إبن الإنسان
+ اضح أنه في حديثه عن المجئ الثاني ، يستخدم تعبير " لإبن الإنسان " في الدلالة علي لاهوته :
يرسل إبن الإنسان ملائكته
+ فكما ورد في ( مت 16 : 27 ) كما شرحنا ، ورد أيضاً في ( مت 13 : 40 - 42 ) " هكذا يكون في إنقضاء العالم. يرسل إبن الإنسان ملائكته ، فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم ، ويطرحونهم في أتون النار " . سلطان الدينونة العامة ، وتعبير " ملائكته " وهم ملائكة الله ... كل هذا يدل علي لاهوته .
+ وكذلك في ( مت 24 : 30 ، 31 ) " ... ويبصرون إبن الإنسان آتياً علي سحاب السماء ، بقوة ومجد كثير . فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت ، فيجمعون مختاريه من الأربع رياح ، من أقصاء السموات إلي أقصائها .." . وهنا يضيف إلي تعبير ملائكته ، عبارة " مختار
إبن الإنسان في مجده
+ ونفس الوضع وأكثر في ( مت 25 : 31 ) يقول " ومتي جاء إبن الإنسان في مجده ، وجميع الملائكة والقديسين ، حينئذ يجلس علي كرسي مجده ، ويجتمع أمامه جميع الشعوب ، فيميز بعضهم من بعض .. ثم يقول الملك : تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم " هنا " إبن الإنسان " و " تعالوا يا مباركي أبي " . مثل " إبن الإنسان " و " يأتي في مجد أبيه " ( مت 16 : 27 ) . فيستخدم تعبير " إبن الإنسان " للدلالة علي " إبن الله " . وهذا دليل أكيد علي الإيمان بالطبيعة الواحدة ، إذ يتكلم علي ناسوته ولاهوته بتعبير واحد . فهو إبن الإنسان وإبن الآب معاً . وهو الذي " أخلي ذاته " ( في 2 : 7 ) والذي يأتي في مجده ، ومجد أبيه . وهو الديان ، الذي يهب الملك المعد منذ تأسيس العالم ، ويأمر بطرح فاعلي الإثم في أتون النار . الملائكة ملائكته ، والمختارون يصفهم بمختاريه .
رب السبت
+ يقول عن إبن الإنسان ، إنه رب السبت ( مت 12 : 8 ) .
له السلطان علي مغفرة الخطايا
+ ويقول إنه له السلطان علي مغفرة الخطايا ( مت 9 : 6 ) . وكل هذه دلالات علي لاهوته
لماذا إذن إستخدم تعبير ( إبن الإنسان ) بالذات ؟
+ ذلك لأنه أتي من نسل هذا الإنسان ، لينوب عن الإنسان في دفع أجرة الخطية أي الموت ( رو 6 : 23 ) . فلكي يقوم بهذه الرسالة - أي الفداء - لابد أن يكون إبن الإنسان المحكوم عليه بالموت . ولقد عبر عن هذه الرسالة بقوله : " لأن إبن الإنسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك " ( مت 18 : 11 ) .
من أجل قضية الخلاص
+ ومن أجل قضية الخلاص هذه ، قال " إن إبن الإنسان سوف يسلم إلي أيدي الخطاة ، فيقتلونه ، وفي ليوم الثال يقوم " ( مت 17 : 22 ) أيضاً ( مت 17 : 12 ، 9 ؛ 20 : 18 ، 19 ). + ولكنه في ( مت 19 : 28 ) يقول إن " إبن الإنسان سوف يجلس علي كرسي مجده " ، حتي تكمل القصة ، فلا تقف عند حد الألم والموت والقيامة .
تصحيح مفاهيم
كتب القديس متي لليهود ، ولكنه لم يجاملهم ... بل شرح لهم كيف أن المسيح الذي إنتظروه ، قد إختلف معهم ، وإختلفوا معه ، وقاوموه وقالوا لبيلاطس " إصلبه إصلبه " ... ورح أيضاً كيف أن السيد المسيح قد صحح لهم كثيراً من مفاهيمهم الخاطئة في الدين ، وكثيراً من تعليم قادتهم . وسنضرب هنا بعض الأمثلة لذلك :
مفهوم الملكوت
كانوا ينتظرون المسيح ملكاً لليهود ، بمفهوم أرضي ، يعيد لهم مملكة داود وسليمان . ونادوا بالمسيح ملكاً ، فرفض ذلك . ونادي المسيح لهم بملكوت الله وملكوت السموات .
هذا الملكوت موضع بشارة المعمدان، والمسيح وتلاميذه
+ وكان هذا الملكوت موضع بشارة المعمدان ، والمسيح وتلاميذه . فقال " جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية ، قائلاً : توبوا لأنه قد إقترب ملكوت السموات " ( مت 3 : 1 ، 2 ) . وقال عن السيد المسيح " من ذلك الزمان ، إبتدأ يسوع يكرز ويقول " توبوا لأنه قد إقترب ملكوت السموات " ( مت 4 : 17 ) . وكان " يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ، ويكرز ببشارة الملكوت ... " ( مت 4 : 23 ) .
يجذب تفكيرهم إلي الملكوت السمائي
+ وتكرر عبارة ملكوت السموات في العظة علي الجبل . فقال " طوبي للمساكين بالروح ، لأن لهم ملكوت السموات " ( مت 5 : 3 ) . "طوبي للمطرودين من أجل البر ، لأن لهم ملكوت السموات " " طوبي لكم إذا عيروكم وطردوكم ، وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين . إفرحوا وتهللوا ، لأن أجركم عظيم في السموات " ( مت 5 : 10 - 12 ) . إنه يجذب تفكيرهم إلي الملكوت السمائي ، وليس الأرضي . وهكذا يقول أيضاً في العظة علي الجبل " من نقض إحدي هذه الوصايا الصغري ، وعلم الناس هكذا ، يدعي أصغر في ملكوت السموات . وأما من عمل وعلم ، فهذا يدعي عظيماً في ملكوت السموات " ( مت 5 : 19 ) " فإني أقول لكم إن لم يزد بركم علي الكتبة والفريسيين ، لن تدخلوا ملكوت السموات " ( مت 5 : 20 ) .
يرفع تفكيرهم بإستمرار إلي السماء
+ إلي جوار حديثه الكثير عن الآب السماوي . وهذا سنشرحه بالتفصيل فيما بعد إن شاء الله . وقصده أن يرفع تفكيرهم بإستمرار إلي السماء . حتي إن صلوا يقولون " أبانا الذي في السموات " ( مت 6 : 9 ) " لتكن مشيئتك كما في السماء ، كذلك علي الأرض " ( مت 6 : 10 ) .
دعاهم أن يطلبوا أولاًملكوت الله وبره
+ ودعاهم أن يطلبوا أولاً ملكوت الله وبره ( مت 6 : 33 ) . ولا يهتموا بالأرضيات من اكل وشرب ولبس ( مت 6 : 25 - 32 ) قائلاً "لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلي هذه كلها " . بل إطلبوا ملكوت الله وبره ، " وهذه كلها تزاد لكم " .
عرفهم الطريق إلي ملكوت السموات
+ وعرفهم الطريق إلي ملكوت السموات بقوله : " ليس كل من يقول لي يا رب يا رب ، يدخل ملكوت السموات بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات " ( مت 7 : 21 ) . وقال لتلاميذه " قد أعطي لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات " ( مت 13 : 11 ) .