منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور الحياة

اخبار . رياضة . فن .فيديو. طب. برامج. موضة. طفل. حوادث. بحث. فيس .بوك . تويتر. يوتيوب. جوجل . ادنس. ربح .نت .افلام . ترانيم . مسرحيات. عظات
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 6 ... 9, 10, 11, 12, 13, 14  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
علا المصرى
مشرفة
مشرفة
علا المصرى


عدد المساهمات : 18120
نقاط : 27494
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/05/2014
العمر : 30

 "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"     "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 10 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 10, 2014 4:34 pm

لذلك فالمهمّ، في نظر يسوع، ليس أن يكون الإنسان منزّهاً عن الخطيئة،
بل أن يعترف ويطلب المغفرة سبيلاً إلى الارتداد وتغيير القلب كالعشّار
الذي عاد إلى بيته مبرّراً دون الفريسيّ (لو 18: 9- 14).
وفي مختلف
الحالات، فان تبرير الإنسان لا ينتج عن أعماله الصالحة، كما كان يظنّ
الفريسيون، بل هو عطية مجّانيّة من الله الذي يسكب محبّته ورحمته في قلب
من يعترف بخطيئته وينفتح له.

ثانيًا- أعمال الرسل

إنّ لوقا هو كاتب
سفر أعمال الرسل كتكملة لإنجيله. إلاّ أنه في الإنجيل يبتدئ من الجليل حيث
بدأ يسوع رسالته، ثم ينتقل إلى اليهوديّة لينتهي بأورشلبم. أمّا في أعمال
الرسل، فيبتدئ من أورشليم، ثم يروي امتداد الكنيسة إلى اليهوديّة، ثم إلى
السامرة إلى أقاصي الأرض (أع 1: .
وامتداد
الكنيسة هذا هو عمل الروح القدس: "إنكم ستنالون قوّة بحلول الروح القدس
عليكم، فتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي جميع اليهوديّة والسامرة، وإلى
أقاصي الأرض" (1: . لذلك دعي سفر أعمال الرسل "إنجيل الروح القدس". كيف يرى لوقا علاقة الله بالإنسان، وعمل الروح فيه؟
1-
التوبة: يشدّد لوقا في أعمال الرسل، كما في إنجيله، على ضرورة التوبة لنيل
موهبة الروح القدس: فبطرس يطلب من اليهود في خطابه الأوّل يوم العنصرة أن
"يتوبوا ويعتدوا باسم يسوع لمغفرة الخطايا، فينالوا موهبة الروح القدس...
وبأقوال أخرى كثيرة كان يناشدهم ويحثّهم قائلاً: تخلّصوا من هذا الجيل
المعوجّ" (2: 38- 40). وبولس، من بعد الرؤيا، راح يكرز جميع الناس من يهود
وأمم "بأن يتوبوا ويرجعوا إلى الله بمزاولة أعمال تليق بالتوبة" (26: 20،
أنظر أيضاً 17: 30).
2- الإيمان: إلى جانب التوبة يتحدّث لوقا عن ضرورة
الإيمان بالربّ يسوع (8: 36- 37؛ 20: 21)، "لأن كل من يؤمن باسمه ينال
باسمه مغفرة الخطايا" (10: 43).
3- قوة الله ونعمة كلمته: إنّ الله هو
الذي يعطي الإنسان التوبة والإيمان. فيسوع هو الذي "يعطي إسرائيل التوبة
ومغفرة الخطايا" (5: 31)، و "الله هو الذي يعطي التوبة للأمم" (11: 28).
4-
الخلاص ومغفرة الخطايا هما ثمر التوبة "كلّ من يدعو باسم الرب يخلص" (نبؤة
يوئيل: أع 2: 21)، ويحصل على "السلام مع الله بيسوع المسيح" (10: 36؛ راجع
13: 26، 38-39؛ 8: 22؛ 26: 18).
5- موهمة الروح القدس: يرى لوقا في
الروح القوّة الإلهية التي يرسلها يسوع الممجّد إلى تلاميذه. فبه يعمّدون:
"إن يوحنا قد عمّد بالماء، أمّا أنتم فستعمَّدون بالروح القدس" (1: 5).
وموهبة الروح القدس هي العلامة الحقيقيّة لإرادة الله في خلاص الأمم (10:
47؛ 11: 16-18)؛ وحلول الروح القدس على كرنيليوس في قيصريّة يدعى عادة
"عنصرة الأمم" (10: 44- 46) بعد عنصرة اليهود (2: 1- 13).
والمعمودية هي التي تمنح الروح (2: 38)، أمّا معموديّة يوحنا قد تمنح إلّ مغفرة الخطايا (تلاميذ افسس 19: 1- 6).
6- لفظة النعمة  في إنجيل لوقا وأول الرسل
إنّ لوقا هو الإنجيلي الوحيد من بين الإزاثيّين الذي يستعمل لفظة  وتعني في الإنجيل وفي أعمال الرسل:
-
أما الحظوة عند الله كما في العهد القديم (لو 1: 30: "لا تخافي يا مريم،
فلقد نلت حظوة عند الله"، 2: 52: "أمّا يسوع فكان ينمو في الحكمة والقامة
والنعمة أمام الله والناس").
- وتعني أيضاً، وهذا جديد بالنسبة إلى
العهد القديم! الذي يمنحه الله بواسطة التبشير بالإنجيل. فنشاهد العبارات
التالية: "كلام النعمة" (لوقا 4: 22)، "كلمة نعمة الله" (أع 20: 32؛ 14:
3)، "انجيل نعمة الله" (أع 20: 24).
- هذه النعمة هي أيضاً، وهذا
المعنى مرتبط بالمعنى السابق، القوة التي يمنحها الله للتبشيبر.. بالإنجيل
(14: 26: "استُودعا نعمة الله للعمل الذي أكملاه"؛ راجع أيضاً 15: 40).
وأخيراً
في 15: 11، يربط لوقا بين النعمة والمسيح وهذا التعبير سنجده مراراً عند
بولس الرسل: "حال كوننا بنعمة الرب يسوع نؤمن أن نخلص نحن، مثل أولئك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
مشرفة
مشرفة
علا المصرى


عدد المساهمات : 18120
نقاط : 27494
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/05/2014
العمر : 30

 "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"     "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 10 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 10, 2014 4:35 pm

  ثالثاً- النعمة في رسائل بولس الرسول
==========

إنّ بولس الرسول قد توسّع في
موضوع النعمة، ولا سيّمَا بمناسبة خلافه مع اليهود المتنصّرين، الذين
كانوا يريدون أن يتقيّد المسيحيون بأعمال الناموس الموسويّ، من ختانة
وامتناع عن بعض المآكل وما سوى ذلك، معتبرين أن الإيمان بالمسيح لا يكفي
للخلاص. لا بدّ من قراءة الفصلين الأوّلين من رسالة القديس بولس إلى
الغلاطيّين لإدراك البلبلة التي أحدثتها في الكنائس آراء اولئك اليهود
المتنصّرين. أمّا بولس فيؤكّد في هذه الرسالة وفي رسالته إلى الرومانيين
أنّ "الإنسان لا يبرّر بأعمال الناموس، بل بالإيمان بيسوع المسيح" (غلا 2:
16).
أ) حالة الإنسان من دون النعمة:
لا فرق بين اليهود والأمم، "فالجميع قد خطئوا وأعوزهم مجد الله" (رو 3: 23):
الجميع
قد خطئوا: لوضح بولس في رسالته إلى الرومانيين حالة الإنسان بعيداً عن
نعمة المسيحٍ. فالأمم (رو 1: 18- 32) واليهود (رو 2: 17- 29) جميعهم قد
خطئوا (راجع أيضا 3: 9- 1.
والخطيئة، التي ترجع لفظتها  63
مرة في الرسالة إلى الروممانيين، يرى فيها بولس قوة كونيّة يُستعبَد لها
الإنسان (رو 6: 14- 20؛ 7: 14، 17، 20)، وتعمل فيه كل شهوة (رو 7: .
والإنسان العائش تحت سلطان الخطيئة يدعوه بولس "الإنسان الجسديّ"، الذي
يسيطر فيه الجسد على الروح (رو 8: 5- 13)، والذي يرفض أيّ ارتباط بالله،
ليكون هو إلهاً لنفسه.
ثم يتساءل بولس: "من ينقذنا من جسد الموت هذا؟"
(رو 7: 24). فالناموس يوضح لنا ما يجب عمله، ولكنه لا يستطيع أن يمنحنا
القوة على ذلك. المسيح وحده يمكنه أن يحرّرنا من الخطيئة (رو 7: 25؛ 8: 1-
4).
فأعوزهم مجد الله: قلنا في كلامنا عن قداسة الله ومجده في العهد
القديم، إن الله يتقدّس ويتمجد في بر الإنسان وصلاحه. أما الخطيئة فتمنع
ظهور مجد الله، إذ "تعوق إظهار الحقّ" (رو 1: 18 "الذين يعوقون الحق
بالظلم"). لذلك "يعتلن غضب الله من السماء على كل كفر وظلم" (راجع أيضاً
2: 5). أمّا مجد الله فيظهر في "آنية الرحمة التي أعدّها من قَبْل للمجد،
أي فينا نحن الذين قد دعاهم، لا من اليهود فقط، بل من الأم أيضاً" (رو 9:
23).
النعمة علاقة حوار الله. أمّا الخطيئة فتمنع هذا الحوار، وتترك
الإنسان في أنانيّته واعتداده بنفسه. أمّا عبارة "غضب الله" فليست سوى
تعبير بشريّ للعقاب الذي تحمله الخطيئة في ذاتها: من يبتعد عن الله وينغلق
على ذاته يعِشْ في الظلمة ويعمل أعمال الظلمة، لذلك لا ينتج عن أعماله
إلاّ الشرّ. أمّا الله فيصبر ويطيل أناته على الإنسان (رو 2: 4؛ 3: 25-
26؛ 9: 22).
ب) الحياة الجديدة في المسيح
1- يبني بولس نظرته في
الحياة المسيحية على المقارنة بين الإنسان العتيق والإنسان فالإنسان
العتيق هو كل إنسان يخضع لعبودية الخطيئة. والخطيئة تسود العالم منذ
الإنسان الأول، الذي يدعوه بولس مع سفر التكوين "آدم"، وهي لفظة عبريّة
تعني "الإنسان". أمّا الحياة الجدية فقد أتتنا بيسوع المسيح، الذي هو "آدم
الجديد"، أي "الإنسان الجديد".
"فكما أنها بإنسان واحد دخلت الخطيئة
إلى العالم، وبالخطيئة الموت... فلئن كان بزلّة واحد قد لكثيرون، فكم
بالأحرى نعمة الله وموهبته قد وفرتا للكثيرين بنعمة الإنسان الواحد، يسوع
المسيح... فلئن كان الموت بزلّة واحد قد ملك بهذا الواحد، فكم بالأحرى
الذين ينالون وفور النعمة وموهبة البرّ، سيملكون في الحياة بواحد، هو يسوع
المسيح. فإذن كما أنه بزلّة واحدة كان القضاء على جميع الناس، كذلك ببرّ
واحد، يكون لجميع الناس تبرير الحياة. لأنه كما جعل الكثيرون خطأة بمعصية
كذلك بطاعة واحد يجعل الكثيرون أبراراً. لقد دخل الناموس حتى تكثر الزلّة،
ولكن حيث كثرت الخطيئة طفحت النعمة، حتى إنه، كما أنّ الخطيئة ملكت للموت،
كذلك النعمة تملك بالبرّ للحياة الأبدية، بيسوع المسيح ربنا" (رو 5: 12-
21).
إن كلام بولس في ما يدعوه اللاهوت "الخطيئة الأصلية"، أي اتّحاد
جميع الناس في مع آدم ("بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم") لا يهدف
إلاّ إلى إظهار اتّحاد جميع الناس في النعمة مع المسيح. وهذا هو الأمر
المهمّ الذي يريد بولس أن يؤكّده. فلا يتكلم عن شمول الخطيئة إلاّ ليبرز
شمول النعمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
مشرفة
مشرفة
علا المصرى


عدد المساهمات : 18120
نقاط : 27494
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/05/2014
العمر : 30

 "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"     "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 10 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 10, 2014 4:37 pm

2- كيف يتمّ اتحاد الإنسان بالمسيح "الإنسان الجديد"؟
إن الله قد
صالحنا مع نفسه بموت المسيح وقيامته، فصرنا، بموت المسيح، خليقة : "إن كان
أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، فالقديم قد اضمحل، وكل شيء قد تجدّد.
والكل من الله الذي صالحنا مع نفسه بالمسيح... إن الله هو الذي صالح، في
المسيح، العالم مع نفسه، ولم يحسب عليهم زلاّتهم... إن الذي لم يعرف
الخطيئة جعله خطيئة من أجلنا، لكي نصير نحن به برّ الله" 5: 17- 21).
فالمسيح
"قد مات عن الجميع والجميع أيضاً قد ماتوا معه. وإنه قد مات عن الجميع لكي
لا يحيا لأنفسهم في ما بعد، بل للذي مات وقام لأجلهم" (2 كو 5: 14- 15).
بالمعمودية
يتّحد الإنسان بموت المسيح وقيامه: "إنّا جميع من اعتمدوا للمسيح، قد
اعتمدنا لموته. فلقد دُفنّا إذن معه بالمعموديّة للموت، حتى إنّا، كما
أُقيم المسيح من بين الأموات بمجد كذلك نسلك نحن أيضاً في جدّة الحياة.
لأنّا، إذا كنّا قد صرنا متّحدين معه بشبه موته، نصير أيضاً بشبه قيامته،
عالمين أن إنساننا العتيق قد صُلب معه، لكي يتلاشى جسد الخطيئة، بحيث لا
نُستعبد بعد للخطيئة، لأنّ الذي مات قد محرّر من الخطيئة" (رو 6: 3- 7).
فالنعمة
هي إذاً اشتراك في موت المسيح وقيامته، بحيث يخلع الإنسان عنه "الإنسان
العتيق" ويلبس الإنسان الجديد، أي يتّحد بالمسيح "فيحيا في المسيح" "ويحيا
المسيح فيه". هذا ما يردّده بولس في عبارات مختلفة، مؤكّداً تلك العلاقة
الشخصيّة والجماعيّة التي تربط الإنسان، كائناً فرداً وعضواً في جماعة،
بالمسيح يسوع:
"لست أنا حيا، بل هو المسيح يحيا فيّ" (غلا 2: 20)؛
"أفلا تعرفون أنّ يسوع المسيح فيكم" (2 كو 13: 5)؛
"ليحلّ المسيح بالإيمان في قلوبكم..." (أف 3: 17)؛
"أما
أنتم فلستم في الجسد بل في الروح، إن كان روح الله ساكناً فيكم. من ليس
فيه روح المسيح فهو ليس له. ولكن إن كان المسيح فيكم، فالجسد ميت بسبب
الخطيئة، أمّا الروح فحياة لأجل البرّ" (رو 8: 9- 11).
ويذهب بولس، في
تعبيره عن الاتحاد العميق بين المسيحيّ والمسيح، إلى القول: "إنّكم جميعاً
أبناء الله، بالإيمان بالمسيح يسوع. لأنكم، أنتم جميع الذين اعتمدوا
للمسيح، قد لبستم المسيح. فليس بعد يهوديّ ولا يونانيّ، ليس عبد ولا حرّ
ليس ذكر وأنثى، لأنّكم جميعاً واحد في المسيح يسوع" (غلا 3 26- 28).
ان
"لبس المسيح" الذي يتكلم عنه بولس هنا ليس مجرّد تغيير في سلوك المسيحي.
فبالمعموديّة تنشأ علاقة كيانيّة جديدة بين الإنسان والمسيح. فالمعتمد، إذ
يلبس المسيح، يصير المسيح مبدأ كيانه ويجعل منه ابن الله على مثاله ويشركه
في حياة الله. وجميع المعتمدين يصيرون واحداً في المسيح، لأن حياة المسيح
الواحد تسري فيهم جميعاً.

ج) موهبة الروح القدس
إن الروح القدس هو الذي يشرك المسيحيين في حياة المسيح.
فالله
قد أفاض علينا بوفرةٍ الروحَ القدس، بيسوع المسيح مخلصنا (راجع تي 3: 4-
7)، الروح هو روح التبنّي الذي يعمل فينا ليجعلنا أبناء الله على مثال
الابن: "فإنّا لم نأخذ روح العبوديّة بل روح التبنّي، الذي به نصير ورثة
الله" (راجع رو 8، 14- 18). وهذا الروح يعضد ضعفنا، ويجعلنا مشابهين لصورة
ابن الله، الذي "يصبح هكذا بكراً بين إخوة كثيرين" (راجع رو 8: 26- 29).
والدليل على أننا أبناء الله كون الله أرسل إلى قلوبنا روح ابنه ليصرخ
فيها: "أبّا أيها الآب..." (غلا 4: 4- 7، 19).
وهكذا فالحياة الجديدة
التي يحياها المسيحيّ هي اشتراك في حياة الثالوث الأقدس: "فالبمسيح لنا
كلينا (أي اليهود والأمم) التوصل إلى الآب، بروح واحد" (اف 2: 18). فالروح
يجعلنا أبناء الآب على مثال الابن يسوع وبالاتحاد معه.
يعود بولس
مراراً إلى سكنى الروح في الإنسان: "ان محبّة الله قد أفيضت في قلوبنا
بالروح القدس الذي أعطيناه" (رو 5: 5)، "فالله قد أرسل إلى قلوبنا روح
ابنه" (غلا 4: 6)، "ومنحنا الروح" (غلا 3: 5)، "وأفاضه علينا بوفرة" (تي
3: 6)، والروح يسكن فينا (رو 8: 9)، "إننا هيكل الله وروح الله ساكن فينا"
(1 كو 3: 16؛ 6: 19).
إلا أن موهبة الروح القدس هذه، التي أعطيت لنا،
ليست إلاّ بداية بالنسبة إلى الفداء الأبديّ والمجد السماويّ. فإننا لا
نملك سوى "عربون الروح" (2 كو 1: 22؛ 5: 5)، و"باكورة الروح" (رو 8: 23)،
والروح "هو عربون ميراثنا" (اف 1: 4). وهذا يعني أن الجديدة التي حصلنا
عليها على هذه الأرض هي عربون يمنحنا إياه الله. وهذا العربون هو في آن
معاً ضمانة لنا بأننا سنحصل على المجد الأبديّ، وبدء الحياة في المجد
الأبديّ منذ الآن. فالمجد مرتبط بالنعمة ارتباط الثمرة بالزهرة والنبتة
بالبزرة (رو 5: 1- 4؛ راجع برهان في ذلك في رو 5: 6- 10، 21، 6: 5- 8؛ 8:
17- 22، 29- 30).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
مشرفة
مشرفة
علا المصرى


عدد المساهمات : 18120
نقاط : 27494
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/05/2014
العمر : 30

 "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"     "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 10 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 10, 2014 4:41 pm

د) النعمة تحرّر من الخطيئة

1- يشدد بولس
على التناقض بين حياة يسوع في الجسد وحياته في المجد من بعد قيامته. لانّ
الكلمة، في التجسد، "لاشى ذاته آخذا صورة عبد" (في 2: 7). وهو "الذي لم
يعرف الخطيئة، جعله الله خطيئة من أجلنا" (2 كو 5: 21). فحياة المسيح على
الأرض هي انحدار إلى عالم الخطيئة لمصارعته. وبطاعته حتى الموت، موت
الصليب، استحقّ أن ينتصر الخطيئة والموت. وهكذا صار يسوع "آدم الآخر روحا
محييا" (1 كو 15: 45).
2- والمسيحي، على مثال يسوع، عليه أن ينتقل من
الإنسان الجسديّ إلى الإنسان حيّ، من الوجود الأرضيّ في جسد الخطيئة إلى
الوجود الروحيّ، بقوة الروح القدس. غير أن هناك فرقاً بين المسيحي
والمسيح. فالمسيح لم يتحرر، بقيامته، من الخطيئة نفسها، لأنه "لم يعمل
الخطيئة"، به من عواقبها التي حملها تضامناً مع ذريّة آدم. أمّا المسيحي
فعليه أن يتحرّر من الخطيئة ذاتها.
وهذا التحرّر لن يحصل دون عراك
وجهاد. لأن في الإنسان مبدأين متناقضين: الجسد والروح "فالجسد يشتهي ضد
الروح، والروح ضد الجسد، وكلاهما يقاوم الآخر، حتى إنكم لا تصنعون ما
تريدون" (غلا 5: 7). والإنسان من طبيعته "جسديّ، مبيع للخطيئة وتحت سلطان
الخطيئة" (رو 7: 14). ويبقى فيه الميل إلى الخطيئة، حتى بعد حصوله على
الخلاص. غير أنه يستطيع التغلّب قي هذا الميل بقوة الروح الساكن فيه "إن
ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد حرّرك من ناموس الخطيئة والموت... إن
كان روح الذي أقام يسوع من بين الأموات ساكناً فيكم، فالذي أقام المسيح
يسوع من بين الأموات يحي أيضاً أجسادكم المائتة، بروحه الساكن فيكم" (رو
8: 2، 11)، "أسلكوا بالروح فلا تقضوا شهوة الجسد... إن كنتم تنقادون
للروح، فلستم بعد تحت الناموس" (غلا 5: 16، 18).
والإنسان الجديد لا
يبنى، ني نظر بولس، إلاّ على أنقاض الإنسان العتيق الذي يجب إماتته (كو 3:
5- 9، اف 4: 20- 24). على هذا المبدإ ترتكز قيمة الإماتة في المسيحيّة.
فالإماتة ليست مجرد أمر سلبيّ، بل هي عراك ضد الإنسان العتيق الذي يحاول
دوماً أن يبعدنا عمّا يبنينا. وهذا العراك هدفه بناء ما فينا من قيم سامية
وتطلعات صالحة، ولا بد من أن يدوم الحياة كلها، حتى نبلغ إلى "ملء قامة
المسيح، إلى الإنسان الكامل".
3- ثم إن النعمة تحرّر المسيحيّ من الناموس. وهذا يعني أمرين متكاملين:
-
زوال الناموس القديم في شرائعه وأنظمته المقيّدة، بحيث إن الأمم واليهود
الذين يريدون أ، يصيروا مسيحيين غير ملتزمين بالخضوع للناموس اليهودي.
-
هذا التحرّر من القوانين القديمة هو في آنٍ معاً تحرر لأجل عمل الخير.
فالمسيحيّ غير مقيّد بأنظمة تُفرض عليه من الخارج، بل يحرّكه الروح لعمل
المحبة. ذلك هو التحرر المسيحيّ، تلك هي حرية أبناء الله: نتحرّر من
الناموس فارس المحبة. وجميع شرائع العهد القديم التي تُنقض في العهد
الجديد، والشرائع الجديدة يطبّق عليها قول بولس: "إن الناموس كلّه يتمّم
في هذه الوصية الواحدة: أحبب قريبك كنفسك" (غلا 5: 14). وهذه المحبة هي
"ثمر الروح" (غلا 5: 22)، إنها موهبة تعمل في صميم الإنسان وتحرّره من
أعمال الجسد (غلا 5: 16- 21).

هـ- البرّ والتبرير
1- إن الآب هو الذي، بموت يسوع وقيامته، قد صالحنا
مع نفسه. وهكذا صار لنا يسوع من الله حكمة وبرّاً وقداسة وفداء" (1كو 1:
30). و"وهو الذي لم يعرف الخطيئة قد جعله الله خطيئة من أجلنا لكي نصير
نحن به برّ الله" (2 كو 5: 21).
فالبرّ إذاً هو الحالة الجديدة التي
يعيشها الإنسان الذي يقبل فداء المسيح. والتبرير هو عمل الله الذي به يزيل
خطيئة الإنسان ويجعل منه إنساناً جديداً بارّاً.
إن هذا الحكم الذي
يصدره الله مبرّراً الإنسان ليس مجرّد حكم خارجيّ يعلن فيه الله أن
الإنسان لم يعد بعد تحت الدينونة، كما كان في حالة الخطيئة. إن النظرة
البروتستنتيّة للتبرير تكتفي بهذا الحكم الخارجي معتبرة أن الإنسان يبقى
خاطئاً، إلاّ أن الله يتغاضى عن خطيئته ويعامله كما لو كان بارّاً. أما
النظرة الكاثوليكيّة فتعتبر أن الإنسان يصير في الواقع بارّاً. لأنه كما
يقول بولس، عندما يقترن بالرب "يكون معه روحاً واحداً... ويصير هيكل الروح
القدس" (1 كو 6: 17، 19). "إن الله قد صالحكم الآن بجسد بشريّة ابنه، إذ
أسلمه للموت، ليظهركم لديه قديسين، بغير عيب ولا مشتكى" (كو 1: 22، راجع
أيضاً اف 2: 5- 6).
2- الإيمان هو الذي يبرّر الإنسان لا أعمال الناموس
إن
التبرير والخلاص يحصل عليهما الإنسان بنعمة مجّانيّة من الله: "إن كان ذلك
بالنعمة، فليس إذاً بالأعمال، وإلاّ فليست النعمة نعمة بعد" (رو 11: 6)
"فإنّ الله لكونه غننيًّا بالرحمة وأحيانا مع المسيح، إذ بالنعمة أنتم
مخلّصون... أنتم إذاً بالنعمة مخلّصون بواسطة الإيمان، وهذا الخلاص ليس هو
منكم بل عطية من الله، وليس هو من الأعمال لكي لا يفتخر أحد" (أف 2: 4- 9).
بالإيمان
يقبل الإنسان فداء الله. هذا ما يعنيه بولس بقوله إن الإيمان هو الذي
يبرّر الإنسان: "البارّ بالإيمان يحيا" (رو 1: 17)، "برّ الله بالإيمان
بيسوع المسيح" (3: 22)؛ "إن اعترفت بفمك أن يسوع هو ربّ، وآمنت في قلبك أن
الله قد أقامه من بين الأموات، فإنك تخلص. لأن الإيمان بالقلب يقود إلى
البر، والاعتراف بالفم إلى الخلاص" (رو 10: 9- 11).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
مشرفة
مشرفة
علا المصرى


عدد المساهمات : 18120
نقاط : 27494
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/05/2014
العمر : 30

 "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"     "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 10 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 10, 2014 4:54 pm

3- الإيمان العامل بالمحبة
"نحن صنعه، إذ قد
خلقنا في المسيح يسوع للأعمال الصالحة التي أعدّها الله من قبل لنسلك
فيها" (رو 2: 10). إن الإيمان، وإن كان قد تحرّر من أعمال الناموس
الموسويّ، إلاّ أنّه لا يكون إيمانا حقيقيًّا إلاّ إذا اقترن بالعمل
بناموس المسيح الذي يوجزه بولس بالمحبة. (راجع غلا 5: 13- 14؛ 6: 2).
وتتميم هذا الناموس شرط للحصول على الخلاص في الدينونة الأخيرة: "لا
تضلّوا، إن الله لا يُستهزأ به، وكل امرىء يحصد ما قد زرع. فالذي يزرع في
جسده، يحصد من الجسد الفساد، والذي يزرع في الروح، يحصد من الروح الحياة
الأبدية. فلا نفشلْ في عمل الخير، فإنّا سنحصد في الأوان إن نحن لم نكلّ.
فلنُحسن إذاً إلى الجميع ما دامت لنا الفرصة، ولا سيّمَا إلى الذين هم
شركاؤنا في الإيمان" (غلا 6: 7- 10).
الإيمان وحده يبرّر الإنسان. ولكن الإيمان العامل بالمحبة هو وحده الإيمان الحقيقيّ، الذي به يلتزم الإنسان العمل بناموس المسيح.

رابعاً: النعمة في كتابات يوحنا الإنجيلي

أ- حالة الإنسان في العالم
"العالم"،
عند يوحنا الإنجيلي، اصطلاح لمُلك الخطيئة. فالشيطان هو رئيس العالم، أي
موحي الخطيئة، والشهوة هي التي تملأ العالم: "لا تحبّوا العالم، ولا ما في
العالم. إن أحبّ أحد العالم فليست فيه محبة الله. لأنّ كل ما في العالم-
شهوة الجسد وشهوة العين وصلف الغنى ليس من الآب بل من العالم. والعالم
يزول وشهوته أيضاً" (1 يو 2: 15- 16).
لذلك يدعو يوحنا الخطيئة "خطيئة العالم" (يو 1: 29). والخطيئة، في نظره، هي ابتعاد عن الله ورفض لله:
- فالله حق، والخطيئة كذب (يو 8: 44؛ 1 يو 2: 4؛ 21- 22)
- والله نور، أما الخطيئة فظلمة (يو 3: 19- 21؛ 1 يو 1: 5- 7)
- "والله حياة، أمّا الخطيئة فموت (يو 8: 21- 24؛ 1 يو 3: 14- 15)
- والله حرية ويدعونا إلى الشركة معه، أمّا الخطيئة فعبوديّة (يو 8: 31- 36).
ب- الحياة الجديدة في يسوع المسيح
1- الثالوت الأقدس مصدر الحياة الجديدة
-
الآب ينبوع الحياة الجديدة: "فكما أن الآب له الحياة في ذاته، كذلك أعطى
الابن أن تكون له الحياة في ذاته" (يو 5: 26). فالآب إذاً "حياة". وهو
"محبة" (1 يو 4: 7- 10، 16) وهو أيضاً "نور" (1 يو 1: 5).
- تلك الحياة
الجديدة تجلّت لنا في الابن. فهو "القيامة والحياة" (يو 11: 25)، وهو
"الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6)، وهو "خبز الحياة" (يو 6: 35- 58)
وكلامه هو "روح وهو حياة" (يو 6: 63)، "وعنده كلام الحياة الأبديّة" (يو
6: 68). وتلك رسالته أن يهب الحياة للعالم (يو 6: 33؛ 10: 10؛ 1 يو 4: 9).
وبه حصلنا على "النعمة والحق" (يو 1: 17).
وهو، كالآب، محبة (يو 13: 1، 34؛ 14: 21؛ 15: 9؛ 13؛ 1 يو 3: 16).
وهو أيضاً، كالآب، نور (يو 1: 9؛ 3: 19- 21؛ 8: 12؛ 9: 5؛ 12: 46).
-
الروح القدس هو الذي يحيينا: إنه "الروح المحيي" (يو 7: 37- 39) الذي
أرسله يسوع من بعد قيامته ليرشد التلاميذ إلى الحق (يو 14: 36؛ 16: 13).
2- حياتنا الجديدة
إنها
"ولادة جديدة" (يو 1: 12؛ 3: 3) تمنحنا "حياة جديدة" (يو 5: 24؛ 6: 40؛
20: 31) حياة أبناء الله (1 يو 3: 1- 15)، حياة المحبة التي تجعلنا نشترك
في حياة الله (1 يو 4: 7، 16؛ الشركة مع الله: 1 يو 1: 3، يو 17: 21- 26).
منذ
هذه الحياة، يبدأ المسيحيّ "الحياة الأبديّة"، إلاّ أنّ تلك الحياة تجد
كمالها في المجد السماويّ (راجع سفر الرؤيا 21: 1- 8؛ 22: 5). وفي 22: 1
يصف الثالوث وصفاً رمزيّاً: فالروح "نهر ماء الحياة" يخرج من عرش الله
(الآب) والحمل (الابن).
فالنعمة هي، على هذه الأرض، شركة في حياة
الثالوث وتلك الشركة ستجد كمالها في المجد السماويّ. هذا هو ميراث الإنسان
الذي يصبح ابناً لله. 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 10 من اصل 14انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 6 ... 9, 10, 11, 12, 13, 14  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» سيرة الراهب المتوحد المعاصر ابونا عبد المسيح الاثيوبى
» تعالوا ندرس اللاهوت الدفاعى
»  اللاهوت العقلي
»  أسرار اللاهوت
»  علم اللاهوت الطقسي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور الحياة  :: المنتديات المسيحية العامة - Christian public forums :: الطقس والعقيده والاهوت-
انتقل الى: