منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور الحياة

اخبار . رياضة . فن .فيديو. طب. برامج. موضة. طفل. حوادث. بحث. فيس .بوك . تويتر. يوتيوب. جوجل . ادنس. ربح .نت .افلام . ترانيم . مسرحيات. عظات
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  حوار العيلة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابن الرجاء
مشرف
مشرف
ابن الرجاء


عدد المساهمات : 2330
نقاط : 8697
السٌّمعَة : 61
تاريخ التسجيل : 06/02/2013
العمر : 34
الدولة : مصر

                حوار العيلة Empty
مُساهمةموضوع: حوار العيلة                   حوار العيلة I_icon_minitimeالإثنين فبراير 22, 2016 3:00 pm

                حوار العيلة 2

مع سُرعة إيقاع الحياة، وكَثْرَة المشاكِل والمشاغِل اليومية، تتَّسِع الفجوَة بين الأفراد والجماعات، إنْ في الأسْرة أو الكنيسة أو المجتمع، حتى أصبح التَّواصُل بينهم عبئاً ثقيلاً لا يُطاق، أو فاتِراً جداً لدرجة البرود. وبالرغم من أنَّ ثقافتنا المُعاصرة تتَّسم بالتكنولوجيا العالية، إلاَّ أنَّها تتَّسِم أيضاً بالتواصُل الإنساني الضعيف والمُنخفض، وعدم الاستماع والأصغاء لبعضنا البعض. فنحن نعيش في عصر المعلومات، وحياتنا تمتلئ كلّ يوم بوابِل مِن المعلومات والرسائل والمواد التي تَصِلنا عَبْر الإيميل أو الموبايل أو التليفزيون أو الإنترنت... الخ. فكلٌّ منَّا تتقاذفه أمواج الاتصالات الهاتفية، ومع نهاية اليوم نكون مُنهكين جداً وغير قادرين على أي تواصُل داخل البيت. ففي غُرَف المُحادثات على الإنترنت يستطيع المُشترك أنْ يتحاوَر مع أناس لَمْ يعرفهم، ويكشف لهم عن نفسه، ويستطيع أن يتحاور مع اثنَيْن أو أكثر في وقت واحد. ومع ذلك نشعر بالوحدة والاغتراب في بيوتنا ومُجتمعاتنا. لنأخذ مثالاً مِن حوارَيْن:
الأول، دار بين أب، مُحِبّ للاستطلاع، وابن مُراهِق، قليل الكلام:
الأب: كيف أمورك يا ابني هذه الأيام؟ الابن: كويس. الأب: هل هناك شيء جديد؟ الابن: لا جديد. الأب: كيف حالك في المدرسة؟ ماشي الحال. الأب: ماذا تدرس في المدرسة؟ الابن: أشياء مختلفة. الأب: هل تريد أن تخبرني بشيء؟ الابن: لا.
الثاني، دار بين زَوجَيْن:
هي: أنت لا تتكلَّم معي أبداً. هو: ماذا تقولين؟ أنا لست كذلك، بل أنا أريد أن أتكلَّم معك. هي: لكننا لا نتكلَّم أبداً عن أمور هامة. هو: حسناً، فما هو الموضوع الهام الذي تريدين أن نتحدث فيه؟ هي: أووووه، لا أعرف، أي شيء نتكلَّم فيه، المهم أن نتكلَّم، مثلاً ماذا تشعر الآن؟ هو: أشعر أنك تُضايقينني. هي: حسناً، انْسَ إذاً هذا الموضوع، فأنا لا أستطيع التحدُّث معك.

إنَّ الآباء والأبناء المُراهقين، وكذلك الرجال والنساء، يتحرَّكون عادةً في اتِّجاهَيْن مُتضادَّيْن في مسألة الحوار. حيث يشعر كلّ طرف أنَّه مُحْبَط ووحيد ومُرتبِك ولا أحَد يَفْهَمه، وأنَّ الحوار مُتعثِّر. حتى قال أحدهم في شأن المُتزوِّجين: [نِصْف الذين ينامون معاً في سرير واحِد يتمنُّون الموت للنِّصْف الآخَر]. وهو بالطبع قول مُبالَغ فيه، لكنَّه يُبيِّن إلى أي درجة يمكن أنْ يصِل زوجان في بيت واحِد. فهي تريد أنْ يكون الحوار بينهما بالعواطف والمشاعِر الرومانسية، وهو يريد أن يكون الحوار على مستوى العقلانية والمنطقية. وأخيراً، لأنَّ كليهما لا يفهَم الآخَر، ولا يهتمّ بتَفَهُّمه، ينتهي الحوار بينهما قبل أنْ يبدأ.

الأساس الكتابي للحوار :
(أفسس 5: 4،3،19 / يعقوب 1: 19) "وأمَّا الزِّنا وكل نجاسة أو طمع فلا يُسمَّ بينكم كما يليق بقدِّيسين. ولا القباحة ولا كلام السَّفاهة والهزل التي لا تليق... مُكلِّمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية". يحذِّر بولس المؤمنين مِن ثُلاثيَّتَيْن مِن الشُّرور: (الزِّنا، النَّجاسة، الطَّمع) و(القَباحَة، كلام السَّفاهة، الهَزْل). الثلاثية الأولى عن خطايا فعلية، يضرّ بها الإنسان نفسه. والثلاثية الثانية خطايا كلامية يضرّ بها الإنسان نفسه وغيره أيضاً. لقد وضع بولس الخطايا الكلامية على مستوى الخطايا الفعلية الخطيرة. مُبيِّناً أنَّ الكلام في حياة المسيحي لا يتوقَّف عند حَدِّ الإقلاع عَن الثُلاثية الشِّريرة، بل يتسامى بلُغة الكلام، فيجعل منه عبادة مقدَّسة مرضية للرَّب. لذلك يذكُر ثلاثية أخرى: (مزامير، تسابيح، أغاني روحية). فلا شيء يطرد الظَّلام إلاَّ النُّور، ولا قوة تُذيب الثَّلج مثل قوة أشِعَة الشَّمس. فلنتأمَّل في الثُلاثيَّتَيْن المُتعلِّقتَيْن بالكلام:

ثلاثية الظَّلام في الكلام:
(1) القَباحَة: أي الكلام الرَّذيل والمَكْروه والدَّنيء. فكَمْ مِن كلمات قبيحة جَرَّت وراءها أفعالاً قبيحَة؟
(2) السَّفاهَة: أي الكلام عن الخطية بلسان الجُهَّال، فيتكلَّم باسْتِخْفاف عن خطاياه أو عن خطايا الآخرين.
(3) الهَزْل: أي الكلام المُضْحِك، الذي يُمكن أنْ يجرح المشاعِر ويُسبِّب العَثَرات. فهناك مَن يستمتع بإيذاء المشاعر والسخرية من الآخرين. لذلك يقول المزمور عَن الرَّجُل المُطَوَّب: "في مجلس المُستهزئين لَمْ يجلِس" (مزمور1:1).

ثلاثية النُّور في الكلام:
بَعْد أنْ حذَّر مِن الكلام السَّيء، الذي يُسيء إلى السُّمْعَة، ويُدَنِّس الدَّعوة المقدَّسة، ويؤثِّر سَلْباً على العلاقات (ع4)، حرَّضَهُم على التَّمَسُّك بالفضائل التي تجعل كلامهم مع بعضهم البعض أنْغاماً وألْحاناً عَذْبة مُقدَّسة. ليحمل كلامهم أمْجَد الكلمات، وأعْذَب الألحان، وأصْدَق التَّعبيرات، فيكون: مزامير وتسابيح وأغاني روحية.

ويقول الرسول يعقوب: "إذاً يا أخوتي، ليكُن كلّ إنسان مُسرعاً في الاستماع، مُبْطِئاً في التَّكلُّم، مُبْطِئاً في الغَضَب". إنَّنا نستطيع أن نُرشِّح أسماء كثيرة عن مُتكلِّمين أكْفاء موهوبين، ليُحاضروا لنا في مواضيع هامَّة. لكن أين السَّامعين الموهوبين؟ إنَّنا نَحِبّ بريق الشُّهْرَة، ونَتَجنَّب أنْ نكون في صفوف المُستمعين المُتعلِّمين. إنَّ الاستماع الجيد أصْعَب كثيراً مِن التحدُّث، لذلك يقول: يجب أنْ نكون مُسرعين في الاستماع مُبطئين في التَّكلُّم. إنَّ التحدِّي الكبير الذي أمامنا هو أنْ نُطَبِّق نصيحة الرسول يعقوب، وأنْ نطلب طِلبة سُليمان الحكيم: "أعْطِ عبدك قَلْباً فَهيماً، لأحكُم على شعبك وأمَيِّز بين الخَير والشَّرّ" (1ملوك 9:3). والتَّعبير (قلباً فهيماً) يعني الجَمْع بين: العَقْل الفاهِم والقَلْب المُصْغي. فليُعْطِنا الرَّب هذه الحكمة المُميِّزة، وليُعطنا في هذه الفُرصة أنْ نتعلَّم كيف نستمتع معاً بحوارات هادئة هادفة وبانية.

تعريف الحوار وأهميَّته :
(1) الحوار تبادُلٌ للآراء بين طرفَيْن أو أكثَر، يتَّفقان في بعض الأمر ويختلفان في بعضها، بهدف إيجاد إطار مَعْرِفي مُشتَرَك، بدون أنْ يستَغِلّ أحد الأطراف الطَّرف الآخَر لصالحه. هنا يجب أنْ نُفَرِّق بين الاختلاف والخِلاف. الاختلاف يأتي بَعْد النَّظَر في الأمور وبَحْثها باجتهادٍ وتحديدها. أمَّا الخِلاف فهو أمر يتعلَّق بالمزاج الخاص.
(2) الحوار وسيلة وليس غاية، ليس الهدف تغيير (الآخَر) إلى (الأنا)، ولا الوصول إلى كلمةٍ سواء بيننا في كلّ شيء. بل هو وسيلة تهدف إلى اكتشاف الآخَر، ورؤيته مِن جديد، واستكشاف أفكاره ووسائله ومَتاعبه وهواجِسه. فهو لا يهدف إلى تفوُّق أحدنا على الآخر، وإنَّما أن نتقدَّم معاً.
(3) الحوار أقْصَر الطُرُق للوصول إلى الحقيقة.
(4) الحوار ثقافَةٌ وفَنّ. ثقافةُ تنشئة وتربية ومُجتمع، وفَنٌّ له أصول وقواعد.
(5) الحوار يحتاج لإنسان صادِق مع نفسه، أمين مع غَيره، يقول ما يعني، ويعني ما يقول، ولديه القُدرة على المواجهة بشجاعة، فيعرف متى يُحوِّل الخَدّ الآخَر.
(6) الحوار يختلِف عن الجَدَل. في الحوار أخْذ وعطاء وتبادُل للأفكار، ومواجهة ومُقارنة الرأي بالرأي الآخَر، ومُراجعة النَّفْس في ضوء ذلك، وتعديل وجْهَة النَّظَر الشخصية عن الآخَر. أمَّا الجَدَل ففيه يحاول كلّ طَرَف إقناع الطَّرَف الآخَر بصحَّة رأيه. فالجَدَل صِراعٌ، يحاول فيه كلّ طَرَف أنْ يَهْزم الآخَر. ولا يمكن أنْ تفوز في جَدَلٍ قَط، سواء خَسِرْت فيه أو انْتَصَرْت. فإذا خَسِرْت فقد خَسِرْت، وإذا انْتَصَرْت، فقد خَسِرْت الطَّرَف الآخَر الذي جادَلْتَه. قد تشعُر بالرِّضا عندما تفوز في جَدَل، لكنَّك ستَشْعُر بالمرارة لأنَّ الآخَر لَن يُسَلِّم بهزيمته، لأنَّك جَرَحتَ مشاعِره وحَطَّمْت كبرياءه. فالحوار هو تبادُل المعرفة، والجَدَل تبادُل الجهل.
(7) أقوال مناسِبة:
@ عندما يغيب الحوار: يُصبح البيت قَبْراً، والجنَّة جحيماً، والحياة ساحة قتال، واللجان فُرصة للصراعات وتصفية الحسابات وتبادُل الاتهامات والانتقادات، ويتحوَّل الجسد الواحد إلى أشْلاء مُتناثرة، ويفقد الإنسان إنسانيته، ويغيب الحُبّ، وتتحطَّم العلاقات، وتُهْدَم الجسور، ويعاني الإنسان مِن الاغتراب.
@ العقول ثلاثة: عقول صغيرة تتحاور حول الأشخاص. وعقول مُتوسِّطة تتحاور حول الأحداث. وعقول كبيرة تتحاور حول الأفكار.
@ يقول أينشتين: نحن لا نحصل على السلام بالحرب، بل بالحوار.
@ قال أحدهم: ما حاوَرْتُ حكيماً إلاَّ وأقْنَعْته، وما حاوَرْتُ جاهِلاً إلاَّ وأقْنَعَني.
@ إنَّ الشخص الذي أُجْبِرَ على أنْ يعتقد بما لا يعتقد، فإنَّه لا يزال على اعتقاده الأول.
@ يقول بولس: "المُباحثات الغبية والسَّخيفة اجتنبها، عالماً أنَّها تُولِّد خصومات، وعبد الرب يجب ألاَّ يُخاصِم، بل يكون مُترفِّقاً بالجميع" (2تيموثاوس 24،23:2).

مستويات الحوار:
علاقات كلّ شخص تُشْبِه خمسة دوائر مُتداخلة على مسافات مُختلفة من المركز، نبدأها من الدائرة الأبعَد:
(5) كلام سَّطحي: أضْعَف مستوى في العلاقات والتَّواصُل. نستعمل فيه كلمات مُسْتَهْلَكَة، لمُجَرَّد المُجاملات العادية السَّطحية. مثل: كيف الحال؟ كيفها عيلتك؟ أتمنى نتقابل مرة تانية.. الخ. والسَّائل هنا لا يعني شيئاً ممَّا يسأل عنه، ولعلَّه يُدْهَش إذا أجابه الآخَر بدقَّة وتفصيل عمَّا يسأل عنه. فمِن المُعتاد أنْ يشعر الآخَر بسطحية هذه الأسئلة وقِلَّة الصِّدق فيها، فيعطي بدوره إجابات مُختَصَرَة ومُتوَقَّعَة، مِثل: ماشي الحال، نشكر الله، إذا الله أراد.. الخ. فالناس في هذه الدائرة يتكلَّمون معاً، لكن بسطحية شديدة، وكلّ منهم في عُزلته لا يتفاعل مع الآخر.
(4) كلام عن الآخرين: في هذه الدائرة نكتفي بأنْ نَنْقِل ما قاله فلان، وما صَرَّح به عِلتان، وما عَمِلَته فلانة... الخ. دون أي تعليق مِنَّا، أو إدلاء بأيّ رأي.
(3) كلام عَن النَّفْس: هذه دائرة أضْيَق وأقْرَب إلى المَركَز مِن السَّابقتَيْن، فيها يكشِف المُتكلِّم شيئاً عَن نفسه لمَن هم في هذه الدائرة. فيكشِف عن بعض أفكاره وقراراته، لكنَّه يريد التَّأكُّد أولاً مِن أنَّهم سيقبلونها. فإذا شَعر بعدم تجاوب واضِح منهم، فإنَّه يتراجَع بسُرعةً إلى الدوائر السابقة، فهي أكثر أمْناً بالنسبة له. فيَصْمُت أو يتناول موضوعاً آخَر.
(2) إظهار المشاعِر: هي دائرة أقْرَب إلى المَركَز مِن الدوائر السابقة، فيها يكشِف الفرد عمَّا يجول بخاطِرِه، ويبوح بمشاعِر أعمق مِن التي تكمن وراء توجُّهاته وأفكاره وقراراته وسلوكه الظَّاهر، وذلك للمُقرَّبين له أكثَر.
(1) الانفتاح والصِّدق: هذه هي الدائرة الأقرب إلى المَركَز، هي العلاقة الحميمة العميقة التي تتميَّز بالانفتاح التَّام والصِّدْق. فيها يشعُر الفرد باندماج وجداني شِبه كامِل مع الآخَر. الأمر الذي يجب أن تكون عليه العلاقات داخل العائلة، أو على الأقلّ على المستوى الثاني. هنا يجب أن نتوقَّف ونتأمَّل هذه الدوائر الخمس، ويضع كل فرد في العائلة أفراد عائلته على هذه المستويات، ويسعى إلى التقدُّم نحو المستوى الأول، الدائرة الأقرب.

محاور الحوار:
هناك ثلاثة محاور للحوار الإيجابي، المُفيد والمُمْتِع لأطرافه: الكلام، الاستماع، والإصغاء:
المحور الأول: الكلام :
مِن أكبر مشاكل الكلام بين الأزواج، الخَرَس الزوجي. فإذا رأيت اثنين يجلسن معاً وقتاً طويلاً ولا يتحدَّثان، فهُما زوجان. وإذا كان الحوار بينهما على المستوى الخامس أو الرابع، فهو سلبي جداً، يجب أنْ يتدرَّج ويَرْتَقي إلى الثالث والثاني والأول. إلاَّ أنَّ هناك مستوًى أصْعَب جداً، هو مستوى الخَرَس!! أي الصَّمْت إلى حَدِّ الخَرَس. مِن المؤكَّد أنَّها حالة قاتِلَة ومُمِلَّة، تلك التي يكون فيها الحوار مُنقطعاً، أو مِن طَرَف واحِد فقط. هذه حالة الكثير مِن الزِّيجات في مُجتمعاتنا، حيث يعتَبِر الرَّجل أنَّه مِن الضُّعف أنْ يتحاور مع زوجته، أو يُبيِّن لها مشاعر الحبّ والتقدير، أو يكشف لها عن نقاط ضعْفه. فإذا كنتِ تُعانين مِن إصابة زوجَكِ بالخَرَس، يجب أنْ تعرفي أنَّ الحوار بينكما مثل السيارة، لا يمكنها أن تُقلِع فوراً على الغيار الرابع دَفْعَة واحِدَة، بَلْ تبدأ ببُطْءٍ، ثم تَتَدَرَّج في السُّرعة، مع ملاحظة المَطَبَّات الصناعية والطبيعية والمُنحنيات الخَطِرة. فلا تُلحِّي عليه ولا تتعجَّلي تخلُّصه من حالة الخَرَس هذه. اجعلي حياتك الزوجية على مستوى العمل أكثر، وتمثَّلي بالسَّامري الصَّالح، وكوني أنتِ أدوات ذلك السَّامري: لقد كان لديه الدَّواء، والدَّابة، والفُنْدُق. فكوني له الدَّواء وقت تَعَبه وإرهاقه، كالبَلْسَم المُسَكِّن لآلامه. وكوني له سيَّارة الإسْعاف (الدَّابة، عَفْواً) لإسْعافه وإنقاذه في الأوقات الحَرِجَة العاجِلَة. وكوني له الفُنْدُق وَقتَ قَلَقِهِ وتَوَتُّره وعَدَم استقراره.

سُئل الزَّوج: لماذا لا تتكلَّم مع زوجَتك في البيت؟ أجاب: لأنَّها تتكلَّم كثيراً ولا تعطيني فُرْصَة للكلام. فلكلّ منهما أقدِّم عشْر نصائح. فللزوجة أقدِّم هذه النَّصائح العَشْر لمُعالَجَة الخَرَس الزَّوجي عند زوجها:
(1) اصْمُتي قليلاً لتَسْمَعيه، بَلْ اصْمُتي لتَسْمعي نفسك أيضاً.
(2) لا تجعلي الحياة الزوجية مُجرَّد كلام. صحيح أنَّ الكلام هو وسيلة الاتصال والتَّخاطُب والتَّحاور والتَّعبير، لكنَّه ليس الوسيلة الوحيدة. فالصَّمْت، واللَّمْس، والإصْغاء الجيِّد، والهدية المُناسِبة، والمَوقِف العَمَلي، هذه كلّها وسائل تعبيرية غير كلامية، وكثيراً ما تكون أكثر صِدْقاً مِن الكلام، لأنَّ الكلام يظلّ اسْمُه كلام.
(3) تكلَّمي معه بتواضع، فلديه أشياء كثيرة يُمكنكِ أنْ تتعلَّميها مِنه، وسوف يَغنيك بأفكار وخبْرات جديدة.
(4) تحلَّي بالصَّبْر، فالأمر يحتاج إلى وقت طويل لكي يُقلع عن هذه العادة، ويكون تلقائياً في كلامه معكِ.
(5) ساعديه أن يُفصِح لكِ عَن مكنونات قلبه بدون ضَغْط وإلحاح واستفزاز.
(6) أشْعِريه بأنَّه مقبول ومحبوب بدون شروط ولا قيود.
(7) عندما تكتشفي مِنه ما هو حَقّ، أو ما هو جميل، أو ما هو عادل، أو ما له قيمة عنده، انْدَهشي وأظْهِري إعجابك وتقديرك له، واهْمِلي نقائصه وما يمكن أنْ يزعجك فيه أو منه، ولا تتعمَّدي إظهار جَهْله أو تَقْصيره.
(Cool لا تَتَصَيَّدي له الأخْطاء، لأنَّكِ بذلك تضعينه في موقف العدو، ممَّا يضك\طره أن يدافع عن نفسه.
(9) تجنَّبي ثلاثة أمور: [أ] الابتسامات التهكُّمية أو السُّخرية مِنه، فهذا يحوِّله إلى عدو وليس زوج. [ب] الأسئلة الكثيرة، خاصة عَن التفاصيل الدَّقيقة، فلا تجعلي بيتك مركز شُرطة، أنتِ فيه الضَّابط المُحَقِّق وهو المُتَّهَم الذي عليه أنْ يُجيب على جميع أسئلتك واتِهاماتك. [ج] الغرور والتباهي بما فعلتيه لأجله، أو بما قُلتِه لَه.
(10) لا تستندي إلى حاسَّتك السادسة، فليسَت جميع النساء لديهنَّ هذه الصفة، وإذا كانت لديك، فهي لا تُصيب دائماً. فلا تؤسِّسي كلامك وردود أفعالك ومواقفك وحياتك على هذه الخاصية، حتى لو صَحَّت أحياناً.

وللزوج المُصاب بالخَرَس الزَّوجي أقدِّم أيضاً عشرة نصائح:
(1) عليك أنْ تعرف وتُقدِّر جيداً أنَّ الكلام بالنسبة للمرأة، بشكل عام، يمثِل محوراً هاماً في حياتها. فلا تَسْخَر منها ولا تَسْتَهزئ بمشاعرها هذه. لاحظ أنَّه عندما يدقّ جرس الهاتف في المنزل فإنَّك تبحث بسرعة عن ورقة وقلم، أمَّا هي فإنَّها تبحث عن مقعد.
(2) اعترف لنفسك بأنَّ حالة الخَرَس هذه خطية في حقّ زوجتك. ومِن ثمَّ اطلُب الغفران مِن الله، واطلُب مِنه أنْ يعينك حتى تَنْفَكّ عُقدَة لسانك. إنَّ الضّعف البشري جُزء لا يتجزَّأ مِن الحياة، لكن الإنسان الروحاني يستطيع أنْ يُصَرِّح بضعفه لنفسه، ولشريكه بدون خَجَل. أما إذا حاوَلْتَ إخْفاء ضعفاتك وإنكارها، فسَوف تتحوَّل إلى قيود تُكبِّلك وتحدّ مِن حُرِّيتك، وتمنَعك حتى مِن حُبِّك لنفسك الحُبّ الصحيح، فتنزلِق إلى هاوية الشُّعور بالنقص واحتقار الذات.
(3) كُن صادقاً في كلامك (متى 37،34:5)، لأنَّ الرِّياء والنِّفاق سيأتيان بنتيجة عكسية.
(4) اجعَل كلامك واضِحاً ومُحَدَّداً وله هدف. فمَن لا يعرف إلى أين يذهب، سيَصِل حَتْماً إلى المَجهول.
(5) تحدَّث معها وليس إليها. فإذا قالَت شيئاً تافِهاً، أو غَير صحيح، لا تقُل لها: كلامك خَطأ، وسوف أُصَحِّحه لكِ. بل قُل لها: ربما أكون مُخْطِئاً في تقديري لرأيكِ، دعينا ندرسه معاً.
(6) اعترِف بما تُخطئ فيه، أو اعتذر عَنْه، بكلّ شجاعة، وصَحِّحه (1يوحنا 8:1).
(7) لا تَصْمُت متى كان الكلام واجِباً، ولا تتكلَّم متى كان الصَّمت واجِباً.
(Cool ابدأ رحلة البَحْث عمَّا هو صالِح فيها وأخْبرها به. فكلّ مِنَّا في داخله قاضٍ يجلِس على كرسي القَضاء، ويُصْدِر الأحكام على الآخَرين، ولا يَقبَل الاستئناف. فكُن مُحامياً لها في داخِلِكَ ولا تكُن قاضياً. سيكون الأمر صعباً في البداية، لكنه مع الاستمرار سيكون سهلاً ومُمتِعاً.
(9) ضَعْ قدمَيْك في حِذائها، هذا ما نُسمِّيه (الذَّكاء الوجداني). فالذَّكاء العقلي عملية ذهنية بَحْتَة، لكن مِن المُلاحظ أنَّ كثيرين مِن الأذكياء ذهنياً يتصرَّفون بمُنتهى الغَباء عاطفياً، فيَجْلِبون على أنفسهم أضْراراً كثيرة. إنَّ ذكاءك الوجداني هو قُدرتك على التعامُل مع مشاعرها بفاعلية، والدخول إلى حالتها الوجدانية، والنَّظر للأمور بمنظورها هي. أي أنْ تَضَع نفسك جانِباً، وتحاول الدُّخول إلى عالمها وترى الحياة بعينَيْها. إنَّها عملية صَعْبَة، لكنَّها ستنقِل علاقتكما إلى مستويات أعمق وأروع.
(10) يجب أنْ تعترِف بالاختلاف بينكما، لكن مع الاحترام والانسجام.

المحور الثاني: الاستماع:
لكي تكون درجة الاستماع جيِّدة، واستقبال رسالة المُتكلِّم بأكثر وضوح، يجب ملاحظة ما يلي:
(1) مُلاحَظة إيماءات وإشارات الوَجْه:
المُستمِع الجيِّد لا يسمع فقط الكلمات التي تُقال، بل يلاحظ أيضاً إيماءات وإشارات المُتكلِّم. يقول علماء الاتصال إنَّ الرسالة تصِل بحسب النِّسَب التالية: 7% على الكلام، 38% على نغمة الصوت، 55% على ملامح الوَجْه وحركات الجِسْم. لذلك نقول في المثل العامي: اللبيبُ بالإشارةِ يفهمُ.
(2) تجنُّب سُرعة الاستنتاج:
معظم المشاكل سببها ظَنّ المُستمع أنَّه على قدر كبير مِن الفهْم والاستيعاب، بحيث أنَّه يستطيع أنْ (يفهمها عالطَّاير). لذلك يقول الحكيم: "من يُجيب عن أمر قبل أن يسمعه، فله حماقة وعار" (أمثال 13:18). فسرعة الاستنتناج قد تُفسد الحوار، وقد تُبعِد المُستمِع عن القَصْد الحقيقي الذي يريده المُتكلِّم. يجب ألاَّ يظنّ أحد الزَّوجَيْن أنه يفهم الآخَر جيداً، حتى أنَّه يستطيع أنْ يفهم قصده قَبل أنْ يتكلَّم، لأنَّ هذا مِن شأنه أنْ يفسد حوارهما. فاسمع حتى ينتهي مُحدِّثك مِن عرض فِكرته. نفس الأمر يُقال في حوارات الأهل والأبناء.
(3) تجنُّب الأحكام المُسْبَقَة:
لا تصنِّف زوجتك بأنَّها ناقِصَة عِلْم ومعرفة وخِبْرَة، وليس لها شأن بالقضية الفِكرية المطروحة للمُناقشة. أو أنَّها تحبّ الكلام لمُجرَّد الكلام، فتَصْرِف أذنك عن الاستماع إليها. وأنتِ لا تُصنِّفي زوجك بأنَّه يأخذ يحتاط جيداً عندما يتكلَّم أو يُجيب على الأسئلة، أو أنَّه لا يريد أنْ يُخبرك بشيء. أو أنَّه سوف يُصْدِر القرار بحسب مزاجه الخاص كالمُعتاد. فهذه الأحكام المُسبَقَة مِن شأنها إفساد الحوار قبل أن يبدأ.
(4) التركيز على الفِكْرة الأساسية:
هناك فكرة رئيسية لدى محدِّثك، ركِّز انتباهك عليها دون التفاصيل الفرعية. هذا الأمر الذي يحتاج أنْ تكون لديك القُدرة على فَرْز المعلومات والتفاصيل الجانبية. ساعِد الطَّرَف الآخَر بلباقة حتى لا يخرج عن الموضوع الأساسي إلى تفاصيل جانبية، خاصة متى كان الحوار لإيجاد حلٍّ لمشكلة.
(5) احترام فِكْر الآخَر:
قُلْ لنفسك دائماً عندما تسمع الآخر: [رأيي صواب، لكنه يحتمِل الخطأ. ورأي غيري خطأ، لكنه يحتمِل الصواب. فلنتعاون فيما اتَّفقنا فيه، وليَعْذُر أحَدُنا الآخَر فيما اختَلَفْنا عليه]. فلستُما على صواب دائماً، ولستُما على خطأ دائماً. فكُن مُستَعِداً أنْ تسمع ما تختلِف فيه مع الآخَر، ورَحِّب بهذا.
(6) الرؤية المُتَجَدِّدة للآخَر:
قال برناردشو: [أذكى إنسان عرفته في حياتي هو خيَّاطي، لأنَّه كلَّما ذهبت إليه أخذ مقاساتي من جديد، بينما صنَّفني الناس بمقاييسهم تصنيفاً نهائياً]. لتكُن نظرتك للآخَر نظرة مُتجدِّدة لا مُتجمِّدة، مُتحرِّرة لا مُتزمِّتة. فهو بكلّ المقاييس يختلف عمَّا كان عليه بالأمس معك.
(7) المسافة المُناسِبة:
نَظَر الفيلسوف مَرَّة مِن شُرفة منزله في يوم شديد البرودة، ورأى مجموعة قنافذ تقترب مِن بعضها البعض لكي تشعُر بالدِّفئ، وإذا بأشواكها تُسبِّب الأذى لبعضها البعض، فتتنافَر وتتراجَع، فتشعُر بالبرد، فتعود وتتقارب فتؤذي بعضها البعض، فتتباعَد.... وهكذا. فقال: [إنَّ فَنّ الحياة هو في اختيار المُسافة المُناسبة بيني وبين الآخر. بحيث نستمتع بالدِّفئ معاً، ونتحاشى إلحاق الأذى ببعضنا البعض].
(Cool حَقّ الاختلاف:
مِن أهمّ خصائص المنهج العلمي في التفكير وجود العقل النَّاقد المُخْتَلِف. فالاختلاف داخِل العِلْم يَبْنِيه، ويَصِل به إلى الحقيقة الموضوعية. فإنْ كان مِن الصَّعب إيجاد الحلول الوسطية في الاختلافات العلمية، إلاَّ أنَّه من السَّهل جداً إيجادها في الاختلافات الفِكرية والأُسرية والاجتماعية. [أنا أختلف عنك أو معك، إذاً فأنا كائن حي، لأنَّ الأموات فقط هم الذين لا يختلفون في شيء]. رَحِّب بالاختلاف، وليس الخلاف، فهو أول الطريق إلى عُمق الحقيقة. فعندما يأتي شخص ويقول لنا: [أنا أختلِف معكم حول هذه الحقيقة]. فإنَّنا نبدأ في البَحْث والتَّساؤل حولها. مثل هذا الاختلاف قد يُحْدِث زلزلة فِكرية، مثل التي أحدثها مارتن لوثر عندما علَّق على باب الكنيسة 95 موضوعاً اختلف فيها مع البابا آنذاك، فبدأت حركة الإصلاح الدِّيني... الاختلاف حَقّ وواجِب وضَرورة.. إذا اختلف عاقلان، رأى كلّ منهما ما يفيده في الآخَر.. عصفورٌ واحِد لا يصنَع ربيعاً، وزَهرَة واحِدَة لا تصنع بُستاناً، وقِطعة بازل واحِدة لا تصنع الصُّورة كاملة.. نحن نحتاج أنْ نختلف عَن، وليس مَع، بعضنا البعض.

المحور الثالث: الإصغاء :
الإصغاء يختلف عن الاستماع، ومع أنَّه الأهم والأعمق والأكثر فائدةً، إلاَّ أنَّه الأصْعَب.
(1) أهميته:
* يوضِّح المعنى، ويمنع سوء الفهم إلى حدٍّ كبير. كثيراً ما نتظاهر بأنَّنا نفهم محدِّثنا فهْماً صحيحاً، في حين أنَّه أصبح لدينا تفسير خاص لكلامهم بعيداً عن الحقيقة.
* الإصغاء يُعيد بناء الثِّقَة بين الأطراف المُتحاوِرة.
* الإصغاء يساعد المُصْغي على تحقيق اكتشافات شخصية جديدة لدى المُتكلِّم.
* الإصغاء يُجنِّبنا ردود الأفعال العنيفة والمُتسرِّعة.
* الإصغاء يساعدنا على إنجاز قرارات على مستوى عالٍ من الجودة.
(2) صعوبته:
يجِب أنْ نعترِف بأنَّ عملية الإصغاء أصْعَب مِن الاستماع، ومِن الكلام أيضاً. عرَّف أحدهم الحوار بأنَّه: [مُباراة صوتية، يُطلَق فيها على الشَّخص الذي يَحْبِس أنفاسَه لَقَب المُستمع]. وتكْمُن صعوبة الإصْغاء في أنَّها تَتَطَلَّب مِن المُصْغي أنْ يضَع قضاياه الشخصية الخاصة جانِباً، ويعمل جاهِداً أنْ يفهَم وجْهَة نَظَر الآخَر، حتى لو لَمْ يتَّفق معه. كما يتطلَّب ذلك مِنه أنْ يكون مُحايداً، لا يَتَحيَّز لفِكرته أو انطباعاته الشخصية المُسبَقَة.

والإصغاء صَعْب لأنَّ الطبيعة البشرية تميل إلى التَّكلُّم أكثر مِن الاستماع والإصْغاء. لأنَّنا نعتقد أنَّ التَّكلُّم هو الذي يُشْعِرنا بأنَّنا أقوياء ومُهِمِّين. لأنَّ ثقافَتنا تقول إنَّ التَّكلُّم يعني السيادة والنفوذ والتأثير الأكبر. والإصغاء صعب أيضاً، لأنَّه مِن السَّهل جداً أنْ ينجَرِف المستمع إلى سَيْل من أفكاره الداخلية التي تدين المُتكلِّم وتسخَر مِن أفكاره وتعبيراته ومواقفه، الأمر الذي يشوِّش على درجة استقبال المستمع لرسالة المُتكلِّم. إنَّ الناس في المُعتاد لا يسمعون ما يقوله المتكلِّم، بل ما يريدون هم أن يسمعوه. فكل واحد يتلقَّى ما يريده، مُتأثِّراً بخلفيته الثقافية والحضارية، وإمكاناته الفكرية، وموقفه من المتكلِّم، ومدى اهتمامه بالموضوع، وبمزاجه الخاص وقت الاستماع. هذه جميعها تعطِّل عملية الإصغاء.

(3) مستوياته:
هناك أربعة مستويات مُتدرِّجة للأفضل والأعمق في عملية الإصغاء:
أ0 مستوى الطَّناش:
شخص ليس لديه أي وعي بأهمية الإصغاء، ليست لديه أيَّة مُشكلة في آذانه، لكنَّه يعتقد أنَّه يُنصِت جيداً، في حين أنَّه لا يعطي أيَّة أهمية، لا للشخص المُتكلِّم ولا لموضوع الحديث.
ب0 مستوى التَّركيز:
مُحادثة مُهذَّبة، يسمع فيها الطَّرفان لبعضهما البعض، ويُصْغي المُستمِع للمُتكلِّم بكلّ اهتمام دون أنْ يُقاطِعه، فيتفهَّم بدرجة كبيرة ما يريد المُتكلِّم أنْ يقوله. وهذه خَمْس نصائح للمُساعَدَة على التركيز:
1) تأكَّد مِن نفسك أولاً أنَّك قادر في ذلك الوقت أنْ تصغي إلى مُحدِّثك. فإذا كنت مُتعَباً وغير مُستَعِدّ لذلك، فمِن الأفضل أنْ تُعبِّر عن عدم استعدادك للاستماع والتركيز، بدلاً مِن أنْ تستقبِل رسالة مُشوَّشة. لأنَّ التركيز يتطلَّب انتباه كامل ونشاط ذهني وجسدي كافٍ.
2) عندما تكون مُستعداً للإصغاء والتركيز، حَدِّد المُدَّة التي تعطيها لتركيزك مع مُحدِّثك في الموضوعات ذات الأهمية والحسَّاسة. حَدِّد هذه المُدَّة لنفسك، وله أيضاً إنْ أمكن ذلك، حتى لا يَستَرسِل في تفاصيل بعيدة عن الموضوع. مع ملاحظة أنَّ التركيز الجيد يتطلَّب ما بين (20-30 دقيقة).
3) اغلق بابك حتى تستطيع أن تركِّز فيما تسمع. اغلق الموبايل، أو التليفزيون، أو الكاسيت. اترُك أي عمل تعمله، واستَبْعِد كلّ ما يمكن أنْ يُشتِّت ذهنك أو ذهن مُحدِّثك.
4) انتَبِه لما تقوله بدون كلام أثناء استماعك له. إنَّ لُغة جسدك يمكن أنْ تشتِّته. بل شجِّعه بإيماءة رأس بين الحين والآخر، أو بتعبيرات مُختَصَرَة ومُشَجِّعة تُبيِّن له مدى اهتمامك بحديثه وصِدقك في مُتابعته. اجعله في مواجهتك، ولا تسمعه بينما تنظر إلى شيء آخَر. ولا تجعل يداك أو رجلاك مُتشابكتَيْن، فهذا مِن شأنه أن يُضعف قدرتك على التركيز مِن جانب، ويعطيه انطباعاً بأنَّك عصبي المَزاج وأنت تستمع إليه، ممَّا يؤثِّر عليه أيضاً، من جانب آخَر.
5) الَّلمس وسيلة جيدة جداً لإبراز التَّضامُن والقبول. فقد تؤدي اللمسة إلى تواصُل قوي جداً، خاصَة مع الأطفال، أكثر جداً مِن الكلمات. فالَّلمسة تُغذيهم عاطفياً وتملأ نَقْص الانتباه.

ج. مستوى التَّلخيص:
مستوى أعمق في الإصغاء، حيث يصغي المستمع بشكل إيجابي للمُحدِّثه، حتى أنَّه يستطيع تلخيص ما سمعه وإعادته، ويتابع الكلام باهتمام. الأمر الذي يساعد المُتكلِّم أن يسترسِل في شرح فكرته وعَرْض موضوعه مُطمئناً أنَّه استطاع أنْ يوصِّل فِكرته. هذا النوع من الإصغاء يُنشئ الثِّقَة بين طرفي الحوار، ويؤدي إلى الانفتاح بينهما، ويزيل كلّ سوء فهم، ويحلّ أي نزاع قائم أو ما يمكن أنْ ينشأ. قد يرى البعض أنَّ طريقة التَّلخيص في الحوار هي طريقة الأطباء النَّفْسانيون وعُلماء النَّفْس، ولَيسَت هي الطريقة الطبيعية للحوار بين الناس العاديين، خاصة بين أفراد العائلة. والحقيقة أنَّ هناك بعض الموضوعات الهامَّة التي تتطلَّب أنْ يكون الحوار بشأنها على مستوى التَّلخيص، خاصة عند وجود خلافات أو اختلافات في الطِّباع، أو الموهبة، أو الاستعداد، أو طريقة التفكير والتعبير. في مثل هذه الحالات يكون التَّلخيص مفيداً جداً (فيلبي 4:2). وهذه خَمْس نصائح للمُساعَدة على التَّلخيص:
1) أعِد صياغة ما سمعته بتعبيراتك أنتَ. ثم اسأله: هل أنا أفهمك بطريقة صحيحة؟ هل هذه هي النقاط الرئيسية في كلامك؟ بذلك تضمن لكَ وله الاستمرار في الحوار على الطريق الصحيح.
2) التَّلخيص يساعدك أنْ تتخلَّص مِن انتقادك أو إدانتك له. فعندما تَرُدّ ردَّاً فيه نَقْد أو انتقاد، غالباً ما يفهم أنَّك تضطهده، ويشعر أنَّك تحتَقِره وتَتَجَنَّبه، الأمر الذي يضعه في موقف المُدافِع عن نفسه.
3) عندما تقوم بهذه العملية، يجب أنْ تضع في ذهنك، وكذلك تُنبِّه مُحدِّثك، أنك عندما تُلخِّص كلامه، فهذا لا يعني أنَّك توافق على كلّ شيء لخَّصته مِن حديثه.
4) عندما تلخِّص، احذَر مِن أنْ تُضيف شَرحَك وتفسيرك الخاص لما قاله. فالتَّلخيص هو فقط إعادَة كلامه بكلماتك أنت.
5) عندما تلخِّص له معلوماته، فإنَّك تجعله آمِناً مُطمَئناً، فيفكِّر معك بصوت عالٍ. حينئذٍ يكون مُستعداً أنْ يُعدِّل في كلماته التي استخدمها، أو يضيف إليها ما لزم لإيضاحها أكثر. فقد يوضِّح لك أنَّ استنتاجك في مَحَلِّه، أو أنَّ تلخيصك لكلامه لَمْ يكُن كما يقصِد هو، ومِن ثمَّ يُعيد كلامه بشكل أوضح.

د0 مستوى الاستكشاف:
الاستكشاف يشمل التركيز والتلخيص والتفاعُل، وينتقل إلى بُعد جديد نحو الإصغاء الجيد. إنَّ السؤال الجيد وسيلة قوية وفعَّالة لكي تستمرّ في استكشاف أرض جديدة لم يتحدث عنها محدِّثك بعد. اسأله أسئلة صريحة ودقيقة، لكن غير مُحرِجة، تجعله يكشف عن نفسه أكثر ويوضِّح أفكاره أكثر.

لُغة الجسد، وتأثيرها على المَحاور الثلاث:
قد تقول شيئاً بشفتيك، بينما حديثك غير اللفظي يُعطي رسالة مُختلفة كثيراً عن ألفاظك. فإنَّك عندما تكون مُتوتِّراً ووسط صراع، فإنَّ جسدك يكشِف ذلك، ويُسرِّب معلوماتٍ عن حالتك لا تريد أنْ تبيِّنها. وكثيراً ما يكون هذا الأمر واضِحاً لمَن حولك، وأنتَ لا تدري ذلك. فالأمر الهام هنا هو أنَّ معظم الناس يتجاوبون أكثر مع رسالتك غير الكلامية.

إنَّ أسلوب جسدك يؤثِّر في مُستمعك أو مُحدِّثك. فهناك حركات وإيماءات جسدية يمكن تفسيرها بسهولة على أنَّها غضب، أو انتقاد، أو سُخرية، أو نفاذ الصَّبر... الخ. على سبيل المثال: عندما تُقلِّب عينيك، أو تُصَلِّب جسمك، أو تَضُمّ حاجبَيْك، أو تُطَقْطِق في أصابعك، أو تَهزّ قدميك بعصبية، أو تُنَقِّر بإصبعك بطريقة إيقاعية على شيء ما... الخ. مثل هذه التَّصرفات غير اللفظية تنبع مِن اتِّجاهاتك ومشاعرك الداخلية. فيجب أنْ تلاحظ نفسك بدقَّة، وتكون أميناً مع نفسك في الكَشْف عن دوافعك الحقيقية الكامِنَة وراء لُغة جسدك.

كيف تشجِّع غيرك على الإصغاء؟
(1) أَكْثِر مِن استخدام الضَّمير (أنا) وليس (أنت)، إلا إذا كُنتَ مُعلِّماً أو قائداً مسؤولاً. فلا تقُل له مثلاً: لقد أزْعَجْتَني أنتَ لأنَّك أغْلَقْتَ الباب بعُنف. بل قُل: أنا انْزَعَجْتُ لأنَّ الباب أُغلِق بعُنف. لا تقُل: أنتَ دائماً غريب الأطوار. بل قُل: أنا أعتقِد أنَّك لستَ سعيداً معي كلّ الوقت... وهكذا.
(2) إذا كنت تتحدَّث عن شخص آخر، بدون إذنه أو بدون اتِّفاق معه، احذَر مِن استخدام الضمير (نحن). لأنَّ ذلك يبيِّن وكأنَّك تسيطر عليه وتتحكَّم فيه، فتجلب بذلك ردود أفعال غاضبة ودفاعية من مستمعك، فينصرف عن الإصغاء لك.
(3) استخدم كثيراً كلمة (أنا أعتقد/ أنا أرى). فإنَّك بذلك تبيِّن أفكارك بطريقة أفضل من ناحية، ومن ناحية أخرى لا تُصادر رأيه الخاص.
(4) استخدم كلمات تبيِّن له فيها اهتمامك بمشاعره. قُل له مثلاً: ألاحظ أنَّك لا تبتسم.. إنَّك دائماً تنظر إلى الأرض.. أنا لم أسمع رأيك بعد.. إنني أشعر بالقلق بسبب صمتك.. أنا حريص أن أعرف ما الذي يُضايقك.. أريدك أن تتخلَّص ممَّا يُقلقك.. أريد أن نقضي معاً فرصة طيبة... الخ.
(5) إذا لم يُلخِّص لكَ ما قلته له، فلن يكون لديك طريقة أخرى لمعرفة ما فهمه مِن كلامك. فاطلُب منه: [أنا احتاج إلى مُساعدتك، لديَّ شيء أريد أن أقوله وأخشى أنْ أقوله بطريقة تعكس المعنى الذي أقصِده. فهل يمكن أنْ تساعدني بأنْ تقول لي ما قُلته أنا بكلماتك أنت؟] على الأرجح سوف ينفِّذ لك طلبك ويُصغي إليك. هذه الخطوة سوف تساعدك أنْ تُعيد التعبير عن فكرتك إذا عرفت أنها لم تصل كما أردتها، أو تؤكِّد لك أنه سمعك وأصغى إليك وفهم تماماً ما أردت أن تقوله.

إنَّ اتِّجاهات الإصغاء تبدأ منذ الطفولية. أحياناً يكون الوالدون مشغولين جداً، أو مُكتئبين، أو غير مُنتبهين للرسائل التي تصلهم من أطفالهم الصغار. وعندما تطول فترة تجاهلهم لأسئلة وتساؤلات ودهشة أولادهم، يبدأ إحساس الطفل بقيمته الذاتية يضعُف، وبالتالي تضعُف أيضاً قُدراته على التواصُل مع الآخرين. إنَّ الطريقة التي تصغي بها إلى أولادك تعلِّمهم شيئاً عن أنفسهم. فلا تُقاطعهم، ولا تنظر إليهم بصرامة أثناء كلامهم معك، ولا تتجاهل مشاعرهم وتظنّ أنهم أطفال ليست لديهم مشاعر، ولا تصدّهم عندما يتكلَّمون.

وعندما نتقدَّم في العُمر، دون أنْ يوجَد في حياتنا مَن يُصغي إلينا بحُبّ وتَفَهُّم، فإنَّنا نتَّخذ أحَد هذه الأدوار الجامِدَة، التي تخفي وراءها إحساسنا بعدم كفايتنا، ومُحاولتنا حماية أنفسنا:
(1) دور المُتسلِّط:
يريد أنْ يتحكَّم في الآخرين بأنْ يلتقِط ويكتشف عيوبهم بدلاً مِن الإصغاء إليهم. فتشعُر وأنت تكلِّمه كأنَّك طفل غَبيّ في مدرسته الخاصة. فهو لا يُسَرّ بما نقوله أو نعمله، بل بما يراه هو مِن الأخطاء والعيوب في أقوالنا وأفعالنا.
(2) دور المُنقِذ:
يريد أنْ يساعد الآخرين، فيقدِّم لهم نصائح، سواء طلبوا منه ذلك أو لم يطلبوا. يحاول أن يجد لنفسه أهمية من خلال مساعدته للآخرين. عندما تتحدَّث إليه، لا يسمعك ولا يُصغي إليك، بل يكون مشغولاً بحلّ مشكلتك، التي ربما لم تكتشفها أنت بعد، أو ليس لها وجود أصلاً. مثل هذا الشخص كثيراً ما يرى نفسه مشغولاً جداً، وليس لديه وقت للقيام بواجباته، فهو مُثقَّل بهموم ومشاكل الآخرين.
(3) دور الضَّحية:
هو الذي لم يستطِع أنْ يقوم بدور المُتسلِّط أو المُنْقَذ، فيتحوَّل إلى دور الضَّحية. فيبكي ويشكي حاله وظروفه الصعبة، واضطهاد الآخرين له باستمرار بسبب إمكانياته العالية، وأنهم دائماً يُسيؤون فهمه.

أساليب إصغاء تبني حواجز:
(1) الإصغاء العقلاني:
عندما يسمع بعقله فقط، فيسمع ما يريد أنْ يسمعه ويتخلَّص مِن حقائق كثيرة لا يرغبها. لا يُدرك مدى تأثيره العاطفي على الآخرين، ومدى تأثُّره بهم.
(2) التَّهَرُّب العاطِفي:
يقاوم مواضيع مُعينة ويعتبرها مفاتيح ساخِنَة، لكي يُقلِّل مِن ارتباكه ويزيد إحساسه بالأمان. وهو بذلك يتهرَّب عاطفياً من التفاعل مع ما يسمعه.
(3) مُقاطعة المُتكلِّم:
هذا أمر مُتهوِّر، وفيه إهانَة بالِغَة للمُتحدِّث. إلاَّ أنَّ المُقاطِع هنا يشعُر أنَّه قد ينسى ما يريد أنْ يقوله إذا انتظر حتى ينتهي المُتكلِّم من حديثه، فيلجأ إلى هذا الأسلوب دون مُراعاة لمشاعر المُتحدِّث أو المُستعين الآخرين.

ما قَلَّ ودلَّ:
* المرأة لا تشبع من المديح، مهما كانت حقيقته.
* المشاكل التي تولد في السرير لا تموت.
* احترس من رجل لا يتكلم، وكلب لا ينبح، وزوجة لا تشكو.
* كثيرون قادرون على الصَّمت، وقليلون الذين يعرفون متى يصمتون.
* إذا تطابق اثنان تماماً في كل شيء، فأحدهما لا ضرورة له.
* المناقشة بين الزَّوجين التي انتهت بأنَّ الزَّوجة مُخطئة، مناقشة لَنْ تنتهي.
* وهم أطفال نعلِّمهم كيف يتكلَّمون، وهم كبار نعلِّمهم كيف يصمتون.
* لو كانت همساتنا مسموعة، ما صَرَخْنا.
* الناس يُعجَبون دائماً بإعجابِك بهم.
* إذا كنت تناقش زوجتك ثمَّ أقنعتها، فلا تتوهم أنَّ الموضوع قد انتهى.
* إذا ارتفع صوتك، فقد هبطت هيبتك.
* كلمة جارحة تصنع خلافاً.. كلمة قاسية تخرب بيتاً.. كلمة مناسبة تحسم قضية.. كلمة رقيقة تفتح قلباً.
* الأفضل أنْ تصمُت ويعتقد الناس أنَّك جاهِل، مِن أنْ تتكلَّم فيتأكَّدون مِن ذلك.
* إذا وجدت من يهزّ لك رأسه وأنت تتكلَّم، أيقظه من نومه.
* إذا أردت أن تسمع زوجتك كل كلمة تقولها، تكلَّم وأنت نائم.
* الزواج السعيد جداً: امرأة ضريرة، ورجل أطرش.
* لقد امتلأت أذناي بالكلام... فالذي أسمعه لا أفهمه، والذي أفهمه ليس هو المقصود.
* مأساة الحياة الزوجية: كلّ زوجة تعتقد أنَّ زوجها سوف يتغيَّر، وكل زوج يعتقد أن زوجته لن تتغيَّر.. وكلاهما يفشَل في ذلك.
* الحب يجعل الفصيح عاجزاً، ويجعل العاجز فصيحاً.
* 20% من الرجال يقبِّلون زوجاتهم عند خروجهم من البيت، و80% منهم يقبِّلون البيت عند خروج زوجاتهم.
* حكايات الحبّ تبدأ بأنَّنا لا نعرف ماذا نقول، وتنتهي بأنَّنا لا نعرف ماذا قُلنا.
* السعادة تجعلك لطيفاً، المناقشات تجعلك قوياً، الحزن يجعلك متواضعاً، والنجاح يجعلك مُتألِّقاً.
* أعطانا الله أذنين ولسان واحد، لنتعلَّم أن نسمع أكثر ونتكلَّم أقلّ.
صلاة

علِّمني يا ربُّ أن لا أصْمُت متى كان الكلام واجِباً،
وأنْ لا أتكلَّم متى كان الصَّمْت واجِباً،
وعلِّمني أنْ أُميِّز بين الأمرَيْن.
علِّمني أنْ أعرِف متى أتكلَّم، ومتى أصْمُت، ومتى أنتَظِر.
علِّمني الصَّبر والتَّأني مع أهْل بيتي، فأعكس إحدى صفاتك، التأنِّي.
فإنَّك تُصْغي إليَّ بشَفَقَةٍ ورقَّةٍ ومَحبَّةٍ عظيمة،
رُغْم ما أعمَله وما أقوله مِن أشياء سيِّئة.
ساعِدْني أنْ أنْقل محبة المسيح غير المشروطة إلى قَلْب احتياج أهْل بيتي.
ساعدني حتى أعترِف بمشاعِرِهِم وبحقِّهِم في التَّعبير عن أنْفُسِهِم،
وأُقَدِّرهُم رَغم ما يبدو مِن اختلافٍ بيننا.
ضَعْ حارِساً على فَمي، احفَظْ بابَ شَفَتيَّ.
أعْطِني أنْ أكونَ مُسْرِعاً في الاسْتماع والإصْغاء
مُبْطِئاً في الكلام والغَضَب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سامية بنت الفادى
مشرفة عامة
مشرفة عامة
سامية بنت الفادى


عدد المساهمات : 2969
نقاط : 8587
السٌّمعَة : 29
تاريخ التسجيل : 02/12/2012

                حوار العيلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حوار العيلة                   حوار العيلة I_icon_minitimeالإثنين فبراير 22, 2016 6:31 pm

سلمت لنا وسلم إبداعك
وجزآكي الله خيرا على ما تقدمية
تقبلي ودي واحترامي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حوار العيلة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور الحياة  :: منتديات تشات ومواضيع عامه - Chat Forums and general topics :: مواضيع الاعضاء-
انتقل الى: