التدريبات المشتركة تعزز العلاقة الزوجية

بعد الزواج يصعب على الرجل أو المرأة الاستمرار في ممارسة التدريبات الرياضية، رغم القاعدة المعروفة ” العقل السليم في الجسم السليم ” لذلك قد يفقدا التواصل العقلي معاً وتنشأ بينهما فجوة يصعب التغلب عليها، رغم ان الرياضة أحد الأسس الهامة والدعائم الأساسية لحياة صحية وسليمة، وما أجمل أن يمارس الزوجين الرياضة معاً في أوقات الصفاء، فهذا الأمر قد يؤدي إلي التواصل المشترك والحفاظ علي الحياة بينهما وتعزيز العلاقة الحميمة وتقويتها وازدهارها.

وقد نحاول ممارسة التدريبات الرياضية بشتي الطرق، لكن بعد بضعة أيام قد نشعر بالملل نتتوقف نهائياً عنها، لذا ينصح الخبراء بأن يكون تطبيق التدريبات الرياضية جماعياً أو على الأقل ثنائياً، والأفضل أن يكون فريق التدريب مكوناً من الزوج والزوجة، كل يشد آزر الآخر وينافسه.

ويذكر الخبراء أن التدريبات الرياضية التي تجمع الزوج بزوجته هي ضمان قضاء أطول فترة معاً، كما أن له فوائد عديدة جداً، فهل هناك أفضل من ذلك؟

تقلل شجار الزوجين

وتؤكد آخر الأبحاث أن التدريبات التي يشترك فيها الزوج مع زوجته قد تخفف الكثير من المشاحنات العائلية بينهما ويكون لها أيضاً أثر صحي طيب على الاثنين، كما أن ممارستها تخلق بينهم روح التحدي والاختلافات في التدريب، وتلك الاختلافات مهمة لأنها قد تؤجج روح التنافس بينهما وتدفع وتيرتها نحو آفاق أكثر قوة وحيوية.

ولإيجاد الأرضية المشتركة الخاصة بالنشاط الرياضي، يمكن للزوجين الجلوس معاً ووضع قائمة بكل نشاط تشعران أنه قد يثير اهتمامهما، وفي حال لم يكن أي طرف يجيد أي رياضة، يمكن أن يبدآن سويا بالتدرب خطوة خطوة على رياضة تختارانها معاً.

ويقترح الأطباء النفسيون أن ينضم الزوجان إلى ناد صحي واحد، حيث يمكنهما الخضوع لمدرب واحد، ويتدربان إلى جانب بعضهما، ومن ثم يقوم كل واحد بالتدرب وفقا للبرنامج المناسب المخصص له.

قضاء أطول وقت معاً

ومن المميزات الواضحة أيضاً أو الناتجة من ممارسة التدريبات المشتركة بين الزوجين أن يكون هناك توازن مناسب بين الطرفين، ويتوقع أن تغرمي بالتدريبات الرياضية عندما يكون لديكِ شريك يتقاسم معكِ تلك الأنشطة المقرر أن تقومي بها.

كما أن ممارسة التدريبات مع زوجك تمنحكما الفرصة الذهبية لقضاء أطول وقت معاً، وخلال تلك الفترات يحلو النقاش والحوار بينكما، فضلاً عن تبادل القصص والآراء، ولعل من أهم مزايا التدريبات المشتركة أنها تسهم في التخلص من الإجهاد والتوتر وتعزز النشاط، ويتوقع أن يتلاشى تأثير الإجهاد المتراكم طوال يوم العمل، ويمكن أن يتبدد الإجهاد في حال ترك الزوجين كل مشكلاتهما في البيت قبل أن يتوجها إلى النادي الصحي، وإياكِ واستغلال التدريبات واعتبارها فرصة لمواجهة الزوج حول أي تقصير تظنين أنه ارتكبه في حقك، كغيابه طويلاً في عمله مثلاً، أو خروجه المتكرر مع الأصدقاء.

الانسجام وتوافق الأهداف

يشكل الانسجام في النادي مادة أساسية لتعميق الحب بين الزوجين، فمد الأعضاء وحركاتها الانسيابية يؤديان إلى تجديد الصلة وتعميقها بين الاثنين، واعتبر البعض قيام الزوجين بنشاط مشترك «رسالة علاج»، وهل هناك أجمل من أن يبقى الزوجان متقابلين يؤديان جميع الأنشطة إلى جوار بعضهما؟، قفا قبالة بعضكما البعض واجعلا رؤوس أصابعكما تتلامس، والتقطا نفساً عميقاً في حركة واحدة واتركا الإجهاد يتداعى ويتلاشى دفعة واحدة.

ومن مميزات النشاط الرياضي المشترك أيضاً وضع أهداف مشتركة، قد تكون مثلاً التخطيط لتخفيف الوزن في وقت واحد، وهي في العموم فكرة جيدة، ويتوقع أن يحقق الزوجان أهدافهما معاً بسبب التشجيع والدعم والمساندة التي يقدمها احدهما للآخر، ولعل أجمل ما في التدريبات المشتركة هو احتفال الزوجين بانجازاتهما معاً.

حياة جنسية أفضل

ولا تقتصر أهمية التدريبات المشتركة على الفوائد السابقة فقط، فهي تلعب دوراً مهماً جداً بين الزوجين، حيث أكدت دراسة أمريكية حديثة أن ممارستها تساعد على تنشيط الحياة الجنسية بينهم، وذلك لأن المستوى الصحي المتدني والنفسي والبدني عموماً يؤدي إلى تدهور الوظائف الجنسية.

وأفادت الدراسة التي أجرتها كلية الصحة العامة بجامعة هارفاردعلى عينة من 31 ألف رجل متزوج، أن مخاطر الإصابة بانخفاض في النشاط الجنسي لدى من يمارسون التمارين الرياضية أقل من مثيلاتها عن غير الرياضيين بنحو 30 %.

وكشفت دراسة أجرتها جامعة كولومبيا البريطانية أن ممارسة الرياضة لمدة 20 دقيقة تعطي مفعولاً مماثلاً للمرأة، وبالتالي حياة جنسية أفضل.

تقضي على الكآبة

وللارتباط الوثيق الناشئ بين الحالتين النفسية والصحية، أكد باحثون أن التمارين المنتظمة والمشتركة يمكن أن تخفف من الكآبة التي تنشأ بين الزوجين، ويرى باحثون أنه في حين أن هناك علاقة بين التمارين والتحسن في المزاج فإن الأسباب وراء ذلك يكمن في الترابط الشديد الذي يخلق بين الزوجين، واختيارهم لنوعية التمارين والانسجام الذي ينشأ بينهم، موضحين أن التمارين في الهواء الطلق يمكن أن تخفض الإحساس بالكآبة وتعزز الثقة بالنفس والشعور بالإنجاز.