ماذا نتعلم من ميلاد السيد المسيح
بعضٍ من معاني عيد ميلاد السيد المسيح
أولاً: عدم الاهتمام بالمظاهر:
عدم الاهتمام بالمظاهر، وعدم الأخذ بها.
فالمسيح السيّد الرب وُلِدَ في بيت لحم، لا في القرية حيث لم يستقبله أحد، بل في مغارة ، بدون خدم ولا حَشَم، رافقته الملائكة وسبّحته
لم يكن يسوعُ يهتمّ بالمظاهر؛ لو أراد لسخَّر الخليقةَ بأسرها لحضوره ولكنه كان عازماً أن يبقى مستتراً إلا عن قلّة تناجيه وتطلبه فلم يُخفِ ذاته عنهم، وحقيقته رغم الفقر الظاهر في حاله وقت الولادة لم تمنع المجوس من السجود له وتقديم العطايا. فالظاهر لا يشير إلى الحقيقة بالضرورة: العظمة الحقيقية هي في القلب الممتلئ نعمة، ومظاهر الأبّهة لا تَصنع مجداً لصاحبها.
وثانياً: التواضع.
فهو ذو المجد والجلال أخلى ذاته واتّخذ صورة عبدٍ (في 2: 7 و فكان معلّماً للتواضع مِمّا يحدونا إلى توخّي البُعد عن الكبرياء بالإنفصال عن الآخرين لكونهم ليسوا من مستوانا! (كتواضع العذراء في لقاء الملاك لوقا 1: 48)
وثالثاً: البساطة وعدم التشكيك.
فالرعاة آمنوا بقول الملاك وهرعوا إلى المغارة فوراً، والمجوس صدّقوا النَّجم ولم يتشكّكوا من وجود الطفل مقمّطاً في مذود وموضوعاً في مذود بمغارة بدل القصر وفراش الحرير كعادة الملوك، كما آمنَت العذراء بقول الملاك وفَعَلَ مثلها يوسفُ. فعلينا أن نكون بسطاء كالحمام ولكن حكماء كالحيّات (متّى 10: 16).
ورابعاً: مسالمةُ الآخَرين.
مسالمةُ الآخَرين وعدم الخصام مع الناس تتطلّب مجهوداً لأن فيها إنكاراً للذات وفيها محبّة لله وللآخرين. فإن كان اللهُ قد صالَحَنا في المسيح (2 كو 5: 18، 19؛ كو 1: 20)
فالأولى أن نتصالح نحن مع بعضنا البعض عملاً بقول الرب
"أريد رحمةً لا ذبيحة" (هوشع 6:6؛ متّى 9: 13)
ذبائح الله هي روح منكسرة القلب المنكسر و المنسحق يا الله لا تحتقره (مز 51 : 17)