اكتئاب ما بعد الولادة

قد تظن المرأة أنها الوحيدة التي تعاني من عبء تربية الأبناء، فيصل بها الأمر في بعض الأحيان إلى الإحساس بالقلق الشديد والاكتئاب بعد الولادة، في حين تجهل أن الأب كذلك مثله مثل المرأة تماما يشعر بمشاعر الأم حديثة العهد بالأمومة ..

هناك احتمال إصابة الآباء الجدد باكتئاب ما بعد الولادة أيضا، وذلك يرجع أساسا إلى الخوف من الأبوة كالخوف من المسؤوليات الجديدة وفقدان الحرية، القلق بشأن الضغوط المادية المحتملة تجاه المصاريف الإضافية، الإحساس بالوحدة والبرود العاطفي من قبل الزوجة نتيجة انشغالها بمسؤولية المولود الجديد.

لطالما يشعر الرجال سواء بالسعادة عقب ولادة طفله الأول، إلا أن بعض الداراسات أكدت أن ما بين 5% إلى 10% من الآباء يعانون من الحزن والقلق والضجر بعد قدوم المولود الأول إلى حياتهم، وأشارت الدراسة إلى أن هذا الإحساس بالكآبة النفسية يصيب الآباء الذين لم يتعدوا الخامسة والعشرين من أعمارهم، وقد يستمر هذا الإحباط النفسي خلال السنوات الخمس الأولى في حياة الطفل، ومن مظاهر هذا الاكتئاب نقص فترة النوم، الشعور بالقلق والإرهاق، إعطاء الأولوية للوضع المادي، العزلة والإحساس بالوحدة، سرعة الغضب .

يحتاج الآباء إلى الدعم والتشجيع والشعور بالطمأنينة مثل الأمهات تماما، فبالرغم من كون هذه الأعراض معروفة لدى النساء ومع ذلك لم نألف أن نرى الرجل يعاني من مشكل اكتئاب ما بعد الولادة، لذلك وجب علينا أخذ هذه المسألة بعين الاعتبار وعدم إهمالها، كما يجب على المرأة بالذات كعامل رئيسي في المشكلة أن تبذل أقصى جهدها لتخرج زوجها من دائرة اكتئابه لكي لا يتفاقم المشكل أكثر فيؤثر سلبا على استمرار العلاقة الزوجية، ومن المستحسن أن يلج الأب إلى بعض الدورات التدريبية الكفيلة بمساعدة الآباء الجدد لتخطي هذه المشكلة.

تسلم الايادى على الموضوع الرائع والمجهود المميز فى الموقع