وقال عنه قائد المئة الذي أشرف على صلبه «بِٱلْحَقِيقَةِ كَانَ هٰذَا ٱلإِنْسَانُ بَارّاً!» (لو ٢٣: ٤٧).
وعلى أساس حياته الخالية من الخطأ والمعصومة من الزلل نقرر في يقين أنه «ابن الله» أنه «الله أُظهر في الجسد».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن المسيح المخلص
مشرف عام
مشرف عام
ابن المسيح المخلص


عدد المساهمات : 2362
نقاط : 8207
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 24/12/2012
العمر : 43

 هل المسيح هو الله-10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل المسيح هو الله-10    هل المسيح هو الله-10 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 07, 2016 4:52 pm

(٤) إنني أومن بأن المسيح هو الله على أساس علمه بكل شيء: يتميز الله عن سائر مخلوقاته بثلاث صفات هي: «العلم بكل شيء»... «القدرة على كل شيء»... «الحضور في كل مكان».. ولذا فنحن نراه يتحدى الناس في سفر إشعياء بالكلمات: «مَا هِيَ ٱلأَوَّلِيَّاتُ؟ أَخْبِرُوا فَنَجْعَلَ عَلَيْهَا قُلُوبَنَا وَنَعْرِفَ آخِرَتَهَا، أَوْ أَعْلِمُونَا ٱلْمُسْتَقْبِلاَتِ. أَخْبِرُوا بِٱلآتِيَاتِ فِيمَا بَعْدُ فَنَعْرِفَ أَنَّكُمْ آلِهَةٌ» (إش ٤١: ٢٢ و٢٣).
وكأن الله جل شأنه يقول: إن دليل الألوهية هو العلم بكل شيء، بالأوليات والمستقبلات، والعهد الجديد يرينا أن المسيح له المجد عالم بكل شيء.
فقد علم كل شيء عن الإنسان: وهذا واضح في الكلمات: «وَلَمَّا كَانَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ ٱلْفِصْحِ، آمَنَ كَثِيرُونَ بِٱسْمِهِ، إِذْ رَأَوُا ٱلآيَاتِ ٱلَّتِي صَنَعَ. لٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَأْتَمِنْهُمْ عَلَى نَفْسِهِ، لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعَ. وَلأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجاً أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ ٱلإِنْسَانِ، لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي ٱلإِنْسَانِ» (يو ٢: ٢٣ - ٢٥).
وقد علم كل شيء عن نثنائيل: والقصة مذكورة في إنجيل يوحنا الأصحاح الأول بالكلمات: «فِيلُبُّسُ وَجَدَ نَثَنَائِيلَ وَقَالَ لَهُ: وَجَدْنَا ٱلَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي ٱلنَّامُوسِ وَٱلأَنْبِيَاءُ: يَسُوعَ ٱبْنَ يُوسُفَ ٱلَّذِي مِنَ ٱلنَّاصِرَةِ. فَقَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: أَمِنَ ٱلنَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟ قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: تَعَالَ وَٱنْظُرْ. وَرَأَى يَسُوعُ نَثَنَائِيلَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ عَنْهُ: هُوَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ حَقّاً لاَ غِشَّ فِيهِ. قَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي؟ أَجَابَ يَسُوعُ: قَبْلَ أَنْ دَعَاكَ فِيلُبُّسُ وَأَنْتَ تَحْتَ ٱلتِّينَةِ، رَأَيْتُكَ. فَقَالَ نَثَنَائِيلُ: يَا مُعَلِّمُ، أَنْتَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ! أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» (يو ١: ٤٥ - ٤٩).
هل كان نثنائيل تحت التينة يصلي بعيداً عن عيون الناس فأدهشه أن عرف المسيح سره؟ أو هل كانت هناك ذكريات خاصة بطفولة نثنائيل كان مكانها تحت التينة، فلما أعلن المسيح معرفته بها صاح نثنائيل «يا معلم أنت ابن الله. أنت ملك إسرائيل».
إن ما يهمنا هو أن المسيح قد رأى نثنائيل تحت التينة، وأن هذه المعرفة العجيبة دفعت نثنائيل للاعتراف بأن المسيح هو «ابن الله».
وقد علم كل شيء عن المرأة السامرية: قابل المسيح هذه المرأة عند بئر يعقوب وبدأ معها الحديث قائلاً: «أعطيني لأشرب» (يو ٤: ٧) فقالت له المرأة السامرية «كيف تطلب مني لتشرب وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية لان اليهود لا يعاملون السامريين».
وفجأة أصبح طالب الماء هو نفسه معطي الماء الحي إذ قال المسيح للمرأة: «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ ٱللّٰهِ، وَمَنْ هُوَ ٱلَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيّاً. قَالَتْ لَهُ ٱلْمَرْأَةُ: يَا سَيِّدُ، لاَ دَلْوَ لَكَ وَٱلْبِئْرُ عَمِيقَةٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَكَ ٱلْمَاءُ ٱلْحَيُّ؟ أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ، ٱلَّذِي أَعْطَانَا ٱلْبِئْرَ، وَشَرِبَ مِنْهَا هُوَ وَبَنُوهُ وَمَوَاشِيهِ؟» (يو ٤: ١٠ - ١٢).
أجل إنّ يسوع أعظم من يعقوب.. لأن يعقوب أعطاهم بئر ماء عادي ككل الآبار، لكن يسوع له المجد يعطي من يأتي إليه ماء حياً لا يستطيع نبع أرضي أن يخرج مثله، ولذا فقد أجابها قائلاً: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هٰذَا ٱلْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً وَلٰكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ ٱلْمَاءِ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى ٱلأَبَدِ، بَلِ ٱلْمَاءُ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ» (يو ٤: ١٣ و١٤).
ودفعت كلماته المرأة إلى طلب هذا الماء العجيب، ولكنها بعقلها المادي المغلف بضباب الجهل ظنت أنه مجرد نوع جديد من المياه فقالت: «يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هٰذَا ٱلْمَاءَ، لِكَيْ لاَ أَعْطَشَ وَلاَ آتِيَ إِلَى هُنَا لأَسْتَقِيَ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «ٱذْهَبِي وَٱدْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى هٰهُنَا» (يو ٤: ١٥ و١٦).
ورأت المرأة نفسها في موقف حرج، فهي امرأة ذات ماض، وهذا اليهودي الغريب الذي يتحدث إليها يقترب من كشف النقاب عن ماضيها الأسود الأثيم الأليم.. وأرادت أن تهرب من نظرات عينيه الفاحصتين، وأن تنهي حديثها معه فقالت له: «لَيْسَ لِي زَوْجٌ» (يو ٤: ١٧).
وعندئذ أعلن لها المسيح علمه بكل شيء، وفي أسلوب رقيق كشف لها عن ماضيها دون أن يجرحها فقال لها: «لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَٱلَّذِي لَكِ ٱلآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هٰذَا قُلْتِ بِٱلصِّدْقِ» (يو ٤: ١٨).
وأحنت المرأة رأسها فلا سبيل للإنكار أمام عيني فاحص القلوب والكلى، وأجدى من الإنكار الاعتراف الصادق في هذا المقام ولذا قالت المرأة «يا سيد أرى أنك نبي» وكأنها تقول له: «أنت تعلم كل شيء عني.. أنت تعرف آثامي وآلامي.. أنت نبي» لقد ظنت في جهلها أنه مجرد نبي، ولكن المسيح أعلن لها أنه «مسيا» وهو الاسم اليوناني للمسيح الذي ينتظره العبرانيون لأن «المسيح» هو الاسم العبراني «للمسيا» ولقد ذهبت المرأة بعد هذه المقابلة تنادي لأهل مدينتها: «هَلُمُّوا ٱنْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هٰذَا هُوَ ٱلْمَسِيحُ؟» (يو ٤: ٢٩). ولما أثارت فضولهم وأتوا إْيه واستمعوا إلى حديثه «فَآمَنَ بِهِ مِنْ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ كَثِيرُونَ... وَقَالُوا لِلْمَرْأَةِ: إِنَّنَا لَسْنَا بَعْدُ بِسَبَبِ كَلاَمِكِ نُؤْمِنُ، لأَنَّنَا نَحْنُ قَدْ سَمِعْنَا وَنَعْلَمُ أَنَّ هٰذَا هُوَ بِٱلْحَقِيقَةِ ٱلْمَسِيحُ مُخَلِّصُ ٱلْعَالَمِ» ( يو ٤: ٣٩ و٤٢).
وقد علم المسيح بموت لعازر وهو بعيد عنه: أرسلت الأختان مرثا ومريم رسالة عاجلة إلى المسيح قالتا فيها: «يَا سَيِّدُ، هُوَذَا ٱلَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ» (يو ١١: ٣). «فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ، قَالَ: هٰذَا ٱلْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ، بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ ٱللّٰهِ، لِيَتَمَجَّدَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ بِهِ. وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ. فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَرِيضٌ مَكَثَ حِينَئِذٍ فِي ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي كَانَ فِيهِ يَوْمَيْنِ» (يو ١١: ٤ - ٦).
هل مررت في اختبار كهذا؟ هل وقعت في ضيقة أردت منها مخرجاً شريعاً فأرسلت إلى الرب صلاة تلغرافية تخبره فيها بمحنتك وحاجتك للمعونة، وإذ بالرب يتأنى عليك ويتأخر - في تقديرك - في المجيء لمعونتك؟ إن محنتك في هذه الحالة ليست الدمار إنها لمجد الله، ليتمجد ابن الله بها.. أجل فالمجد الذي يعود إلى الله يشاركه فيه ابنه الوحيد، فهو واحد مع الآب.
بعد ذلك قال المسيح لتلاميذه: «لِعَازَرُ حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ. لٰكِنِّي أَذْهَبُ لأُوقِظَهُ». فَقَالَ تَلاَمِيذُهُ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كَانَ قَدْ نَامَ فَهُوَ يُشْفَى». وَكَانَ يَسُوعُ يَقُولُ عَنْ مَوْتِهِ، وَهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُ يَقُولُ عَنْ رُقَادِ ٱلنَّوْمِ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ حِينَئِذٍ عَلاَنِيَةً: «لِعَازَرُ مَاتَ» (يو ١١: ١١ - ١٤).
مات.. وكيف عرفت يا سيد؟
وكأنني أسمع الرب يجيب تلاميذه بالكلمات: أنا موجود هناك، كما أنا موجود معكم، أنا مع الأختين الحزينتين الباكيتين كما أنا معكم يا تلاميذي.. «لِعَازَرُ مَاتَ. وَأَنَا أَفْرَحُ لأَجْلِكُمْ إِنِّي لَمْ أَكُنْ هُنَاكَ، لِتُؤْمِنُوا» (يو ١١: ١٤ و١٥). قال هذا لانه علم مسبقاً أنه سيقيم لعازر من قبره. لقد عرف المسيح بموت لعازر دون أن يخبره أحد، لأنه الله الموجود في كل مكان، العالم بكل شيء.
وقد علم المسيح بكل ما سيحدث له من آلام وأعلن كذلك قيامته نقرأ في إنجيل يوحنا هذه الكلمات: «أَمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ ٱلْفِصْحِ، وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلآبِ» (يو ١٣: ١) ونقرأ أيضاً: «فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ» (يو ١٨: ٤).
لم يأخذه أحد على غرة.
- لقد عرف أن يهوذا التلميذ الخائن سيسلمه، لذلك قال لتلاميذه «أَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلٰكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ». لأَنَّهُ عَرَفَ مُسَلِّمَهُ، لِذٰلِكَ قَالَ: «لَسْتُمْ كُلُّكُمْ طَاهِرِينَ» (يو ١٣: ١٠ و١١).
- وعرف أنه سيذهب إلى أورشليم ويتألم كثيراً من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم، وقد جاء إعلانه عن علمه بما سيأتي عليه من آلام بعد أن اعترف بطرس بلاهوته بكلماته الصريحة «أنت هو المسيح ابن الله الحي» وهنا نقرأ الكلمات: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لٰكِنَّ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ... مِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ (أي بعد أن أعلن الآب لاهوت ابنه لبطرس) ٱبْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ ٱلشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يَقُومَ» (متى ١٦: ١٦ - ٢١). أجل علم المسيح بكل ما سيأتي عليه من آلام وأخبر تلاميذه بما سيحدث له قبل حدوثه، كما أعلن معرفته بقيامته.
وقد علم المسيح أن الحواري بطرس سينكره وهذا ما نقرأه في إنجيل متى بالكلمات «حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هٰذِهِ ٱللَّيْلَةِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ ٱلرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ ٱلرَّعِيَّةِ. وَلٰكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى ٱلْجَلِيلِ. فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: وَإِنْ شَكَّ فِيكَ ٱلْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَداً. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ فِي هٰذِهِ ٱللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ دِيكٌ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: وَلَوِ ٱضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» (مت ٢٦: ٣١ - ٣٥).
وقد صدقت النبوءة وأنكر بطرس المسيح، وها نحن نقرأ عن إنكاره هذه الكلمات: «وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ ٱلْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: حَقّاً أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ، فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ! فَٱبْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: إِنِّي لاَ أَعْرِفُ ٱلرَّجُلَ! وَلِلْوَقْتِ صَاحَ ٱلدِّيكُ. فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ ٱلَّذِي قَالَ لَهُ: إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ ٱلدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً» (مت ٢٦: ٧٣ - ٧٥).
وقد علم المسيح بكل حوادث الضيقة العظيمة التي تسبق مجيئه مع قديسيه إلى هذه الأرض: وقد شرحها في إنجيل متى الأصحاح الرابع والعشرين، كما تحدث عنها لعبده يوحنا في سفر الرؤيا بتفصيل يذهل العقل.
ويكفي هنا أن نذكر كلمات قليلة من حديثه تاركين لمن يريد التوسع العودة إلى الكتاب المقدس لدراسة هذه التفاصيل لنفسه فقد قال بفمه المبارك «وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ ٱلأَيَّامِ تُظْلِمُ ٱلشَّمْسُ، وَٱلْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَٱلنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، وَقُّوَاتُ ٱلسَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ٱبْنِ ٱلإِنْسَانِ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سَحَابِ ٱلسَّمَاءِ بِقُّوَةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ» (مت ٢٤: ٢٩ و٣٠).
أجل إن المسيح هو الله الذي ظهر في الجسد لأنه عالم بكل شيء، وأمام علمه نقول مع داود: «عَجِيبَةٌ هٰذِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ فَوْقِي. ٱرْتَفَعَتْ، لاَ أَسْتَطِيعُهَا» (مز ١٣٩: ٦). وقد اعترف بطرس بعلم المسيح بكل شيء في هذه الكلمات: «فَبَعْدَ مَا تَغَدَّوْا قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هٰؤُلاَءِ؟ قَالَ لَهُ: نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ. قَالَ لَهُ: ٱرْعَ خِرَافِي. قَالَ لَهُ أَيْضاً ثَانِيَةً: يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟ قَالَ لَهُ: نَعَمْ يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ. قَالَ لَهُ: ٱرْعَ غَنَمِي. قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟ فَحَزِنَ بُطْرُسُ لأَنَّهُ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: ٱرْعَ غَنَمِي» (يو ٢١: ١٥ - ١٧). وكأننا نسمع بطرس يقول بهذا الاعتراف الواضح: أيمكن أن تُخفى عليك عواطف قلبي؟ أنت تعلم كل شيء.. أنت تعرف كل شيء.. أنت «الله» فاحص القلوب والكلى.
وهذا ما نقرأه في سفر رؤيا يوحنا في الكلمات: «فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ ٱلْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ ٱلْفَاحِصُ ٱلْكُلَى وَٱلْقُلُوبَ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ» (رؤيا ٢: ٢٣).
وأمام علم المسيح بكل شيء أومن بأن المسيح هو «الله».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن المسيح المخلص
مشرف عام
مشرف عام
ابن المسيح المخلص


عدد المساهمات : 2362
نقاط : 8207
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 24/12/2012
العمر : 43

 هل المسيح هو الله-10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل المسيح هو الله-10    هل المسيح هو الله-10 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 07, 2016 4:54 pm

(٥) إنني أومن بأن المسيح هو الله على أساس حضوره في كل مكان: يترنم داود لله في المزمور قائلاً: «أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ، وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ إِنْ صَعِدْتُ إِلَى ٱلسَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ، وَإِنْ فَرَشْتُ فِي ٱلْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ. إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ ٱلصُّبْحِ، وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي ٱلْبَحْرِ، فَهُنَاكَ أَيْضاً تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ» (مز ١٣٩: ٧ - ١٠).

فمن صفات الله: الوجود في كل مكان، والمسيح قد أعلن بكلمات صريحة عن وجوده في كل مكان ولذا فأنا أومن أنه الله.

بعد أن خاطب بولس قسوس كنيسة أفسس قائلاً: «ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يَشْهَدُ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ قَائِلاً: إِنَّ وُثُقاً وَشَدَائِدَ تَنْتَظِرُنِي. وَلٰكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَٱلْخِدْمَةَ ٱلَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ. وَٱلآنَ هَا أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَ وَجْهِي أَيْضاً، أَنْتُمْ جَمِيعاً ٱلَّذِينَ مَرَرْتُ بَيْنَكُمْ كَارِزاً بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ... وَلَمَّا قَالَ هٰذَا جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ مَعَ جَمِيعِهِمْ وَصَلَّى. وَكَانَ بُكَاءٌ عَظِيمٌ مِنَ ٱلْجَمِيعِ، وَوَقَعُوا عَلَى عُنُقِ بُولُسَ يُقَبِّلُونَهُ مُتَوَجِّعِينَ، وَلاَ سِيَّمَا مِنَ ٱلْكَلِمَةِ ٱلَّتِي قَالَهَا: إِنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا وَجْهَهُ أَيْضاً» (أع ٢٠: ٢٣ - ٣٨).

لقد عرف قسوس كنيسة أفسس أنهم لن يحظوا بحضور بولس معهم مرة أخرى.. لن يستمعوا إلى تعاليمه الثمينة.. لن يأخذوا منه هبة روحية لثباتهم.. فبكوا.. عرفوا أن الموت سينهي خدمة هذا الرسول العظيم.

وفي الرسالة إلى القديسين في فيلبي، وهي الرسالة التي كتبها بولس في أخريات أيامه نقرأ كلماته: «لأَنَّ لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ وَٱلْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ. وَلٰكِنْ إِنْ كَانَتِ ٱلْحَيَاةُ فِي ٱلْجَسَدِ هِيَ لِي ثَمَرُ عَمَلِي، فَمَاذَا أَخْتَارُ؟ لَسْتُ أَدْرِي! فَإِنِّي مَحْصُورٌ مِنْ ٱلاثْنَيْنِ: لِيَ ٱشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ. ذَاكَ أَفْضَلُ جِدّاً. وَلٰكِنْ أَنْ أَبْقَى فِي ٱلْجَسَدِ أَلْزَمُ مِنْ أَجْلِكُمْ» (في ١: ٢١ - ٢٤).

وكأن بولس يقول بكلماته هذه: أنا لا يمكنني أن أكون في السماء وفي الأرض، لا أستطيع أن أخدمكم بعد أن أذهب لأكون مع الرب.. لن يكون في مقدوري أن أكون واسطة تقدمكم وفرحكم في الإيمان وأنا موجود مع المسيح في المجد «لِيَ ٱشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ. ذَاكَ أَفْضَلُ جِدّاً. وَلٰكِنْ أَنْ أَبْقَى فِي ٱلْجَسَدِ أَلْزَمُ مِنْ أَجْلِكُمْ» (في ١: ٢٤).

وها هو بطرس الرسول يعلن ذات الموقف بكلماته: «وَلٰكِنِّي أَحْسِبُهُ حَقّاً مَا دُمْتُ فِي هٰذَا ٱلْمَسْكَنِ أَنْ أُنْهِضَكُمْ بِٱلتَّذْكِرَةِ، عَالِماً أَنَّ خَلْعَ مَسْكَنِي قَرِيبٌ كَمَا أَعْلَنَ لِي رَبُّنَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ أَيْضاً. فَأَجْتَهِدُ أَيْضاً أَنْ تَكُونُوا بَعْدَ خُرُوجِي تَتَذَكَّرُونَ كُلَّ حِينٍ بِهٰذِهِ ٱلأُمُورِ» (٢ بط ١: ١٣ - ١٥).

فبطرس أعلن أنه طالما كان موجوداً في الجسد على الأرض فواجبه أن ينهض القديسين بالتذكرة.. وأعلن أن خلع جسده صار قريباً، وأوصاهم أن يتذكروا كلماته، فلن يكون في مقدوره الاتصال بهم بعد أن يخلع مسكنه.

فالأنبياء والرسل والقديسون كلهم مضوا.. وأنهى الموت خدمتهم وعلاقتهم بالأرض وسكانها.

أما الرب يسوع المسيح فهو الموجود في كل مكان.

- إنه قد وعد تلاميذه قائلاً: «لأَنَّهُ حَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِٱسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ» (مت ١٨: ٢٠).

- وقال لتلاميذه القديسين: «فَٱذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ ٱلأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِٱسْمِ ٱلآبِ وَٱلابْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ ٱلأَيَّامِ إِلَى ٱنْقِضَاءِ ٱلدَّهْرِ» (مت ٢٨: ١٩ و٢٠).

- وقال لنيقوديموس: «وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ إِلاَّ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ ٱلَّذِي هُوَ فِي ٱلسَّمَاءِ» (يو ٣: ١٣).

ولقد أكدت كل الحوادث أن مواعيد الرب يسوع المسيح أمينة وصادقة. ففي إنجيل يوحنا نرى الرب وهو يؤكد لتلاميذه حقيقة حضوره الدائم معهم في الكلمات: «وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، وَهُوَ أَّوَلُ ٱلأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ ٱلأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ ٱلتَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ ٱلْخَوْفِ مِنَ ٱلْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي ٱلْوَسَطِ، وَقَالَ لَهُمْ: سَلاَمٌ لَكُمْ» (يو ٢٠: ١٩).

لقد كان التلاميذ في خوف من اليهود ولذلك أغلقوا الأبواب والنوافذ.. فمن أين دخل المسيح؟

لقد دخل ورفع يديه وآثار الجروح فيهما وقال: «سَلاَمٌ لَكُمْ. وَلَمَّا قَالَ هٰذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ ٱلتَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوُا ٱلرَّبَّ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: سَلاَمٌ لَكُمْ. كَمَا أَرْسَلَنِي ٱلآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا. وَلَمَّا قَالَ هٰذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: ٱقْبَلُوا ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ» (يو ٢٠: ١٩ - ٢٣).

«أَمَّا تُومَا، أَحَدُ ٱلاثْنَيْ عَشَرَ، ٱلَّذِي يُقَالُ لَهُ ٱلتَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ. فَقَالَ لَهُ ٱلتَّلاَمِيذُ ٱلآخَرُونَ: قَدْ رَأَيْنَا ٱلرَّبَّ» (يو ٢٠: ٢٤ و٢٥).

ويمكنني أن أتصور توما وهو يقول متعجباً: رأيتم الرب؟ وكيف دخل الرب إلى هنا؟.. الأبواب مغلقة.. ولا فتحة واحدة في المكان يمكنه الدخول منها؟!

ويرد التلاميذ قائلين: «دخل ورأيناه.. أرانا يديه وجنبه وسمعنا صوته.. قال لنا: سلام لكم.. وأرسلنا لتبشير العالم الهالك الأثيم.. توما ليتك كنت معنا».

ويرد توما وهو يهز رأسه قائلاً: كلا إن عقلي ليس على غرار عقولكم.. أنتم أصحاب عقليات تتأثر بسرعة.. أكاد أقول إنها عقليات ضعيفة.. أنتم غلبتكم العاطفة فتصورتم في أوهامكم أنكم رأيتم الرب.. أما أنا فإنني رجل واقعي مثقف «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ ٱلْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ ٱلْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ» (يو ٢٠: ٢٥).

وكان المسيح موجوداً عندما تحدث توما بكلماته إلى رفاقه، وسمع كل ما قاله توما، ولو أن توما لم يره بعينيه.

«وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضاً دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَٱلأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي ٱلْوَسَطِ وَقَالَ: سَلاَمٌ لَكُمْ. ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً» (يو ٢٠: ٢٦ و٢٧).

وامتلأ توما وباقي التلاميذ عجباً. هل كان الرب معهم حين نطق توما بكلماته؟ كيف سمع كلماته بالحرف الواحد.. وكيف جاء ليلبي مطاليب عقله؟

:وأشرق النور على قلب توما وهتف قائلاً «ربي وإلهي».

«قَالَ لَهُ يَسُوعُ: لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا» (يو ٢٠: ٢٩).

أجل إن الرب يسوع المسيح موجود في كل مكان. وهو رفيق رحلة الحياة لكل مؤمن، ولقد كان الإحساس بحضوره الدائم هو سر سلام القديسين ونصرتهم.. إصغ إلى كلمات بولس وهو يكتب لتلميذه الحبيب تيموثاوس قائلاً: «فِي ٱحْتِجَاجِي ٱلأَوَّلِ لَمْ يَحْضُرْ أَحَدٌ مَعِي، بَلِ ٱلْجَمِيعُ تَرَكُونِي. لاَ يُحْسَبْ عَلَيْهِمْ. وَلٰكِنَّ ٱلرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَّوَانِي، لِكَيْ تُتَمَّ بِي ٱلْكِرَازَةُ، وَيَسْمَعَ جَمِيعُ ٱلأُمَمِ، فَأُنْقِذْتُ مِنْ فَمِ ٱلأَسَدِ. وَسَيُنْقِذُنِي ٱلرَّبُّ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ رَدِيءٍ وَيُخَلِّصُنِي لِمَلَكُوتِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ. ٱلَّذِي لَهُ ٱلْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ ٱلدُّهُورِ. آمِينَ» (٢ تيمو ٤: ١٦ - ١٨).

أجل إنني أومن بأن المسيح هو الله على أساس حضوره في كل مكان، وهذه صفة لا تتوفر لأحد من البشر.. إنها صفة من صفات الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن المسيح المخلص
مشرف عام
مشرف عام
ابن المسيح المخلص


عدد المساهمات : 2362
نقاط : 8207
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 24/12/2012
العمر : 43

 هل المسيح هو الله-10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل المسيح هو الله-10    هل المسيح هو الله-10 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 07, 2016 4:56 pm

(٦) إنني أومن بأن المسيح هو الله على أساس قدرته الشخصية لعمل المعجزات: المعجزة ضرورة لإثبات النبوة، وهذا واضح من الكلمات: «فَأَجَابَ مُوسَى: وَلٰكِنْ هَا هُمْ لاَ يُصَدِّقُونَنِي وَلاَ يَسْمَعُونَ لِقَوْلِي، بَلْ يَقُولُونَ لَمْ يَظْهَرْ لَكَ ٱلرَّبُّ. فَقَالَ لَهُ ٱلرَّبُّ: مَا هٰذِهِ فِي يَدِكَ؟ فَقَالَ: عَصاً. فَقَالَ: ٱطْرَحْهَا إِلَى ٱلأَرْضِ. فَطَرَحَهَا إِلَى ٱلأَرْضِ فَصَارَتْ حَيَّةً، فَهَرَبَ مُوسَى مِنْهَا. ثُمَّ قَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: مُدَّ يَدَكَ وَأَمْسِكْ بِذَنَبِهَا (فَمَدَّ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ، فَصَارَتْ عَصاً فِي يَدِهِ) لِكَيْ يُصَدِّقُوا أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ لَكَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ آبَائِهِمْ، إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلٰهُ إِسْحَاقَ وَإِلٰهُ يَعْقُوبَ. ثُمَّ قَالَ لَهُ ٱلرَّبُّ أَيْضاً: أَدْخِلْ يَدَكَ فِي عُبِّكَ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي عُبِّهِ ثُمَّ أَخْرَجَهَا، وَإِذَا يَدُهُ بَرْصَاءُ مِثْلَ ٱلثَّلْجِ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: رُدَّ يَدَكَ إِلَى عُبِّكَ (فَرَدَّ يَدَهُ إِلَى عُبِّهِ ثُمَّ أَخْرَجَهَا مِنْ عُبِّهِ، وَإِذَا هِيَ قَدْ عَادَتْ مِثْلَ جَسَدِهِ) فَيَكُونُ إِذَا لَمْ يُصَدِّقُوكَ وَلَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ ٱلآيَةِ ٱلأُولَى، أَنَّهُمْ يُصَدِّقُونَ صَوْتَ ٱلآيَةِ ٱلأَخِيرَةِ» (خر ٤: ١ - ٨).

والكلمات ترينا أن موسى خشي أن لا يصدقه شعبه حين يدعي النبوة. فأيده الله بالمعجزات لتكون دليلاً حياً على صدق نبوته.

وكل نبي أرسله الله إلى هذه الأرض أجرى معجزات، لكنه لم يفعلها بقوته الشخصية بل بقوة الله، أما المسيح له المجد فقد أجرى المعجزات بقوة لاهوته لأنه ابن الله والله الابن.

لقد أظهر سلطانه الإلهي على الطبيعة: يحتفظ لنا التاريخ بقصة عن الملكة فيكتوريا التي اشتهرت بتقواها ومحبتها لكلمة الله، وكانت تلقب باسم «ملكة انكلترة وأمبراطورة ما وراء البحار» إنها كانت ذات يوم واقفة على شاطئ البحر وإذ بموجة شديدة تبلل ثيابها بالماء، وهنا نظرت الأمبراطورة إلى البحر الهائج وقالت: اسكت ابكم.. ولكن البحر زاد هياجاً وجاءت موجة شديدة أخرى وبللتها بكيفية أشد. وهنا ابتسمت الملكة وقالت: «يسمونني أمبراطورة ما وراء البحار وها أنذا آمر البحر فلا يطيعني... شخص واحد فقط هو ملك الملوك ورب الأرباب هو الرب يسوع المسيح الذي أمر البحر فأطاعه».

ذات يوم قال المسيح لتلاميذه «وَقَالَ لَهُمْ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ لَمَّا كَانَ ٱلْمَسَاءُ: «لِنَجْتَزْ إِلَى ٱلْعَبْرِ». فَصَرَفُوا ٱلْجَمْعَ وَأَخَذُوهُ كَمَا كَانَ فِي ٱلسَّفِينَةِ. وَكَانَتْ مَعَهُ أَيْضاً سُفُنٌ أُخْرَى صَغِيرَةٌ. فَحَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ، فَكَانَتِ ٱلأَمْوَاجُ تَضْرِبُ إِلَى ٱلسَّفِينَةِ حَتَّى صَارَتْ تَمْتَلِئُ. وَكَانَ هُوَ فِي ٱلْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِماً» (مر ٤: ٣٥ - ٣٨).

لماذا لم يوقظ التلاميذ المسيح قبل أن تمتلئ السفينة بالماء؟ لعلهم ظنوا أنهم يستطيعون بمجهودهم أن يقوموا بعمل يجعل السفينة في أمان، ويتركوه نائماً في هدوء! ولكن عبثاً تحاول أن تحل مشاكلك بدون المسيح. إنك حينئذ تزيدها تعقيداً.

وتحت ضغط الريح العاصفة، والأمواج التي تضرب إلى السفينة اضطر التلاميذ أن يلجأوا إلى المسيح فأيقظوه وقالوا له: يا معلم أما يهمك أننا نهلك؟

فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت. ابكم. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم.

وفي عتاب لطيف قال المسيح لتلاميذه: «ما بالكم خائفين هكذا؟ كيف لا إيمان لكم؟ فخافوا خوفاً عظيماً وقال بعضهم لبعض من هو هذا؟ فإن الريح أيضاً والبحر يطيعانه».

إن ذاك الذي أسكت البحر، هو نفسه الرب الذي سأل أيوب قديماً قائلاً: «وَمَنْ حَجَزَ ٱلْبَحْرَ بِمَصَارِيعَ حِينَ ٱنْدَفَقَ فَخَرَجَ مِنَ ٱلرَّحِمِ. إِذْ جَعَلْتُ ٱلسَّحَابَ لِبَاسَهُ وَٱلضَّبَابَ قِمَاطَهُ وَجَزَمْتُ عَلَيْهِ حَدِّي وَأَقَمْتُ لَهُ مَغَالِيقَ وَمَصَارِيعَ، وَقُلْتُ: إِلَى هُنَا تَأْتِي وَلاَ تَتَعَدَّى، وَهُنَا تُتْخَمُ كِبْرِيَاءُ لُجَجِكَ؟» (أي ٣٨: ٨ - ١١).

ولما نتابع معجزات المسيح في إنجيل يوحنا، نجدها معجزات لا يرقى الشك إليها. لقد أزعجنا العصريون الذين يشكون في صدق الكتاب المقدس، بادعائهم القائل: إن المسيح كان شخصاً عبقرياً، وكان يتميز بشخصية مغناطسية، وأنه بالقوة المغناطسية التي امتلكها أثر في المفلوجين المرضى بالشلل النفسي، فأعاد إليهم الثقة بأنفسهم، وهكذا أعطاهم القدرة على العودة لممارسة حياتهم الطبيعية من جديد.

ولكن المعجزات التي سجلها إنجيل يوحنا كانت فوق العبقرية، كانت فوق القوى المغناطسية. كانت فوق القدرة العقلية. كانت فوق الإيحاء وكل أساليب علم النفس في العلاج. كانت معجزات إلهية في كل ما أحاط بها، وفي كل تفاصيلها.

فقد أظهر المسيح فيها قدرته على شفاء المرضى حتى دون أن يرى المريض: ذات يوم جاء يسوع إلى قانا الجليل «فَجَاءَ يَسُوعُ أَيْضاً إِلَى قَانَا ٱلْجَلِيلِ، حَيْثُ صَنَعَ ٱلْمَاءَ خَمْراً. وَكَانَ خَادِمٌ لِلْمَلِكِ ٱبْنُهُ مَرِيضٌ فِي كَفْرِنَاحُومَ. هٰذَا إِذْ سَمِعَ أَنَّ يَسُوعَ قَدْ جَاءَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ إِلَى ٱلْجَلِيلِ، ٱنْطَلَقَ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَنْزِلَ وَيَشْفِيَ ٱبْنَهُ لأَنَّهُ كَانَ مُشْرِفاً عَلَى ٱلْمَوْتِ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: لاَ تُؤْمِنُونَ إِنْ لَمْ تَرَوْا آيَاتٍ وَعَجَائِبَ!» (يو ٤: ٤٦ - ٤٨).

ويتوسل الرجل إلى المسيح قائلاً: «يَا سَيِّدُ، ٱنْزِلْ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ ٱبْنِي» (يو ٤: ٤٩) وعندئذ ينطق المسيح بعبارة قصيرة تعلن عن الاهوته وقدرته فيقول لخادم الملك: «اذهب. ابنك حي».

«فَآمَنَ ٱلرَّجُلُ بِٱلْكَلِمَةِ ٱلَّتِي قَالَهَا لَهُ يَسُوعُ، وَذَهَبَ» (يو ٤: ٥٠).

ويبدو أن إيمانه كان عظيماً لدرجة أنه لم يسرع إلى بيته في ذلك اليوم، إذ تيقن أن ابنه قد دبت فيه الصحة من جديد، وأنه لا داعي للإسراع لرؤيته، ولذا قضى يومه في قانا الجليل لعله قضاه في زيارة أصدقائه.

«وَفِيمَا هُوَ نَازِلٌ ٱسْتَقْبَلَهُ عَبِيدُهُ وَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ: إِنَّ ٱبْنَكَ حَيٌّ. فَٱسْتَخْبَرَهُمْ عَنِ ٱلسَّاعَةِ ٱلَّتِي فِيهَا أَخَذَ يَتَعَافَى، فَقَالُوا لَهُ: أَمْسٍ فِي ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّابِعَةِ تَرَكَتْهُ ٱلْحُمَّى. فَفَهِمَ ٱلأَبُ أَنَّهُ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ ٱلَّتِي قَالَ لَهُ فِيهَا يَسُوعُ إِنَّ ٱبْنَكَ حَيٌّ. فَآمَنَ هُوَ وَبَيْتُهُ كُلُّهُ» (يو ٤: ٥٠ - ٥٣).

لقد شفى المسيح ابن خادم الملك بكلمة من فمه، ودون أن يراه فلم يكن هناك أي مجال لممارسة قواه المغناطسية كما يدعي العصريون، بل كانت المعجزة دليلاً ناطقاً على قدرته الإلهية، ولذا آمن خادم الملك وبيته كله.

وأظهر قدرته على شفاء الأمراض المستعصية: فهناك «وَفِي أُورُشَلِيمَ عِنْدَ بَابِ ٱلضَّأْنِ بِرْكَةٌ يُقَالُ لَهَا بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ «بَيْتُ حِسْدَا» لَهَا خَمْسَةُ أَرْوِقَةٍ. فِي هٰذِهِ كَانَ مُضْطَجِعاً جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنْ مَرْضَى وَعُمْيٍ وَعُرْجٍ وَعُسْمٍ، يَتَوَقَّعُونَ تَحْرِيكَ ٱلْمَاءِ. لأَنَّ مَلاَكاً كَانَ يَنْزِلُ أَحْيَاناً فِي ٱلْبِرْكَةِ وَيُحَرِّكُ ٱلْمَاءَ. فَمَنْ نَزَلَ أَّوَلاً بَعْدَ تَحْرِيكِ ٱلْمَاءِ كَانَ يَبْرَأُ مِنْ أَيِّ مَرَضٍ ٱعْتَرَاهُ. وَكَانَ هُنَاكَ إِنْسَانٌ بِهِ مَرَضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً» (يو ٥: ٢ - ٥).

هذا عمر طويل قضاه الرجل في مرض استعصى على الطب أن يجد له علاج.

«هٰذَا رَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعاً، وَعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَاناً كَثِيراً، فَقَالَ لَهُ: أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟» وقد يبدو السؤال غريباً، لكن الغرابة تزول لو علمت أن هناك مرضى لا يريدون أن يبرأوا، لأنهم يجدون متعة في مرضهم.. متعة عطف الناس عليهم.. متعة عناية الناس بهم.. أو متعة لفت الأنظار إليهم.

لكن هذا الرجل كان يرغب في الشفاء. غير أنه لم يجد من يلقيه في البركة متى تحرك الماء ولذا قال للمسيح: «يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي ٱلْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ ٱلْمَاءُ. بَلْ بَيْنَمَا أَنَا آتٍ يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ».

وهنا قال له الرب القادر على كل شيء: «قَالَ لَهُ يَسُوعُ: قُمِ. ٱحْمِلْ سَرِيرَكَ وَٱمْشِ فَحَالاً بَرِئَ ٱلإِنْسَانُ وَحَمَلَ سَرِيرَهُ وَمَشَى».

كان في قدرة المسيح أن يشفي رجلاً مصاباً بالشلل بعد ثمان وثلاثين سنة قضاها في العجز والمرض.

وأطعم الجماهير الغفيرة من خمسة أرغفة وسمكتين: «بَعْدَ هٰذَا مَضَى يَسُوعُ إِلَى عَبْرِ بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ، وَهُوَ بَحْرُ طَبَرِيَّةَ. وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ لأَنَّهُمْ أَبْصَرُوا آيَاتِهِ ٱلَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا فِي ٱلْمَرْضَى» (يو ٦: ١ و٢).

لقد خرجت الجماهير وراء المسيح وحيثما يوجد فهو يجذب الجماهير إليه.. إن في المسيح جاذبية عجيبة لا يستطيع إنسان أن يتجاهلها.. الملحدون يعرفون جاذبيته، والمؤمنون يختبرون هذه الجاذبية. إنه لا مفر لك من مواجهة المسيح.

«فَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ أَنَّ جَمْعاً كَثِيراً مُقْبِلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِفِيلُبُّسَ: «مِنْ أَيْنَ نَبْتَاعُ خُبْزاً لِيَأْكُلَ هٰؤُلاَءِ؟» وَإِنَّمَا قَالَ هٰذَا لِيَمْتَحِنَهُ، لأَنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَفْعَلَ» (يو ٦: ٥ و٦).

وجلس فيلبس يعمل عملية حسابية ليقدر تكاليف إطعام هذا الجمع الغفير، ثم أجاب «لاَ يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ بِمِئَتَيْ دِينَارٍ لِيَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئاً يَسِيراً» (يو ٦: ٧).

وهنا تقدم واحد من تلاميذه وهو اندراوس وقال: «هُنَا غُلاَمٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ، وَلٰكِنْ مَا هٰذَا لِمِثْلِ هٰؤُلاَءِ؟» (يو ٦: ٩).

وقد كتب القس «هنري هوايتمان» الانجليزي تعليقاً على هذه المعجزة فقال: «إن رجل القرن العشرين يستطيع أن يطوف بالكرة الأرضية. ويقتل الناس الذين يعيشون على بعد أميال منه، ويزن الكواكب ويحدد أماكنها، ويخرج البترول من باطن الأرض، ويطبع ملاين النسخ من الصحف اليومية، ويجعل الدجاجة تبيض ٣٦٥ بيضة في السنة، ويجعل الكلاب تدخن «البيبة» وكلب البحر يلعب بكرة الماء. وهذا الرجل العجيب إذا رأى خمسة أرغفة وسمكتين، وخمسة جياع وطفلين فقيرين فإنه يعقد مؤتمراً ويشكل لجنة كبرى وبعض اللجان الصغيرة، ويدعو إلى عملية انتخابات حرة. ثم يصرخ بأعلى صوته أن هناك أزمة شديدة تواجهه، وهو يضع تعليمات لا حصر لها ثم يبتعد تاركاً الأشخاص الخمسة والطفلين جياعاً كما كانوا قبل تأليف المؤتمر واللجان» .

هذا هو رجل القرن العشرين بكل قدراته، وعلمه واكتشافاته واختراعاته، أعجز من أن يقابل أزمة الجوع في عالم اليوم ويصرخ بأعلى صوته من مشكلة «الانفجار السكاني».

أما الرب يسوع فقد قال لتلاميذه «ٱجْعَلُوا ٱلنَّاسَ يَتَّكِئُونَ. وَكَانَ فِي ٱلْمَكَانِ عُشْبٌ كَثِيرٌ، فَٱتَّكَأَ ٱلرِّجَالُ وَعَدَدُهُمْ نَحْوُ خَمْسَةِ آلاَفٍ. وَأَخَذَ يَسُوعُ ٱلأَرْغِفَةَ وَشَكَرَ، وَوَّزَعَ عَلَى ٱلتَّلاَمِيذِ، وَٱلتَّلاَمِيذُ أَعْطَوُا ٱلْمُتَّكِئِينَ. وَكَذٰلِكَ مِنَ ٱلسَّمَكَتَيْنِ بِقَدْرِ مَا شَاءُوا. فَلَمَّا شَبِعُوا، قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: ٱجْمَعُوا ٱلْكِسَرَ ٱلْفَاضِلَةَ لِكَيْ لاَ يَضِيعَ شَيْءٌ. فَجَمَعُوا وَمَلأُوا ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مِنَ ٱلْكِسَرِ، مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةِ ٱلشَّعِيرِ ٱلَّتِي فَضَلَتْ عَنِ ٱلآكِلِينَ» (يو ٦: ١٠ - ١٣).

لقد كانت القفف المملؤءة من الكسر الفاضلة، دليلاً ملموساً على شبع الجماهير، وعلى قدرة المسيح الإلهية لإشباعها.

فليقل لنا العصريون.. أي دخل للعبقرية في هذه المعجزة؟ وأي دخل للقوة المغناطسية؟ وأي دخل للقدرة الإيحائية؟ وليكفوا عن ترهاتهم، ويعترفوا أن المسيح هو الله القادر على كل شيء.

وفتح المسيح عيني إنسان مولود أعمى: وهذه المعجزة تتحدى العلم، وتخرس العصريين المتبجحين، فهي معجزة خلق ليس في مقدور إنسان بشري أن يأتي بمثلها يسجلها يوحنا بالكلمات: «وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى إِنْسَاناً أَعْمَى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ، فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ: يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هٰذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟» (يو ٩: ١ و٢).

ويمكننا القول بأن سؤال التلاميذ كان مبنياً على عدة أفكار:

أولاً: فكرة تناسخ الأرواح، ويبدو أنها وصلت إلى فلسطين في ذلك الوقت.

ثانياً: الفكرة القائلة بأن أرواح البشر كانت موجودة قبل حلولها في أجساد أصحابها، وأنها ارتكبت حينئذ بعض الأخطاء وهي فكرة تغلغلت في كتابات الرابيين.

ثالثاً: هي ما فهموه من أن الله يفتقد ذنوب الآباء في الأبناء (خر ٢٠: ٥).

رابعاً: الاعتقاد السائد عند الكثيرين بأن المرض والخطية صنوان لا يفترقان.

لكن المسيح أجاب إجابة تنفي كل هذه الأفكار فقال: «لاَ هٰذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ، لٰكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ ٱللّٰهِ فِيهِ» (يو ٩: ٣). وتعني كلماته أن خطية هذا الإنسان أو أبويه لا تزيد عن خطايا الآخرين، وأنه وُلد أعمى لتظهر أعمال الله فيه.

نعم ففي أقسى التجارب نستطيع أن نرى يد الله العاملة لخير البشر وبركة نفوسهم.

وكلمات المسيح التي قال فيها: « لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ ٱللّٰهِ فِيهِ» تؤكد لنا لاهوته إذ الواقع أنه قد أظهر «أعمال الله» في ذلك الأعمى بإعادة البصر إليه، بل بأن خلق له من الطين عينين جديدتين.

وتابع يوحنا سرد تفاصيل المعجزة بالكلمات: «قَالَ هٰذَا وَتَفَلَ عَلَى ٱلأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ ٱلتُّفْلِ طِيناً وَطَلَى بِٱلطِّينِ عَيْنَيِ ٱلأَعْمَى» (يو ٩: ٦).

ولو أن هناك إنساناً بصيراً طليت عينيه بالطين لكان معرضاً أن يصاب بالعمى ولكن المسيح طلى عيني الأعمى، ومن ذلك الطين عمل للأعمى عينين جديدتين أليس هو الذي خلق آدم من تراب ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار نفساً حية؟

«كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ» (يو ١: ٣).

ولقد أمر المسيح ذلك الأعمى قائلاً: «ٱذْهَبِ ٱغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ. ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ مُرْسَلٌ. فَمَضَى وَٱغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيراً» (يو ٩: ٧).

ولما حاول الفريسيون أن يسلبوا من هذا الرجل إيمانه بمن أعاد له نور بصره قالوا له: «أَعْطِ مَجْداً لِلّٰهِ. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هٰذَا ٱلإِنْسَانَ خَاطِئٌ. فَأَجَابَ: أَخَاطِئٌ هُوَ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. إِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئاً وَاحِداً: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَٱلآنَ أُبْصِرُ... فَأَخْرَجُوهُ خَارِجاً» (يو ٩: ٢٤ - ٣٤).

ولما أخرجوه خارجاً.. لم يتركه يسوع وحده.

«فَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ خَارِجاً، فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ: أَتُؤْمِنُ بِٱبْنِ ٱللّٰهِ؟ أَجَابَ: مَنْ هُوَ يَا سَيِّدُ لأُومِنَ بِهِ؟ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: قَدْ رَأَيْتَهُ، وَٱلَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ» (يو ٩: ٣٥ - ٣٧).

وهكذا أعلن الرب حقيقة شخصه لذلك الرجل، الذي أعاد له بقدرة لاهوته نور عينيه.

وأقام المسيح ميتاً بعد أن أنتن: وهذه المعجزة تتحدى بصورة قاطعة كل منكر للاهوت المسيح، فالإنسان مع ما بلغه من تقدم في العلم في هذا القرن العشرين ما زال عاجزاً عن أن يقيم ميت بعد أربع ساعات من وفاته، فكم بالحري بعد أربعة أيام.. وبعد أن دبت في جسده عناصر العفونة والفناء!!

لكن المسيح أقام ميتأً بعد أن أنتن فهناك في قرية بيت عنيا عاشت أسرة أحبها المسيح «وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ» (يو ١١: ٥). وكان بيت هذه الأسرة في تلك القرية الوادعة محطة الراحة التي يذهب إليها المسيح حين يتعب، وحين يريد أن يجلس جلسة هادئة مع أناس قريبين من قلبه.

ومع هذا الحب القوي من جانب المسيح لهذه الأسرة، فقد سمح في محبته أن تجتاز تجربة مريرة، هي تجربة مرض لعازر وموته. والواقع أن محبة الله لنا ليست ضماناً يبعد عنا آلام الحياة، وإلا صارت علاقتنا به على أساس المصالح المادية، والأمان في الحياة الدنيا، ومع ذلك فهناك حقيقة يجب أن لا تغرب عن بالنا وهي أن الآلام التي تمر بحياة من يحبهم الرب، تهدف إلى خيرهم وبركتهم وتنقية نفوسهم.

مرض لعازر.. ويبدو أن مرضه كان قاسياً وخطيراً. فأرسلت الأختان إلى المسيح رسالة برقية قائلتين: «يَا سَيِّدُ، هُوَذَا ٱلَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ» (يو ١١: ٣).

«فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَرِيضٌ مَكَثَ حِينَئِذٍ فِي ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي كَانَ فِيهِ يَوْمَيْنِ» (يو ١١: ٦).

ما أغرب تصرفات المسيح المحب!!

أحياناً تكون في قلبك تجربة محرقة، وترسل رسالة برقية للسماء لتنقذك، وبدلاً من أن تأتيك الإجابة فوراً.. تجد نفسك وحيداً في دوامة.. السماء لا تسمع وكأنها خلت من الله.. وأنت ترفع صوتك في عتاب قائلاً: «حتى متى يا رب أصرخ ولا تستجيب»؟

وهنا ما أحوجنا أن نسمع كلمات النبي صفنيا: «ٱلرَّبُّ إِلَهُكِ فِي وَسَطِكِ جَبَّارٌ يُخَلِّصُ. يَبْتَهِجُ بِكِ فَرَحاً. يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ..» (صفنيا ٣: ١٧) وكلمات صاحب المزمور القائل: «ٱنْتَظِرِ ٱلرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ وَٱنْتَظِرِ ٱلرَّبَّ» (مز ٢٧: ١٤).

إن الله يقصد من وراء صمته الجبار خيرك. يقصد بركة لنفسك. يقصد أن يعلن لك عن شخصه بكيفية أبهى وأكمل. فانتظر الرب.

ويستمر يوحنا في تسجيل تفاصيل المعجزة بالكلمات: «فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ، قَالَ: هٰذَا ٱلْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ، بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ ٱللّٰهِ، لِيَتَمَجَّدَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ بِهِ. وَبَعْدَ ذٰلِكَ قَالَ لَهُمْ: لِعَازَرُ حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ. لٰكِنِّي أَذْهَبُ لأُوقِظَهُ. فَقَالَ تَلاَمِيذُهُ: يَا سَيِّدُ، إِنْ كَانَ قَدْ نَامَ فَهُوَ يُشْفَى. وَكَانَ يَسُوعُ يَقُولُ عَنْ مَوْتِهِ، وَهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُ يَقُولُ عَنْ رُقَادِ ٱلنَّوْمِ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ حِينَئِذٍ عَلاَنِيَةً: لِعَازَرُ مَاتَ. وَأَنَا أَفْرَحُ لأَجْلِكُمْ إِنِّي لَمْ أَكُنْ هُنَاكَ، لِتُؤْمِنُوا. وَلٰكِنْ لِنَذْهَبْ إِلَيْهِ» (يو ١١: ٤ و١١ - ١٥).

لعازر مات.. وأنا أفرح لأجلكم!!

كيف يفرح الرب لموت حبيب كلعازر؟ إن السبب هو أن هذا الموت سيعطي للتلاميذ فرصة يتحققون فيها صدق كلماته القائلة: «لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هٰذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْقُبُورِ صَوْتَهُ، فَيَخْرُجُ ٱلَّذِينَ فَعَلُوا ٱلصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ ٱلْحَيَاةِ وَٱلَّذِينَ عَمِلُوا ٱلسَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ ٱلدَّيْنُونَةِ» (يو ٥: ٢٨ و٢٩).

وجاء المسيح وتلاميذه إلى بيت عنيا.

«فَلَمَّا سَمِعَتْ مَرْثَا أَنَّ يَسُوعَ آتٍ لاَقَتْهُ، وفَقَالَتْ مَرْثَا لِيَسُوعَ: يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ هٰهُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي» (يو ١١: ٢٠ و٢١). ونحن نلمح عتاباً رقيقاً في كلمات مرثا، وكأنها تقول: أنت صديق أسرتنا. بيتنا مكان راحتك. تتركنا وحدنا في محنتنا وأحزاننا؟ ويجيب المسيح مرثا قائلاً: «سَيَقُومُ أَخُوكِ».

قَالَتْ لَهُ مَرْثَا: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ، فِي ٱلْيَوْمِ ٱلأَخِيرِ».

وينطق المسيح بأسمى إعلاناته عن نفسه قائلاً: «أَنَا هُوَ ٱلْقِيَامَةُ وَٱلْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى ٱلأَبَدِ» (يو ١١: ٢٥ و٢٦).

وكلمات المسيح هذه تنطبق على لحظة الاختطاف.

«ٱلأَمْوَاتُ فِي ٱلْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً» (١ تس ٤: ١٦). وهذا يقابل الكلمات: «مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا».

«ثُمَّ نَحْنُ ٱلأَحْيَاءَ ٱلْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعاً مَعَهُمْ فِي ٱلسُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ ٱلرَّبِّ فِي ٱلْهَوَاءِ» (١ تس ٤: ١٧) وهذا يقابل الكلمات: «وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى ٱلأَبَدِ».

قال المسيح لمرثا: «أَتُؤْمِنِينَ بِهٰذَا؟ قَالَتْ لَهُ: نَعَمْ يَا سَيِّدُ. أَنَا قَدْ آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ، ٱلآتِي إِلَى ٱلْعَالَمِ» (يو ١١: ٢٦ و٢٧).

«وَلَمَّا قَالَتْ هٰذَا مَضَتْ وَدَعَتْ مَرْيَمَ أُخْتَهَا سِرّاً، قَائِلَةً: ٱلْمُعَلِّمُ قَدْ حَضَرَ، وَهُوَ يَدْعُوكِ. أَمَّا تِلْكَ فَلَمَّا سَمِعَتْ قَامَتْ سَرِيعاً وَجَاءَتْ إِلَيْهِ... ثُمَّ إِنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَهَا فِي ٱلْبَيْتِ يُعَّزُونَهَا، لَمَّا رَأَوْا مَرْيَمَ قَامَتْ عَاجِلاً وَخَرَجَتْ، تَبِعُوهَا قَائِلِينَ: إِنَّهَا تَذْهَبُ إِلَى ٱلْقَبْرِ لِتَبْكِيَ هُنَاكَ. فَمَرْيَمُ لَمَّا أَتَتْ إِلَى حَيْثُ كَانَ يَسُوعُ وَرَأَتْهُ، خَرَّتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَائِلَةً لَهُ: يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ هٰهُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي. فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي، وَٱلْيَهُودُ ٱلَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ، ٱنْزَعَجَ بِٱلرُّوحِ وَٱضْطَرَبَ، وَقَالَ: أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟ قَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، تَعَالَ وَٱنْظُرْ» (يو ١١: ٢٨ - ٣٤).

وهنا يسجل يوحنا الرسول أصغر آيات الكتاب المقدس، وأعمقها، وأصدقها تعبيراً عن مشاعر المسيح في كلمتين «بَكَى يَسُوعُ» (يو ١١: ٣٥). إن هاتين الكلمتين أعمق من المحيط، وأرحب من العالم الفسيح، إننا نرى فيهما هنا، وشفقة، ومشاركة قلب المسيح للحزانى والمتألمين.

ولما رأى اليهود دموع المسيح قالوا: «فَقَالَ ٱلْيَهُودُ:ٱنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ. وَقَالَ بَعْضٌ مِنْهُمْ: أَلَمْ يَقْدِرْ هٰذَا ٱلَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ ٱلأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هٰذَا أَيْضاً لاَ يَمُوتُ؟» (يو ١١: ٣٦ و٣٧).

إنه يقدر أن يقيمه من الموت.

جاء يسوع إلى القبر، وكان مغارة قد وضع عليه حجر وقال: «ٱرْفَعُوا ٱلْحَجَرَ. قَالَتْ لَهُ مَرْثَا، أُخْتُ ٱلْمَيْتِ: يَا سَيِّدُ، قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ» (يو ١١: ٣٩).

أجل تعفنت الجثة.. فاحت الرائحة النتنة من الجسد المائت. مسكين الإنسان.. إنه تراب وإلى تراب يعود.. وأجمل امرأة تخطر في مشيتها على الأرض تتعفن وتفوح منها رائحة تزكم الانوف عندما يتلقفها القبر كفريسة من فرائس الموت.

ومرثا وهي تردد كلماتها «يا سيد قد أنتن» كانت كأنها تقول: «يا سيد أنا لا أريد أن أرى لعازر ميتاً» منتناً إن في ذهني صورة لعازر الحي الممتلئ حيوية. وأريد أن تستمر صورته الجميلة أمام عيني. لا أريد أن أشم بأنفي عفونة الموت.

ويرد عليها المسيح بكلماته: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ ٱللّٰهِ؟. فَرَفَعُوا ٱلْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ ٱلْمَيْتُ مَوْضُوعاً» (يو ١١: ٤٠ و٤١)، وشم الناس الرائحة النتنية رائحة الموت.

وصرخ يسوع بصوت عظيم: «لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجاً» (يو ١١: ٤٣).

«فَخَرَجَ ٱلْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ» (يو ١١: ٤٤) نعم انتزع المسيح لعازر من بين أنياب الموت وأقامه بعد أن أنتن ولا يستطيع أحد أن يحي العظام وهي رميم سوى الله.

يقول دوايت لايمان مودي: «لو أن الرب يسوع لم يدعُ لعازر باسمه لقام جميع من في القبور من قوة صوت الرب القادر على كل شيء. فإن صوت المسيح قادر على إقامة جميع من في القبور من تراب الموت» (اقرأ يوحنا ٥: ٢٨ و٢٩).

وهنا لا بد من ملاحظة جديرة بالاعتبار وهي أن المسيح لم يقم بعمل معجزة واحدة في حياته لمصلحته الخاصة أو لإنقاذ نفسه من ألم تعرض له، فقد أبى أن يسمع لصوت إبليس ويصنع الحجارة خبزراً ليشبع جوع جسده (اقرأ متى ٤: ١ - ٤)، وأبى أن ينزل عن الصليب ليخلص نفسه من عذابه (اقرأ متى ٢٧: ٣٩ - ٤٣)، فمعجزاته كلها كانت لتطهير أبرص، أو شفاء مريض، أو إغاثة ملهوف أو إعادة البصر إلى أعمى، أو إقامة ميت من قبره. كانت كلها لخير غيره. كانت لإظهار حب الله وحنانه وقدرته التي تستطيع أن تنقذ كل من يلجأ إليه.

ويختتم يوحنا إنجيله بالكلمات: «وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هٰذَا ٱلْكِتَابِ. وَأَمَّا هٰذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِٱسْمِهِ» (يو ٢٠: ٣٠ و٣١). فأنا أومن أن المسيح هو الله على أساس قدرته لعمل المعجزات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل المسيح هو الله-10
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 3انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» هل المسيح هو الله-6
» هل المسيح هو الله-4
» من هو الله و من هو المسيح
» هل المسيح هو الله-2
» هل المسيح هو الله-3

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور الحياة  :: المنتديات المسيحية العامة - Christian public forums :: الطقس والعقيده والاهوت-
انتقل الى: