من طقوس كنيستنا القبطية
---------------------------
**** واهدنا الى ملكوتك ****
--------------------------
يطلب الكاهن فى هذه الصلاة قائلا " واهدنا الى ملكوتك .لكى بهذا كما ايضا فى كل شئ , يتمجد , ويتبارك , ويرتفع اسمك القدوس فى كل شئ كريم ومبارك , مع يسوع المسيح ابنك الحبيب والروح القدس " ...
اى يطلب من الله الهداية والارشاد الى الطريق الصالح الذى يؤدى به وبشعبه الى ملكوت السموات , حيث يسكنون مع الله الى الابد فى فرح لا ينطق به ومجيد ..
واذا اهتدى كثيرون الى ملكوت السموات وساروا فى الطريق الصالح , وتزينوا بالفضائل الروحية , كان هذا سببا فى تمجيد الله وتسبيحه , ورفع اسمه حسب قول الرب يسوع : " فليضى نوركم هكذا قدام الناس, لكى يروا اعمالكم الصالحة فيمجدوا اباكم الذى فى السموات " مت 5 : 16 ...
ذلك لان الله هو الذى يفعل فى النفس كل ماهو صالح وجليل , وكل ماهو حسن الصيت من فضائل الاعمال ونافع الاقوال ...والرسول يقول " لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من اجل المسرة - اى لمسرته وارضائه " فى 2 : 13 ...
يتمجد الله بالآكثر , لانه اعطانا جسده ودمه الاقدسين غذاء وشرابا روحيا لخلاصنا وهاديا لنا لحياتنا الابدية والملكوت الدائم .. ولانه بهذه التقدمة الطاهرة يحل فى وسط شعبه , ويهب الحياة الابدية للذين يتناولونها بأستحقاق ويهب البركة للذين تقدم لاجلهم , وبذلك يتمجد ويتبارك اسمه العظيم القدوس فى كل شئ ..
وكما يتمجد الله فى كثيرين ممن يطيعون وصاياه , ويعملون بحسب اقواله , ويتناولون من اسراره الالهية غير المائتة ... فهو يتمجد ايضا فى هلاك الكثيرين ممن يرفضون وصاياه , ويسدون اذانهم عن صوت نصائحه وارشاداته الالهية الابوية كما حدث بفرعون ايام موسى النبى :
" قال الرب لموسى : مالك تصرخ الى ؟ قل لبنى اسرائيل ان يرحلوا , وارفع انت عصاك ومد يدك على البحر , وشقه فيدخل بنو اسرائيل فى وسط البحر على اليابسة , وهاانا اشدد قلوب المصريين حتى يدخلوا وراءهم , فأتمجد بفرعون ومركباته وفرسانه " خر 14 : 15 - 18 ...
وهكذا .. كما تمجد الرب فى خلاص بنى اسرائيل , وعبورهم فى وسط البحر ونجاتهم من فرعون , تمجد ايضا فى اغراق فرعون المعاند والمقاوم لصوت الله , وتمجد فى كل جيشة وفرسانه .. وهكذا يتمجد الله باليمين واليسار , فى خلاص الناس .. وفى اهلاك الشر الذى فيهم , لانه ضابط الكل وخالق الكل ومدبر الكل بكلمة قدرته ...
وتقول الصلاة التى نحن بصددها :
" لكى بهذا - اى بأهتدائنا وخلاصنا - يتمجد ويتبارك ويرتفع اسمك العظيم القدوس فى كل شئ " ...
حقا .. ان اسم الله قدوس فى كل شئ وبهذا المعنى نصلى فى القداس الغريغورى " قدوس قدوس قدوس انت ايها الرب وقدوس فى كل شئ " ...
وفى تحليل صلاة الغروب نقول :
" لننهض للتسابيح والصلوات فى كل حين وفى كل مكان نمجد اسمك القدوس فى كل شئ " ...
الله قدوس وممجد فى كل حال , وفى كل عمل , وفى كل شئ , وفى ذلك يقول الرسول :
" ان كان يتكلم احد , فكاقوال الله , وان كان يخدم احد , فكأنه من قوة يمنحها الله لكى يتمجد الله فى كل شئ " 1 بط 4 : 11 ...
+ بعد ان يقول الكاهن عن اسم الله الاب انه " العظيم القدوس فى كل شئ "
يكمل ويقول :
" كريم ومبارك مع يسوع المسيح ابنك الحبيب والروح القدس " ...
حقا ان اسم الله مكرم ويستحق كل اكرام من خليقته الناطقة , وغير الناطقة .. ثم انه " المبارك " اى اصل كل بركة ونعمة وفضل , لانه كنز الخيرات , ومعطى الصالحات .. كما ان الكاهن يضم الاقنومين الاخرين " الابن والروح القدس " الى اقنوم الاب فى التمجيد والتسبيح , وسائر الكمالات الالهية ...
فأسم الثالوث هو الاسم العظيم القدوس فى كل شئ , وهو الاسم المبارك , وهو الاسم الذى ينبغى ان يتمجد , ويتبارك ويرتفع , وتقدم له سائر العبادات , والتسابيح ..
+ بعد ان ينتهى الكاهن من تلاوة هذه الصلاة يخضع برأسه قليلا نحو الكهنة والشماسة ويقول :
" ايرينى باسى "
اى السلام للكل , بدون رشم .. واعطاء السلام هنا , يقصد به استقرار النعمة التى طلبناها فى دعوة الروح القدس وتحويل الاسرار , وهذه النعمة تعطى للمتناولين من جسد الرب ودمه الاقدسين , فتحل فيهم وتدوم , ويملك على قلوبهم سلام الله الكامل الذى يفوق كل عقل " فى 4 : 7 " ...
+ نلاحظ هنا ان هذه اول مرة يقول الكاهن فيها " السلام للكل " بدون رشم ...
فما السبب ؟؟؟؟؟؟
السبب هو انه بعد حلول الروح القدس على الاسرار , وتحويلها الى جسد ودم الهنا , لايجوز للكاهن مطلقا ان يرشم اية رشومات بيده , او بالصليب , فى حضرة الكاهن الاعظم الرب يسوع الموجود على المذبح , وتتكرر هذه العبارة عدة مرات وكلها تقال بدون رشم لنفس السبب ..
+ اما الرشومات المسموح بها بعد حلول الروح القدس , فهى رشومات الاسرار بالاسرار , فمثلا :
نرشم الجسد بالدم , والدم بالجسد ....
وهكذا ..
عندما تسمع الاب الكاهن يقول " السلام للكل " اخضع برأسك قليلا , وارشم ذاتك بعلامة الصليب , متأكدا انك تقبل السلام من ملك السلام نفسه , الحاضر فى وسطنا الان على المذبح بمجد ابيه والروح القدس ...
ردد مع الشعب مرد :
" ولروحك ايضا "
طالبا لابيك الكاهن ان يملآه الله بالسلام والطمأنينة , حتى يفيض من هذا السلام الالهى عليك , وعلى كل واحد من اولاده المؤمنين , فتزول المشاكل والخصومات من البيوت ومن بين الافراد , ويقضى الجميع حياة مطمئنة هادئة فى كل تقوى ووقار , لان هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا الله الذى :
" يريد ان جميع الناس يخلصون , والى معرفة الحق يقبلون " 1 تى 2 : 2 - 4 .