[size=32]
2- تجديد السيرة بالتوبة [/size]
لنيافة الأنبا موسي أسقف الشباب
ذكرنا في العدد الماضي ما هي التوبة وذكرنا منها:
1- التوبة هي صحوة روحية.
2- والتوبة هي تجديد الذهن.
3- والتوبة هي عودة لحضن الآب.
نستكمل حديثنا...
4- والتوبة هي الندم علي الخطية والعزم علي تركها... فالخطيئة تدمر الكيان الإنساني كله:
* الروح: إذ تحرمها من شركة الله.
* العقل: إذا يضطرب بالتفكير السلبي.
* النفس: إذ تدخل في تعاسة الإحساس بالذنب.
* الجسد: إذ يتدمر عضويا (العقل بالمخدرات, والكبد بالمسكرات, والرئتان والقلب بالتدخين, والإنسان كله بالنجاسة).
* العلاقات: إذ يفشل الخاطئ في تكوين علاقات اجتماعية ناجحة, في الأسرة والكنيسة والمجتمع.
أما التوبة, فتعيد الإنسان إلي حياة روحية, وبهجة حقيقية, لهذا تكررت كلمة الفرح 3 مرات, في قصة الأبن الضال:
- وقدموا العجل المسمن واذبحوا فنأكل ونفرح (لو 15:23).
- فابتدأو يفرحون (لو 15:24).
- ولكن كان ينبغي أن نفرح ونسر لأن أخاك هذا ميتا فعاش, وكان ضالا فوجد (لو 15:32).
5- والتوبة هي المدخل لثمار كثيرة... فبدونها لا نكون قد خضعنا لتبكيت الروح القدس, وبالتالي لا نأخذ ثماره المقدسة: محبة, فرح, سلام, طول أناه, لطف, صلاح, إيمان, وداعة, تعفف (غل 5:22-23), والشبع بوسائط النعمة, وتنفيذ إرشادات الزب الروحي, وذلك من خلال أمانة الاعتراف أمام الله والأب الكاهن.
6- والتوبة بدونها لا يكتمل خلاصنا... الذي يبدأ بالمعمودية: الذي مثاله (أي الفلك), يخلصنا نحن الآن- أي المعمودية (1بط 3:21), من آمن واعتمد خلص (مر 16:16), قم واعتمد واغسل خطاياك (أع 22:16)... ويكتمل بالتوبة المتجددة طول العمر: تمموا خلاصكم بخوف ورعدة (في 2:12), اليوم حصل خلاص لهذا البيت (لو 19:9)... ويختتم بتغيير الجسد إلي جسد نوراني:الذي سيغير شكل جسد تواضعنا, ليكون علي صورة جسد مجده (في3:21).
ملامح التوبة المقبولة
يجب أن تكون توبتنا:
1- سريعة: أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم, فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا (رو 3:11), وهذه هي الآية التي كانت سببا في توبة وخلاص القديس أغسطينوس...
- هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص (2 كو6:2) وتأجيل التوبة خطير, لأن أحدا لن يضمن عمره حتي إلي يوم واحد أو ساعة واحدة... كما أن التأجيل يجعل قيود الخطية الحريرية, تتحول إلي قيود حديدية, مما يصعب التوبة.
2- حاسمة:
- رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقع (يع 1:
.
- أقوم وأذهب إلي أبي وأقول له: ياأبي, أخطأت إلي السماء وقدامك (لو 15:18) فقام وذهب وقال...
التردد خطير, فخطوة إلي الأمام وأخري إلي الخلف, معناها: محلك سر... فلا تقدم, ولا نمو!!.
3- شاملة: أي تشمل الكيان الإنساني كله: الفكر, والحواس, والمشاعر, والإدارة, والتصرفات, والسلوكيات... (حسب رشومات الميرون الـ 36)... وهي نفسها بنود الاعتراف, حين أراجع نفسي في هذه المساحات الست, المذكورة سابقا.
4- مستمرة: فالتوبة في المفهوم الكتابي والأرثوذكسي, تستمر معنا طول العمر, و غسل الرجلين معناه أن يتكرر باستمرار, والتائب الحقيقي إذا سقط يقوم, وينادي الخطيئة قائلا: لا تشمتي بي يا عدوتي, إذا سقطت أقوم (مي7:
, لأن الصديق يسقط سبع مرات ويقوم (أم 24:16).
5- مثمرة: لهذا نادي المعمدان التائبين المعمدين قائلا لهم: ... اصنعوا أثمار تليق بالتوبة (مت 3:
, وشرح لسامعيه بعضا من هذه الثمار, بحسب مهنة كل واحد منهم, فمثلا أوصي الجميع قائلا: من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا. وأوصي العشارين حين جاءوا أيضا ليعتمدوا وسألوه: يامعلم ماذا نفعل؟ فأجاب: لا تستوفوا أكثر مما فرض لكم.وأوصي الجنود حين سألوه أيضا: وماذا نفعل نحن؟ فأجاب: لا تظلموا أحدا ولا تشوا بأحد واكتفوا بعلائفكم (لو 3:11-14).
وهكذا تكون التوبة تجديدا لسيرة ومسار الإنسان, سعيا إلي الملكوت العتيد, ولكن التوبة ليست مرة واحدة, ولا تكتفي لتجديد الإنسان تجديدا شاملا, فهذا هو الشق السلبي في الموضوع, أي ترك الخطايا. لكن المسيحية تهدف إلي تجديد إيجابي للإنسان, إذ يتجدد يوما فيوما, فيقتني ثمار الروح وحياة القداسة... وهذا ما نسميه تجديد الحياة بالعشرة.
ركائز التجديد في المفهوم الأرثوذكسي(4)
2- تجديد السيرة بالتوبة
لنيافة الأنبا موسي أسقف الشباب
ذكرنا في العدد الماضي ما هي التوبة وذكرنا منها:
1- التوبة هي صحوة روحية.
2- والتوبة هي تجديد الذهن.
3- والتوبة هي عودة لحضن الآب.
نستكمل حديثنا...
4- والتوبة هي الندم علي الخطية والعزم علي تركها... فالخطيئة تدمر الكيان الإنساني كله:
* الروح: إذ تحرمها من شركة الله.
* العقل: إذا يضطرب بالتفكير السلبي.
* النفس: إذ تدخل في تعاسة الإحساس بالذنب.
* الجسد: إذ يتدمر عضويا (العقل بالمخدرات, والكبد بالمسكرات, والرئتان والقلب بالتدخين, والإنسان كله بالنجاسة).
* العلاقات: إذ يفشل الخاطئ في تكوين علاقات اجتماعية ناجحة, في الأسرة والكنيسة والمجتمع.
أما التوبة, فتعيد الإنسان إلي حياة روحية, وبهجة حقيقية, لهذا تكررت كلمة الفرح 3 مرات, في قصة الأبن الضال:
- وقدموا العجل المسمن واذبحوا فنأكل ونفرح (لو 15:23).
- فابتدأو يفرحون (لو 15:24).
- ولكن كان ينبغي أن نفرح ونسر لأن أخاك هذا ميتا فعاش, وكان ضالا فوجد (لو 15:32).
5- والتوبة هي المدخل لثمار كثيرة... فبدونها لا نكون قد خضعنا لتبكيت الروح القدس, وبالتالي لا نأخذ ثماره المقدسة: محبة, فرح, سلام, طول أناه, لطف, صلاح, إيمان, وداعة, تعفف (غل 5:22-23), والشبع بوسائط النعمة, وتنفيذ إرشادات الزب الروحي, وذلك من خلال أمانة الاعتراف أمام الله والأب الكاهن.
6- والتوبة بدونها لا يكتمل خلاصنا... الذي يبدأ بالمعمودية: الذي مثاله (أي الفلك), يخلصنا نحن الآن- أي المعمودية (1بط 3:21), من آمن واعتمد خلص (مر 16:16), قم واعتمد واغسل خطاياك (أع 22:16)... ويكتمل بالتوبة المتجددة طول العمر: تمموا خلاصكم بخوف ورعدة (في 2:12), اليوم حصل خلاص لهذا البيت (لو 19:9)... ويختتم بتغيير الجسد إلي جسد نوراني:الذي سيغير شكل جسد تواضعنا, ليكون علي صورة جسد مجده (في3:21).
ملامح التوبة المقبولة
يجب أن تكون توبتنا:
1- سريعة: أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم, فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا (رو 3:11), وهذه هي الآية التي كانت سببا في توبة وخلاص القديس أغسطينوس...
- هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص (2 كو6:2) وتأجيل التوبة خطير, لأن أحدا لن يضمن عمره حتي إلي يوم واحد أو ساعة واحدة... كما أن التأجيل يجعل قيود الخطية الحريرية, تتحول إلي قيود حديدية, مما يصعب التوبة.
2- حاسمة:
- رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقع (يع 1:
.
- أقوم وأذهب إلي أبي وأقول له: ياأبي, أخطأت إلي السماء وقدامك (لو 15:18) فقام وذهب وقال...
التردد خطير, فخطوة إلي الأمام وأخري إلي الخلف, معناها: محلك سر... فلا تقدم, ولا نمو!!.
3- شاملة: أي تشمل الكيان الإنساني كله: الفكر, والحواس, والمشاعر, والإدارة, والتصرفات, والسلوكيات... (حسب رشومات الميرون الـ 36)... وهي نفسها بنود الاعتراف, حين أراجع نفسي في هذه المساحات الست, المذكورة سابقا.
4- مستمرة: فالتوبة في المفهوم الكتابي والأرثوذكسي, تستمر معنا طول العمر, و غسل الرجلين معناه أن يتكرر باستمرار, والتائب الحقيقي إذا سقط يقوم, وينادي الخطيئة قائلا: لا تشمتي بي يا عدوتي, إذا سقطت أقوم (مي7:
, لأن الصديق يسقط سبع مرات ويقوم (أم 24:16).
5- مثمرة: لهذا نادي المعمدان التائبين المعمدين قائلا لهم: ... اصنعوا أثمار تليق بالتوبة (مت 3:
, وشرح لسامعيه بعضا من هذه الثمار, بحسب مهنة كل واحد منهم, فمثلا أوصي الجميع قائلا: من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا. وأوصي العشارين حين جاءوا أيضا ليعتمدوا وسألوه: يامعلم ماذا نفعل؟ فأجاب: لا تستوفوا أكثر مما فرض لكم.وأوصي الجنود حين سألوه أيضا: وماذا نفعل نحن؟ فأجاب: لا تظلموا أحدا ولا تشوا بأحد واكتفوا بعلائفكم (لو 3:11-14).
وهكذا تكون التوبة تجديدا لسيرة ومسار الإنسان, سعيا إلي الملكوت العتيد, ولكن التوبة ليست مرة واحدة, ولا تكتفي لتجديد الإنسان تجديدا شاملا, فهذا هو الشق السلبي في الموضوع, أي ترك الخطايا. لكن المسيحية تهدف إلي تجديد إيجابي للإنسان, إذ يتجدد يوما فيوما, فيقتني ثمار الروح وحياة القداسة... وهذا ما نسميه تجديد الحياة بالعشرة.