3 -تجديد الحياة بالعشرة(ح)
لنيافة الانبا موسي اسقف الشباب
وسائط النعمة
وهكذا بالاستمرار فى نوال وسائط النعمة تتجدد حياة الإنسان، و يتصور المسيح فينا بحسب تعبير الرسول بولس: يا اولادى الذين أتمخض بكم أيضا إلى أن يتصور المسيح فيكم (غل 19:4 )، وكلمة متصور محناها يتشكل ( 9 أى يصير لنا ملامح الرب يسوع، بنعمته العاملة فينا، تماما كما تمسك ببطارية مضيئة فى كفك فيضئ هذا الكف بنور البطارية. لهذا يقول الرسول: المسيح فيكم رجا ء المجد (كو 127:1 ... فسكنى الرب يسوع فى داخلنا هى التى تجددنا، ووسائط النعمة هى التى تغيرنا أى صورته المقدسة، ومنها:
1- الصلوات... بأنواعها المختلفة صلوات الليتورجيا والأجبية، والصلوات السهمية، والصلوات الحرة التلقائية التى تعبر تلاقى حقيقى مع رب المجد.
والتسابيح المختلفة التى يحيا الإنسان فيها إحساس الكنيسة، الجسد الواحد، والسفينة العابرة من الأرض إلى السماء.
2- الإنجيل المقدس... حيث 0 كلمات النعمة الخارجة من فمه (لو 22:4 )، فهى روح وحياة (يو 6: 63
يقراها المؤمن كل يوم، فيتغذى بغذاء روحانى مشبع ومفرح وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لى للفرح ولبهجة قلبى (إر 16:15 ).
3 - :التناول من جسد الرب ودمه... حيث وعد الرب الصادق: من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وانا فيه (يو 56:6 ). فالتناول يو حدنا فى المسيح، وفى القديسين، ومع بعضنا البعض. كأس البركة التى نباركها أليست هى شركة دم المسيح؟ الخبز الذى نكسره اليس هو شركة جسد المسيح؟. فإننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد (اكو 16:1 )...
4- القراءات الروحية... عملأ بوصية القديس أنطونيوس: اتعب نفسك فى القراءة، لتخلصك من النجاسة ، وقوله أيضا: كثرة القراءة تقوم العقل الطواف .
ولا شك أيضا: أن سير القديس
نور وشبع وقدوة، لهذا كان الأنبا أنطونيوس يقول: كتبى هى شكل الذين كانوا قلبى ... أى أنه كان يتأمل فى سير القديسين الذين سبقوه.
5- الاجتماعات الروحية... عملأ
بوصية الرسول: غير تاركين
اجتماعنا كما لقوم عادة (عب . 25:6 )... متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور له تعليم له لسان له إعلان له ترجمة: فليكن كل شئ للبنيان (اكو 26:14 ).
فالاجتماعات الروحية استنارة وشبع وشركة محبة روحية مع كثيرين.
6-الصوم... حيث نحيا إحساس الجسد الواحد، فى مناسبة معينة، وقراءات، وقداسات، ونسكيات، تضبط الجسد، لحساب الروح ... أقمع جسدى واستبعده (اكو 27:9 )، وهكذا تنطلق الروح فى آفاق السمائيات والسمائيين.
7- الخدمة... إذ يوصينا الرسول: بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا (غل 13:5 )، فالمحبة هى الاستجابة الطبيعية لمحبة السيد المسيح لنا، الذى فى سبيل خدمتنا لم يكتف بكلمات المحبة ، ولا حتى بالمشاعر الدافئة، ولا بالتعب الجسدى، ولا باحتمال الإهانات، بل وضع نفسه حتى الموت لأجلنا.
إن ممارسة هذه الوسائط المقدسة، بأمانة، واستمرار، واتضاع، وتفاعل حقيقى، هى طريق تجددنا اليومى، سعيأ إلى الإنسان الجديد، والكمال المطلوب، والقداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب (عب لأ 14:1 ).
وهكذا:
1 - تتجدد طبيعتنا... بالمعمودية.
2- وتتجدد سيرتنا... بالتوبة.
3- وتتجدد حياتنا... بالعشرة. ويبقى أن تتجدد أجسادنا
بالقيامة من الأصوات، حيث نلبس الجسد النورانى، السمائى، الممجأ فى العدد المقبل إن شاء الله.