الفداء
مقدمة:
الفداء هو واحد من اعظم الموضوعات الكتابية والتي تكون للدارس اكثر بركة عندما يختبرها عما يدرسها. ومعنى الفداء "التحرير عن طريق دفع الثمن" ولهذا نستطيع بالإيمان بدم المسيح المسفوك لأجلنا وبقوة الروح القدس, ان نختبر بالفعل التحرر من ناموس الخطية في اعضاءنا ومن سيادة ابليس ومن فساد العالم ومن لعنة وقيود ناموس موسى .
أهمية الدرس:
يجب ان نذكر ان الفداء هو جزء اساسي في خلاصنا العظيم في المسيح. اهمية هذا الدرس تكمن في انه لا يمكننا ان نفهم ما هو معنى ان نخلص ما لم نفهم معنى الفداء .
الدرس:
1- الفداء في العهد القديم:
أ- الله اعلن نفسه في العهد القديم بأنه "فادي اسرائيل":
1- (خروج 6: 7,6) (لذلكَ قُلْ لبَني إسرائيلَ: أنا الربُّ. وأنا أُخرِجُكُمْ مِنْ تحتِ أثقال المِصريِّينَ وأُنقِذُكُمْ مِنْ عُبوديَّتِهِمْ وأُخَلِّصُكُمْ بذِراعٍ مَمدودَةٍ وبأحكامٍ عظيمَةٍ، وأتَّخِذُكُمْ لي شَعبًا، وأكونُ لكُم إلَهًا. فتعلَمونَ أنِّي أنا الربُّ إلَهُكُمُ الذي يُخرِجُكُمْ مِنْ تحتِ أثقال المِصريِّينَ) .
* لاحظ ان الله يتخذ اسرائيل لنفسه شعباً, وهكذا يصبح لهم "الفادي" .
* الله فـدى اسرائيل من قيوده بقـوة عظيمـة وقضـاء مهيب وهكـذا استعاد
اسرائيل له .
2- (اشعياء 20:59) (ويأتي الفادي إلَى صِهيَونَ وإلَى التّائبينَ عن المَعصيَةِ في يعقوبَ، يقولُ الربُّ) .
* هنا نجد اشارة جميلة للمسيح كما سنرى فيما بعد .
* الفداء يتعلق بالشعب وبميراثهم .
- اقرأ بعناية لاويين:
(لاويين 25: 25-28) (إذا افتَقَرَ أخوك فباعَ مِنْ مُلكِهِ، يأتي وليُّهُ الأقرَبُ إليهِ ويَفُكُّ مَبيعَ أخيهِ. ومَنْ لم يَكُنْ لهُ وليٌّ، فإنْ نالَتْ يَدُهُ ووَجَدَ مِقدارَ فِكاكِهِ، يَحسُبُ سِني بَيعِهِ، ويَرُدُّ الفاضِلَ للإنسانِ الذي باعَ لهُ، فيَرجِعُ إلَى مُلكِهِ. وإنْ لم تنَلْ يَدُهُ كِفايَةً ليَرُدَّ لهُ، يكونُ مَبيعُهُ في يَدِ شاريهِ إلَى سنَةِ اليوبيل، ثُمَّ يَخرُجُ في اليوبيل فيَرجِعُ إلَى مُلكِهِ) .
بحسب الناموس, لوكان هناك على اسرائيلي دين في اثناء الستة سنوات السابقة لسنة السبت السابعة (سبت الأرض) ولم يستطع ان يوفيه او انه باع من املاكه لأنه فقير ولم يستطع ان يسترد ما باعه, او انه باع نفسه عبداً لضيق ذات اليد, فإن "وليه الأقرب" قريب له يمكن ان يفديه اي يدفع دينه او ثمن ارضه او ثمنه هو شخصياً وذلك في اي من سنوات السبت .
1- تذكر ان هناك (4) امور يجب ان تكون في اذهاننا تخص موضوع الفداء:
* انه يتعلق بميراث الرجل الإسرائيلي .
* يجب ان يسدده "قريب" له:
(لاويين 25: 25-28) (إذا افتَقَرَ أخوك فباعَ مِنْ مُلكِهِ، يأتي وليُّهُ الأقرَبُ
إليهِ ويَفُكُّ مَبيعَ أخيهِ. ومَنْ لم يَكُنْ لهُ وليٌّ، فإنْ نالَتْ يَدُهُ ووَجَدَ مِقدارَ فِكاكِهِ، يَحسُبُ سِني بَيعِهِ، ويَرُدُّ الفاضِلَ للإنسانِ الذي باعَ لهُ، فيَرجِعُ إلَى مُلكِهِ. وإنْ لم تنَلْ يَدُهُ كِفايَةً ليَرُدَّ لهُ، يكونُ مَبيعُهُ في يَدِ شاريهِ إلَى سنَةِ اليوبيل، ثُمَّ يَخرُجُ في اليوبيل فيَرجِعُ إلَى مُلكِهِ) .
* الفادي (الولي) يجب ان يكون قادراً على تسديد الثمن:
(راعوث 4: 4-6) (فقُلتُ إنِّي أُخبِرُكَ قائلاً: اشتَرِ قُدّامَ الجالِسينَ وقُدّامَ شُيوخِ شَعبي. فإنْ كُنتَ تفُكُّ ففُكَّ. وإنْ كُنتَ لا تفُكُّ فأخبِرني لأعلَمَ. لأنَّهُ ليس غَيرُكَ يَفُكُّ وأنا بَعدَكَ". فقالَ: "إنِّي أفُكُّ". فقالَ بوعَزُ: "يومَ تشتَري الحَقلَ مِنْ يَدِ نُعمي تشتَري أيضًا مِنْ يَدِ راعوثَ الموآبيَّةِ امرأةِ المَيِّتِ لتُقيمَ اسمَ المَيِّتِ علَى ميراثِهِ". فقالَ الوَليُّ: "لا أقدِرُ أنْ أفُكَّ لنَفسي لئلا أُفسِدَ ميراثي. ففُكَّ أنتَ لنَفسِكَ فِكاكي لأنِّي لا أقدِرُ أنْ أفُكَّ") .
(أرميا 34:50) (وليُّهُمْ قَويٌّ. رَبُّ الجُنودِ اسمُهُ. يُقيمُ دَعواهُمْ لكَيْ يُريحَ الأرضَ ويُزعِجَ سُكّانَ بابِلَ) .
* عملية الفداء تتم عندما يسدد الولي ( الفادي القريب KINSMAN REDEEMER ) الثمن كاملاً:
(لاويين 27:25) (يَحسُبُ سِني بَيعِهِ، ويَرُدُّ الفاضِلَ للإنسانِ الذي باعَ لهُ، فيَرجِعُ إلَى مُلكِهِ) .
ب- في سفر راعوث نجد صورة جميلة للفداء:
+ كانت راعوث وارثة لأملاك اخيمالك. لكن نعمى كانت قد باعت تلك الأملاك وعجزت عن استردادها. وفقر راعوث جعلها هي الأخرى عاجزة عن فداء (فكاك) املاكها .
+ بوعز كان قريباً لها (KINSMAN):
(راعوث 9:3) (فقالَ: "مَنْ أنتِ؟". فقالَتْ: "أنا راعوثُ أمَتُكَ. فابسُطْ ذَيلَ ثَوْبِكَ علَى أمَتِكَ لأنَّكَ وليٌّ") .
+ علمت راعوث انه بحسب الناموس, بوعز له الحق بل هو المسؤول عن فداء (فكاك) املاكها وأخذها زوجة له لإقامة نسل لقريبه الذي مات:
(راعوث 11:3) (والآنَ يابِنتي لا تخافي. كُلُّ ما تقولينَ أفعَلُ لكِ، لأنَّ جميعَ أبوابِ شَعبي تعلَمُ أنَّكِ امرأةٌ فاضِلَةٌ) .
+ كان بوعز قادراً وراغباً في دفع الدين:
(راعوث 4: 3-6) (ثُمَّ قالَ للوَليِّ: إنَّ نُعميَ التي رَجَعَتْ مِنْ بلادِ موآبَ تبيعُ قِطعَةَ الحَقلِ التي لأخينا أليمالِكَ. فقُلتُ إنِّي أُخبِرُكَ قائلاً: اشتَرِ قُدّامَ الجالِسينَ وقُدّامَ شُيوخِ شَعبي. فإنْ كُنتَ تفُكُّ ففُكَّ. وإنْ كُنتَ لا تفُكُّ فأخبِرني لأعلَمَ. لأنَّهُ ليس غَيرُكَ يَفُكُّ وأنا بَعدَكَ". فقالَ: "إنِّي أفُكُّ". فقالَ بوعَزُ: "يومَ تشتَري الحَقلَ مِنْ يَدِ نُعمي تشتَري أيضًا مِنْ يَدِ راعوثَ الموآبيَّةِ امرأةِ المَيِّتِ لتُقيمَ اسمَ المَيِّتِ علَى ميراثِهِ". فقالَ الوَليُّ: "لا أقدِرُ أنْ أفُكَّ لنَفسي لئلا أُفسِدَ ميراثي. ففُكَّ أنتَ لنَفسِكَ فِكاكي لأنِّي لا أقدِرُ أنْ أفُكَّ") .
+ بوعز دفع الدين وأخذ راعوث زوجة له:
(راعوث 4: 10-13) (وكَذا راعوثُ الموآبيَّةُ امرأةُ مَحلونَ قد اشتَرَيتُها ليَ امرأةً، لأُقيمَ اسمَ المَيِّتِ علَى ميراثِهِ ولا يَنقَرِضُ اسمُ المَيِّتِ مِنْ بَينِ إخوَتِهِ ومِنْ بابِ مَكانِهِ. أنتُم شُهودٌ اليومَ. فقالَ جميعُ الشَّعبِ الذينَ في البابِ والشُّيوخُ: نَحنُ شُهودٌ. فليَجعَلِ الربُّ المَرأةَ الدّاخِلَةَ إلَى بَيتِكَ كراحيلَ وكلَيئَةَ اللتَينِ بَنَتا بَيتَ إسرائيلَ. فاصنَعْ ببأسٍ في أفراتَةَ وكُنْ ذا اسمٍ في بَيتِ لَحمٍ. وليَكُنْ بَيتُكَ كبَيتِ فارَصَ الذي ولَدَتهُ ثامارُ ليَهوذا، مِنَ النَّسلِ الذي يُعطيكَ الربُّ مِنْ هذِهِ الفَتاةِ . فأخَذَ بوعَزُ راعوثَ امرأةً ودَخَلَ علَيها، فأعطاها الربُّ حَبَلاً فوَلَدَتِ ابنًا) .
كيف ينطبق هذا على المسيح فادينا (وليَنا) وعلى الفداء الذي لنا فيه ؟
+ كي تنطبق هذه الصورة على المسيح كان ينبغي ان يكون قريباً لنا KINSMAN
- (عبرانيين 2: 15,14) (فإذ قد تشارَكَ الأولادُ في اللَّحمِ والدَّمِ اشتَرَكَ هو أيضًا كذلك فيهِما، لكَيْ يُبيدَ بالمَوتِ ذاكَ الَّذي لهُ سُلطانُ المَوتِ، أيْ إبليسَ، ويُعتِقَ أولئكَ الَّذينَ - خَوفًا مِنَ المَوتِ - كانوا جميعًا كُلَّ حَياتِهِمْ تحتَ العُبوديَّةِ) .
اصبح المسيح إنساناً مثلنا ليصبح فادينا القريب لنا KINSMAN REDEEMER .
- (غلاطية 4: 5,4) (ولكن لَمّا جاءَ مِلءُ الزَّمانِ، أرسَلَ اللهُ ابنَهُ مَولودًا مِنِ امرأةٍ، مَولودًا تحتَ النّاموسِ، ليَفتَديَ الَّذينَ تحتَ النّاموسِ، لنَنالَ التَّبَنّيَ) .
+ كي تنطبق هذه الصورة على المسيح كان ينبغي ان يكون فدائنا له علاقة بميراثنا
- في (غلاطية 4: 5,4) "لننال التبني" .
نتعلم من هذا الشاهد الكتابي انه بمقتضى فداء المسيح لنا اصبحنا ابناء وورثة للآب السماوي .
- (افسس 1: 11-14) (الَّذي فيهِ أيضًا نِلنا نَصيبًا، مُعَيَّنينَ سابِقًا حَسَبَ قَصدِ الَّذي يَعمَلُ كُلَّ شَيءٍ حَسَبَ رأيِ مَشيئَتِهِ، لنَكونَ لمَدحِ مَجدِهِ، نَحنُ الَّذينَ قد سبَقَ رَجاؤُنا في المَسيحِ. الَّذي فيهِ أيضًا أنتُمْ، إذ سمِعتُمْ كلِمَةَ الحَقّ، إنجيلَ خَلاصِكُمُ، الَّذي فيهِ أيضًا إذ آمَنتُمْ خُتِمتُمْ بروحِ المَوعِدِ القُدّوسِ، الَّذي هو عُربونُ ميراثِنا، لفِداءِ المُقتَنَى، لمَدحِ مَجدِهِ) .
+ كي تنطبق هذه الصورة على المسيح كان ينبغي ان يكون هو قادراً وراغباً في دفع ديننا :
- (يوحنا 10: 18,17) (لهذا يُحِبُّني الآبُ، لأنّي أضَعُ نَفسي لآخُذَها أيضًا. ليس أحَدٌ يأخُذُها مِنّي، بل أضَعُها أنا مِنْ ذاتي. لي سُلطانٌ أنْ أضَعَــ
ـها ولي سُلطانٌ أنْ آخُذَها أيضًا. هذِهِ الوَصيَّةُ قَبِلتُها مِنْ أبي) .
- (متى 28:20) (كما أنَّ ابنَ الإنسانِ لم يأتِ ليُخدَمَ بل ليَخدِمَ، وليَبذِلَ نَفسَهُ فِديَةً عن كثيرينَ) .
- (عبرانيين 25:7) (فمِنْ ثَمَّ يَقدِرُ أنْ يُخَلّصَ أيضًا إلى التَّمامِ الَّذينَ يتقَدَّمونَ بهِ إلى اللهِ، إذ هو حَيٌّ في كُلّ حينٍ ليَشفَعَ فيهِمْ) .
+ كي تنطبق هذه الصورة على المسيح (KINSMAN REDEEMER) كان ينبغي ان يكون هو قادر على دفع ديننا بالكامل:
- (غلاطية 4:1) (الَّذي بَذَلَ نَفسَهُ لأجلِ خطايانا، ليُنقِذَنا مِنَ العالَمِ الحاضِرِ الشّرّيرِ حَسَبَ إرادَةِ اللهِ وأبينا) .
- (2كورنثوس 21:5) (لأنَّهُ جَعَلَ الَّذي لم يَعرِفْ خَطيَّةً، خَطيَّةً لأجلِنا، لنَصيرَ نَحنُ برَّ اللهِ فيهِ) .
- (1بطرس 18:1) (عالِمينَ أنَّكُمُ افتُديتُمْ لا بأشياءَ تفنَى، بفِضَّةٍ أو ذَهَبٍ، مِنْ سيرَتِكُمُ الباطِلَةِ الَّتي تقَلَّدتُموها مِنَ الآباءِ) .
- (غلاطية 13:3) (اَلمَسيحُ افتَدانا مِنْ لَعنَةِ النّاموسِ، إذ صارَ لَعنَةً لأجلِنا، لأنَّهُ مَكتوبٌ: "مَلعونٌ كُلُّ مَنْ عُلّقَ على خَشَبَةٍ") .
ج – ملخص الفداء في العهد القديم :
* الله اعلن نفسه في العهد القديم بأنه فادي اسرائيل ( KINSMAN REDEEMER) .
* هذا الحق نجده ممثل بصورة جميلة في "سفر راعوث" حيث نجد "بوعز" صورة للرب "يسوع المسيح" الفادي .
* كل خصائص الفادي القريب (الولي) KINSMAN REDEEMER كانت في – وتممها – المسيح .
- نرى ان الفداء:
1- يتم من خلال شخص:
موسى كان مختار الله ليخلص الشعب, والمسيح هو مختار الله لخلاص العالم .
(خروج 10:3) (فالآنَ هَلُمَّ فأُرسِلُكَ إلَى فِرعَونَ، وتُخرِجُ شَعبي بَني إسرائيلَ مِنْ مِصرَ) .
(يوحنا 16:3) (لأنَّهُ هكذا أحَبَّ اللهُ العالَمَ حتَّى بَذَلَ ابنَهُ الوَحيدَ، لكَيْ لا يَهلِكَ كُلُّ مَنْ يؤمِنُ بهِ، بل تكونُ لهُ الحياةُ الأبديَّةُ) .
2- الفداء يأتي بالكامل من الله:
قارن بين:
(خروج 3: 8,7) (فقالَ الربُّ: إنِّي قد رأيتُ مَذَلَّةَ شَعبي الذي في مِصرَ وسمِعتُ صُراخَهُمْ مِنْ أجل مُسَخِّريهِمْ. إنِّي عَلمتُ أوجاعَهُمْ، فنَزَلتُ لأُنقِذَهُمْ مِنْ أيدي المِصريِّينَ، وأُصعِدَهُمْ مِنْ تِلكَ الأرضِ إلَى أرضٍ جَيِّدَةٍ وواسِعَةٍ، إلَى أرضٍ تفيضُ لَبَنًا وعَسَلاً، إلَى مَكانِ الكَنعانيِّينَ والحِثِّيِّينَ والأموريِّينَ والفِرِزَّيِّينَ والحِوِّيِّينَ واليَبوسيِّينَ) .
(افسس 7:1) (الَّذي فيهِ لنا الفِداءُ بدَمِهِ، غُفرانُ الخطايا، حَسَبَ غِنَى نِعمَتِهِ) .
(1بطرس 1: 19,18) (عالِمينَ أنَّكُمُ افتُديتُمْ لا بأشياءَ تفنَى، بفِضَّةٍ أو ذَهَبٍ، مِنْ سيرَتِكُمُ الباطِلَةِ الَّتي تقَلَّدتُموها مِنَ الآباءِ، بَلْ بدَمٍ كريمٍ، كما مِنْ حَمَلٍ بلا عَيبٍ ولا دَنَسٍ، دَمِ المَسيحِ) .
3- يتم بسفك الدم:
قارن بين:
(خروج 13:12) (ويكونُ لكُمُ الدَّمُ عَلامَةً علَى البُيوتِ التي أنتُم فيها، فأرَى الدَّمَ وأعبُرُ عنكُمْ، فلا يكونُ علَيكُمْ ضَربَةٌ للهَلاكِ حينَ أضرِبُ أرضَ مِصرَ) .
(خروج 14: 24-31) (وكانَ في هَزيعِ الصُّبحِ أنَّ الربَّ أشرَفَ علَى عَسكَرِ المِصريِّينَ في عَمودِ النّارِ والسَّحابِ، وأزعَجَ عَسكَرَ المِصريِّينَ، وخَلَعَ بَكَرَ مَركَباتِهِمْ حتَّى ساقوها بثَقلَةٍ. فقالَ المِصريّونَ: "نهرُبُ مِنْ إسرائيلَ، لأنَّ الربَّ يُقاتِلُ المِصريِّينَ عنهُمْ". فقالَ الربُّ لموسَى: "مُدَّ يَدَكَ علَى البحرِ ليَرجعَِ الماءُ علَى المِصريِّينَ، علَى مَركَباتِهِمْ وفُرسانِهِمْ". فمَدَّ موسَى يَدَهُ علَى البحرِ فرَجَعَ البحرُ عِندَ إقبال الصُّبحِ إلَى حالهِ الدّائمَةِ، والمِصريّونَ هارِبونَ إلَى لقائهِ. فدَفَعَ الربُّ المِصريِّينَ في وسطِ البحرِ. فرَجَعَ الماءُ وغَطَّى مَركَباتِ وفُرسانَ جميعِ جَيشِ فِرعَونَ الذي دَخَلَ وراءَهُمْ في البحرِ. لم يَبقَ مِنهُمْ ولاواحِدٌ. وأمّا بَنو إسرائيلَ فمَشَوْا علَى اليابِسَةِ في وسطِ البحرِ، والماءُ سورٌ لهُم عن يَمينِهِمْ وعَنْ يَسارِهِمْ. فخَلَّصَ الربُّ في ذلكَ اليومِ إسرائيلَ مِنْ يَدِ المِصريِّينَ. ونَظَرَ إسرائيلُ المِصريِّينَ أمواتًا علَى شاطِئ البحرِ. ورأى إسرائيلُ الفَِعلَ العظيمَ الذي صَنَعَهُ الربُّ بالمِصريِّينَ، فخافَ الشَّعبُ الربَّ وآمَنوا بالربِّ وبعَبدِهِ موسَى) .
(رومية 2:
(لأنَّ ناموس روحِ الحياةِ في المَسيحِ يَسوعَ قد أعتَقَني مِنْ ناموسِ الخَطيَّةِ والموتِ) . (افسس 1: 19,18) (مُستَنيرَةً عُيونُ أذهانِكُمْ، لتَعلَموا ما هو رَجاءُ دَعوَتِهِ، وما هو غِنَى مَجدِ ميراثِهِ في القِدّيسينَ، وما هي عَظَمَةُ قُدرَتِهِ الفائقَةُ نَحوَنا نَحنُ المؤمِنينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قوَّتِهِ) .
لاحظ ان دم المسيح المسفوك عنا يسدد للمؤمن اجرة خطاياه وعقوبتها ويحرره. لاحظ ما جاء في (افسس 7:1 و 1بطرس 1: 19,18). تجد فيها قوة الروح القدس. هذا التحرير إختباراً حقيقياً في حياته على اساس عمل المسيح الكفاري. وكما جاء ايضا في:
(رومية 2: (لأنَّ ناموس روحِ الحياةِ في المَسيحِ يَسوعَ قد أعتَقَني مِنْ ناموسِ الخَطيَّةِ والموتِ) .
(غلاطية 16:5) (وإنَّما أقولُ: اسلُكوا بالرّوحِ فلا تُكَمّلوا شَهوةَ الجَسَدِ) .
2- الفداء في العهد الجديد:
كلمة "فداء" في الأصل اليوناني (Exagorazo) تعني "الذهاب الى السوق لشراء العبد" وهذا نراه في يسوع فهو ذهب الى سوق العبيد لهذا العالم واشترانا بدمه الغالي الثمين وحررنا من العبودية لأننا كنا تحت نير الخطية لأن:
(يوحنا 34: (أجابَهُمْ يَسوعُ: الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُم: إنَّ كُلَّ مَنْ يَعمَلُ الخَطيَّةَ هو عَبدٌ للخَطيَّةِ) . وايضاً:
(رومية 23:6) (لأنَّ أُجرَةَ الخَطيَّةِ هي موتٌ، وأمّا هِبَةُ اللهِ فهي حياةٌ أبديَّةٌ بالمَسيحِ يَسوعَ رَبّنا) .
لذلك كان ينتظرنا حكم الموت الأبدي فخلصنا منه يسوع .
(1كورنثوس 20:6) (لأنَّكُمْ قد اشتُريتُمْ بثَمَنٍ. فمَجّدوا اللهَ في أجسادِكُمْ وفي أرواحِكُمُ الَّتي هي للهِ) .
(1كورنثوس 23:7) (قد اشتُريتُمْ بثَمَنٍ، فلا تصيروا عَبيدًا للنّاسِ) .
(رؤيا 9:5) (وهُمْ يترَنَّمونَ ترنيمَةً جديدَةً قائلينَ: مُستَحِقٌّ أنتَ أنْ تأخُذَ السّفرَ وتفتَحَ خُتومَهُ، لأنَّكَ ذُبِحتَ واشتَرَيتَنا للهِ بدَمِكَ مِنْ كُلّ قَبيلَةٍ ولسانٍ وشَعبٍ وأُمَّةٍ) .
(اع الرسل 28:20) (اِحتَرِزوا إذًا لأنفُسِكُمْ ولجميعِ الرَّعيَّةِ الَّتي أقامَكُمُ الرّوحُ القُدُسُ فيها أساقِفَةً، لتَرعَوْا كنيسَةَ اللهِ الَّتي اقتَناها بدَمِهِ) .
(رومية 6: 16-23) (ألَستُمْ تعلَمونَ أنَّ الَّذي تُقَدّمونَ ذَواتِكُمْ لهُ عَبيدًا للطّاعَةِ، أنتُم عَبيدٌ للذي تُطيعونَهُ: إمّا للخَطيَّةِ للموتِ أو للطّاعَةِ للبِرّ؟ فشُكرًا للهِ، أنَّكُمْ كنتُم عَبيدًا للخَطيَّةِ، ولكنَّكُمْ أطَعتُمْ مِنَ القَلبِ صورَةَ التَّعليمِ الَّتي تسَلَّمتُموها. وإذ أُعتِقتُمْ مِنَ الخَطيَّةِ صِرتُمْ عَبيدًا للبِرّ. أتَكَلَّمُ إنسانيًّا مِنْ أجلِ ضَعفِ جَسَدِكُمْ. لأنَّهُ كما قَدَّمتُمْ أعضاءَكُمْ عَبيدًا للنَّجاسَةِ والإثمِ للإثمِ، هكذا الآنَ قَدّموا أعضاءَكُمْ عَبيدًا للبِرّ للقَداسَةِ. لأنَّكُمْ لَمّا كنتُم عَبيدَ الخَطيَّةِ، كنتُم أحرارًا مِنَ البِرّ. فأيُّ ثَمَرٍ كانَ لكُم حينَئذٍ مِنَ الأُمورِ الَّتي تستَحونَ بها الآنَ؟ لأنَّ نِهايَةَ تِلكَ الأُمورِ هي الموتُ. وأمّا الآنَ إذ أُعتِقتُمْ مِنَ الخَطيَّةِ، وصِرتُمْ عَبيدًا للهِ، فلكُم ثَمَرُكُمْ للقَداسَةِ، والنّهايَةُ حياةٌ أبديَّةٌ. لأنَّ أُجرَةَ الخَطيَّةِ هي موتٌ، وأمّا هِبَةُ اللهِ فهي حياةٌ أبديَّةٌ بالمَسيحِ يَسوعَ رَبّنا) .
(رومية 12:5) (مِنْ أجلِ ذلك كأنَّما بإنسانٍ واحِدٍ دَخَلَتِ الخَطيَّةُ إلى العالَمِ، وبالخَطيَّةِ الموتُ، وهكذا اجتازَ الموتُ إلى جميعِ النَّاسِ، إذ أخطأ الجميعُ) .
(رومية 14:7) (فإنَّنا نَعلَمُ أنَّ النّاموسَ روحيٌّ، وأمّا أنا فجَسَديٌّ مَبيعٌ تحتَ الخَطيَّةِ) .
(حزقيال 20:18) (اَلنَّفسُ التي تُخطِئُ هي تموتُ. اَلِابنُ لا يَحمِلُ مِنْ إثمِ الأبِ، والأبُ لا يَحمِلُ مِنْ إثمِ الِابنِ. برُّ البارِّ علَيهِ يكونُ، وشَرُّ الشِّرِّيرِ علَيهِ يكونُ) .
كان المسيح قادراً وراغباً في ان يفدي (يشتري ويدفع ثمن) الإنسان المستعبد للخطية وكان الثمن فادحاً جداً .
(غلاطية 4:1) (الَّذي بَذَلَ نَفسَهُ لأجلِ خطايانا، ليُنقِذَنا مِنَ العالَمِ الحاضِرِ الشّرّيرِ حَسَبَ إرادَةِ اللهِ وأبينا) .
(اع الرسل 28:20) (اِحتَرِزوا إذًا لأنفُسِكُمْ ولجميعِ الرَّعيَّةِ الَّتي أقامَكُمُ الرّوحُ القُدُسُ فيها أساقِفَةً، لتَرعَوْا كنيسَةَ اللهِ الَّتي اقتَناها بدَمِهِ) .
كنيسة الله التي اقتناها بدمه
(غلاطية 13:3) (اَلمَسيحُ افتَدانا مِنْ لَعنَةِ النّاموسِ، إذ صارَ لَعنَةً لأجلِنا، لأنَّهُ مَكتوبٌ: "مَلعونٌ كُلُّ مَنْ عُلّقَ على خَشَبَةٍ") .
(غلاطية 5:4) (ليَفتَديَ الَّذينَ تحتَ النّاموسِ، لنَنالَ التَّبَنّيَ) .
ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني .
و Exagorazo تعني شراء العبد بقصد عدم طرحه في السوق للبيع مرة اخرى للعبودية, والمؤمن الذي اشتراه المسيح بدمه لا يمكن ان يُباع لعبودية الخطية مرة اخرى .
المسيح جاء ليقدم نفسه "فدية" لأجلنا ليشترينا ويستردنا ويحررنا من :
* قيود لعنة الناموس:
(غلاطية 13:3) (اَلمَسيحُ افتَدانا مِنْ لَعنَةِ النّاموسِ، إذ صارَ لَعنَةً لأجلِنا، لأنَّهُ مَكتوبٌ: "مَلعونٌ كُلُّ مَنْ عُلّقَ على خَشَبَةٍ") .
* سيادة وقوة الخطية:
(رومية 2: (لأنَّ ناموس روحِ الحياةِ في المَسيحِ يَسوعَ قد أعتَقَني مِنْ ناموسِ الخَطيَّةِ والموتِ) . * سلطان ابليس:
(عبرانيين 14:2) (فإذ قد تشارَكَ الأولادُ في اللَّحمِ والدَّمِ اشتَرَكَ هو أيضًا كذلك فيهِما، لكَيْ يُبيدَ بالمَوتِ ذاكَ الَّذي لهُ سُلطانُ المَوتِ، أيْ إبليسَ) .
* فساد وعبودية العالم:
(غلاطية 4:1) (الَّذي بَذَلَ نَفسَهُ لأجلِ خطايانا، ليُنقِذَنا مِنَ العالَمِ الحاضِرِ الشّرّيرِ حَسَبَ إرادَةِ اللهِ وأبينا) .
تحريض:
وانت تتأمل في هذا الدرس, افرح بفداء المسيح لك وليمتلىء قلبك بالتعظيم والتمجيد والأمتنان لشخص الفادي. طبق هذا الحق في حياتك اليومية, وتذكر ان الفداء امر يُختبر ويُمارس. اجعل العالم من حولك يعرف من خلال حياتك الشاهدة ان بالحقيقة افتديت بدم المسيح .
ملحوظة:
المعرفة والنمو الروحي لا يتحققا بالقراءة المتعجلة للدرس تأكد من فهمك للدرس وللأسئلة بعناية قبل الإجابة عليها .
موضوع: لاهوت عقائدي - الدرس الثالث عشر 
الجمعة سبتمبر 20, 2013 10:35 pm
