ما هي علاقتك بأحلامك؟
*
هل أنت من أصحاب أحلام اليقظة أم ممن لا يعترفون بها؟ هل تحلم في نومك
وتستيقظ منزعجا تحرك رأسك يمينا وشمالا كي تنفض عنك بقاياها؟ هل تبحث عن
الحلم أن هو يتلبسك؟ "هو شخص حالم" قد تصف صديقا أو زميلا بهذا الوصف،
وأنت تحمل في وصفك هذا نبرة فيها انتقاد غير مباشر، فالشخص الحالم في نظرك
هو إنسان غير واقعي، لا يلتزم بالمنطق ويؤجر عقله لخيالات واهمة وهو في
نظرك مازال يعيش مرحلة المراهقة! لكنك قد تقسو في نظرتك هذه، فالواقعية
ومجاراة المنطق لا تتنافى مع رغباتك كإنسان في أن تحلم.
كثيرمن
الأفكار التي صفقنا لها كانت مجرد خيالات حالمة في أذهان أصحابها، كثير من
الكتب والشخصيات الروائية التي قرأناها والتصقنا بتفاصيلها كانت في أصلها
حلماً هارباً في ذهن الكاتب أو الروائي ولعل هذا المثال لا يدعم فكرتي
بقدر ما يعزز الفكرة المناقضة لها! لكننا سنكمل لأنني أريد أن أدافع عن
الأحلام، عن حق كل إنسان في أن يغمض عينيه ويحلم ويتحدث عن أحلامه ويتمنى
أن يحققها ويصاب بالخذلان حين تكتفي بأن تبقى في ذهنه ولا تترجم على أرض
الواقع.
قد
ننظر للشخصية الحالمة على أنها شخصية غير جادة، غير واقعية، شخصية تمارس
الهروب أكثر مما تحب المواجهة. وهذه الصورة النمطية للشخصية الحالمة. لكن
هذه الشخصية قد تكون مشروعا متميزا يلفت النظر، قد يكون الحلم بالنسبة لها
خيطا يربطها بالواقع، قد تتوالد أحلامها لتخلق إبداعا نصفق له.
احلم
قليلا، فالأحلام هي نسيم عليل يتسلل إليك من نافذة قد طال إغلاقها. احلم
ولو للحظة لأن الحلم قد يرسم ابتسامة على شفتيك قد يزيل بعضا من ضغوطك
اليومية، قد يبعد عنك شيئا من كآبة الواقع. احلم فليس بالضرورة أن تتحقق
كل الأحلام يكفيك أن تحمل يكفيك أن تعيش في ذهنك حتى وإن لم يستوعبها
الواقع.
في
داخل كل منا شخص حالم ينتظر أن نعطيه فرصة كي يظهر كي يعبر عن نفسه، لكننا
في أحيان كثيرة ننشغل بقمعه وبالتالي نفقد النكهة الخاصة التي تميزنا عن
الآخري ن