منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور الحياة

اخبار . رياضة . فن .فيديو. طب. برامج. موضة. طفل. حوادث. بحث. فيس .بوك . تويتر. يوتيوب. جوجل . ادنس. ربح .نت .افلام . ترانيم . مسرحيات. عظات
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تعالوا ندرس اللاهوت الدفاعى

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
ابن الرجاء
مشرف
مشرف
ابن الرجاء


عدد المساهمات : 2330
نقاط : 8689
السٌّمعَة : 61
تاريخ التسجيل : 06/02/2013
العمر : 34
الدولة : مصر

تعالوا ندرس اللاهوت الدفاعى Empty
مُساهمةموضوع: تعالوا ندرس اللاهوت الدفاعى   تعالوا ندرس اللاهوت الدفاعى I_icon_minitimeالأحد يوليو 21, 2013 9:24 am

المقدمة :
سلام رئيس السلام ، ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ، يكون معكم ، اليوم سنبدأ معاً دورة اللاهوت الدفاعي – المستوى الأول – في منتدى الكنيسة العربية ، وقبل البدء في آيّةُ تفاصيل أود أن أقول أننا جميعا إخوة نحب بعضنا جداً وهذا هو الرباط الأسْمى بيننا جميعاً، هذه الدورة لا أريد ان تكون بنظام التعليم التحفيظي التلقيني ، الذي يعتمد على إدخال المعلومات إلى الذاكرة ولو كانت غير مفهومة، هذه الدورة ليس بها أستاذ وتلاميذ ، هذه الدورة ليس فيها من له أي ميزة عن غيره، اللهم إلا الخبرة لبعضنا ( ويوجد مشتركين لديهم خبرة كبيرة جداً ) ، هذه الدورة يشترك فيها الكبير ( عُمْراً ) والصغير وربما يكون بعض الأعضاء أكبر مني أنا شخصياً ، ليس هناك أي تمييز لأي طائفة على أخرى ، لهذا فأرجو أن تكون الدورة مفيدة للكل في كل الجوانب التي سيتم النقاش فيها، والغرض من هذه الدورة هو تدريب كوادر مسيحيّة دفاعية تستطيع أن تجيب عن كل الأسئلة أو تعرف إلى اي مكان تذهب لمعرفة معلومة ما ، بإختصار ، الغرض هو خلق أو تنشيط الفكر نقدي دفاعي عند كل المشتركين، وعندها سيتم إختيار أعضاء منكم قد ثبت نشاطهم وقدرتهم وحبهم لهذه الخدمة ليكونوا من أعضاء فريق اللاهوت الدفاعي.

التعلم، ربما يكون هذا هو الدافع الثاني، فكل من أعضاء فريق اللاهوت الدفاعي عندما ينظر إلى بدايته، كيف بدأ، وما الأسئلة التي كانت تدور في فكره قبل أن يجد الطريق الصحيح ويبدأ في التعلم، فعندما ينظر أي من أعضاء الفريق إلى هذه الأسئلة الأولى يرى كم كان بسيطاً وكم كانت اسئلته يسهل الإجابة عليها، ربما يعتقد البعض منكم ان هذا يعد من الذكريات التي يجب نسيانها، ولكن هذا الفكر فكر خاطيء تماماً ، لماذا؟ ، لأن الذي يصعد إلى قمة جبل فقد صعد من سفح الجبل إلى قمته، ولولا إجتيازه هذا السفح لما وصل إلى القمة، فكُل سؤال ، وكُل جواب، وكُل حوار، وكُل متابعة، وكُل شغف، وكُل مناظرة، ..إلخ، تقرأها أو تسمعهات تضيف إليك شيء ما، ربما تضيف إليك تساؤل، ربما تضيف إليك فخر، ربما تضيف إليك موثوقية في إيمانك القويم، ربنا تضيف إليك حيرة وشك، ربما تضيف إليك قدرة على النقد اللحظي، ربما تحذف منك خوف ما، ربما تجعلك أكثر إدراكاً للأمور العقيديّة واللاهوتية، ..إلخ، لذا فعلم اللاهوت الدفاعي علم سهل على من يتقنه، ولكنه يحتاج إلى خبرة ويحتاج إلى إستمرارية، فأرجو من الجميع ان يعتنق هذا العلم.
علم اللاهوت الدفاعي، في إعتقادي الشخصي، هو أهم العلوم المسيحيّة، وذلك لأسباب، فالذي يخدم في مجال اللاهوت الدفاعي يستخدم كل العلوم الاخرى تقريباً، حتى العلوم غير المسيحيّة، فمثلا يستخدم علم الآباء في أقسام مثل النقد النصي والقانونية وتفسير الكتاب المقدس ودراسة المسيحييات المبكرة، ويستخدم علم التاريخ الكنسي في معرفة المراحل التي مرت بها الكنيسة عبر كل هذه العصور الطويلة، وفي معرفة المسيحييات المبكرة أيضاً ، ويستخدم علم التاريخ المجرد في معرفة الظروف المحيطة بالأحداث الكتابية وفي فهم أعمق للكتاب وبيان مدى موثوقية الاحداث التاريخيية في الكتاب المقدس، ويستخدم علم الآثار ، ويستخدم علم النقد النصي في معرفة تاريخ إنتقال النص ومدى موثوقية نص الكتاب المقدس ، ويستخدم أيضا علوم الخطوط والتأريخ في المخطوطات، ...إلخ، ويستخدم علوم الإخوة المسلمين في معرفة مدى موثوقية نص الكتاب المقدس عن طريق معرفة مدى موثوقية نص القرآن والمقارنة بينهم ، وتاريخ إنتقال النصين ، القرآني والكتابي ، على ما أعتقد ، فإنه يستخدم كل العلوم الموجودة تبعا لنوع البحث الذي يكتبه، لهذا فأن هذه الدورة هى في المستوى الأول، وعند إنتهاء هذا المستوى سنحدد ما إذا كانت المؤشرات تساعدنا في بداية المستوى الثاني، والذي بدوره سيكون مستوى تخصصياً ، فأنت هنا ستدرس كل ما يمكن ان تتعرض له من نقد أو سؤال بشكل عام، وليس بشرح علم قائم بذاته، ولكن سيظهر لنا أو بحسب إختياركم، من منكم يميل إلى اي علم، وعليه فسنبدأ بالمستوى الثاني والذي سيكون لشرح علوم بحد ذاتها، والذي يحدد هذا القرار، أنبدأ أم لا، هو جديتكم ومدى حبكم للخدمة.

كعادة أي علم، في البداية يكون صعب، أو يكون غير مفهوم، والحل لهذه المشكلة، أن يعتنق الشخص منا هذا العلم، بمعنى أن يجعله هو النشاط المحبب له، هو الهواية، هو الذي اقضي فيه وقت عملي فضلا عن فراغي، يكون هو شغلك الشاغل، في هذه الأحيان ، أقوم أنا ( مولكا ) بتدريب بعض الشباب الصغير، الذي لم يتجاوز عمر أكبرهم عن 15 عاماً!، وأدرس لهم علم النقد النصي، تخيلوا؟!، هذا السن صغير نسبياً ولكن مع إختياري لهم فالمختار يصلح تماماً لهذا العلم، إذن وبعد كل هذا ، ما الغرض من هذا العلم ؟ ما فائدته ؟ كيف سأستخدمه في حياتي ؟ لماذا انتم في هذه الدورة إخوتي الأحباء؟، هل انتم هنا لمحاورة المسلمين مثلا والرد عليهم؟! هل انتم هنا لإفحامهم، هل انتم هنا لتكونوا أصحاب علم وخبرة تتفاخرون به على من لا يملكهم؟ هل أنتم هنا لتتفاخرون على أصحابكم ؟ لماذا أنتم هنا ؟ يجب ان نعرف أمراً هاماً ، نحن هنا لغرض واحد صريح ، فهم عقيدتنا بشكل صحيح ، إنطلاقا من هذه القاعدة تستطيع ان تفعل كل شيء، فلو أنت تعرف عقيدتك بشكل صحيح، ستعرف كيف ترد بهذا الـ" صحيح " على أي فكر " خاطيء " ، مهما كان، لان الظلام لا يزاح إلا بالنور ، فليس عليك أن تبذل مجهود كبير في إزالة الظلام، بل عليك فقط ان تنير هذا الظلام بمصباح، فلا يوجد فيما بعد ظلاماً، عن طريق فهم عقيدتك يتضح لك كيف هى قوية كالصخر وقويمة ولا يمكن نقضها، يجب ان يعرف كل مِنا أن هذا العلم رسالة يحملها كل شخص فينا إلى من بعده إلى مجيء رب المجد يسوع المسيح ، الإيمان نقله إلينا الرسل وحفظه الآباء الآباء إلى يومنا هذا، وهذا ما سننقله ، ونحن لن نهاجم أحد، فقط سننير لهم الطريق.

ما هى المهارات المطلوب تنميتها؟، أول مهارة هى مهارة النقد ، وهى عبارة عن التفكير الإمتحاني، فلكي تستطيع التفكير بذهن صافٍ فلابد من الدراسة النقدية، المهارة الثانية هى مهارة اللغة، فبعض منا ( في المنتدى ) يتحدث العربية ، وبعض منا يتحدث الإنجليزيية بطلاقة، وبعض منا يتحدث الألمانية، بعض منا يتحدث الفرنسية ، وبعض منا يتحدث الآرامية والكلدانية، وبعض منا يتحدث العبرية ...إلخ، اللغة الأم هى الإنجليزيية بطبيعة الحال، نظرا للكم الضخم من الكتب والمراجع التي نمتلكها بهذه اللغة، في شتى المجالات البحثية، بالفعل لن نستخدم كل المراجع والكتب، بل بعض منها وحسب الحاجة وحسب البحث نفسه، لذا فالمهم تطوير النفس في اللغة الإنجليزيية أولا ، ثم التوجه للغات أخرى كتابية ، مثل العبرية واليونانية والآرامية ، ثالث مهارة، هى مهارة التريكز في الأسس، فمثلاً، تجد أحد المسلمين يقولون لك، " أنا أريد كلام يسوع وليس كلام بولس ويوحنا ..إلخ " ماذا تفعل معه هذا الكائن ؟ هو يقصد أنه يريد كلام المسيح بلسانه عندما كان على الأرض جسدياً متأنساً، ما المشكلة التي تواجهك هنا ؟ هل إحضار كلام المسيح؟!! لا، في الحقيقة ليست هذه المشكلة، المشكلة هى في عقل هذا المسلم الذي يفرق بين كلام المسيح بلسانه عندما كان على الأرض جسدياً متنأساً وبين كلام الرسل، فمن الخطأ ان ترد عليه بكلام المسيح، لا لشيء إلا لأن المبدأ مغلوط، فكلام العهدين هو كلام المسيح، لان المسيح هو الإله، فالكل كلام الإله ، فهذا كلام الإلخ بحسب متى وهذا كلام الإله بحسب لوقا وهذا كلام الإله بحسب مرقس وهذا كلام الإله بحسب يوحنا وهذا كلام الإله بحسب بولس وهذا كلام الإله بحسب ....إلخ فيجب ان تبدأ معه من هذا المنطلق، ان كل الكلام هو كلام المسيح له كل المجد، ولا يوجد تفضيل لكلام عن كلام ، رابع مهارة هى، عدم التشتت، فأحياناً يقوم المحاور المسلم بالتشتيت، للهروب من نقطة ما ، او لضعفه فيها او لقلة أدلته فيها ( إن جاز ان نسميها " ادلة " ) فهنا يجب على المسيحي ألا يسمح بهذا، ويستمر في مناقشة تلك النقطة ولا يخرج عنها تحت اي سبب حتى إن كانت النقطة التي سيخرج إليها يعرفها وسهلة.. ، المهارة الخامسة، هى مهارة بعد الرؤية، وهذه المهارة سنكتسبها مع الوقت وتكرار بعض الأسئلة، فيجب على المحاور أن يكتب مشاركته أو بحثه ويكون عالماً ما هى النقاط التي يمكن أن يُرَد عليها او التي ستكون محل نقاش ، وما هو هذا الرد الذي سيأتي عليها، وما هو رده عليها، لأن هذه المهارة تعطي نهاية لأي شبهة مهما كانت، المهارة السادسة هى مهارة الشمولية والدقة، فعندما تكتب بحثا أو رداً على شخص، فيجب ألا تشخصن البحث لتجعله ردا على شخص بعينه فقط ( ولكل قاعدة شذوذ ) فيجب أن تجمع كل الأفكار والأطروحات التي قيلت في هذا الموضوع الذي تكتب بحثاً او رداً عليها، لكي تأتي بكل الشبهات المختصة بهذا الموضوع وترد عليها فيكون ردك كامل ( نسبياً ) وقوي ويعطيك الخلفية الكاملة للرد عليها فتنتهي الشبهة تماماً وحتى إن بقيت فستظل إما تكراراً لا فائدة منه أو نقد بسيط يمكن سحقه تماماً، المهارة السابعة ، وهى مهارة غاية في الأهمية، حيث أن علم اللاهوت الدفاعي عن طريق الممارسة العملية هو علم تراكمي، فيجب أن يكون الشخص منا شغوفاً بالردود الجديدة والقديمة ، بكل أنواعها ، سواء مكتوبة او مسموعة أو مرئية، فكلها أفكار تدخل إلى عقلك وتعرف الرد عليها ومع الوقت تثبت في عقلك بمجرد أن يسأل فيها أي شخص يكون الرد حاضرا لديك، المهارة الثامنة، وهى مهارة خدمية، كل منا ( تقريبا ) يملك حساباً على " فيس بوك " أو " تويتر " او " ياهو " أو " هوت ميل " أو خلافه، وكل منا يعرف أصدقاء يختلفون عن من يعرفهم الآخر، لذلك يجب أن نشارك في نشر هذه الردود الموجودة، فالشبهات محدودة والردود كثيرة، ولكن ما الفائدة إن ظلت تلك الردود في اماكنها بدون قراءة؟ يجب نشر الردود على الفيس وتوتير وعلى الصفحات الخاصة بنا ودعوة الأصدقاء للقراءة ، ربما يكونوا غير مهتمين بهذا الأمر ، ولكن ربما ( جداً ) أن يواجهم سؤالاً في الخدمة أو في الكلية ، او حتى على الفيس بوك من أحد المسلمين، فلو كان يعرف " أين يجد الرد على هذا السؤال " يستجه مباشرة إلى هذه الأماكن ويبدأ البحث فيها، أو إن لم يجد الرد جاهزاً فيستطيع أن يسأل ونجيبه، ولكن كيف سيعرف هذه الاماكن وقتها إن لك يكن يعرف كيف يدخل إليها ويكون قد دخل إليها فعلا ؟! ، لهذا يجب نشر الردود بكل صورها، فمثلا، هذا الموضوع نفسه، هل فكرت وانت تقرأه الآن ، أن تقوم بنشره؟ لماذا لم تفكر في هذا الأمر ؟! أليس هذه معلومات يجب معرفتها؟ رجاءً قم بنشر الموضوع ، ولن يكلفك هذا إلا 5 ثواني!، فيمكنك عمل " شير " على الفيس بوك في ثانية واحدة ستجعل بها الرد يقرأه كل اصدقائك. المهارة التاسعة وهى مهارة تشمل كل هذه المهارات وتفوقهم، وهى معارة التعلم، فطالما أنت إنسان فأنت ستتعلم إلا أن نذهب إلى إلهنا الحنون، فجيب ألا تستكبر من العلم وتتعلم، والأكثر من هذا ، يجب ان تكون انت نقطة إنطلاق لتعليم الآخرين، فتنقل مواضيعا إلى حسابك الشخصي – مثلا الفيس بوك – وتقوم بمناقشتها مع البعض وإن إستعصى عليك سؤال فلك إخوة يمكن ان يساعدوك فيه، وهؤلاء الإخوة أنفسهم هناك من علمهم ومن مازال يعلمهم ويرجعون إليه هم أيضاً فلا يوجد احد كاملا في علمه مِنّا ، المهارة العاشرة والأخيرة الآن، هى مهارة النفس الطويل، فبعض مِنّا يشعر بالرهبة لمجرد أنه رأى مقالاً طويلا عريضاً منمقاً به ألفاظا لا يفهمها، فيقول أن الآخر هذا قوي لانه فعل هذا!، هذا الفكر خاطيء، فالبحث – جدلا – الإسلامي خصوصاً يتميز بثلاثة عوامل رئيسية، الأخطاء المنقطية والمعرفية ، التفسير الشخصي ، ضعف الأدلة ( إن وجدت ) ، فما الذي يجب ان تقع عينيك عليه في كل هذا البحث ( جدلا ) ؟ كل ما يجب ان يقع عليه عينيك هو النقاط الأساسية في البحث والتي إنبنى عليها نقاط أخرى، فأن نقضت هذه النقاط الأساسية فلا يوجد فرعية!، فعليك ان تستخرج نقاط محاورك في ورقة خارجية مثلا او عقلا او على الكمبيوتر مثلاً وتسأل نفسك ، ما الذي يريده من هذه النقطة وكيف ارد عليها ( وليس عليه ).، فاللغة هى وسيلة تواصل بين الشعوب، واللغة لا قيمة لها في حد ذاتها إلا أنها تحمل أفكارا يتم إيصالها للآخر عن طريق هذه اللغة، فيجب ان تركز على الأفكار المنقولة وليس على وسيلة نقلها، وفي كل الحالات لا تخف، فكل شبهة ضعيفة.

مهارات إضافية، هذه المهارات هى مهارات ثانوية ، فهناك مِنا من يجيد التسجيل الصوتي، ومنا من يستطيع مونتاج الفيديوهات، ومنا من يستطيع إستخدام البرامج لتجميع الشبهات في كتاب الكتروني ومنا من يعمل على الفوتو شوب ...إلخ، كل هذه المهارات سنحتاجها فيما بعد لإيصال كل الردود إلى الكل بكل الطرق.

من اين أحصل على الكتب والمراجع ؟، هذا السؤال سابق لأوانه جداً فيجب ان تعرف كيف تستخدم الشيء ثم تستخدمه فعلاً، الكتب موجودة والمراجع موجودة، سنؤجل هذا الحديث إلى نهاية الدورة بكاملها وعن طريق الدورة ستعرف تحديدا إلى اي كتب ومراجع تحتاج، لدينا كتب كثيرة للغاية تقدر بمئآت الآلاف، فلا تشغلوا عقولكم بهذا الآن.
ما هى ضرورة دراسة هذا العلم؟، الضرورات كثيرة، منها فهم أعمق للكتاب المقدس ، كيف وصل إلينا الكتاب المقدس؟ كيف نرد على داعوى التحريف الحديثة؟ كيف نفهم الكتاب المقدس تاريخياً؟ كيف أرد على إبني في البيت؟ كيف أرد على المخدومين في خدمتي ؟ كيف ألقي درساً في مدارس الآحاد؟ كيف أرد على من يسألني؟ كيف ارد على شبهة؟ كيف أصل للمعلومة بسهولة وبدقة؟ كيف أُفرق بين التلعيم الصحيح والخاطيء؟ دراسة كلمة المسيح.
في النهاية، لسنا أساتذة وطلاب، كلنا إخوة، نتعلم ونتشارك جميعنا، نحن سنتعلم من اسئلتكم وحواراتكم ومناقشاتكم المفيدة، سنفيدكم بمعرفتنا وبخبرتنا، وانتم تفيدونا بالنقاش المثمر، وفي النهاية أُذكّر الجميع بأننا مأمورين بالبشارة لكل العالم فيقول الكتاب المقدس"فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس ، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" ويقول أيضاً "فدعا عشرة عبيد له وأعطاهم عشرة أمناء وقال لهم: تاجروا حتى آتي" ويقول أيضا "صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء. صرت للكل كل شيء لأخلص على كل حال قوما" ، وليكن دائما حاضراً لدينا ، أن الإيمان الذي وصل إلينا قد وصل عن طريق بحور دماء سالت بداية من الرب يسوع نفسه الذي إشترانا بدمه وصولا إلى كل شهيد يقتل لأنه "مسيحي" ، فحافظوا على هذا الإيمان الغالي.



هناك بعض المحاضرات اقدمها لكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن الرجاء
مشرف
مشرف
ابن الرجاء


عدد المساهمات : 2330
نقاط : 8689
السٌّمعَة : 61
تاريخ التسجيل : 06/02/2013
العمر : 34
الدولة : مصر

تعالوا ندرس اللاهوت الدفاعى Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعالوا ندرس اللاهوت الدفاعى   تعالوا ندرس اللاهوت الدفاعى I_icon_minitimeالأحد يوليو 21, 2013 9:29 am

المحاضرة  الاولى        اساسيات الايمان المسيحى




للأسف الشديد، فإن على مر أربعة عشر قرناً من الزمان قد تأثرنا كثيراً بالثقافة العربية الإسلامية، فنتيجة لإختلاط الشعوب المسيحيّة ( في مصر وسوريا والعراق وفلسطين ..إلخ ) فالعرب، تخالطت اللغات ومع مرور الوقت إستعمل المسيحيون اللغة العربية بدلا من لغاتهم التي كانت قبل " الفتوحات " الإسلامية، وفي نفس هذا الخط الزمني كانت الفجوة الزمنية بين صعود رب المجد يسوع المسيح وبين العصر الحالي تزداد إتساعاً فكانت اللغات التي إستقرت لزمن يصل إلى ستّة قرون بدأت في الإندثار نتيجة عدم إستعمالها ودخول اللغة العربية للحياة اليومية، ومع مرور أجيال صارت اللغات التي أُستُعمِلت من قِبل الآباء هى اللغة الثانية ولم تَعُد تُستَخدم إلا في الصلوات الليتورجية والتي كانت قد إستقرت بالفعل في وجدان الكنيسة ، والتي مازال منها الكثير إلى يومنا هذا يتم تفعيله في الصلوات الليتورجية، ومع مرور الزمن، ودخول اللغة العربية الركيكة بشكل كبير في كل شيء فقد إضطر الآباء في هذه الفترة لإستخدام مصطلحات وتعابير يحاولون بها إيصال المعنى الذي يتم شرحه لعامة الشعب وغيرهم، فحاولوا بقدر الإمكان إتخاذ مصطلحات يضعونها كتعبير عن المصطلحات الأصلية ( مثل كلمة " اقنوم " ، تعبر عن " هيبوستاسيس " ) ومع مرور الوقت وضعف التعليم الآبائي نظراً للظروف المختلفة التي تمر بها كل دولة وكل شعب داخل كل دولة فأصبحت هذه الكلمات العربية ( مثل أقنوم ) هى المستخدمة بشكل شِبة مطلق وبدون شرح دقيق للأصول التي تعبر عنها هذه الكلمات، فإختلط المعنى على كثير من الناس، هكذا كل المصطلحات تقريباً، والحاصل الآن أن نسبة كبيرة من المسيحيية لا يعرفون المعاني الصحيحة التي تقف خلف كل مصطلح بل يكاد لايعرفون المصطلح الأصلي نفسه، هذه واحدة، الأخرى ، أن التعليم الصحيح الآبائي نفسه لم يعد مُفعّل بكثافة ، بل صار في أغلب الأحيان يُدرس في الإكلريكيات والكليات والمعاهد اللاهوتية فقط ومع تزايد أعداد الشعب المسيحي وقلة عدد الكهنة صار الكاهن منهمك ما بين خدماته طوال النهار وبين الصلوات والعظات ..إلخ، فقلت كثافة التعليم وقل المتعلمين، ومن هنا لكي نستطيع أن نرد على كل مخالف، لابد ان نعرف اولا، ما هى النقاط المخالفة، ولكي نعرف النقاط المخالفة لابد ان نعرف طرفي الخلاف، ولكي نعرف طرفي الخلاف لابد أن نعرف ما نؤمن به أولاً ثم الطرف الآخر سنعرفه فيما بعد، ومن هنا فهذا الجزء في هذه الدورة مختص بتصفية المعارف المسيحيية في عقولنا مما علق بها من شوائب عربية وسنتكلم عن بعض هذه المعارف في إيجاز شديد.

بمن نؤمن؟، إن حقيقة الإيمان المسيحي كله يرتكز على المسيح نفسه شخصياً، فيبدأ من العهد القديم وبداية من سفر التكوين ، وسقوط الجنس البشري ، قد وعد الرب الجنس البشري بأن نسل المرأة سيسحق رأس الحيّة ، وإستمر الزمان وتوالت النبوات عن هذا " النسل " الذي سيسحق رأس الحية ، وتوالى الأنبياء واحداً تلو الآخر يتنبأون عن هذا المنتظر ( المسيح ) إلى أن جاء رب المجد يسوع المسيح إلى عالمنا بحسب الجسد ، ثم صُلِب وقُتِل بمشورة اليهود وتنفيذ الرومان ، ثم خرج الرسل والتلاميذ وملأوا العالم بشارة بيسوع المسيح وإياه مصلوباً ونمت الكرازة في وقت قليل جداً وإنتشرت بشدة في العالم أجمع وتم تأسيس كنائس ورسامة أساقفة وقسس وشممامسة حتى كتب البشير يوحنا سفر الرؤيا والذي فيه قد كتب بطريقة رائعة كيف أعاد الرب الإنسان إلى مجده الأول والقاريء المدقق للكتاب المقدس سيلاحظ أنه بدأ بسقوط الجسن البشري ثم إنتهى بعودة الجنس البشري الصالح إلى الملكوت مرة أخرى ( رجاء بجدية قراءة الأصحاحات الثلاثة الأولى من سفر الكوين وبعدها مباشرة قراءة الأصحاحات الثلاثة الأخيرة من سفر الرؤيا ) ، وبين هذا وذاك يوجد من قسم التاريخ، يوجد من تنبأ عنه الأنبياء ، وأخبر بمجيئه وتحقيق النبوات عنه التلاميذ والرسل الأطهار، وبين من كَتب عن مجيئه الأنبياء وبين من كَتب عن رسالته الرسل، هذا الشخص هو شخص الرب يسوع المسيح له كل المجد، فالكتاب المقدس ليس هو الغاية في حد ذاته، ليست حروفه هى الغاية ، الحروف هذه هى وسيلة لشرح وإيصال رسالة البشارة والخلاص لكل العالم ، لكن ليست هى نفسها حجر الزاوية ، هى تبشر بحجر الزاوية ولكنها ليست هى حجر الزاوية، فكل أرتباطنا هو بالمسيح لأن ليس بأحدٍ غيره الخلاص، فالتلاميذ هم تلاميذ الرب يسوع المسيح ، والرُسل هم رسل الرب يسوع المسيح، وبولس الرسول هو رسول يسوع المسيح ، وفي الليتورجيا نتعامل بالطقسِ مع الرب يسوع المسيح ، ومريم العذراء هى أم يسوع المسيح ونحن أبناء يسوع المسيح والكتاب المقدس هو رسالة خلاص يسوع المسيح ..إلخ، فنجد أن حجر الزاوية هو الرب يسوع المسيح نفسه.

كيف نؤمن؟، يقول القديس بولس الرسول أن " الإيمان بالخبر، والخبر بكلمة الله "، فما هى " كلمة الله " المقصودة هنا؟ يستطيع أي شخص منكم أن يقول بكل سهولة، كلمة الله أي الكتاب المقدس أوَيوجد غيرها كلمة الله؟، هذا الفهم صحيحاً ولكنه منقوصاً، لماذا ؟، دعونا نقرأ ما قاله بالترتيب، " فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟ وَكَيْفَ يَكْرِزُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ». لكِنْ لَيْسَ الْجَمِيعُ قَدْ أَطَاعُوا الإِنْجِيلَ، لأَنَّ إِشَعْيَاءَ يَقُولُ: «يَا رَبُّ مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا؟» إِذًا الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ، وَالْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ " فهل مازال جوابك هو نفسه الجواب الأول؟ دعونا نوضح شيئاً، من المعروف أن الكنيسة منذ صعود المسيح قد ظلت فترة بلا أي أسفار للعهد الجديد،إلى أن بدأ الرسل يكتبون الرسائل والبشائر، فكيف كانت الكنيسة في هذه الفترة؟ في الحقيقة كانت الكنيسة تعيش في هذه الفترة على التعليم المباشر بالكرازة من فم الرسل أنفسهم ، حيث كان أكثرهم على قيد الحياة وكانوا يتنقلون هم بأنفسهم شرقاً وغرباً، شمالا وجنوباً ، كارزين ببشارة الملكوت وخلاص يسوع المسيح، ثم بعد ذلك كتبوا رسائل إلى هذه المدن التي كانوا قد زاروها وأسسوا فيها كنائس ورسموا فيها أساقفة وقسس، فهل الذين إنتقلوا من هذا العالم في هذه الفترة – أي قبل كتابة أي بشارة أو رسالة – كانوا يؤمنون؟ وبمن وبماذا كانوا يؤمنون وهم ليس معهم " عهد جديد " ؟ هل من مات منهم على بشارة خلاص يسوع المسيح قد دخل الفردوس؟ بالطبع نعم، لماذا؟ لأن البشارة كانت تنتقل بإتقال المبشر أو الرسول أو أحد تلاميذه، فكانت الكرازة الشفهية هى العمدة في الإيمان، الآن يمككنا أن نعيد قراءة ما كتبه القديس بولس الرسول بدقة، " " فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟ وَكَيْفَ يَكْرِزُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ». لكِنْ لَيْسَ الْجَمِيعُ قَدْ أَطَاعُوا الإِنْجِيلَ، لأَنَّ إِشَعْيَاءَ يَقُولُ: «يَا رَبُّ مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا؟» إِذًا الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ، وَالْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ "، فهل عرفتم ما هى كلمة الله المقصودة هنا أم لا ؟ كلمة الله المقصودة هنا هى البشارة نفسها، البشارة التي جال الرسل والتلاميذ يحملونها للخليقة كلها والتي كان الفرد المؤمن يكون قد آمن بها حتى بدون إنجيل مكتوب، فكما قلنا أن الرب يسوع المسيح نفسه هو حجر الزاوية، والكتاب المقدس هو وسيلة مكتوبة لإيصال بشارة يسوع المسيح للعالم، لذلك نجد الرسول بولس يقول " كَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟ " فالإيمان كان بالكرازة والكرازة كانت بالإرساليات والذين أطاعوا البشارة قد آمنوا بالخبر وهذا الخبر - أي البشارة – هو كلمة الله، فـ"كلمة الله" المقصود بها البشارة بيسوع المسيح نفسه سواء كان شفهياً ( أي ما تكلم به التلاميذ والرسل شفهياً ) أو بالكتاب المقدس ( أي ما كتبه التلاميذ والرسل )، ونلاحظ هنا أن بولس الرسول نفسه لم يكتب إنجيلاً بالمعنى المتعارف عليه الآن، لكن بالرغم من هذا فهو بشارة ورسائله تبشر بيسوع المسيح، وهو ما قلنا عنه في المحاضرة السابقة حين تكلمنا عن المسلم الذي يقول " أنا اريد كلام المسيح وليس كلام بولس " فكلام المسيح نُقِلَ إلينا عن طريق الرسل والتلاميذ ( البشارة ) سواء كان في الأناجيل أو في الرسائل او في الأسفار الأخرى، وهذا يتضح من كلام الرب يسوع المسيح عندما قال " وينبغي أن يكرز أولا بالإنجيل في جميع الأمم " وأيضاً " اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها " ومن المعروف بداهةً أنه لم يكن هناك إنجيلاً في حياة الرب يسوع المسيح بحسب الجسد، ومن المعروف أيضا أن كلمة " الإنجيل " تعني " البشارة السارة " وهذه البشارة السارة هى الخلاص بدم يسوع المسيح، فالأصل في الإيمان هو " التبشير والقبول " لذلك فإن " كلمة الله " أي البشارة بيسوع رباً ومسيحاً وبخلاصه للبشرية كلها بدمه المقدس.

من يسبق من؟، هل الكرازة الكتابية ( أي التي يستخدم بها الكتابة ) تسبق الكرازة الشفهية؟ أم العكس هو الصحيح؟، بالطبع وبدون ادنى شك، من يعرف كيف كانت حياة الرسل يعرف تماماً أن البشارة كانت في الـ ـ30 عاماً تقريباً الأولى كانت البشارة فيهم عن طريق اللسان والسفر الفعلي لكل تلميذ أو رسول إلى المكان الذي ينتوي البشارة فيه، ومن هنا يأتي ما نعرفه اليوم بإسم " التقليد "، فما هو التقليد؟ التقليد هو كل ما وصلنا من الرسل عن طريق كتاباتهم أو تعليمهم، أي أنه ينقسم إلى قِسم منقول شفاهةً وقِسم منقول كتابةً، وكل منهما له سلطته الرسولية في كنيسة الرب، ولكن مع مرور الزمن صار التقليد المكتوب ( الكتاب المقدس ) يُنظر إليه بصورة مُغايرة عن النظرة التي يُنظر بها إلى التقليد الشفاهي، وهذا له عوامل كثيرة لا نناقشها الآن، فما فائدة هذه النقطة إذن؟ ، التقليد المكتوب ينقل لنا "بعض" تعاليم المسيح وبعض أفعاله وأقواله، وبالطبع لا ينقلها كلها، فهذا يوحنا تلميذ الرب يسوع المسيح يقول " وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه " ويقول أيضاً " وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة "، فهذا ما كتبه يوحنا الرسول عن المسيح له كل المجد، وهناك آخر كتب أشياء أخرى ، وجميعهم لم يكتبوا كل شيء قاله أو فعله الرب يسوع المسيح ولكن عن طريق حياتهم وتلمذتهم لتلاميذ والكرازة ورسامة الأساقفة والقسس والشمامسة، صاروا يعلموهم ما ما فعله وما قاله رب المجد يسوع المسيح، بل أن هذا كان هو السابق، فكتابة البشائر الأربعة والرسائل قد جاءت بعد الكرازة الشفهية، ومن هنا يأتي أهمية التقليد الشفاهي حيث أن الرسل مع انهم يملكون السلطة الرسولية فقد بشروا بالإيمان شفاهةً وسَفَراً وتَلمذةً ورِسامةً وفيما بعد كتبوا البشائر الخاصة بهم والرسائل، ومن الواضح جدا حتى داخل الكتاب المقدس نفسه أهمية التقليد الرسولي، فيقول بولس الرسول " الأمر الذي دعاكم إليه بإنجيلنا، لاقتناء مجد ربنا يسوع المسيح فاثبتوا إذا أيها الإخوة وتمسكوا بالتعاليم التي تعلمتموها، سواء كان بالكلام أم برسالتنا " ، فقد جاءت كلمة " التعاليم " الموجودة في ترجمة الفانديك في اللغة الأصلية اليونانية παραδοσεις والتي تعني في الإنجليزيية tradition أي " التقليد " بالعربية، وينص القدي بولس صراحة وحرفيا على مساواة التعليم الرسولي هذا والرسائل ( أي التقليد المكتوب حيث أن القديس بولس كان يكتب هنا في الرسائل ) فقال حرفيا " سواء بالكلام أم برسالتنا " فوضع " الكلام " على نفس مستوى " رسالتنا "، ويقول أيضاً القديس بولس الرسول " وما تعلمتموه، وتسلمتموه، وسمعتموه، ورأيتموه في، فهذا افعلوا " فهُنا يرشد القديس بولس الرسل إلى ما تعلموه وما تسلموه وما سمعوه وما رأوُه، ويأمرهم بأن يفعلوا مثله، وهذا يدل صراحة على سلطة التقليد الرسولي، ويكمل أيضاً القديس بولس الرسول ويقول " ثم نوصيكم أيها الإخوة، باسم ربنا يسوع المسيح، أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب، وليس حسب التعليم الذي أخذه منا " فهنا يأمرهم أن يتجنبوا كل أخ لا يسلك بحسب التعليم الذي تسلموه منهم ( أي من الرسل )، وأيضاً يكرر القديس بولس بشدة أهمية ما تسلموه منهم فيقول " فأمدحكم أيها الإخوة على أنكم تذكرونني في كل شيء وتحفظون التعاليم كما سلمتها إليكم " وهنا يوجد لفتة جميلة ففي الرسالة هذه ( الأولى إلى أهل كورنثوس ) وهى من التلقيد المكتوب يمدحهم بأنهم يحفظون " التعاليم " أي التقليد المنقول شفاهة، وهذا يعطي دلالة واضحة على أهمية التلقيد المنقول شفاهة بنفس القدر تقريباً مع التلقيد المكتوب، وفي عبارة أراها قوية لدرجة لا يتخيلها إلا المدقق يقول القديس بولس في رسالته إلى أهل غلاطية " ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن «أناثيما» " والتدقيق هنا يكون على النحو التالي، فإن القديس بولس سلمهم تعاليم، فيقول لهم، حتى إن بشرناكم نحن ( أي الرسل ) بتعاليم غير هذه التي بشرناكم بها بالفعل سابقاً فلنكن أناثيما، أي ملعونا، ولم يستثن الرسل أنفسهم بل ولا حتى الملائكة، بل ولم يذكر أي صنف آخر من المخلوقات، فلم يذكر مثلا تلاميذهم أو البشر العاديون، وهذا يوضح بشدة مدى اهمية وحرص الرسل أنفسهم على التقليدات التي سلموها في كل كنيسة ومكان كانوا يبشرون فيه بإسم الرب يسوع المسيح، وحرصهم الدائم القوي على صحة هذه التعاليم ومواجهة كل تعليم خاطيء يخرج عن الإطار الرسولي للتعليم الصحيح، ويقول القديس إيريناؤوس "إذا فرضنا أنّ الرسل لم يتركوا لنا كتاباتهم, ألم نكن مضطرّين أن نعتمد على التعاليم التي في التقليد كما سلّموها للذين وضعت الكنائس في عنايتهم؟"  بل يقول المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري "إن أولئك الرجال العظماء اللاهوتيين حقّاً -أقصد رسل المسيح- أذاعوا معرفة ملكوت السموات في كل العالم, غير مفكّرين كثيراً في تأليف الكتب"  ومن هذين القولين يتضح بشدة أن التقليد الرسولي له اهمية قصوى وبالغة في التعليم الكنسي إذ أن لو لم يكن هناك " عهد جديد " كانت الكنسية ستعتمد فقط على التقليد الرسولي المحفوظ إلى يومنا هذا بل أن يوسابيوس يقول أن الرسل إهتموا بنشر رسالة خلاص الرب يسوع المسيح ولم يفكروا في تأليف الكتب، أي أن التقليد والتعليم كان هو العامل الأهم والشغال بالنسبة لهم، وبإختصار نستطيع ان نقول بأن كل رسول من الرسل كان يعتبر " إنجيلاً متنقلاً يقرأهُ من يذهب إليه " ليوصل إليهم رسالة وبشارة وخلاص المسيح له كل المجد، ويقول القديس أثناسيوس الرسولي في رسالته لأدلفوس الأسقف المعترف ضدّ آريوس "إيماننا صحيح يبدأ من تعاليم الرسل و تقليد الآباء و يتأكد بالعهد الجديد و العهد القديم(أي أنّ الإيمان "يتأكد بالعهدين" و ليس "يتكوّن بالعهدين") . و يلخّص أهميته فيقول "علينا أن نعتبر هذا التّقليد, الذي هو تعليم و إيمان الكنيسة الجامعة منذ البدء, الذي أعطاه الرّب, و كرز به الرسل, و حفظه الآباء, و الذي عليه تأسست الكنيسة و قامت , و من يسقط منه فلن يكون مسيحيَّاً و لا ينبغي أن يُدعى كذلك فيما بعد"

ما دور التقليد في اللاهوت الدفاعي؟، هذا هو السؤال الذي لأجله كتبت هذه المحاضرة، فإن كنا نعرف كل هذا ونؤمن به ولا غبار عليه ولا مشكلة فيه، فكيف سيفيدنا هذا التقليد عملياً في اللاهوت الدفاعي؟، الحقيقة الفوائد كثيرة للغاية، فعلى سبيل المثال، عندما نتناقش مع أحد الإخوة المسلمين، إلى مَن يكون حق التفسير؟ بالطبع المسلم خارج إطار النقاش أنه ليس له أي حق في التفسير المزاجي لكتابنا، وكلامه يساوي عدمه، فهل للمسيحي حق في التفسير؟ نعم ، للمسيحي حق في التفسير ولكن تحت ضوابط معينة، أهمها هنا هو عدم مناقضة التقليد الرسولي الراسخ في التفسير، لماذا؟ كما قلنا منذ قليل ، التقليد كان سابقاً للكتابة، وعندما جاءت الكتابة كان هناك تقليد موجوداً بالفعل في قلوب وعقول وأنفس الكنيسة الواحدة الوحيدة الجامعة الرسولية، فكان التقليد هذا يُفسِّر ما جاء في الشق الآخر من التقليد وهو " العهد الجديد " في حياة الرسل أنفسهم، فهذا التقليد المكتوب ( العهد الجديد ) جاء مؤكدا على الإيمان الموجود بالفعل ، وموثقاً له في كُتب ومن هنا نتجه للتقليد الرسولي في التفسير، أو لو أردنا نحن التفسير فينبغي علينا ألا نعارض هذا التقليد الرسولي، لماذا؟ لأن هذه الكتابات لم تُكتَب في 2012 بل منذ قرابة الـ 20 قرناً من الزمان، فالظروف جميعها تغيرت تقريبا، فلم نصبح نستخدم اللغات الأصلية للكتاب المقدس ( العبرية واليونانية ) ولا لغات الآباء ( القبطية ، اليونانية ، السريانية ، اللاتينيّة ..إلخ ) بل وتأثرنا بثقافات عربية غريبة علينا ولكن هذا التلقيد في لم يتأثر في أصله، بل صار كما هو خصوصاً لمن يدرسون علم الآبائيات ( الباترولوجي ) وهذا التقيد من نفس الزمن الرسولي أو الآبائي كحد أقصى، وهو نفسه مُسَلَّم من أباء للآباء عن آباء عن آباء، فالنصوص المكتوبة بالأحرف كانت تفهم بالتقليد، اي أن التقليد المكتوب ( العهد الجديد ) كان موثقاً بالكتابة لما هو موجود بالفعل من إيمان بالبشارة الشفهية، لذلك ، فلا يُسمح لأي شخص داخل كنيسة الله بالتفسير المناقض لهذا التقليد ، أو التفسير المزاجي، وهذا كله فضلا عن أن يفسر مُسْلِم كتابنا، بل يصح الإستشهاد بالتقليد بحد ذاته في الحوارات نفسها، كان هذا إستخداماً أولاً عملياً للتقليد في اللاهوت الدفاعي، العامل الثاني وهو عامل هام أيضاً للغاية، وهو عامل القانونية، فكيف سنعرف من كتب أي سفر في العهد الجديد ؟ وكيف سنعرف الظروف المحيطة بكل كاتب من هؤلاء؟ وكيف سنعرف قانونية السفر؟ وكيف سنعرف الكتب المنحولة وغيرها من الكتب؟ كل هذا نجده في كتابات الآباء الأوائل ومن هنا جاءت الأهمية القصوى لهذه الكتابات ، فعلى الرغم من أنها كتابات إيمانية ، أي تُسَلِّم التقليد من جيل إلى جيل إلا أنها تعبر بالنسبة للباحثين حتى من غير المسيحيين كتابات تاريخيية مهمة لدراسة لغة وثقافة وحضارة هذه الفترة الزمنية وهذه الأماكن من العالم ، هذا كان الإستخدام الثاني، وأما عن الثالث، ففي النقد النصي، فعلماء النقد النصي ، قالوا بأن الآباء قد إقتبسوا تقريبا كل العهد الجديد ( إلا آيات قليلة جداً ، تقريباً 8 ) وقال بعض العلماء أنه لو لم يكن لدينا أية مخطوطات اليوم ولا آية ترجمات لإستطعنا جمع كل العهد الجديد من كتابات الآباء فقط، وهذا كله مع الملاحظة أن ليس كل ما كتبه الآباء وصلنا، بل وصلنا كميات قليلة مما كتبوه، فالآباء كتبوا في الردود على شبهات عصرهم، وكتبوا رسائل رعوية ، وكتبوا للشرح والتفسير، وكتبوا لليتورجيا، وكتبوا أشياء أخرى كثيرة، ومن هنا فقد عاشوا الإنجيل حياةً وليس فقط قراءةً، بالطبع هُناك إستخدامات أخرى سنعرفها فيما بعد خصوصاً لمن سيكمل إلى المستوى الثاني فسيتعامل مع هذه الكتابات عملياً بلغاتها الأصلية وترجماتها.

يتبع


عدل سابقا من قبل ابن الرجاء في الأحد يوليو 21, 2013 10:10 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن الرجاء
مشرف
مشرف
ابن الرجاء


عدد المساهمات : 2330
نقاط : 8689
السٌّمعَة : 61
تاريخ التسجيل : 06/02/2013
العمر : 34
الدولة : مصر

تعالوا ندرس اللاهوت الدفاعى Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعالوا ندرس اللاهوت الدفاعى   تعالوا ندرس اللاهوت الدفاعى I_icon_minitimeالأحد يوليو 21, 2013 9:31 am

المحاضرة الثانية     




تكلمنا في المقالة السابقة عن أحد شقي التقليد ألا وهو " التسليم الرسولي " وقلنا أن مصدره واحد وهو الرسل، وهو نفس مصدر الشق الآخر للتقليد وهو " العهد الجديد "، وقلنا أن التقليد الرسولي الشفوي هو الإيمانيات الأساسية في البشارة، مثل الثالوث والتجسد والفداء ولاهوت المسيح ومساواة الأقانيم في الجوهر ..إلخ، هذه العقائد الأساسية هى العمود الفقري للبشارة الرسولية، والتي كان عند قبولها من المُبَشَرين وتعميدهم يصبحوا مسيحيين مؤمنين كأي مسيحي اليوم، وهذا الإيمان قد آمن به ومات عليه ( إنتقل ) مجموعة كبيرة من المؤمنين، وتكلمنا أيضاً عن أن البشارة الرسولية الشفاهية قد سبقت البشارة الكتابية ( المكتوبة )، وقلنا أن التقليد المُسَلّم مرة للقديسين يساوي في جوهره التقليد المكتوب، ودللنا على هذا من القليد المكتوب نفسه وبالطبع التقليد الشفوي يؤكد على ذلك كثيراً وذكرنا أمثلة قليلة من شهادات الآباء، وما سنتكلم عنه اليوم هو يعتبَر أبسط وأسهل مما سبق نظراً لشيوع التعليم فيه وإن كنّا سنتكلم فيه من جهات متعددة ربما لا تكن معروفة لدى البعض، وسنلخصها في أسئلة.

توجد طرق كثيرة يعلن بها الاله عن نفسه للخليقة ومن ضمن هذة الطرق التى لا حصر لها هى كلمته المكتوبة فهو يحوى الاعلان الالهى الدائم والدستور التى ترجع اليه الكنيسة لكى تُكَيِف حياتها على حسب ما علمته هذه الكلمة المكتوبة ومع التقليد المسلّم فهما يمثلان الاساس لكل ايمان تؤمن به الكنيسة ، لذلك حفظ بداخل كنيسة المسيح دون أن يتغير قالبه الاساسى ولا رسالته وحُفظ بشكل عجائبى بداخل الكنيسة كمحافظه له وعليه وكمفسرة له.

لماذا تأخّرَ الرسل في كتابة البشائر الأربعة والأسفار الأخرى؟، الحقيقة هى أن لكي نجيب على هذا السؤال فعلينا بسؤال آخر يسبق هذا السؤال وهو : هل كان على الرسل أن يكتبوا فور صعود رب المجد جسدياً ؟ ، وأهمية هذا السؤال هو الرد على سؤال آخر وهو " لماذا تأخر الرسل في كتابة الأسفار هذه ؟ "، فهو سؤال لا معنى له في ظل الإجابة على سابقه، فالحقيقة – كما قلنا – أن الرسل كانوا يقومون بالفعل بنشر الإنجيل في كل العالم ، وفي وقت قصير جداً كان الإيمان المسيحي صار منتشراً في مساحات كبيرة جدا من العالم، وبالتالي لم يكن على الرسل حينها أن يفكروا في الكتابة لأن غرض الكتابة هو البشارة، فطالما أنهم بالفعل يبشرون، فلماذا يكتبوا حالاً؟ والفكرة في هذا الجواب هو أن الرسل بالفعل قد عاشوا وعرفوا ان ما يبشروا به هو بالفعل ما كتبوه فيما بعد لأنه نفس المصدر الرسولي المقدس، هذا كان السبب الأول الذي أدى لعدم الكتابة في باديء الأمر وهو أنهم بالفعل يبشرون فلماذا يكتبون وهذا يوضح ما قاله بولس الرسول كما بينّاه في المحاضرة الأولى، واما السبب الثاني وهو سبب مركب ، فهو لاننا من جهة نعرف أن أغلبية الرسل كانوا أُناساً بسطاء وليسوا من الطبقات العليا في الشعب إجتماعياً وبالتالي ربما يكون المعظم كان يفضل التعليم الشفهي بصورة كبيرة على الكتابي لأنه أسرع ولن يحتاج منه لصياغات كثيرة قد تُبطيءُ من سرعة إنتشار البشارة، ومن جهة أخرى أن التعليم في ذلك الوقت كان عبارة عن تعليم " تلمذي " أي عبارة عن تعليم " معلم " لــــــــ " لتلاميذ " وكان عادة يكون هذا التعليم شفهي حيث يتم تكرار الأمر 100 مرة من المعلم للتلميذ لكي يحفظ كلام معلمه ويردده التلميذ، وإذا لم يكن قد حفظها من هذه الـ100 مرة فيكررها معلمه 100 مرة أخرى له، بالطبع أنا لا أقول أن هذا ما كان يحدث من المسيح لتلاميذه ولكني أُؤصّلُ لثقافات في هذا الزمن، ومن هنا فَضّلَ الرسل التعليم الشفاهي ونشروه في كل العالم نتيجة حفظه ونتيجة سرعة إنتشاره، فنجد أن القديس بطرس في أول عظة له بعد حلول الروح أنه قد وعظ وجاء إليه جمع غفير جداً بالنسبة لعظة واحدة، فكان الرب يعمل في الكنيسة بشكل عجيب، ومن هنا نعرف أن السؤال القائل " لماذا تأخر الرسل في كتابة الأسفار هذه ؟ " هو سؤال ليس دقيقاً بسبب أنه إفترض أن الرسل كانوا يريدون الكتابة او كان من المفترض عليهم أن يكتبوا ولكنهم لم يكتبوا، فهذا إفتراض خاطيء نتج عنه سؤال ضعيف.

فلماذا كتب الرسل إذن؟، الجواب المختصر هو لسببين رئيسيين، أولهما أن الرسل بدأوا يموتون ( ينتقلون ) وبالتالي كان يجب توثيق هذا المبشر به بين الأمم في وثائق تظل محفوظة وتقرأ على الشعب في الكنائس كأنَّ الرسول بنفسه موجودا بينهم، ويتم إمرار هذه الأسفار على عدة كنائس لتنسخ منها نُسخ وترسلها لكنائس أخرى وهكذا، فيكون الرسول قد بَشّرَ في كل هذه الكنائس عبر وثيقة مكتوبة، كما نفعل نحن الآن، فبدلا من أن نذهب لأصدقائنا الـ 10 لنخبرهم بأمر ما، فنقوم بإرسال رسالة مكتوبة إليهم جميعاً دفعة واحدة، فتظل الرسالة تحوي كلامي حتى بعد مماتي، هذا السبب لا يعبر فقط عن إنتقال الرسل ( موت ) بل يمكن أن يكون أيضاً تقدم العمر للرسل، فلم يُصبحوا قادرين على الذهاب في رحلات طويلة بأساليب سَفَر بدائية، فكانوا يكتبون أو يُملون على تلاميذهم فيكتبون ويرسلون رسائلهم أو أسفارهم للكنائس المختلفة في كل العالم، والسبب الثاني هو أن بعض المشاكل بدأت تظهر في حياة الرسل أنفسهم في الأماكن التي بشروا بها قبلاً سواء كانت من داخلهم ( أي من داخل المؤمنين في هذه الأماكن ) أو من خارجهم عن طريق الفئات المحيطة بهم من يهود ووثنيين فكانوا يكتبون للرد عليهم أو توجيههم لأمر ما ، أو للفصل في نزاع ما، فهذه الأسباب من وجهة النظر العلمية المجردة ( أي التي لا تؤمن بالوحي ولكن فقط تقيس الأمور بالأحداث التاريخية وقراءة ما وراء السطور ) وعندما بدأ الرسل في الكتابة قبلت هذه الوثائق في الكنيسة كتعليم الرسل أنفسهم ولكن فقط في صورة مكتوبة موثقة يُرجَع إليها كمستند قانوني كالتعليم القانوني، وهذا يؤكد ما قيل عن التقليد الرسولي نفسه.
ما هو الوحي ؟، في الحقيقة هذا هو محور الموضوع الرئيسي اليوم، فقد تأثرت المجتمعات الشرقية المسيحيية بالمفهوم الإسلامي عن الوحي، والذي يُعد شركاً بالإله في حد ذاته عند التدقيق فيه، فالمُسلم يقدس الحرف، ويعتقد أن القرآن غير مخلوق ( المسلمين السُنّة ) بل ويكفر من يقول بخلق القرآن!! فهذا هو أوضح تعريف للشرك!، ولكن ليس هذا فقط ما تأثرنا به – للأسف – فهم يقدسون الحرف ويعبدونه ( تقريباً )، ولكن قبل أن نناقش هذا الأمر لابد أن نعرف أمرا واحداً وهو سؤالاً لابد أن يكون محفوظاً مع إجابته لديكم، لماذا لم ينزل الإله ( المسيحي ) كتاب من السماء على الرسل أنفسهم؟، هل فكرتم لماذا إختار الرب في العهدين ألا تكون هذه هى الطريقة التي يتعامل بها مع البشر كنوع وحي ؟ بل أذكركم بشيء ما يُسَهّل عليكم الإجابة ،لماذا لم يعرف بنو إسرائيل مكان دفن موسى النبي؟، أعتقد أنكم تعرفون الجواب، لأن موسى كان عظيماً جدا عند اليهود جميعا بل حتى إلى مجيء المسيح نفسه كان عظيماً فكم وكم بالأكثر كان عظيما في حياته وعند موته، فكان جائز جداً أن يقوم بني إسرائيل بعبادة موسى أو بتوقيره لدرجة كبيرة تخالف ما يريده الرب منهم، فخفاه، ونعود فنسأل، لماذا لم ينزل الله كتابا من السماء على الأنبياء أو على الرُسل؟ بل سأصعب عليكم الأمر أكثر وأكثر لنفتح آفاقاً في الفكر، لماذا لم يكتب المسيح نفسه إنجيلاً ؟ بدلا من أن يقوم الرسل بالتبشير أو الكتابة ؟، الجواب المباشر على هذا السؤال والآخر هو ما قلناه في المحاضرة الاولى وهو أن المسيح هو " حجر الزاوية "، هو المُتَكَلَّمُ عنهُ من جميع الانبياء، والمبشر به من جميع الرسل، هو مفصل العهدين، هو أساس الخلاص هو " رأس الخلاص "، ولعل ما قرأتموه في " الواجب " السابق يوضح لكم هذا بشدة، فبدأ سفر التكوين بخلقة العالم ثم البشر، ثم سقط الجنس البشري ، ثم يكمل فيكمل إلى أن أعاد الرب الإنسان الذي سقط بإرادته ، أعاده بإرادته ( أي بإرادة الإنسان ) أيضاً إلى الملكوت ولكن بالخلاص بدمه المقدس، فالرب يسوع المسيح هو البشارة نفسها فكيف يكتب المُبَشر به بشارته؟، هذا يجعلنا نعرف أننا لا نقدس حروف الكتاب المقدس كحروف مقدسة، فنحن لا نقدس جمادات، هذا على الرغم من أن الكتاب المقدس هو أوثق كتاب من العالم القديم وصل إلينا الآن، فأنا الآن لا اتحدث عن مدى موثوقية حروف العهد الجديد، هذا ليس موضوعي الآن ، انا اتكلم عن مبدأ تقديس الحرف ومبدأ تقديس الإيمان، فالإيمان مقدس نعم ، لماذا؟ لأنه إيماننا بالقدوس، لكن الحروف؟ هل الحروف مقدسة؟ هل نعبد حروفاً؟ لنعطي مثالاً عملياً، هل لو لم يكن الرب يسوع المسيح قد قال " أنا والآب واحد " هل لم نكن لنعرف أن الإبن والآب واحد في الجوهر ؟ هل لو لم يقل الكتاب المقدس عن الرب يسوع المسيح أنه هو الـ " مونوجنيس " هل لم نكن لنعرف أن بنوتنا للإله بنوة تبني بالنعمة وبنوته للإله بنوة من ذات الجوهر ( الطبيعة )؟، هل كنا نحتاج لهذه " الحروف " لنعرف هذا الإيمان ؟ أم أن الإيمان هذا عملياً قد تعلمناه شفاهاً في كل الكنائس الرسولية في كل العالم قبل ان نعرف أن نقرأ ونكتب ؟، بإختصار، هل تقدسون الحروف أم الإيمان المُعَبّر عنهُ بالحروف ؟، لنصعب المسألة أكثر فأكثر حتى يتضح منتهى الطريق الفكري، لماذا نقول عن الكتاب المقدس الموجود بين أيدينا في نسخته العربية " فانديك " أنه هو " الكتاب المقدس "؟ ، الرسل لم يكتبوا الـ " فانديك " هذه!، ولا يعرفون " العربية " من الأساس، فلماذا نقول عنه انه " الكتاب المقدس "؟ لنصعب السؤال أكثر وأكثر، هل الأصول المكتوبة بأيدي الرسل أو تلاميذهم ( بإشراف الرُسل ) هى المقدسة ، أم أن المخطوطات من نفس اللغة ( اليونانية ) التي نقلت عن هذه الأصول هى أيضاً مقدسة ؟، أكثر وأكثر، هل الأصول المتمثلة في نبات البردي أو الرقوق المصنوعة من جلود الحيوانات مقدسة ام لا ؟ بإختصار ، هل كتب الرسل " تعويذات " ( بالمفهوم العربي ) للكنائس لكي يتم توقيرها نفسها؟، من جهة أخرى، لو أفترضنا أن سفراً ما كتبه أحد الرسل وتمت نساخته كما هو حرفاً بحرف تماماً، هل يتم إعتبار النسخة هذه ( المنسوخة ) هى كلام " الأله " أم لا ؟ فإن اعتبرتها كلام الإله فأنت تعرف أنك لا تقدس البردي ولا الجلود ولا الحبر المستخدم بل تقدس الإيمان المُعَبر عنهُ بهذه الحروف ( هذا بغض النظر عن أن النصوص نفسها محفوظة، فهذا ليس ما اتحدث فيه الآن )، وإن لم تعتبرها كلام الإله، فقل لي، لماذا لم تعتبرها كلام الإله على الرغم من انها تحوي نفس ما كتبه الرسل حرفياً؟، هذا بدوره يعيدنا إلى نقطة هامة في تعريف " التقليد الرسولي " وهى أن التقليد الرسولي هو " الإيمان الأساسي " فمثلا لو إفترضنا مثال ( وهو مثال حادث بالفعل ) في النص الوارد في ( يوحنا 1 : 18 ) والذي نحفظه منذ طفولتنا، والذي يقول " الله لم يره أحد قط ، الإبن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر " بحسب ترجمة الفانديك، ففي أدق المخطوطات واقدمها وأوثقها، يوجد النص بهذا الشكل " الله لم يره أحد قط ، الله الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر " ، فهنا نسأل عدة أسئلة، الأول، ما الذي إختلف " إيمانياً " من كلمة " الإبن الوحيد " إلى " الإله الوحيد " بالنسبة للمسيحي ؟ هل يوجد مسيحي لا يؤمن بأن المسيح هو الإبن الوحيد ؟ وهل يوجد مسيحي لا يؤمن أن الإله واحد ( وحدانية جامعة ) وفي نفس الوقت أن المسيح هو الإله ؟ فكل هذا نؤمن به بالفعل ، سواء كان النص يقول " الإبن الوحيد " أو " الإله الوحيد " أو حتى لم يكتب على الإطلاق من القديس يوحنا، فالعقيدة تؤخذ من كل التقليد " سواء المكتوب او المسلم " وليس من نص أو آخر، فالكتاب المقدس هو توثيق إيمان الخلاص.

ما هو الوحي المسيحي ؟، الوحي المسيحي ببساطة هو أن الرب يختار أُناساً يكتبون عنه ويعصمهم بالروح القدس، فمميزات الرسل الأساسية في الكتابة هى أنهم إما شهود عيان بالإضافة إلى الوحي الإعلاني، أو أنهم يكتبون بالوحي الإعلاني فقط، فهناك رسلا لم يعاصروا المسيح جسدياً مثل بولس الرسول مثلاً ولكنه كان يتكلم بإعلان الرب كما قال هو نفسه وكما شهد له الرسل الآخرين، ودور الروح القدس هنا هو العصمة من أي خطأ أو ذلل وليس إملاء حروفاً وكلمات على الرسل ليكتبوها، فالروح القدس ليس قاريء لحروفٍ وكلماتٍ على الرسل، بل ان كل رسول يكتب بحسب خلفيته الثقافية والعلمية ويعصمه الروح القدس من الخطأ فالرب لم يُرِد أن ينزل كتابا من السماء لا نفهمه كما يحدث مع الآخرين – بل أراد ان يكون تقليد الرسل المنقول شفاهاً هو نفسه الموثَق كتاباً، ولهذا كان هناك البعض أثناء المناقشات يستصعب مسألة ان التقليد الرسولي وحي، فهذا من تأثير الثقافات الإسلامية علينا، فيجب التخلص من هذا الفكر.
ما هو معيار الوحي؟، إن معيار الوحي يمكن أن نلخصه بسهولة في أنه " أنفاس الإله "، ولعلنا هنا نسأل، من المعروف أن ليس كل ما قاله او فعله المسيح قد سجله لنا الوحي المقدس المكتوب، فهل هذا يعد إنتقاصاً من الوحي وبالتالي يكون التقليد المكتوب ( العهد الجديد ) محرف لهذا السبب؟! بالطبع لا ، لان تعريف التقليد هو انه " الإيمان الأساسي المسلم مرة للقديسين " فهل إنتقص الإيمان ؟، لكي تجرب بنفسك ، حاول أن تستثني أي نص في الكتاب المقدس يكون يقول بعقيدة معينة، و حاول أن تفكر في الطرق الأخرى لهذه العقيدة - سواء كانت داخل الكتاب نفسه أو في التقليد الشفهي – فهل توجد عقيدة واحدة اساسية في الكتاب المقدس ستزول بعدم أخذك بهذه الآية ؟ الحقيقة لا توجد ولا عقيدة واحدة أساسية تعتمد على آية واحدة في الكتاب المقدس، ولهذا نقول أن العقائد الأساسية هى في كل الكتاب وليست في آية واحدة، على كلٍ ، لن أطيل عليكم، واترك الباقي للمناقشة لأنها الأهم بالنسبة لي.

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن الرجاء
مشرف
مشرف
ابن الرجاء


عدد المساهمات : 2330
نقاط : 8689
السٌّمعَة : 61
تاريخ التسجيل : 06/02/2013
العمر : 34
الدولة : مصر

تعالوا ندرس اللاهوت الدفاعى Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعالوا ندرس اللاهوت الدفاعى   تعالوا ندرس اللاهوت الدفاعى I_icon_minitimeالأحد يوليو 21, 2013 9:32 am

شرح تفصيلى للمحاضرة الثانية


اولا مفهوم الوحى
الوحى لدينا لا يطلق عليه سوى لفظة واحدة انه فوق الطبيعى
فكرة الكتاب الهابط علينا من الفضاء الخارجى وفكرة التنزيل عن طريق ملائكة او غيره مرفوضة رفضا تاما فى المسيحية او فيما يعرف بالطريقة الميكانيكية mechanical theory حيث يصبح الشخص الموحى به مجرد اله عديمة النفس والاحساس وفى وضع سلبى كامل
وايضا نرفض فكرة الوحى بالنظرية الطبيعية natural والاخلاقية moral
بمعنى ان ما دون كان مجرد تدوين لاحداث تاريخية وقيم اخلاقية بدون تدخل الهى وبدون انسياق الكاتب لاعلانات روح الله له
لان كلا النظرتين يسلبان من الوحى الالهى طبيعته الفائقة الالهية (فوق الطبيعة )
ولا نقبل سوى بالنظرية الديناميكية dynamic theory بمعنى الكاتب يكتب بوحى الهى دون ان يفقد خصائصه او يتحول الى اله جامدة فاقدة الاحساس بشكل سلبى كلى
وهذا تجلى فى اعظم اعلان الهى حينما تجسد الله الكلمة واعلن لنا عن طبيعة الله الفائقة فمجد وقدس البشرية فى شخصه حينما اتخذ الجسد واحدا مع اقنومه ككلمة الله فقدس البشرية واعلن لنا منها عن طبيعة الله الفائقة
فحينما ايضا اعلن لنا من خلال الكلمة المكتوبة عن فكره لم يخفى شخصية الكاتب بل اعلن له ما يريد ان يعلنه دون ان يفقد الكاتب احساسه وشخصيته

وهنا لى وقفة ومفارقة بسيطة " لمجرد التوضيح " بين الاسلام وفكرنا المسيحى
المسلم يؤمن بان القران كلمة الله الازلية الغير مخلوقة يعنى حروف القران وقراءاته بكل صراعته بالمنسوخ باللى مش منسوخ ازلى فكل حرف له قدسية الاله نفسه بل ويتصف بما يتصف بيه الاله " الازلية "
وهذة الفكرة ليس مجرد رجاء شخصى من كل فرد مسيحى ان يقتلعها من جذورها من عقله بل امر كتابى ان كل من يؤمن بهذة الفكرة هو بالفعل وثنى
للاسباب
1-ان من يتصف بالازلية هو الكيان الالوهى وحده وما عداه يدخل فى نطاق الزمانيات
فى حين ان المكتوب بلغات البشر هو مكتوب باحرف تنتمى للغاتنا احنا كبشر ومن صنعها هم البشر
فكيف يتصف ماهو زمنى ومبتكر بواسطة البشر بانه ازلى ؟؟؟؟؟؟

2-ان تقديس الحرف الى حد " عبادته "هو ايضا منتهى "الشركية والوثنية " لان المكتوب هو وسيلة فقط لا غير لمعرفة طرق الله واعلاناته وليس غاية فى حد ذاته فالتقديس يكون للعلى فقط

فمفهوم الوحى الالهى لدينا نحن المسيحين هو مفهوم "ديناميكى " بمعنى ان الله يعلن عن فكره واعلاناته بواسطة لغات البشر "المبتكرة وليست الازلية " وما هو مكتوب يقف حده عند استعلان فكر الله لنا لكى نؤمن ونتحد بالله ليس من خلال الكلمة المكتوبة بل من خلال الكلمة الازلى " يسوع المسيح "
فيجب على كل مسيحى ان يقتلع من عقله كل معانى ومفاهيم الوحى الميكانيكى وفكرة هبوط كتب علينا من الفضاء الخارجى فهذة الفكرة فكرة نشات فى بلاد العرب لرغبتهم فى ان يقدسوا كلماتهم فينسبوها للاله ويقولوا انها كلمات الاله التى لا ترد ودخلت لفكر المسيحين الشرقيين ولا تملك ادلة ابائية ولا رسولية ولا كتابية تتدعم هذة الفكرة الغريبة

ثانيا مفهوم التقليد المكتوب من خلال ما كتب نفسه
القديس لوقا فى مستهل انجيله يقول
1 إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا،
2 كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ،
3 رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق
كلمة تاليف فى الاصل اليونانى هنا اتت "
ἀνατάξασθαι " ومعانها الدقيق to arrange in order بمعنى الترتيب
يقول الاب متى المسكين فى تفسيره الاتى " تاليف وهى تفيد التجميع وهنا ينكشف المعنى البديع اذ التجميع هنا تجميع مقولات غالبا شفاهية واحيانا مكتوبة وهنا يبرز التقليد الكنسى فى تحوله محفوظا بدقة من الوعى العقلى الى الحفظ بالوعى الكتابى بالتسجيل "
فالقديس لوقا كلاهوتى ومؤرخ اعلن لنا فى بداية انجيله حقيقة ان هناك من سبقه فى تجميع وترتيب القصة فى الامور المتيقنة لديهم هذا الترتيب والتجميع كان مرحلة تحول من الكرازة الشفهية لتسجيل بعض ما علموه للمجتمعات المسيحية الاولى
ويؤكد ايضا على ان ما كتبه هو ما تسلمه من البدء مما كانوا معاينين الكلمة وكلمة المتيقنة فى اليونانى ايضا ادق فى لغة القديس لوقا حيث تاتى " πεπληροφορημένων "
ويكمل الاب متى المسكين فى تفسيره ويقول " المتيقنة تفيد اكثر من اليقين لان اصل الكلمة اليونانية مشتق من πλήρης بمعنى الملء فالقديس لوقا يضم نفسه بالنسبة لهذة الامور اى الحوادث فهو يعرفها الى اقصى ملء قياسها

فكل التأكيد هنا على حقيقة واحدة ان الانجيل المكتوب ماهو الا كتابة ما علمه الرسل لكنائسهم كما تسملوه منذ البدء

فالاصل هو التسليم الرسولى ثم كتب جزء منه فى التقليد المكتوب
وان ما كتبوه يعبر بكل دقة عن المسلم مما عاينوا وخدموا الكلمة بملء اليقين والمعرفة

*ملحوظة "الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة " الكلمة هنا مأقنم ومشخصن بمعنى معاينين وخداما لشخص الكلمة وليس مجرد "رسالة "


ثالث نقطة لتوضيحها اكثر هى علاقة العقيدة بنص الكتاب

سابدأ كلامى بجملة ثم ساشرحها بالتفصيل

حرفية النص ليس هو السبيل الوحيد لوضوح العقيدة ولكنه لتاكيدها

مامعنى هذا الكلام؟

لكى نفهمه لابد ان ابدا بامثلة :-


1- فى ناموس موسى اتى صراحة قانون ايمان واضح وصريح " اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد " هذا النص صريح وواضح عن " وحدانية الله"

لكن عقيدة " وحدانية الله " ليس هذا النص فقط , عقيدة " وحدانية الله " هى فكر كتابى معلن منذ البدء حينما خلق الله الخليقة والانسان مرورا بكل الاباء الاولين الذين لم يكونوا يمتلكوا كتب ولا قوانين ايمان صريحة وبالرغم من هذا امنوا بوحدانية الاله

فلا نجد مثلا الله يعلن نفسه لادم " انه هو الاله الواحد الذى لا اله غيره " بالنص ,لكن اى شخص يقرأ الكتاب ويقرا سفر التكوين يعرف ان الرب الاله رب واحد

وهكذا لا نجد الله يعلن لابراهيم لفظة " الوحدانية " لكن من يقرا عن ابراهيم يعرف انه امن باله واحد وهكذا كل العبرانين نسله ونسل اسحق ويعقوب امنوا " باله واحد " فى حين ان اول نص حرفى يرد فيه لفظ الواحدانية كتبه موسى النبى فى حوالى 1500 قبل الميلاد

فهل من سبقوا موسى لم يكونوا يؤمنوا بوحدانية الاله؟؟؟؟؟هل السبيل الوحيد للايمان بوحدانية الاله ان يكون هناك نص مكتوب فيه حرفا " الله واحد ولا غيره اله "

لهذا قلت ان حرفية النص ليس هو السبيل الوحيد لوضوح العقيدة ولكنه لتأكيدها

ولنأخذ مثال اخر لتوضيح الفكرة

2- نؤمن نحن المسيحين ان المسيح هو " كلمة الاب الازلى الذى صار جسدا ومساو للاب فى الجوهر صار انسانا من مريم العذراء تالم وصلب وقبر وقام من بين الاموات فى اليوم الثالث لاجلنا ولاجل خلاصنا وسيعود ثانية فى مجده ليدين العالمين "

هذا " قانون ايمان " يجمع فى طياته كل ما نؤمن بيه نحن المسيحين الا انك لا تجد بداخل الكتاب المقدس جملة واحدة تحوى كل ما نؤمن بيه كما سردتها

لكن مرجعية " القانون " كتابية

وهوضح اكتر

نحن مؤمنين ان الابن مساو للاب فى الجوهر هل لدينا نص فى الكتاب يقول حرفيا "الابن مساو للابن فى الجوهر " والمساوة باليونانى هومواوسيوس

الحرف لا يوجد لكن الفكر نفسه يوجد فيسوع نفسه ساو نفسه بالله الاب " انا والاب واحد –من رانى فكانه رائ الاب – الا تؤمن بانى فى الاب والاب فى – بهاء مجده ورسم جوهره – صورة الله ولم يحسب اختلاسا ان يكون مساويا لله – ابنه الوحيد الجنس .........وغيره "

كل نص من عشرات نصوص تؤكد ان الكلمة مساو للاب فى الجوهر ومن جنسه

الحرف نفسه ليس هو السبيل الوحيد لاستمداد عقيدة معينة لكنها لتاكيدها

هعطى مثال اخير

3- اعطينى نص مكتوب فيه كلمة الثالوث

واحدانية جوهر الاب والابن والروح مش مجرد نص دا فكر كتابى كامل فالمسيح مثلا امر تلاميذه ان يذهبوا ويبشروا ويعمدوا باسم الثالوث " باسم الاب والابن والروح القدس " والبركة الرسولية كانت بركة بالثالوث " نعمة الله الاب ومحبة الاب وشركة الروح " كما ان الكتاب اعلن الوهية الاب " الله الاب " والوهية الابن " الكلمة هو الله " والوهية الروح " الله روح , روح الاب , الروح المنبثق من الاب " وغيره واعلن وحدانيتهم

عشرات النصوص تعلن وحدانية الله وثالوث اقانميه اب وكلمة وروح هذة العقيدة اطلق عليها عقيدة " الثالوث "

حرفية كلمة " الثالوث " ليس هى العقيدة , " الثالوث " مصطلح يوضع لبلورة العقيدة

لكن نصوص العقيدة ليست نص او اثنين او ثلاثة او اربعة او خمسة او عشرة دا فكر كامل يستمد من خلال قراءة الكتاب ككل

خلاصة الكلام /

ان حرفية النص ليس هو الطريق للوحيد لمعرفة العقيدة المستقيمة , ولكنه لتاكيدها

فهناك نص واضح يقول بان " وكان الكلمة الله " هذا نص حرفى

لكن الوهية الكلمة ليست مستمدة من هذا فقط , الوهية الكلمة مستمدة من عشرات بل مئات النصوص والمواقف والادلة الاخرى

حرفية النص لتأكيد العقيدة المثبتة بمئات الادلة وليس هى الطريق الوحيد لاستمداد ورسم العقيدة


مخلص الكلام فى العموم
1-ان الوحى المسيحى تفاعلى الله يعلن والكاتب يكتب
2-التقليد المكتوب ماهو الا تدوين وترتيب ما علموه الرسل لكنائسهم " بملء اليقين والمعرفة " كخداما ومعانين للكلمة
3-ان حرفية النص ليس هو السبيل الوحيد لوضوح ورسم العقيدة بل انها لتاكيد العقيدة المثبتة بمئات الادلة والنصوص الكتابية والتقليدية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن الرجاء
مشرف
مشرف
ابن الرجاء


عدد المساهمات : 2330
نقاط : 8689
السٌّمعَة : 61
تاريخ التسجيل : 06/02/2013
العمر : 34
الدولة : مصر

تعالوا ندرس اللاهوت الدفاعى Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعالوا ندرس اللاهوت الدفاعى   تعالوا ندرس اللاهوت الدفاعى I_icon_minitimeالأحد يوليو 21, 2013 9:33 am

المحاضرة الثالثة


بعد أن تكلمنا في المحاضرتين السابقتين عن شقي التقليد الرسولي وقلنا أنهم بنفس المستوى السلطوي ( اي ذا السلطان على كل مسيحي )، وجب الآن وفقاً لأستئلتكم أن نُعرّف أمراً هاماً آخر، وهو ، ما هى المصادر القانونية للإيمان المسيحي؟، بالطبع تكلمنا عن أول شقين، وهما شقين في مرتبة الوحي المقدس لأنه من الرسل أنفسهم، واليوم سنتكلم ببساطة عن المصادر الأخرى التي شغلتكم في المحاضرتين السابقتين.

المجامع الكنسية، المجامع الكنسية هى عبارة عن إجتماعات طارئة لمجموعة من قيادات الكنيسة في زمن محدد لمناقشة أمر محدد، والمجامع الكنسية تنقسم إلى ثلاثة أقسام ( والبعض يقسمها إلى إثنين فقط )، قسم يُعرَف بـ " مجامع مسكونية " وآخر بـ " مجامع مكانية " وآخير يعرف بـ " مجامع محلية " والمقصود بالمجامع المسكونية، هى تلك المجامع التي تُعقَد عالمياً لمناقشة أمر طاريء ، وأما المجامع المكانية فهى عبارة عن إجتماع الأسقف بالكهنة وبالشمامسة لمناقشة أمر ما داخليا داخل هذه الأُبروشيّة ، وأما المجامع المحلية ( ويطلق عليها أيضا " المجامع الإقليمية " ) فهى التي يجتمع فيها البابا مع اساقفته على مستوى كنسية ( طائفة ) ، والمجامع كانت في عصر المسيح له المجد نفسه، ففي ( متى 26 : 3 ) جاء " حينئذ اجتمع رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب إلى دار رئيس الكهنة الذي يدعى قيافا " وفي ( مرقس 15 : 1 ) جاء " وللوقت في الصباح تشاور رؤساء الكهنة واشيوخ والكتبة والمجمع كله فأوثقوا يسوع ومضوا به وأسلموه إلى بيلاطس " وأيضاً في ( أعمال الرسل 5 : 27 – 42 ) مع الرسل ، وأيضاً مع أول الشمامسة إستفانوس ( أعمال الرسل 6: 9 )، ثم بعد ذلك عقد الرسل أنفسهم بعقد مجمع في أورشليم في عام 49 ميلادية، أي في حياة كل الرسل تقريباً، ونرى أنه في نهاية المجمع قد قال الرسل ( 15 : 28 ) " لانه قد رأى الروح القدس ونحن ان .... "، وهذا يوضح قيمة قرارات الرسل فقد تشاركت مع الإله على نفس المستوى، وهنا يوضح أيضاً قيمة القرارات التي تخرج من المجامع أنها قرارات إيمانية ملزمة لكل مسيحي ( هذا إن كان المجمع مسكوني )، على كلٍ، ليس هذا ما نناقشه الآن، المهم أن نعرف أن المجامع ( وخاصة المسكونية ) غير المختلف عليها قوانيها ملزمة لكل مسيحي بحسب نوع المجمع، فلا ننسى أن الرب قد اعطى الرسل سلطان الحِل والربط حين قال لهم " الحق اقول لكم كل ما تربطونه على الارض يكون مربوطا في السماء. وكل ما تحلّونه على الارض يكون محلولا في السماء " ( متى 18: 18 )، الأمر الهام الآخر هو أن نعرف أن المجامع لم تخترع شيئاً، المجامع فقط قننت شيئاً بصورة رسمية أي و ثقته، وجعلت إطاراً على هذا الشيء ، من يتعداه فقد خرج خارج الأيمان المسيحي ويتم الحكم عليه بالفصل عن جسد المسيح الذي هو الكنسية الواحدة الوحيدة الجامعة الرسولية، يجب هنا التنبية إلا امراً هام، هذه المجامع ليست وحياً بالمعنى المتعارف عليه، فهى للرسل فقط ( بإستثناء مجمع أورشليم )، ولكن قرارات هذه المجامع ( غير المختلف عليها ) هى داخل إطار التقليد الرسولي، فكل ما عملته هذه المجامع هو وضع خطوط فاصلة صريحة بين ما هو صحيح وما هو خاطيء، فالمجامع لم تخترع شيئاً لا أصل له بل فقط أظهرت ما كان عليها أن تظهره من التقليد المسلم لها لذلك يقول القديس أثناسيوس " إيماننا صحيح يبدأ من تعاليم الرسل و تقليد الآباء و يتأكد بالعهد الجديد و العهد القديم ".

الليتورجيات، تعني هذه الكلمة الصلوات الدورية في الكنيسة، سواء صلوات القداس نفسها او الصلوات الأخرى المرتبطة بالكنيسة ويدخل معها الطقوس ومعانيها مثل العِماد والميرون ومسحة المرضى، هذه اليتورجيات ليست هى نفسها التقليد الرسولي بشكل مباشر، ولكنها تحوي التقليد الرسولي سواء التقليد الشفهي او التقليد الكتابي، فنجد مقاطع من القداس الألهي من الكتاب المقدس، ونجد تعاليم التقليد الرسولي أيضاً فيه، فترى الثالوث وترى التجسد وترى الفداء ..إلخ، فيمكن ان نقول ان الليتورجيا هى التفعيل العملي للتقليد الرسولي في حياة المؤمن المسيحي.

تفاسير الآباء، هذه التفاسير هى إمتداد التقليد الرسولي نفسه ، ليست هى نفسها التقليد ولكنها إمتداد التقليد ، فالتقليد الرسولي قد سُلِمَ مرة للقديسين، ونقله لنا الآباء وحافظوا عليه، واستخدموا التقليد المنقول شفاهاً في تفسير التقليد المنقول كتابةً، فالتقليد محفوظ أيضاً داخل تفاسير الآباء حيث تم تفعليه في التفسير، فيمكن ان نقول أن المحتوى العام الإيماني للتفسير الآبائي هو التقليد الرسولي المنقول إلينا والذي حُفِظ على مر العصور، لا يعني هذا أن تفاسير الآباء غير التقليد الرسولي لأنها هى إمتداده ومزيج بين شقيه ( الشفاهي والكتابي )، لذلك ففي نقاشنا مع غير المسيحيين فمعيار التفسير هو الآباء لأنهم حصلوا على فرعي التقليد، خصوصاً الآباء اليونان ( اي الذين يتحدثون اليونانية ) لأنهم يقرأون العهد الجديد بلغتهم اليونانية أيضاً فلا يكون هناك إختلافا في اللغة، بالإضافة إلى قربهم من العصر الرسولي، بالإضافة إلى عدم دخول ثـقافات أخرى عليهم بالإضافة إلى التقليد المسلم إليهم من آبائهم، فكل هذه عوامل ترفع من شأن التفاسير الآبائية وقد بدأت منذ سنوات محاولات عديدة لترجمة أقوال الآباء إلى اللغة العربية من دارسين متخصصين فيها، هذا النوع من التقليد يطلق عليه البعض " التقليد الأبوي "، ويمكن أن نطلق على كل الأعمال الأبوية ( من غير الآباء الرسل) سواء كانت تفسيرية أو تأملية أو دفاعية .. إلخ، الأدب الآبائي.


طبيعة المسيح، من هو المسيح؟ هل هو الإله فقط ؟ هو هو الإنسان فقط؟ لا، المسيح هو الإله الكلمة المتجسّد فهو يحوي كل طبيعة اللاهوت وكل طبيعة الناسوت إلا الخطية وحدها، والطبيعة الألهية متحدة إتحاد تام حقيقي دائم بغير إنفصال ولا أمتزاج ولا تغيير، ونقصد بهذا أن هذا الإتحاد لم يجعل الناسوت لاهوتاً ولا اللاهوت ناسوتاً، ولا إختلط اللاهوت بالناسوت ولا إبتلعت إحدى الطبيعتين الأخرى بحيث تتلاشى واحدة منهم فكل ما فعله المسيح كان بـ"الإتحاد" بين الطبيعتين، وهنا يجب شرح أمراً هام فلتتذكروه عند بداية التعليق على سلسلة المحاضرات للمسلم التي سنرد عليها جميعاً حيث ستجدون العجب العجاب فيها بشأن هذه الأمر، فعندما نقول مثلا أن المسيح هو الذي مات على الصليب، فهل الذي مات هو اللاهوت ام الناسوت؟ يطرح المسلم هذا السؤال بغرض التشكيك والفاهم منهم ( جدلاً ) بغرض التفاخر، ويفكر بالطريقة الآتية: إن قال "النصراني" ان الذي مات هو اللاهوت فيكون قد " كفر " لان الله لا يموت وهكذا ينص الكتاب التقليد المكتوب دائماً، ولو قال "النصراني" أن الناسوت هو الذي مات فيكون الفداء لم يتم لأن الفداء يلزمه ذبيحه غير محدودة للتكفير عن الخطية، فهنا يقف المسلم متفاخرا ويقول " هه هزمت النصراني! " وفي حقيقة الأمر السؤال مضحك، وخاطيء ولكن لكي نرد عليه لن نبدأ بتصحيح السؤال بل سنعطيه إجابة صحيحة على السؤال الخاطيء، فالإجابة الصحيحة هى " الناسوت المتحد باللاهوت " فالفعل نفسه يقع على الناسوت لأنه من صفات الناسوت، لكن هذا الناسوت متحد دائماً إتحاداً حقيقياً باللاهوت، فهنا الفداء تم بفعل اللاهوت والناسوت، الناسوت وقع عليه " فِعل الموت " واللاهوت أعطى لموت الناسوت عدم محدودية لخلاصه ( أكرر، عدم المحدودية للخلاص وليست للناسوت! ) ويوجد مثال جميل لشرح هذا الفداء، فعندما يتم تسخين قطعة حديد إلى حد الإحمرار ويتم الطرق بعد ذلك على الجزء الملون باللون الأحمر نتيجة النار، فالطرق نفسه لا يؤثر في النار ولو لقينا نطرق لعامين!، ولكنه يؤثر بسرعة على قطعة الحديد نفسها، ولكن هذا التأثير في قطعة الحديد تعطيه النار المتحدة به إمكانية للتشكيل بسهولة جداً، هكذا الأمر ما الفارق بالطبع، فعندما نقول أن المسيح فعل هذه بالناسوت لا نقصد ان الناسوت كان منفصلا عن اللاهوت عندما فعل هذا الأمر ، وعندما نقول ان المسيح فعل هذه باللاهوت فلا نقصد انه فعل هذه باللاهوت منفصلا عن الناسوت، فكل طبيعة متحدة بالأخرى إتحاد حقيقي كامل منذ اللحظة الاولى للتجسد، وعندما سنتقدم للمرحلة الثانية من الدورة سنتعمق عملياً في هذا الموضوع.


الثالوث، ما هو الثالوث؟ هل هو جعل الإله ثلاثة؟ هل هم ثلاث آلهه بجانب بعضهم؟ ام ماذا؟ دائماً أقول عبارة يمكن أن تشرح الثالوث ببساطة، الثالوث ليس خروج عن جوهر الله الواحد فنعدده إلى آلهه بل دخول إلى جوهر الله الواحد فنعرفه أكثر، وهذا الإعلان هو بحسب ما أعلنه لنا التقليد المقدس سواء المنقول شفاهاً أو كتاباً، ومن التعاليم الأساسية التي غفلناها عبر الزمن نتيجة التسطيح في دراسة الكتاب المقدس والتقليد المقدس هو أننا عندما نقول مصطلح " الله الآب " فإننا بهذا اللفظ نتضمن الله الإبن والله الروح القدس، لان الكتاب يعلن بوضوح ( حتى بدون التقليد المقدس ) أن الروح القدس منبثق من الآب، وأن الإبن في حضن الآب، فطالما قلنا أن " الآب " هو الله فقد تضمّنّا الإبن والروح القدس لأننا لا نتحدث عن ثلاث آلهه منفصلين نؤله واحد بعيدا عن الآخر، الثالوث القدوس يتساوى في كل شيء جوهرياً، فنحن نؤمن بـ " جوهر واحد ثلاثة أقانيم "، وكلمة هيبوستاسيس في اللغة اليونانية تعني " ما يقوم عليه الشيء " وهى المقابل اليوناني للكلمة الآرامية " قنوما " المعربة إلى " أقنوم "، يمكن شرح الثالوث بطريقة بسيطة أيضاً كالآتي، الآب هو الإله من حيث الجوهر وهو الأصل ( أي المنبثق والمولود منه ) من حيث الأقنوم والإبن هو الإله من حيث الجوهر وهو المولود من حيث الأقنوم، والروح القدس هو الإله من حيث الجوهر وهو المُنبثق من حيث الأقنوم، ولتوضيح هذا الأمر للمسلم يمكن أن نشرحها من جهة الأقنومية نفسها بشكل أبسط من السابق ، فنقول :

الله موجود بذاته ....... الآب
الله ناطق عاقل بذاته .... الإبن
الله حي بذاته ........... الروح القدس

ويمكن شرح الثالوث بصورة بسيطة أيضاً ولكن من جهة واحدة فقط، فنقول، لو مثلنا الثالوث بزوايا المثلث الثلاثة، فكل زاوية من الثلاثة ليست هى الزاوية الأخرى ولكن كل زاوية من الثلاثة يمكن من خلالها تمثيل المثلث ، فنقول الزاوية أ ب ج تعبيراً عن المثلث بالزاوية ب، ونقول المثلث ب ج أ تعبيرا عن المثلث بالزاوية ج، ونقول المثلث ج أ ب تعبيرا عن المثلث بالزاوية أ، فكل منهم يعبر عن هذا المثل كاملاً حيث أن كل زاوية تكون بين ضلعين وهميين يكونان شكل المثلث وفي نفس الوقت هو مثلث واحد، انا شخصياً مقتنع أنه يمكن شرح الثالوث القدوس بأمثلة، بالطبع ليست مطابقة، ولكنها تقريبية، وأيضاً في شرح وجه واحد من الأوجة وليست كل الأوجة، وهذا رأي شخصي لي، ويوجد آراء أخرى تقول بعدم شرح الثالوث بالأمثلة.


هل الله إتخذ ولد؟!، ما الفرق بين بين أن لله ولد وان الله أتخذ ولد وبين مصطلح " إبن الله "؟، القول بأن الله إتخذ ولد هو قول لا علاقة له بالمسيحيية على الإطلاق، حيث أن اللفظ يقول بأن الله " إتخذ " ولداً، فهذا يعني أنه لم يكن متخذه قبل أن يتخذه وبالطبع هذا ينافي عقيدة المسيحيين، فالمسيح هو إبن الله الوحيد أي من ذات الله ، وهذه الولادة ليست ولادة زمنية بحيث لم يمر أي وقت ولا غير وقت لم يكن فيه الإبنُ إبناً ولا الآبُ آباً، ومن هنا ييظهر الفرق، أما مصطلح " إبن الله " فهو ينفي كل الأنواع المعروفة البشرية للولادة، فهى ولادة غير زمنية ولا جسدانية، الولادة المقصودة هنا هى ولادة من ذات الجوهر في ذات الجوهر أي أن الإبن من جوهر الآب ومولود أقنوميا داخل الجوهر الألهي، هل القرآن يرفض البنوة المسيحيية؟ في الحقيقة القرآن لا يوجد به ولا نص واحد يرفض عقيدة الولادة المسيحيية كما تقول بها المسيحيية، فما يرفضه القرآن هم أن الله يتخذ صاحبة ومنها ولداً، وهذا نتفق فيه معه، فالله لا يفعل هذا الأمر ولا نؤمن بهذا على الإطلاق، فعلام يعترضون؟


هل الثالوث هو ما يطلق عليه البعض" ثالث ثلاثة "؟، في الحقيقة هذا الكلام لا علاقة له بالعقيدة المسيحيية من أي وجه، فالقرآن يقول عن " ثالث ثلاثة " أي " الثالث من ثلاثة " ويقول أن أحد الثلاثة هو " الله " ، وفي مواضع أخرى يشرح أن الثلاثة هم " الله " تزوج " مريم " وأنجب منها " عيسى "، فهل هذا ثالوث المسيحيية؟ أو هل هذا هو فكر الإبن في المسيحيية ؟، هذا الكلام لا علاقة له بالمسيحيية على الإطلاق، فالثالوث المسيحي هو " الآب والإبن والروح القدس" وليس به " زوجة " وليس به لفظ " الله " كأقنوم، وليس به " عيسى "! فما علاقة هذا بنا!، هل القرآن يرفض الثالوث؟ الحقيقة هى " لا " لأن القرآن في كل نصوصه يتكلم عن ثالوث آخر مختلف عن ثالوث المسيحيين المعروف، وبالتالي فلم يتكلم عنه من الأساس وبالتالي لم يرفضه.

ما هى خطة الله لخلاص البشر؟ خلق الله الإنسان وأعطاه وصية أن يأكل من جميع شجر الجنة إلا شجرة واحدة، ولكن الإنسان بغواية الحية قد أكل وسقط فحُكِم عليه بالموت الذي كان قد نبهه الرب له أنه العقوبة في حالة الأكل من الشجرة، ولكنه أكل وأصبح محكوم عليه بالموت، ففي ملء الزمان تجسد الله متأنساً من الروح القدس ومن العذراء مريم، فهل يؤله المسيحيون إنساناً ويعبدونه؟ أم يعبدون الله الظاهر في الجسد ؟، المسيحيّة لا تعرف تأليه البشر بل هى تعبد الإله الحقيقي وحده، هل الذي تجسد هو " جزء " من الله هو " الإبن "؟ بالطبع لا، فالإبن ليس جزء من الآب، فهو كل الإله وليس قِسم منه، فالذي تجسد هو الله وأقنوم الظهور الإلهي هو أقنوم الإبن، كما كان يظهر في العهد القديم بصور كثيرة، وفي آخر الأيام ظهر لنا آخذاً صورة عبدٍ، فنحن لا نؤله إنساناً بل نُعلن عن ألوهية الإله.


أين قال المسيح انه جاء ليفدينا من الخطية الأصلية؟، ما هى الخطية الأصلية أولاً؟ هل هى خطية الأكل من الشجرة؟ أم هى عصيان أمر الله بالأكل من الشجرة؟ أم هى التكبر؟ الخطية الأصلية هو تعبير يطلق على الفساد للطبيعة البشرية في البداية ، أي في الأصل، فلذلك الرب يسوع المسيح لم يأت لفدينا من خطية آدم وحدها، بل جاء ليطلب ويخلص ما " قد هلك " ، وأتي ليكون لنا " حياة " فلهذا لم يتكلم المسيح عن " الخطية الأصلية " لان من ضمن الخطايا ومن ضمن ما قد هلك ستكون هذه الخطية، فهو يخلص الكل في كل زمان ومكان، كل من آمن به يخلص.

كيف ينسب الكتاب المقدس الذنوب للأنبياء؟، يجب هنا أن نعلم من هم الأنبياء، الأنبياء مثلنا تماماً ، لا يتميزون عنا في أي شيء إلا أمر واحد، وهو أمر الوحي، ففيه فقط هم معصومين، ولكن في غير الوحي غير معصومين، فلماذا ينسب لهم الكتاب المقدس الزنا والكذب ..إلخ ؟ يجب أن نسأل سؤالاً سيوضح لنا ما هو الرد، هل الكتاب المقدس نسب إليهم الخطايا أم ذكر أنهم قد أخطأوا؟ بالفعل قد ذكر انهم اخطأوا، فقد ذكر خطأهم، ليعلمنا أنه كتاب لا يحابي لأي شخص، لانه كتاب القدوس، فلا قداسة لأحد إلا له، فلهذا ذكر ما فعله الأنبياء فعلا ولم يدعِ عليهم ما لم يفعلوه، الغريب والعجيب ان من يعترضون على هذه الخطايا في الكتاب المقدس، الأنبياء لديهم قد أذنبوا أيضاً!!



تحريف الكتاب المقدس!، فكما عرفنا ان الوحي هو تعامل الله مع الانسان باساليب وطرق مختلفة و تظهر في مواهب متعددة و الكتاب المقدس هو الوحي النقل ياي المدون وهو جزء من التقليد المسلم من الرسل القديسين، والكثير من غير المؤمنين ،المسلمين تحديدا يتهمون الكتاب المقدس بالتحريف ولكن دون اي دليل او برهان فالذي لا يستطيع ان يواجه الحقيقة يهرب منها وهذا هو أسلوب الهرب من الحقيقة الواضحة أي الكتاب المقدس ،والشيطان له أسلوب معروف هو التشويش ،فطالما لم يستطع أن يواجه الكتاب المقدس فإنه يقوم بالتشويش على المؤمنين به ، اما إلهنا هو اله سلام ونظام، فهل يُعقل تحريف الكتاب المقدس؟ ، الكتاب المقدس هو الجزء المدون من التقليد الرسولي ، والتقليد الشفاهي لا يتعارض مع الكتاب بل يشهد لصحته، وأقوال جميع الاباء من القرن الاول تشهد للكتاب المقدس.

v هناك 25000 مخطوطة وقصاصة ترجع بعضها للقرن الاول جميعها تشهد للكتاب المقدس فهل يعقل ان يكون التحريف في جميع نسخ الكتاب على مستوى العالم كله ؟
v اليهود والمسيحيون يشهدون لصحة الكتاب المقدس فان حرف طرف منهم شيئ سيفضحه الطرف الاخر فمن الذي حرف الكتاب؟ واين التحريف ؟
v لا يوجد قصاصة ولا مخطوط ولا برديه للانجيل والتوراه الوهمية في اذهان المسلمين فهل يعقل وجود انجيل اخر غير الذي في ايدينا؟
v لا يوجد ما يُقاس عليه بأن الكتاب محرف,, فاين النسخة غير المحرفة التي استدلوا منها على تحريف الكتاب المقدس ليقارنوها بالمخطوطات الموجودة؟
v قد يلجأ البعض الي علم النقد النصي على انه ضد الكتاب المقدس والعكس هو الصحيح فالنقد النصي يشهد لصحة الكتاب المقدس وقد يلجأوا الى الاختلافات بين المخطوطات على انها تحريف وحتى ان سلمنا وجود هذه الاختلافات, فولا اختلاف منهم يضر العقيدة المسيحية بالرغم من كونها اختلافات ترجع الى اخطاء النساخ وليس خطا الوحي، فلا يوجد خطأ نسخي واحد يؤثر على أي عقيدة في المسيحيية، وأنا ( مولكا ) شخصياً درست علم النقد النصي إلى الآن دراسة أستطيع أن اقول عليها مستفيضة جداً وقد تأكد لي قوة هذا الكتاب الجبار، فلا يمكن نقد المسيحيية سواء عن طريق الكتاب المقدس او عن طريق التقليد المقدس، فأبواب الجحيم لن تقوى عليها.

 يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تعالوا ندرس اللاهوت الدفاعى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 3انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
»  لماذا ندرس تاريخ الكنيسة؟
»  "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"
»  اللاهوت العقلي
»  أسرار اللاهوت
»  علم اللاهوت الطقسي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور الحياة  :: المنتديات المسيحية العامة - Christian public forums :: الطقس والعقيده والاهوت-
انتقل الى: